بسم الله الرحمن
الرحيم
بحث مختصر عن #اليهودية_وما_تفرع_عنها ضمن سلسلة #العقائد_و_الأديان.
الجزء الرابع .. (التواراة )
.
.
تعريف التوراة
بحث مختصر عن #اليهودية_وما_تفرع_عنها ضمن سلسلة #العقائد_و_الأديان.
الجزء الرابع .. (التواراة )
.
.
تعريف التوراة
التوراة:
كلمة عبرانية تعني الشريعة أو الناموس.
ويراد
بها في اصطلاح اليهود: خمسة أسفار يعتقدون أن موسى عليه السلام كتبها بيده
ويسمونها "بنتاتوك" نسبة إلى "بنتا" وهي كلمة يونانية تعني
خمسه أي الأسفار الخمسه وهذه الأسفار هي:
1-
سفر التكوين: ويتحدث عن خلق السموات، والارض، وآدم، والأنبياء بعده إلى موت يوسف
عليه السلام
2-
سفر الخروج: ويتحدث عن قصة بني إسرائيل من بعد موت
يوسفعليه
السلامإلى خروجهم من مصر، وماحدث لهم بعد الخروج مع موسى عليه السلام
3-
سفر اللاويين: وهو نسبة إلى سبط بني لاوى بن يعقوب الذي من نسله موسى وهارون
عليهما السلام، وأولاد هارون هم الذين فيهم الكهانة أي القيام بالأمور الدينية وهم
المكلفون بالمحافظة على الشريعة وتعليمها الناس، ويتضمن هذا السفر أموراً تتعلق
بهم وبعض الشعائر الدينية الأخرى.
4-
سفر العدد: وهو معني بعدِّ بني إسرائيل، ويتضمن توجيهات، وحوادث حدثت من بني
إسرائيل بعد الخروج.
5-
سفر التثنية: ويعني تكرير الشريعة، وإعادة الاوامر والنواهى عليهم مره أخرى، وينتهي هذا السفر بذكر موت موسى عليه السلام وقبره1.
وقد
يطلق النصارى اسم التوراة على جميع أسفار العهد القديم2.
أما
في اصطلاح المسلمين فهي: الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه السلام3 نوراً وهدى
لبني إسرائيل.
أما
الكتب الملحقة بالتوراة فهي: أربعة وثلاثون سفراً، حسب النسخة البروتستانتية فيكون
مجموعها مع التوراة تسعة وثلاثين سفراً، وهي التي تسمى العهد القديم لدى النصارى
ويمكن تقسيمها إلى خمسة أقسام:
أولاً:
الأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام
ثانياً:
الأسفار التاريخية وهي ثلاثة عشر سفرا:
1-
يشوع 2-القضاة 3-راعوث 4-صموئيل الأول 5 -صموئيل الثاني 6- الملوك الأول 7-الملوك
الثاني8-أخبار الأيام الأول 9- أخبار الأيام الثاني 10- عزرا 11- نحميا 12- إستير
13- يونان (يونس عليه السلام) .
وهذه
الأسفار تحكي قصة بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام إلى ما بعد العودة من السبي
البابلي إلى فلسطين، وإقامتهم للهيكل مرة أخرى بعد تدميره، ماعدا سفري أخبار
الأيام الأول والثاني فإنها تعيد قصة بني إسرائيل وتبتدئ بذكر مواليد آدم على سبيل
الاختصار إلى السنة الأولى لمِلَك الفرس قورش.
وكذلك
سفر يونان "يونس عليه السلام) يحكي قصته مع أهل نينوى1 الذين أرسل إليهم.
ثالثاً:
أسفار الأنبياء وهي خمسة عشر سفراً:
1-
أشعيا 2- إرميا 3- حزقيال 4- دانيال 5- هوشع 6- يوثيل 7- عاموس. 8- عوبديا 9- ميخا
10- ناحوم 11- حبقوق. 12- صفنيا 13- حجى 14- زكريا 15- ملاخى2.
وهذه
الأسفار يغلب عليها طابع الرؤى، والتنبؤات بما سيكون من حال بني إسرائيل، وحال
الناس معهم، وفيها تهديدات لبني إسرائيل، ووعود بالعودة والنصر. والذين نسبت إليهم
هذه الأسفار هم ممن كانوا زمن السبي إلى بابل وبعده.
رابعاً:
أسفار الحكمة والشعر (الأسفار الأدبية) .
وهي
خمسة أسفار:
1-
أيوب 2- الأمثال 3- الجامعة 4- نشيد الإنشاد 5- مراثي إرميا.
خامساً:
سفر الإبتهالات والأدعية سفر واحد، وهو سفر المزامير المنسوب إلى داود عليه السلام
3.
هذه
أسفار النسخة العبرانية المعتمدة لدى اليهود والبروتستانت من النصارى.
أما النصارى الكاثوليك، والأرثوذكس فيعتمدون النسخة اليونانية، وهي تزيد على العبرانية بسبعة أسفار هي: سفر طوبيا، ويهوديت، والحكمة، ويشوع بن سيراخ، وباروخ، والمكابيين الأول والمكابيين الثاني.
أما النصارى الكاثوليك، والأرثوذكس فيعتمدون النسخة اليونانية، وهي تزيد على العبرانية بسبعة أسفار هي: سفر طوبيا، ويهوديت، والحكمة، ويشوع بن سيراخ، وباروخ، والمكابيين الأول والمكابيين الثاني.
وسنبين
في دراسة مختصرة حال أهم كتب العهد القديم وهي التوراة لما لها من الأهمية العظمى
لدى كل من اليهود والنصارى ونكتفي بدراستها خشية الإطالة.
.
.
.
تاريخ
التوراة
إن
من نظر في التوراة والأسفار الملحقة بها يجد ذكراً محدوداً لأسفار موسى التي
يسمونها الشريعة، أو سفر الرب، أو التوراة.
ومن
خلال هذه المعلومات نجد أن اليهود ذكروا:
1-
أن موسى عليه السلام
دوَّن جميع الأحكام، وكتبها، وهي أحكام أعطيها شفهياً وفي هذا قالوا في سفر الخروج
24/3 "فجاء موسى وحدث الشعب بجميع أقوال الرب وجميع الأحكام، فأجاب جميع
الشعب بصوت واحد وقالوا كل الأقوال التي تكلم بها الرب نفعل فكتب موسى جميع أقوال الرب ... " ثم قالوا "وأخذ1 كتاب العهد، وقرأ في مسامع
الشعب فقالوا: كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له".
2-
أن موسى أُعطى شريعة
مكتوبة بيد الله تعالى. وفي هذا قالوا في سفر الخروج 24/12 "وقال الرب لموسى
إصعد إلى الجبل، وكن هناك فأعطيك لوحي الحجارة2، والشريعة، والوصية التي كتبتها
لتعليمهم".
وفي
أثناء غياب موسى عليه السلام عبد بنوا إسرائيل العجل، فلما عاد موسى
عليه السلام ورأى قومه يرقصون حول العجل ألقى الألواح، فتكسرت، ثم إن الله سبحانه
وتعالى فيما يذكر اليهود كتب له لوحين آخرين بدلاً عنها .
3 - ذكر
اليهود أن موسى عليه السلام قبيل وفاته كتب التوراة، وأعطاها لحاملي التابوت، وفي
هذا قالوا في سفر التثنية 31/9 "وكتب موسى هذه التوراة، وسلمها للكهنة من بني
لاوى حاملي تابوت عهد الرب3، ولجميع شيوخ إسرائيل،
وأمرهم موسى قائلاً: في نهاية السبع السنين في ميعاد سنة البراء1 في عيد المظال2
حينما يجئ جميع إسرائيل لكي يظهروا أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره، تقرأ
هذه التوراة، أمام كل إسرائيل في مسامعهم".
4 ذكر
اليهود في سفر يشوع أن يشوع " يوشع " كتب التوراة مرة أخرى على أحجار
المذبح3 حسب وصية موسى عليه السلام وفي هذا قالوا " حينئذ بنى يشوع مذبحاً
للرب إله إسرائيل في جبل عيبال1 ...
وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى التي كتبها أمام بني إسرائيل ...
وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة البركة واللعنة حسب كل ما كتب في سفر
التوراة"2
5 انقطع
بعد هذا ذكر التوراة وخبرها، فلا يذكر اليهود في كتابهم التوراة التي كتبها موسى،
ولا ما كتبه يشوع على حجارة المذبح، وإنما ذكروا التابوت الذي وضع موسى عليه
السلام فيه التوراة، وأن هذا التابوت إستولى عليه الأعداء في زمن النبي صموئيل في
قولهم، ثم أعيد إليهم بعد سبعة أشهر، فجعلوه في قرية يسمونها يعاريم3. وبقى هناك
فيما ذكروا عشرين عاماً إلى أن جاء داود عليه السلام فأصعده من هناك إلى أورشليم،
وجعله في خيمة4، ثم نقله سليمان عليه السلام إلى الهيكل الذي بناه، وجعله في قدس
الأقداس فيما يقولون، وكانوا يستقبلونه في الصلاة.
وقد
ذكروا أن سليمان عليه السلام حين فتح التابوت لم يكن فيه سوى لوحي الحجر اللذين
وضعهما موسى عليه السلام5.
6 - انفصلة دولة سيدنا سليمان عليه السلام قسمين
بعد وفاته شمال وجنوب وان الجنوب قد خالفوا اوامر الرب واستباحها فرعون مصر واخذ
كل ما يتعلق بالخزائن المقدسة .
7 – يزعم اليهود أن الملك يوشيا الذي تولى الملك في يهوذا بعد سليمان عليه السلام بما يقارب 340 عاماً، وقبيل غزو بختنصر لدولة يهوذا وتدميرها مرة أخرى وجد سفر الشريعة .
7 – يزعم اليهود أن الملك يوشيا الذي تولى الملك في يهوذا بعد سليمان عليه السلام بما يقارب 340 عاماً، وقبيل غزو بختنصر لدولة يهوذا وتدميرها مرة أخرى وجد سفر الشريعة .
8
- بعد الملك يوشيا بخمس وعشرين سنة تقريباً وذلك سنة 586 ق. م هجم بختنصر الكلداني
على دولة يهوذا ودمرها، ودمر الهيكل، وسبى بني إسرائيل, فيجمع الكتاب هنا على أن
التوراة فقدت من بني إسرائيل مرة أخرى بسبب هذا التدمير الشامل.
9
- يزعم اليهود أن عزرا الكاتب قد هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها، وليعلم
إسرائيل فريضة وقضاء1.
وعزرا
هذا كان زمن السبي البابلي، ولما عاد بنو إسرائيل إلى أورشليم في زمن ملك الفرس
جمعهم لقراءة ما كتب من شريعة موسى .
فيظهر من هذا واضحاً أن عزرا قد كتب لهم التوراة، ولم يذكر اليهود من أين وصلت التوراة إليه وبينه وبين موسى عليه السلام أكثر من ثمانية قرون؟ وقد فقدت التوراة قبل زمن عزرا قطعاً كما مر ذكره.
فيظهر من هذا واضحاً أن عزرا قد كتب لهم التوراة، ولم يذكر اليهود من أين وصلت التوراة إليه وبينه وبين موسى عليه السلام أكثر من ثمانية قرون؟ وقد فقدت التوراة قبل زمن عزرا قطعاً كما مر ذكره.
فعلى
هذا يتبين أن التوراة التي كان عزرا يقرأها على الناس إما أن تكون مفتراة مكذوبة
دوَّنها عزرا من محفظاته وما وصل إليه من مدونات ومعلومات وليست توراة موسى،
وبالتأكيد لا يوثق بحفظه ولا ما وصل إليه من أوراق وكتب، إذ أن ذلك يحتاج إلى
إثبات السند المتصل منه إلى موسى عليه السلام، وهذا أبعد عليهم من السماء.
وإما
أن تكون معلومات متوارثة في الأحكام الواجب على بني إسرائيل التزامها، دونها عزرا
على أنها الفرائض التي أوجبها الله على بني إسرائيل .
10
- ذكر المؤرخون أن الحاكم اليوناني
(بطليموس الثاني) الذي كان في الفترة من (282-247-ق. م) طلب من اليعازار رئيس
الكهان أن يرسل إليه اثنين وسبعين عالماً من علماء التوراة لترجمة أسفار موسى
الخمسة1 إلى اليونانية فنفذ الطلب، وكان اليعازار على رأس أولئك، وتمت المهمة خلال
إثنين وسبعين يوماً فكانت الترجمة المعروفة بـ (السبعينية) في اللغة اليونانية
للأسفار الخمسة. وعن اليونانية ترجم العهد القديم إلى اللاتينية.
11-
أن اليهود فقدوا المقدرة على فهم اللغة العبرية المدونة القديمة بعد إختلاطهم
بالأمم، وذلك أن اللغة العبرية في أصلها بدون نقط ولا حركات وهذا يسبب أخطاءً
كثيرة في القراءة، فاهتدوا إلى وسيلة لإزالة هذا اللبس بإدخال النقط والحركات،
والفواصل، واستمر هذا العمل من القرن السابع الميلادي إلى القرن العاشر الميلادي،
فأخرجوا نسخة من التوراة باللغة العبرية على هذا النمط تسمى النسخة الماسورية،
إنتهوا منها في القرن العاشر الميلادي، وعن هذه النسخة أي العبرية المعدلة نسخت
جميع النسخ العبرية والمترجمة عنها .
والسؤال المطروح هنا: أين النسخ الأصلية التي نقلت عنها النسخة الماسورية؟
والسؤال المطروح هنا: أين النسخ الأصلية التي نقلت عنها النسخة الماسورية؟
الجواب
عن ذلك: أنه لا يوجد بأيدي اليهود أو النصارى شيء من النسخ الأصلية سوى مخطوطات
وادي قمران عند البحر الميت، والتي عثر عليها في الفترة من عام 1947-1956م وهي
مجموعات متكاملة للعهد القديم كتبت قبل الميلاد بثلاثة
قرون، وأقربها عهداً ما كتب قبل الميلاد بقرن واحد، إلا أن هذه المخطوطات التي
استولى على الجزء الأكبر منها كل من أمريكا، وبريطانيا، واليهود في فلسطين لم تكشف
ولم تعلن حتى الآن، مما يجعل في الأذهان استفهامات عديدة حولها، وأنها تتضمن أمورا
خطيرة، جعلت اليهود والنصارى يتفقون على عدم كشفها على غير عادتهم في الآثار
التاريخية .
ومن
خلال هذا العرض التاريخي الموثق للتوراة يتبين ما يلي:
1-
فقدان توراة موسى و التي
كتبها تلميذه يوشع عليهم السلام قبل سيدنا سليمان او بعده مباشرة .
2-
أن اليهود زعموا أنهم
عثروا على التوراة زمن الملك يوشيا، وهو إدعاء يحتاج إلى العديد من الإثباتات
لإعتقاد صحته.
3-
أن اليهود فقدوا ما
ادعوا أنهم وجدوه زمن الملك يوشيا وذالك بسبب التهجير و السبي .
4-
أن عزرا أعاد لهم
التوراة وكتبها فيما زعم اليهود، وإذا قبلنا كلام اليهود هذا فإن ذلك لا يعدوا أن
يكون عملاً بشرياً .
5-
أن النسخة العبرية والتي
تنتمي إلى النص الماسوري لا تختلف عن الكتاب المترجم من ناحية أنها أخذت طريقة في
الكتابة مغايرة للغة الأصلية التي كتب بها العهد القديم .
6-
أن النص اليوناني والنص
العبري للتوراة والعهد القديم لم يؤخذا من مصدر واحد بل من مصدرين مختلفين يدل على
هذا اختلافهما في عدد الأسفار، حيث أن اليونانية ستة وأربعون سفراً، وأما العبرية
الماسورية فهي تسعة وثلاثون سفراً .
7- ومن خلال هذا يتبين بما لا يدع مجالاً للشك أن العهد القديم كتاب ليس
له أي سند تاريخي يثبت تسلسل نقله، وأنه تعرض لفترات عديدة من الضياع،وأن أصله
العبري لا وجود له بأيدي اليهود مما يجعل المجال واسعاً للتحريف والتبديل، وهو ما
سنبينه إن شاء الله من واقع ما بأيدي اليهود والنصارى من النصوص... انتهى ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق