السبت، 5 سبتمبر 2015

"خبر ملك الروم و الصحابي عبد الله بن الصامت"
.
.
ذكر عن عبد الله بن الصامت، قال: وجهني ابو بكر الصديق رضى الله عنه [١] سنه استخلف الى ملك الروم، لادعوه الى الاسلام او آذنه بحرب، قال، فسرت حتى اتيت القسطنطينية، فاذن لنا عظيم الروم، فدخلنا عليه، فجلسنا، ولم نسلم، ثم سالنا عن أشياء من امر الاسلام، ثم صرفنا يومنا ذلك، ثم دعا بنا يوما آخر، ودعا خادما له، فكلمه بشيء، فانطلق، فأتاه بعتيده [٢] ، فيها بيوت كثيره، وعلى كل بيت باب صغير، ففتح بابا، فاستخرج خرقه سوداء، فيها صوره بيضاء، كهيئة رجل اجمل ما يكون من الناس وجها، مثل داره القمر ليله البدر، فقال: اتعرفون هذا؟ قلنا: لا. قال: هذا أبونا آدم ع، ثم رده. وفتح بابا آخر، فاستخرج خرقه سوداء، فيها صوره بيضاء، كهيئة شيخ جميل الوجه، في وجهه تقطيب، كهيئة المحزون المهموم، فقال: اتدرون من هذا؟ قلنا: لا. قال: هذا نوح، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج خرقه سوداء، فيها صوره بيضاء [٣] على صوره نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى جميع الأنبياء، فلما نظرنا اليه بكينا، فقال: ما لكم؟ فقلنا: هذه صوره نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ابدينكم، انها صورة نبيكم؟ قلنا: نعم، هي صوره نبينا، كانا نراه حيا، فطواها، وردها، وقال: اما انها آخر البيوت الا انى احببت ان اعلم ما عندكم، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه خرقه سوداء، فيها صوره بيضاء، اجمل ما يكون من الرجال، واشبههم بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: وهذا ابراهيم، ثم فتح بيتا آخر، فاستخرج صوره رجل آدم [4] ، كهيئة المحزون المفكر، ثم قال: هذا موسى بن عمران، ثم فتح بيتا آخر، فاستخرج صوره رجل، له ضفيرتان، كان وجهه داره القمر، ثم قال: وهذا داود، ثم فتح بيتا آخر، فاستخرج صوره رجل جميل على فرس، له جناحان، ثم قال: وهذا سليمان [5] ، وهذه الريح تحمله، ثم فتح بيتا آخر، فاستخرج صوره شاب جميل الوجه، في يده عكازه، وعليه مدرعه [6] صوف، ثم قال: وهذا عيسى، روح الله، وكلمته، ثم قال: ان هذه الصورة وقعت الى الاسكندر، فتوارثها الملوك من بعده حتى افضت الى. انتهى.. 
.
.
الهوامش: 
[١] رضى الله عنه: رضه.
[٢] نموذج مهيا.
[٣] خرم فى الأصل، مقداره ورقه.
[4] اسمر، والأدمة، في الناس، السمره، وفي الظباء، لون مشرب بياضا، وفي الإبل، لون مشرب سوادا.
[5] سليمان: سليمن.
[6] جبه مشقوقه من المقدم، تلبس، ولا تكون الا من الصوف.
المصدر: 
الأخبار الطوال لابو حنيفة الدينوري. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق