الاثنين، 29 فبراير 2016

بسم الله الرحمن الرحيم
بحث مختصر عن #اليهودية_وما_تفرع_عنها ضمن سلسلة #العقائد_و_الأديان.
الجزء
الخامس ..
"#التلمود  #
תלמוד  " الكتاب المقدس الخفي لليهود هذا الكتاب الذي دون على رقه قبل الفي عام إلا مائة ونيف تقريبا و اتقن اتقاً بالغا مبهرا بحيث ينطلي على ذي اللب ولا يفهمه وتراهاته الا الراسخون في العلم فاقول مستعيناً بالواحد القهار .
.
.
التلمود النشأة والأثر على يهود:
إذ ينقسم التلمود إلى جزئين هامين:
1- المشناه Mashanh وهو الأصل "المتن".
2- جمارا Gemara، شرح مشناه.
ومشناه أول لائحة قانونية وضعها اليهود لأنفسهم بعد التوراة، جمعها يهوذا هاناسي Judah Hanasi فيما بين 190 و200م، أي: بعد قرن تقريبًا من تدمير تيطس الروماني الهيكل.
أما "جمارا" فاثنان: جمارا أورشليم "فلسطين"، وجمارا بابل.
جمارا أورشليم "أو فلسطين" هو سجّل للمناقشات التي أجراها حاخامات فلسطين "أو بالأخص علماء مدارس طبرية" لشرح أصول المشناه، ويرجع تاريخ جمعه إلى عام 400 م.
وجمارا بابل هو سجّل مماثل للمناقشات حول تعاليم المشناة، دونها علماء بابل اليهود، وانتهوا من جمعه سنة 500م تقريبًا.
فمشناه مع شرحه جمارا أورشليم يسمَّى "تلمود أورشليم"، ومشناه مع شرحه جمارا بابل يسمَّى "تلمود بابل"، وكلاهما يطبع على حدة.
المشناه: هو خلاصة "القانون الشفهي"1 Oral law، الذي تناقله الحاخامات منذ ظهور حركة الفريسيين التابعين لأهواء النفس، ونشطت حركتهم بعد ظهور عيسى ابن مريم عليه السلام، مما أدى أخيرًا إلى تسجيل المبادئ الهدَّامة التي قامت عليها دعوة الفريسيين التي استنكرها المسيح.
في مقدمة كتابه "شرح المشناه" كتب الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون Maimonides ما يلي تعريفًا بالمشناه:
"منذ أيام معلمنا موسى حتى حاخامنا المقدس "يهوذا هاناسي" لم يتفق أحد من علماء اليهود" على أيَّة عقيدة من العقائد التي كانت تدرس علانية باسم "القانون الشفهي"، بل كان رئيس محكمة كل جيل أو نبيه يضع مذكرة عمَّا سمعه عن سلفه وموجهيه، لينقلها شفهيًّا إلى شعبه، وهكذا ألَّف كل فرد "من العلماء" كتابًا مماثلًا ليستفاد منه حسب درجة كفاءته، إذا كان متمكنًا من القوانين الشفهية وما توصل إليه السابقون من تفسير التوراة، والقرارات التي أعلنت في مختلف الأجيال، وقررتها المحكمة العليا "السنهدرين"، وهكذا تقدَّم الزمن حتى أتى حاخامنا المقدَّس الذي جمع لأوَّل مرة كل ما يتعلق بالسنة والأحكام والقرارات، وشرح القانون المروي عن موسى -معلمنا- المأمور به في كل جيل".
.
.
نشأة المشناه:
مشناه معناها بالعبرية "المعرفة" Learning أو "القانون الثاني "Second law"، ويزعم اليهود أنه أنزل على موسى، في طور سيناء، فيروي اليهود عن الحاخام ليفي بن شما chama الذي يروي عن سيمون بن لاكيش lakish، الذي قال مفسرًّا لما جاء في التوراة: "إنا سنعطيك ألواح الحجر، وقانونًا ووصايا كتبناها، لتعلمنا لهم" "الخروج 24:12 ".
إنَّ المراد من الألواح: الوصايا العشر، والقانون: هو القانون المكتوب، والوصايا هي المشناة، "وكتبناها" يعني الذي كتبه الأنبياء من كتابات مقدسة [يتناقلها اليهود] . لتعلمها" معناه: الجمارا، فهذا يعلمنا أن هذا كله أعطي لموسى في طور سيناء".
وتتضح من هذا خدعة الحاخام لشعبه: كيف أنه يفرق بين ألواح الحجر والقانون المكتوب "وهما شيء واحد" ثم يخلط بين الوصايا والألواح زاعمًا أنَّ الألواح هي الوصايا العشر، وأن الوصايا هي المشناه، ثم يخدع شعبه مرة أخرى بأن يوهمهم بأن المراد من "لتعلمها" ليس تعليم التوراة، وإنما تعليم الجمارا، وهو -كما سنوضح- يعتبر الأهم بين الكتب التي وضعها الحاخامات بينم يفسر، "كتبناها" على أنه "أي الضمير" يرجع إلى الأنبياء بدلًا من الله!
ويضيف اليهود: إنَّ المشناه تناقله عن موسى أربعون "مستقبلون" Receivers جيلًا عن جيل، حتى جاء الحاخام يهوذا هاناسي "المقدس"، ولما كان الهيكل لا يزال قائمًا آنذاك، كمركز اليهود، لم يجز شرعًا كتابة هذه التعاليم.
وأهم الكتب التي ألفت لتضارع المشناه كتاب الحاخام إليعاذر بن يعقوب Eliezer ben Jacob ويسمَّى "بريثا" Braitha ويعتبره البعض "نظيرًا" للمشناه؛ لأنَّ 102 حكمًا من أحكام الشريعة التلمودية هي من وضع الحاخام إليعاذر، رغم مخالفة المشناه لها.
.
.
مباحث المشناه:
يتكون "المشناه" من ستة مباحث تسمَّى "سيدا ريم"، أي "أحكام "orders وهي كما يلي:
1- زيرائيم zeraim "البذور: Seeds"، ويتضمَّن اللوائح الزراعية 11 رسالة Tractates.
2- موئيد Moed "الأيام المقررة: Appointed times" يحتوي على لوائح الأعياد والصيام 12 رسالة.
3- نشيم Nashim "المرأة" يتضمَّن قوانين الزواج والطلاق والنذور والناذر، 7رسائل، منها رسالة "عابوده زاره" الشهيرة، ومعناها: "عبادة الأوثان"، وتتناول علاقة الوثنيين باليهود.
4- نيزيكين Nezekin "الأضرار" يشمل القوانيل المدنية والجنائية 10 رسائل.
5- كوداشيم Kodashim "الأشياء المقدسة"، عن قوانين الصلاة.
11 رسالة.
6- توهاروث Toharoth "الطهارة" عن قوانين الطهارة والنجاسة 12 رسالة.
ويبلغ عدد هذه الرسائل 63 رسالة، وكلها مقسَّمة إلى فصول وجمل.
والتلمود يشار إليه أحيانًا بكلمة شاس Shas، وهي اختصار للكلمة العبرية Shishah sedarim أي: الأحكام الستة".
وبالإضافة إلى هذه الرسائل الست توجد رسائل تلمودية صغيرة
Minor Tractates، وهي كما يلي:
سفر توراه Safer torah
ميزوزاه Mezuzah تفلين Tefillin
تزيت زيث Tzitzith
أباديم Abadim
كوثيم Kuthim
جريم Gerim
وهناك ست رسائل أخرى تضاف إلى طبعات التلمود الجديدة، وهي:
أبوث الحاخام ناثان Aboth de Rabbi Nathan
سوفريم Soferim
سيماهوث Semahoth
كالاح Kallah
درش إريتز إسرائيل Derech Erets Israel
درش إريتز زوتا Derech Eretz Zuta
وهناك سفر مماثل للتلمود تمامًا يسمَّى ميدراش Midrash, وهو يجمع الحكم والقصص والأحكام التي جمعها أو اختلقها الحاخامات بعد إتمام التلمود، فدوَّنوها في هذا السفر مخافة أن تضيع. هذا رغم أنَّ التلمود نفسه استغرق تدوينه ما لا يقل عن ألف عام من الزمن .
.
.

مهندسو المشناه:
وقد جمع الحاخام "أكيبا" Akiba المشناه وقسَّم فصوله، ثم جاء تلميذه "مثير" Meir فأكمل المشناه ويسَّره، وقد نهج الحاخامات الكبار على جمع وتأليف "المشناه" كلّ بطريقته الخاصة، حتى قرر يهوذا هاناسي -الذي تقدَّم ذكره- أن يقضي على التشويش الناتج عن تعدد "المشناه"، فدوَّن نسخة معتمدة، وقد استفاد يهوذا من جميع النسخ الموجودة خصوصًا نسخة مثير".
أما العلماء الذين اشتركوا في تأليف المشناه "منذ وفاة هليل Hillel سنة 10م، حتى إتمامه سنة 200"، فيسمون تنائيم 1 Tannaim، والعلماء الذين اشتركوا في وضع شرحه "جمارا" يعرفون باسم أمورائيم Amoraim، والذين أضافوا شروحهم إلى التلمود في القرنين السادس والسابع يسمون سابورائيم Saboraim، أي: العقلاء أو المناظرون "Reasoners"، والحاخامات الذين فسَّروا التلمود يسمون جيونيم Geonim، إذ كانوا رؤساء المجامع اليهودية، وإلا أطلق عليهم بوسيكيم Posekim أي: المقررون والفاصلون Deciders".
وهناك خلاف فيما إذا كان يهوذا هاناسي هو الذي جمع المشناه أم أن العالم "سابورائيم" "في القرن السادس" هو الذي قام بهذه المهمة، ولكن من المؤكد أن يهوذا هاناسي هو الذي جمع المشناه، أما الذين جاءوا بعده فاقتصرت مهمتهم على التهذيب والإضافة والتحسين والشرح.
وأحكام المشناه إمَّا عامة مجهولة المصدر، وهي أحكام مقبولة، وإمَّا آراء الحكماء Sages "حاخاميم Hachamim أو المعلمين. وآراء الحكماء "الحاخامات" هي المفضلة إذا وقع تعارض حول مسألة ما.
ولغة المشناة هي اللغة "العبرية الحديثة "Neo - Hebrew" فيها أثر من اليونانية واللاتينية.
.
.
نسخ التلمود :
سنهدرين: Senhedrin
ومعناها بالعبرية "المحكمة العليا" وهو الباب الرابع من رسالة المشناه "نيزيكين" ويعالج -حسب معناه اللفظي- موضوع المحكمة اليهودية العليا وقواعدها ودستورها، وهذا الباب مقسَّم إلى أحد عشر فصلًا، وكل فصل يعالج حالة من الحالات التي يمكن للمحكمة العليا اليهودية أن تصدر حكمها فيها أو تتدخل.
انظر للتفصيل:
The mishnok tratiese senhedrin
Dr. samuel Krauss, Lieden:1909
Semetic Studies Series-xl" pp v-vi
وقد شبه د. صموئيل كروس في كتابة هذا "السنهدرين" بلائحة القاضي. وقال: "إنَّ أهمية هذا الفصل تتوقف على ما له من مكانة في إجراءات المحكمة اليهودية العليا Jewich SYnhendrion "التي تعتبر آخر شعلة لحياة الدولة اليهودية، وهذا الفصل أثار اهتمام جانب كبير من الدارسين بسبب علاقته بحياة وموت اليهود". "Ibid, Pvii".
تلمود أورشليم "فلسطين" Talmud Yerushaimi:
ويسمَّى أيضًا تلمود "أو جمارا" أرض إسرائيل Eretz Israel أو تلمود "أو جمارا" بني مآربا" المغرب. تمَّ جمعه سنة 400م، بعد الإجراءات الشديدة التي اتخذها Ursicinus سنة 351 في فلسطين، مما أقلق اليهود بضياع القانون الشفهي السري.
والتلمود معناه بالعبرية "التعليم" "TEACHING".
والحقيقة أنَّ علماء قيصرية CAESAREA هم الذين قاموا بتدوين تلمود أورشليم، وليس علماء أورشليم أنفسهم، ويذكر هذا الاسم مجازًا على سبيل إطلاق الكلّ على الجزء. وكان الحاخام يوحنان JOCHANNAN على رأس القائمين بأمر تدوين هذا التلمود, وتلمود أورشليم -كما هو مطبوع الآن- لا يحتوي إلا على أربع رسائل "أحكام" من رسائله الست "التي مرَّ ذكرها ", وفي أيام موسى بن ميمون كان تلمود أورشليم مكونًا من خمس رسائل، وحذفت منه واحدة, وقد طبع تلمود أورشليم لأول مرة في البندقية "فينيسيا" في سنتي 1522-1523م .
.
.
تلمود أورشليم اليوم:
اعترف محرر دائرة المعارف اليهودية العامة أنَّ الطبعات الجديدة لتلمود أورشليم تخلو من كثير من العبارات والفصول، وعزا ذلك إلى عاملين:
1- حذفت هذه الفصول نتيجة لإهمال النساخ Scribal omissions.
2- تزييف متعمد Deliberatew falsification.
وحيث إننا لا نستطيع قبول العامل الأول "الحذف بسبب إهمال النساخ" وهذا لأنه لا داعي للنسخ من المخطوطات القديمة؛ لأن التلمود قد طبع قبل ظهور "الطبعات الجديدة" عشرات المرات في القرون الوسطى وأكثر هذه الطبعات أمانة وكمالًا هي طبعة البندقية التي اضطرت "الكنيسة" إلى تطهيرها -كما سيأتي.
يقول محرر دائرة المعارف اليهودية العامة:
"النص الحالي لتلمود فلسطين في حالة فاسدة جدًّا، والنسَّاخ الذين نقلوه لم يترددوا في تصحيحه كلما وجدوا أنَّ المعنى بعيد عن إدراكهم، وقد تكرر وقوع ذلك كثيرًا بسبب أسلوب التلمود البليغ، وبسبب لغة النص غير المألوفة، ومشكلة النص هذه أدت إلى زيادة هذه الأخطاء التي يقع فيها النساخ، مثل: وقوع التباس بين حروف متشابهة، وحذف حروف، وترك سطور، وإساءة فهم الرموز" .
وتلمود فلسطين مكتوب بالعبرية أو الآرامية الغربية، ويشمل على ما يقرب من 750.000 كلمة، و15 بالمائة منها هاجادا
Haggadah أي: القصص والحكايات اليهودية، وهذه القصص الخرافية هي أساس الإسرائيليات.
.
.
تلمود بابل:
اكتشف علماء اليهود بعد موت يهوذا هاناسي أنه قد ترك أشياء كثيرة دون تدوينها في المشناه"، ونص تلمود بابل أساسه مشناه يهوذا هاناسي مع الشروح التي كتبها الحاخام أبا أريكا ABBA AREKA1 في صور SURA، وأهم الكتب التي ألفت بعد موته هو "توسفتا" TOSEFTA، وأهم محتوياته: هاجاداه، أي: القصص، ومنها تستنبط الأحكام.
وبعد أن زادت المناقشات والآراء التي اتفق عليها الحاخامات، خافوا من ضياعها في حالة عدم التدوين، وأول من قام بتدوين تلمود بابل هو آشي "المتوفَّى 427م"، بمساعدة رابينا RABINA، وكان هدفه أن تكون في أيدي اليهود لائحة قانونية معتمدة، وكتاب يدرسه الطلبة اليهود.
.
.
طبعات تلمود بابل
...
طبعات تلود بابل:
وقد طبعت بعض فصول تلمود بابل سنة 1484، إلَّا أن الطبعة الكاملة نشرت في البندقية فيما بين 1520 و1523، أمَّا نسخة بازل BASEL، فقد خضعت للرقابة الكنسية التي حذفت منها أشياء كثيرة، وطبعة أمستردام "1644-1648م" لم تشوه كثيرًا رغم خضوعها للرقابة، والطبعة المعتمدة هي طبعة روم ROOM المنشورة في فيلنا VILNA سنة 1912 عن نسخة أعدت في ميونيخ في أواسط القرن الرابع عشر.
ويقول محرر دائرة المعارف اليهودية العامة: "إنَّ أحد أهم الأسباب لعدم بقاء مخطوط كامل "لتلمود بابل" هو التعصب الديني المغالي للمسيحية في العصور الوسطى، الذي دفع الكثيرون إلى إشعال النيران -أحيانًا- في العربات المحملة بالتلمود أو المخطوط".
وأول ترجمة كاملة لتلمود بابل نشرتها مطبعة سونكينو SONCINO بلندن.
وتلمود بابل يشمل 2.500.000 كلمة تقريبًا، منها ثلاثون في المائة عن "الهاجاداه" أي القصص، والباقي "هلاكاه" أي الأحكام.
.
.
معتقدات التلمود:
الكرائية وأثر الإسلام:
انتشر التلمود ودراسته -كمال يقول محرر دائرة المعارف اليهودية- من بابل إلى مصر وأفريقية الشمالية وإيطاليا وأسبانيا وفرنسا وألمانيا "وهي دول قدّر لها أن تكون مسكن الروح اليهودية"، وكان التلمود ذا أثر في الحياة العقلية لهذه الدول طويلة.
وقد أمر خليفة قرطبة الحَكَم الثاني "961-976م" الحاخام يوسف بن موسى JOSEPH BEN MOSES بنقل التلمود إلى العربية، فترجمه وسماه بالخبث "المكسو في الكيس" "CLAD IN A SACK"؛ لأنه ألبس ثوبًا دنيئًا حين كشف عن سجاياه العظيمة .
وأول ثورة قامت ضد "سيادة" التلمود كانت الحركة الكرائية "القرائيون" kraism التي قامت في معقل الجيونيوم Geyomim "مفسري التلمود"، بعد مائتي سنة من تأليف المشناه، والكرائيون التابعون للحاخام شماي متشددون في اتِّباع التوراة، وهم ينتمون إلى الكتبة SCRIBESk، بينما التلموديون التابعون للحاخام هليل HILLEL يفضلون اتباع الأهواء، وابتدعوا لذلك ما يسمونه "بالسنة" TRADITION, وهو القانون الشفهي المدوّن في التلمود، أما الكرائيون فإنهم يرفضون التلمود .
وهذه الثورة الداخلية مع عامل خارجي هو ازدهار الحضارة العربية في نفس العصر، بسبب ديناميكية الإسلام، قد قضيا -كما يزعم اليهود- على مظاهر السيادة الفكرية اليهودية في العالم القديم.
هذا رغم أنَّ اليهود أنفسهم يعترفون أن عصرهم الذهبي GOLDEN AGE هو عصر الإسلام المتسامح، حين ظفروا لأول مرة في تاريخهم بسماحة منقطعة النظير في بغداد والأندلس، ولكن خيانتهم الكبرى أيضًا كان هدفها المسلمون العرب، ولم تبدأ متاعبهم في أوروبا إلّا بعد سقوط الأندلس، وكان بعض الخلفاء قد أسندوا رئاسة الوزارة لبعض اليهود، وقد تبئوا مناصب هامة حتى تغلب الموحدون على الحكم -دائرة المعارف اليهودية، مادة spain فصل The Golden age of the sephardic jewry "المجلد التاسع".
وقد تبوأ اليهود مناصب هامة جدًّا في مصر حتى العصر الحديث، وخصوصًا في الدولة الفاطمية التي نكاد أن نقول: إنَّ اليهود هم الذين كانوا يحكمونها من وراء الخليفة1.
ومما يجدر ذكره أن التشابه بين قصص القرآن والقصص Haggadah التي يرويها التلمود، ربما كان مرجعه إلى أنَّ الحاخامات اقتبسوا هذه القصص من القرآن الكريم؛ لأنَّه رغم أن التلمود تمَّ تدوينه قبل ظهور الإسلام، إلَّا أن الحاخامات ظلو يضيفون إليه ويهذبونه حتى أواخر القرون الوسطى1، ولكن اليهودية التلمودية رغم هذه الحريات آثرت أن تتقوقع لحفظ كيانها حتى بقيت إلى يومنا هذا، رغم زوال ما لا يحصى من الحضارات والديانات والإمبراطوريات والشعوب، واندحارها في نفس هذه الفترة.
وقد حظي التلمود بأهمية متزايدة نتيجة للظروف الجديدة بعد سقوط دولة اليهود، وعكف حكماء اليهود على دراسة التلمود في كل العصور بشغف واهتمام...." ومن أمثلته: أن موسى بن ميمون، الذي كان أكبر مفكر ديني في عصره، كان أكبر دارس للتلمود أيضًا، وقد حاول جهده أن يبني صرح فسلفته على تعاليم التلمود، هذا ما كتبه محرر دائرة المعارف اليهودية، وهو يضيف قائلًا:
"أثناء انحطاط الحياة العقلية اليهودية، الذي بدأ في القرن السادس عشر، كان التلمود يعتير -على وجه التقريب السلطة العليا عند أكثرية اليهود، وفي نفس القرن أصبحت أوروبا الشرقية خصوصًا بولندا، مركز دراسة التلمود.
والتوراة نفسها أصبح مكانها ثانويًّا، وكرَّست المدارس اليهودية جهودها كليًّا لدراسة التلمود، حتى أنّ كلمة "الدراسة" أصبحت مترادفة لكلمة "دراسة التلمود".
ويستطرد المحرر قائلًا: "إن مركز التلمود تأثر مرة أخرى بسبب علاقة اليهود بحضارة أوروبا "الأجنبية" 1 GENTILE، وطرأت على الفلسفة اليهودية تغيرات كثيرة" ولكن المحرر لم يحدد هذه التغيرات، وأنا أميل إلى أن هذه التغيرات الكثيرة التي لم يحددها المحرر هي نشوء حركة سياسية يهودية -سميت الصهيونية- تحاول استعادة مجد اليهود بغبن الآخرين وإلحاق الدمار والخراب بمن يقف في طريقها إن استطاعت.
.
.
تشبث اليهود بالتلمود :
ثم يعترف المحرر بأن أكثرية اليهود تشبثوا بالتعاليم التي يحتويها التلمود، وأنَّ ما جاء فيه بمثابة ملحق أو ذيل SUPPLEMENT للتوراة، وأنَّ التلمود احتفظ بسلطته ككتاب يشمل روايات عصر ما بعد التوراة حين تمت صياغة جديدة للديانة اليهودية.... ثم قال: "إن التلمود رغم كل ما طرأ عليه من تغيرات يحتل مكانته المرموقة في دراسة تأهيل الحاخامات، وأن العلم اليهودي أنصف التلمود كل إنصاف".
ويمكن استنتاج أهمية التلمود لدى اليهود من عقيدة لهم تقول: "يجب على كل شخص يهودي أن يقسم دراسته إلى ثلاثة حصص، يكرّس الثلث الأول لدراسة القانون المكتوب "التوراة"، والثلث الثاني لدراسة المشناه، والثلث الأخير لدراسة الجمارا1".
.
.
المرأة في التلمود:
جاء في كتاب "الأدب العبري ص7" نقلًا عن التلمود: "عندما تنذر المرأة المتزوجة نذرًا، فإن لزوجها الحق بأن يوافق على النذر أو يبطله"، وجاء في نفس الصفحة استنادًا إلى التلمود "أنَّ امرأة ما إذا أساءت إدارة البيت أو وجد الرجل امرأة أجمل منها فله الحق في أن يطلقها".
ومما يؤكد استهانة اليهودية بالمرأة أنها لا تستطيع أن تلتحق بالمدارس الدينية لليهود "والتي تسمَّى: "Talmud Torah" ويعزي محرر دائرة المعارف اليهودية ذلك1 إلى سببين:
أولًا: لأنَّ تعليم المرأة لم يكن إجباريًّا في الدين.
وثانيًا: لأن المرأة تعتبر "خفيفة العقل" light - minded، ويذكر كذلك أن الحاخام إليعاذر قال: "كل من يعلم ابنته التوراة، فكأنه يعلمها السخافة" "سفر: "sotah, 21.b" إلّا أن موسى بن ميمون استدرك فأفتى بأن المراد من هذا القول هو التلمود، وليس التوراة. "في كتابه: "yad.htm' Talmud" Torah, i. 13" أي أنه أجاز تعليم المرأة القانون المكتوب دون الشفهي.
.
.
التلمود وقضية المسيح:
وقد كتب الدكتور جوزيف باركلي معتمدًا على التلمود: إنَّ قضية المسيح هي من أهم قضايا اليهود، تقوم مدرسة إليجاه School of elijah أنّ العالم سيبقى ألفي سنة في الارتباك والبلبلة، وألفي سنة في سيادة القانون "التوراة"، وألفي سنة بعد مجيء المسيح. "وعلى هذا فلم يبق سوى بضع عشرات من السنين على انتهاء العالم"!
وقد جاء في التلمود أيضًا:
The time for the coming of Messiah is expired".
"إن الموعد المحدد لمجيء المسيح قد انتهى".
ويقول الحاخام "راو" Raw:
"The appointed times are long since past"
"إن الأيام المقررة لمجيء المسيح قد مرت منذ وقت طويل".
ويقول التلمود أيضًا: إنَّ المسيح سيظهر بعد ظهور "الياجوج والماجوج" وحرب "التنين Dragon"، أمَّا عن عودة القبائل اليهودية إلى الأرض المقدسة، فيؤكدها تارة وينكرها تارة أخرى، ولكنه يؤكد أن جميع الأجانب GENTILES سوف يدخلون في الدين اليهودي عند ظهور المسيح!
والتلمود يذكر أيضًا أن عربيًّا أخبر أحد اليهود أن المسيح قد ولد، وأخبره عن مكانه فذهب وشاهد المسيح، ولكنه ذهب مرة أخرى فلم يجد له أثرًا، وقيل لهذا اليهودي: إن الرياح قد أخذته "عليه السلام" إلى الشمال، "لعل المقصود منه هجرة العائلة المقدسة إلى مصر".
"الأدب العبري، ص33-43"..
.
.
قواعد المنطق التلمودي:
أساس المنطق اليهودي هو "القواعد الثلاثة عشر" وهم يستخدمونها في شرح التوراة والتلمود، وهي قواعد جدّ غريبة ومتناقضة ومعقدة، وهي كما يلي:
1- المساواة" EQUALITY، الاستدلال على شيء بشيء، للتشابه أو المماثلة بينهما.
2- الخفيف والثقيل" LIGHT AND HEAVY، وهو الاستدلال بشيء قليل الأهمية على شيء كبير الأهمية.
3- إيجاد الأب "THE BUILDING OF THE FATHER وهو:
أ- الاستدلال بحكم ورد في القانون "التوراة" على حكم آخر ورد في بعض المواضع الأخرى من التوراة نفسها، للتشابه بينهما.
ب- الاستدلال بحكم خاص ورد في القانون على حكم عام ورد فيه أيضًا.
4- العام والخاص Universal and Particular: حين يوجد حكم عام وآخر خاص، الخاص يلزم العام.
5- "الخاص والعام" Particular and Universal الاستدلال بحكم خاص على حكم عام.
6- العام، الخاص والعام":
Universal , particular and universal.
حين يوجد حكمان عامان وحكم خاص، الحكم الخاص يقيد الحكمين العامين.
7- العام الذي يحتاج إلى الخاص، والخاص الذي يحتاج إلى عام".
The general that requires the special, and the special that requires the general".
8- "أي حكم عام يتبعه الحكم الخاص، يكون هذا الأخير لتعضيد الحكم العام".
"What soever is taught in generalc and soething in special is mentioned it is mentioned to stregthen general rule".
9- إذا كان هناك حكم عام مع استثناء، فالاستثناء يخفف من ذلك الحكم ولا يشدده".
" When there is a general rule and also an exception - the Exception lightens and does not aggrevate'.
10- "إذا كان هناك حكم عام مع استثناء لا يتفق مع ذلك الحكم العام، فالاستثناء يخفف من الحكم ويشدد فيه كذلك".
"When there is a general rule, and an exception not agreeing with the general rule, the exception both lightens and aggrevates.htm'.
11- "إذا كان هناك استثناء من الحكم العام لتأسيس أمر جديد لا يمكن إخضاع ذلك الأمر الجديد للحكم العام، إلّا إذا كان ذلك مذكورًا في النص".
when there is an exception from the general rule to establish a new matter - the new matter cannot be brought under the general rule again unless it be men- tioned in the text."
12- "الأحكام التي تستفاد من سياق العبارة، والأحكام التي تسنبط من النتيجة".
"Things that teach from the subject, and things that teach from the end".
13- "إذا تعارض نصان "لا حكم" حتى يوجد "نص" ثالث للفصل بينهما".
"When two texts contradict each other , until a third is found to decide between them'.
.
.
رواية التلمود عن تدمير الهيكل:
يزعم اليهود أن لهم حق العودة إلى فلسطين؛ لأنهم أخرجوا من ديارهم مكرهين وطردوا من بلادهم بالقوة.
لكن "التلمود" يكذّب كليًّا مزاعمهم هذه، فرواية التلمود تؤكد أن الرب أخرج اليهود من ديارهم بمشيئته وإرادته. وفيما يلي تسجيل التلمود لواقعة السبي البابلي وتدمير الهيكل الأصلي:
"عندما بلغت ذنوب إسرائيل مبلغها، وفاقت حدود ما يطيقه الإله العظيم، وعندما رفضوا أن ينصتوا لكلمات وتحذيرات إرمياه Jermiah ترك النبي "إرمياه" أورشليم، وسافر إلى بلاد بنيامين. وطالما كان النبي لا يزال في المدينة المقدسة كان يدعو للرحمة عليها فنجت، ولكنه عندما هجرها إلى بلاد بنيامين دمر نبوخذ نصر بلاد إسرائيل، وحطم الهيكل المقدس، ونهب مجوهراته، وتركه فريسة للنيران الملتهبة، وكان نبوذر دان Nabuzardan "الذي آثر البقاء في ريبلاه Riblah" قد أرسل نبوخذ نصر لتدمير أورشليم".
.
.
الدين التلمودي والهندوسة:
خلال بحثي في الدين التلمودي وجدت أن هناك أوجه تشابه عديدة بين معتقدات التلمود والهندوسية، ومنها:
1- يعتقد التلمود أن اليهود الذين يرتدون عن دينهم بقتلهم يهوديًّا آخر لا يدخلون الجنة، وإنما "تدخل أرواحهم في الحيوانات والنباتات، ثم تذهب إلى الجحيم وتعذب عذابًا أليمًا مدة اثنى عشر شهرًا، ثم تعود ثانية لتدخل في الجمادات، ثم في الحيوانات، ثم في الوثنيين، حتى ترجع إلى جسد يهودي بعد تطهيرها1".
وعقيدة "التناسخ" هذه موجودة أيضًا في الديانة الهندوسية.
2- اليهود يقدسون المال إلى أبعد الحدود، والهندوس اتخذوا للمال آلهة تسمَّى "لاكشمي".
3- اخترع السامري اليهودي عجلًا ليعبده قومه، ومن الهندوس من يعبد أو يقدس البقر.
- اليهود يعتقدون أن غير اليهود نجسون، ولا يمكن لليهودي أن يدخلهم إلى بيته, كذالك الهندوس .
- يرى اليهود أن تربة فلسطين طاهرة، وهم يدفنون المتقين من موتاهم في أرض فلسطين منذ قديم الزمان, وإن لم يتمكنوا وضعوا من تراب ارض فلسطين, والهندوس أيضًا يفعلون ما يماثل ذلك، فهم يضعون رماد موتاهم في نهر الكنج المقدس بغض النظر عن أي مكان من الأرض مات فيه هؤلاء، وإن لم يتيسر لهم ذلك يضعون قطرات من ماء نهر الكنج فوق الكفن قبل حرق الجثة.

وهذه الجوانب المتماثلة بين العقيدتين تؤكد أن هنالك علاقة بينهما، وهذا جانب يستحق الدراسة والبحث.
.
.
هذا ما تيسر ذكره وطاب إيراده وهنالك تفاصيل ولكن تجنبتها واتيت لكم بما ينير البصيرة انار الله بصائرنا للخير وثبتنا على طريق الهدى و الصلاح.  ... انتهى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق