الأربعاء، 8 يونيو 2016


سلسلة المسلمون سادة البحار .. 

كثيراً ما نسمع امجاد الأخوین العظیمین بربروسا، ولکن هل أتاکم حدیث أمﻴﺮ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ في زمانه ... ﻟﻴون ﺍﻟﻄﺮﺍﺑﻠﺴﻲ ؟

فإني آتي لکم بخبره فسمعوني.. 

فﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﺤﺎﺭ ﻣﺴﻠﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹ‌ﻃﻼ‌ﻕ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺿﺖ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﻭﺳﺮﺩ ﺣﻤﻼ‌ﺗﻪ ﻭﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻏﻔﻠﺖ ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ‌ ﻧﻜﺎﺩ ﻧﺮﻯ ﻟﻪ ﺃﻱ ﺫﻛﺮ ﺑﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺑﻀﻌﺔ ﺳﻄﻮﺭ ﻻ‌ﺑﻦ ﺍﻷ‌ﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺳﻨﺔ 291 ﻫـ، 

ﻓﻤﻦ ﻫﻮ 'ﻟﻴﻮ' ﺃﻭ 'ﻟﻴﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﺍﺑﻠﺴﻲ'؟

ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻻ‌ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﻨﻪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﺎﺳﻢ 'ﻏﻼ‌ﻡ ﺯﺭﺍﻓﺔ' ﺃﻭ 'ﺭﺷﻴﻖ ﺍﻟﻮﺭﺍﺩﻧﻲ' ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻮﺍﻟﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ 'ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﻔﻲ' ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺄﺗﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺴﺮﺗﻨﺎ ﻭﺃﻟﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻋﺪﺍﺅﻧﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻨﺎ ﺑﺮﺟﺎﻟﻨﺎ .

ﻭﻟﺪ 'ﻟﻴﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﺍﺑﻠﺴﻲ' ﻷ‌ﺑﻮﻳﻦ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺗﺪﻋﻰ 'ﺃﺗﺎﻟﻴﺎ' ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻷ‌ﻧﺎﺿﻮﻝ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﺣﺪﺍﺛﺘﻪ ﺃﻳﻘﻦ ﺃﻥ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺿﻼ‌ﻝ ﻭﺗﺤﺮﻳﻒ ﻓﺎﻋﺘﻨﻖ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺻﻐﻴﺮﺍ، ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺃﺑﻮﺍﻩ ﺑﻜﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﻻ‌ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ، ﻭﺿﻐﻄﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﻴﺮﺗﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻓﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﻮﺑﻮﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻷ‌ﺳﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﻟﺮﺩﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻳﺮﻛﺰﻭﻥ ﻏﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺑﺤﺮ ﺍﻷ‌ﺭﺧﺒﻴﻞ [ﺑﺤﺮ ﺇﻳﺠﻪ] ﻭﺛﻐﻮﺭﻩ ﻭﺟﺰﺭﻩ، و الله اعلم ....

المصدر :
"
مفکرة الإسلام"
.
.

سلسلة المسلمون سادة البحار ..

سيد البحار في زمانه غلام زرافة " ليون الطرابلسي ""الجزء الأول" 
.
.
======"
المسلمين سادة البحار"======
.
.
المقدمة : 

اتحدث لكم كما وعدتكم عن بطلنا الكبير و المجاهد البحري الكبير الذي احب أن اسميه سلطان البحار في زمانه، وکلما استطلعنا في سیرة هذا المجاهد نجد ان المصادر الغربیة اسهبت في ذکراه وسیرته العطرة، وما یحز بالقلب أن المصادر الإسلامیة التی تذکر سیرته شحیحة جداً حتی وفق الله الدکتور الجلیل محمد عبد الله عنان رحمه الله رحمة واسعة فتتبع الروایات البیزنطیة في حقه رحمه الله ووجد ما یبهر من انصاف في ذکراه " والحق ما شهدت به الأعداء " و الآن سأنقل لکم في هذه المقدمة من اقوال مؤرخینا العظماء فیه ثم اذکر ما کتب الدکتور عبد الله عنان عنه فاقول مستعیناً بالله : 
.
.
"
ذکر ابن خلدون رحمه الله في مناقب بطلنا المغوار أنه فی سنة إحدی وتسعین خرج الروم إلی الثغور في مائة الف وقصد جماعة منهم الحدث، ثم غزا بالصائفة من طرطوس القائد المعروف "غلام زرافة" ففتح مدینة انطاکیة عنوة، فقتل خمسة آلاف من مقاتلتهم، وأسر مثلهم، واستنفذ من اسری المسلمون مثلها، وغنم ستین من مراکب الروم، بما فیها من المال و المتاع و الرقیق، فقسمها مع غنائم أنطاکیة فکان السهم ألف دینار" أنتهی .
.
.
"
وقال الذهبي رحمه الله غزوة غلام زرافة، وفیها غزا من طرطوس إلی الروم فوصل إلی أنطاکیة قریباً من القسطنطینیة، فنازلها إلی أن فتحها عنوة، وقتل نحواً من خمسة آلاف، و أسر أضعافهم واستنقذ من الأسر أربعة آلاف مسلم، وغنم من الأموال ما لا یحصی، بحیث أنه أصاب سهم الفارس ألف دینار" انتهی .
.
.
وذکر نحو ذالک بن الأثیر و الطبري و ابن کثیر و ابن الجوزي وغیرهم، فکانت الأخبار قلیلة لا ترتقي إلی سیرة هذا المقدام، و الآن اذکر لکم ما قال الدکتور عنان رحمه الله و في الأجزاء القادمه بإذن الله استوفي لکم ترجمة هذا البطل و مناقبه رحمه الله، فیقول الدکتور محمد عبد الله عنان رحمه الله : 
"
في أواخر القرن الثالث الهجري أواخر القرن التاسع المیلادي، ظهر في شرقي بحر الروم أعظم بحار في ذالک العصر، وأعظم بحار مسلم علی الإطلاق، وهو أمیر البحر الذي تعرفه الروایة البیزنطیة بسم {لیون الطرابلسي} وتفیض في سرد حملاته وغزواته البحریة الجریئه علی ثغور الدولة البیزنطیة وما کانت تحدثه هذه الغزوات في الدولة و ثغورها من الروع و الأضطراب .

فمن لیون الطرابلسي هذا ؟ 
ولقد انتهینا بالبحث و التحقیق بأنه هو أمیر البحر أو القائد الذي یطلق علیه المؤرخون المسلمون «غلام زرافة»

النشأة :
المصادر العربية شحيحة في ذكر نشأته رحمه الله ولكن الروايات البيزنطية استفاضة في ذالك وقالت : إن ليون طرابلسي ولد من أبوين نصرانيين في "أتاليا" من أعمال بامفيتيا، ولكنه اندمج في العصابات المسلمة واعتنق الإسلام، واستقر في طرابلس اعمال الشام .
ونشأ رحمه الله منذ حداثته على متن السفن، وتلقى دروسه الحربية في لجو البحر، واشترك في كثير من الغزوات و الحملات البحرية، التي كانت تنظمها العصابات البحرية المسلمة للإغترة على شواطئ بحر الأرخبيل وثغوره وجزره .
ثم انتقل ليون إلى طرطوس، وجمع تحت لوائه اشجع وامهر البحارة في هذا العصر، واتخذ طرطوس مرفأ له ومحط رحاله، واضحى اسطوله يبث الرعب في نفوس الروم وحواميهم وثغورهم .
.
.
غزواته وجهاده رحمه الله :
وكانت اعظم غزوة قام بها رحمه الله غزوة "تسالونيكا" في عالم ( 291 هجري )، و الروايات موجزة في هذه الغزوة وقد ذكرتها آنفا في المقدمة وهي فتح أنطاكية وهي "سالونيكا" لا "أنطاكية الشام" وقد اورد الدكتور عنان رحمه الله اقوال مؤرخ بيزنطي عاصر الموقعة بنفسه وهو "يوحنا كامنياتس" إذ يقول الدكتور عنان رحمه الله نقلا عن يوحنا المؤرخ :
"
خرج ليون الطرابلسي من طرطوس في أربع وخمسين سفينة، في كل منها نحو مائتي مقاتل عدا جماعة مختارة من الرؤساء و الضباط، وانضم اليه في مسيره أشجع خوارج البحر، اي القرصان، في مياه المشرق، ولم يجرؤ الأسطول البيزنطي الذي بعثه الامبراطور "ليون السادس" لحماية الثغور من لقاء سفن المسلمين .
فرتد إلى ضفاف "الهيليس الدرنبيل" تاركا مياه الأرخبيل مفتوحة لسفن الغزاة، وذاع في القسطنطينية أن الغزاة يقصدون ثغر "تسالونيكا" وكانت عندهم أعظم الثغور البيزنطية واغناها وامنعها بعد القسطنطينية وقد كانت طبيعيا ذات جمال باذخ .
.
.
وتقع "تسالونيكا" على هضاب "أولمبوس"، وتشرف على رأس خليج ضيق تستطبع ان تمنع به السفن، وكان يفصلها عنه سور ضخم يمتد نحو ميل على طول الشاطئ وتحميها بعد ذالك قلاع حصينة، شيدت على آكام مرتفعة ولكنها كانت يومئذ متداعية وهاوية الأسوار مما يلي البحر حيث من خلال هالثغة يمكن للغزاة مهاجمتها .
.
.
ولذا حاول قائد الحامة "بتروناس" ان يرد السفن الغازية بأن ألقى في المياه صخور ضخمة، وقطع من الرخام الذي تزين به قبور اليونانيون، ولكي يعرض الغزاة لنبال و نيران اليونانيون، اما سكان المدينة فقد وضعوا ثقتهم في حامي مدينة القديس "ديمترويوس" ..... يتبع الجزء القادم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق