قصيدة تقي الدين إسماعيل بن أبي اليسر في بغداد بعد نكبتها الأولى عام "656 هـ"
.
.
لسائل الدمع عن بغداد أخبار
فما وقوفك والأحباب قد ساروا
يا زائرين [١] إلى الزوراء لا تفدوا [٢]
فما بذاك الحمى والدار ديار
تاج الخلافة والربع الذي شرفت
به المعالم قد عفاه إقفار [٣]
أضحى لعصف البلى في ربعه أثر
وللدموع على الآثار آثار
يا نار قلبي من نار لحرب وغى
شبت عليه ووافى الربع إعصار
علا الصليب على أعلى منابرها
وقام بالأمر من يحويه زنار
وكم حريم سبته الترك غاصبة
وكان من دون ذاك الستر أستار
وكم بدور على البدرية [٤] انخسفت
ولم يعد لبدور الحي إبدار
وكم ذخائر أضحت وهي شائعة
من النهاب وقد حازته كفار
وكم حدود أقيمت من سيوفهم
على الرقاب وحطت فيه أوزار
ناديت والسبي مهتوك تجرهم [٥]
إلى السفاح من الأعداء ذعار [٦]
وهم يساقون للموت الذي شهدوا
النار يا رب من هذا ولا العار
والله يعلم أن القوم أغفلهم
ما كان من نعم فيهن إكثار
فأهملوا جانب الجبار إذ غفلوا
فجاءهم من جنود الكفر جبار
يا للرجال بأحداث يحدثنا
بما غدا فيهم إعذار وإنذار
من بعد أسر بني العباس كلهم
فلا أنار لوجه الصبع إسفار
ما راق لي قط شيء بعد بينهم
إلا أحاديث أرويها وآثار
لم يبق للدين والدنيا وقد ذهبوا
شوق لمجد وقد بانوا وقد باروا
إن القيامة في بغداد قد وجدت
وحدها حين للإقبال إدبار
آل النبي وأهل العلم قد سبيوا [٧] ... فمن ترى بعدهم يحويه أمصار
ما كنت آمل أن أبقى وقد ذهبوا ... لكن أتت [٨] دون ما اختار أقدار [٩]
.
.
------------------
[١] في أخبار الدول ٢/ ١٩٩: «يا سائرين» .
[٢] في أخبار الدول: «لا تعدوا» .
[٣] حتى هنا في أخبار الدول ٢/ ١٩٩.
[٤] البدرية: نسبة إلى بدر مولى المعتضد، والمراد بها قصر المنصور. (انظر تاريخ بغداد ١/ ١٠٨) .
[٥] في تاريخ الخلفاء «تجربهم» .
[٦] حتى هنا في تاريخ الخلفاء ٤٧٢، ٤٧٣، وشذرات الذهب ٥/ ٢٧١، ٢٧٢.
[٧] هكذا في الشعر، وهو خطأ.
[٨] في النجوم «أبي» .
[9] الأبيات في النجوم الزاهرة ٧/ ٥١، ٥٢.
.
.
المصدر:
كتاب تاريخ الإسلام ووفيات المشاهر و الأعلام لـ الشيخ شمس الدين ابو عبد الله محمد ابن احمد بن عثمان ابن قايماز الذهبي (ت 748هـ)
.
.
لسائل الدمع عن بغداد أخبار
فما وقوفك والأحباب قد ساروا
يا زائرين [١] إلى الزوراء لا تفدوا [٢]
فما بذاك الحمى والدار ديار
تاج الخلافة والربع الذي شرفت
به المعالم قد عفاه إقفار [٣]
أضحى لعصف البلى في ربعه أثر
وللدموع على الآثار آثار
يا نار قلبي من نار لحرب وغى
شبت عليه ووافى الربع إعصار
علا الصليب على أعلى منابرها
وقام بالأمر من يحويه زنار
وكم حريم سبته الترك غاصبة
وكان من دون ذاك الستر أستار
وكم بدور على البدرية [٤] انخسفت
ولم يعد لبدور الحي إبدار
وكم ذخائر أضحت وهي شائعة
من النهاب وقد حازته كفار
وكم حدود أقيمت من سيوفهم
على الرقاب وحطت فيه أوزار
ناديت والسبي مهتوك تجرهم [٥]
إلى السفاح من الأعداء ذعار [٦]
وهم يساقون للموت الذي شهدوا
النار يا رب من هذا ولا العار
والله يعلم أن القوم أغفلهم
ما كان من نعم فيهن إكثار
فأهملوا جانب الجبار إذ غفلوا
فجاءهم من جنود الكفر جبار
يا للرجال بأحداث يحدثنا
بما غدا فيهم إعذار وإنذار
من بعد أسر بني العباس كلهم
فلا أنار لوجه الصبع إسفار
ما راق لي قط شيء بعد بينهم
إلا أحاديث أرويها وآثار
لم يبق للدين والدنيا وقد ذهبوا
شوق لمجد وقد بانوا وقد باروا
إن القيامة في بغداد قد وجدت
وحدها حين للإقبال إدبار
آل النبي وأهل العلم قد سبيوا [٧] ... فمن ترى بعدهم يحويه أمصار
ما كنت آمل أن أبقى وقد ذهبوا ... لكن أتت [٨] دون ما اختار أقدار [٩]
.
.
------------------
[١] في أخبار الدول ٢/ ١٩٩: «يا سائرين» .
[٢] في أخبار الدول: «لا تعدوا» .
[٣] حتى هنا في أخبار الدول ٢/ ١٩٩.
[٤] البدرية: نسبة إلى بدر مولى المعتضد، والمراد بها قصر المنصور. (انظر تاريخ بغداد ١/ ١٠٨) .
[٥] في تاريخ الخلفاء «تجربهم» .
[٦] حتى هنا في تاريخ الخلفاء ٤٧٢، ٤٧٣، وشذرات الذهب ٥/ ٢٧١، ٢٧٢.
[٧] هكذا في الشعر، وهو خطأ.
[٨] في النجوم «أبي» .
[9] الأبيات في النجوم الزاهرة ٧/ ٥١، ٥٢.
.
.
المصدر:
كتاب تاريخ الإسلام ووفيات المشاهر و الأعلام لـ الشيخ شمس الدين ابو عبد الله محمد ابن احمد بن عثمان ابن قايماز الذهبي (ت 748هـ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق