كِتاب شَّيْخ الإِسلام إبنُ تَيّميةَ رَحِمَهُ اللهَ إِلَى والدته رَحِمَها الله ..
.
.
كِتابٌ يَقطرُ ادباً و براً و حباً و تودداً فرَحِمهما اللهُ جمِيعاً ...
.
.
يقولُ ابنُ عبدِ الهادي رَحِمَهُ الله :
.
.
وَقد وقفت على عدَّة كتب بِخَط الشَّيْخ بعثها من مصر إِلَى والدته وَإِلَى أَخِيه لأمه بدر الدّين وَإِلَى غَيرهمَا مِنْهَا كتاب إِلَى والدته يَقُول فِيهِ :
.
.
"من أَحْمد بن تَيْمِية إِلَى الوالدة السعيدة أقرّ الله عينهَا بنعمه وأسبغ عَلَيْهَا جزيل كرمه وَجعلهَا من خِيَار إمائه وخدمه سَلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَإنَّا نحمد إِلَيْكُم الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَهُوَ للحمد أهل وَهُوَ على كل شَيْء قدير ونسأله أَن يُصَلِّي على خَاتم النَّبِيين وَإِمَام الْمُتَّقِينَ مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا كتابي إِلَيْكُم عَن نعم من الله عَظِيمَة ومنن كَرِيمَة وآلاء جسيمة نشكر الله عَلَيْهَا ونسأله الْمَزِيد من فَضله وَنعم الله كلما جَاءَت فِي نمو وازدياد وأياديه جلت عَن التعداد
وتعلمون أَن مقامنا السَّاعَة فِي هَذِه الْبِلَاد إِنَّمَا هُوَ لأمور ضَرُورِيَّة مَتى أهملناها فسد علينا امْر الدّين وَالدُّنْيَا ولسنا وَالله مختارين للبعد عَنْكُم وَلَو حملتنا الطُّيُور لسرنا إِلَيْكُم وَلَكِن الْغَائِب عذره مَعَه وَأَنْتُم لَو اطلعتم على بَاطِن الْأُمُور فانكم وَللَّه الْحَمد مَا تختارون السَّاعَة إِلَّا ذَلِك وَلم نعزم على الْمقَام والإستيطان شهرا وَاحِدًا بل كل يَوْم نستخير الله لنا وَلكم وَادعوا لنا بالخيرة فنسأل الله الْعَظِيم ان يُخَيّر لنا وَلكم وللمسلمين مَا فِيهِ الْخيرَة فِي خير وعافية وَمَعَ هَذَا فقد فتح الله من أَبْوَاب الْخَيْر وَالرَّحْمَة وَالْهِدَايَة وَالْبركَة مَا لم يكن يخْطر بالبال وَلَا يَدُور فِي الخيال وَنحن فِي كل وَقت مهمومون بِالسَّفرِ مستخيرون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَلَا يظنّ الظَّان أَنا نؤثر على قربكم شَيْئا من أُمُور الدُّنْيَا قطّ بل وَلَا نؤثر من أُمُور الدّين مَا يكون قربكم أرجح مِنْهُ وَلَكِن ثمَّ أُمُور كبار نَخَاف الضَّرَر الْخَالِص وَالْعَام من إهمالها وَالشَّاهِد يرى مَا لَا يرى الْغَائِب والْمَطْلُوب كَثْرَة الدُّعَاء بالخيرة فان الله يعلم وَلَا نعلم وَيقدر وَلَا نقدر وَهُوَ علام الغيوب وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((من سَعَادَة ابْن آدم إستخارته الله وَرضَاهُ بِمَا يقسم الله لَهُ وَمن شقاوة ابْن آدم ترك إستخارته الله وَسخطه بِمَا يقسم الله لَهُ)) والتاجر يكون مُسَافِرًا فيخاف ضيَاع بعض مَاله فَيحْتَاج أَن يُقيم حَتَّى يَسْتَوْفِيه وَمَا نَحن فِيهِ أَمر يجل عَن الْوَصْف وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَالسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته كثيرا كثيرا وعَلى سَائِر من فِي الْبَيْت من الْكِبَار وَالصغَار وَسَائِر الْجِيرَان والأهل وَالْأَصْحَاب وَاحِدًا وَاحِدًا وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا" .. انتهى ..
.
.
المصدر:
كتاب العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية - للشيخ ابن عبد الهادي رحمه الله وهو من تلامذة الشيخ ..
.
.
عموماً قراءت من سيرته و مناقبه ما يجعل العين يقطر دمعاً، و الكتاب قيم جداً يكشف لك اسرار هذا البحر ابن تيمية رحمه الله، كم احب هذا الرجل كم ظُلم و اُهين، وكم صبر حتى توفي رحمه الله، و الله ان كثير من الناس يظلمون شيخ الإسلام و هم ما قراءو سيرته ولا تفقهوا في مناقبه ولكن لا حول ولا قوة الا بالله واعوذ بالله ان نكون مخاصمين للسادة العلماء الاتقياء الاصفياء .. ولكم التحية ...😴💞
.
.
كِتابٌ يَقطرُ ادباً و براً و حباً و تودداً فرَحِمهما اللهُ جمِيعاً ...
.
.
يقولُ ابنُ عبدِ الهادي رَحِمَهُ الله :
.
.
وَقد وقفت على عدَّة كتب بِخَط الشَّيْخ بعثها من مصر إِلَى والدته وَإِلَى أَخِيه لأمه بدر الدّين وَإِلَى غَيرهمَا مِنْهَا كتاب إِلَى والدته يَقُول فِيهِ :
.
.
"من أَحْمد بن تَيْمِية إِلَى الوالدة السعيدة أقرّ الله عينهَا بنعمه وأسبغ عَلَيْهَا جزيل كرمه وَجعلهَا من خِيَار إمائه وخدمه سَلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَإنَّا نحمد إِلَيْكُم الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَهُوَ للحمد أهل وَهُوَ على كل شَيْء قدير ونسأله أَن يُصَلِّي على خَاتم النَّبِيين وَإِمَام الْمُتَّقِينَ مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا كتابي إِلَيْكُم عَن نعم من الله عَظِيمَة ومنن كَرِيمَة وآلاء جسيمة نشكر الله عَلَيْهَا ونسأله الْمَزِيد من فَضله وَنعم الله كلما جَاءَت فِي نمو وازدياد وأياديه جلت عَن التعداد
وتعلمون أَن مقامنا السَّاعَة فِي هَذِه الْبِلَاد إِنَّمَا هُوَ لأمور ضَرُورِيَّة مَتى أهملناها فسد علينا امْر الدّين وَالدُّنْيَا ولسنا وَالله مختارين للبعد عَنْكُم وَلَو حملتنا الطُّيُور لسرنا إِلَيْكُم وَلَكِن الْغَائِب عذره مَعَه وَأَنْتُم لَو اطلعتم على بَاطِن الْأُمُور فانكم وَللَّه الْحَمد مَا تختارون السَّاعَة إِلَّا ذَلِك وَلم نعزم على الْمقَام والإستيطان شهرا وَاحِدًا بل كل يَوْم نستخير الله لنا وَلكم وَادعوا لنا بالخيرة فنسأل الله الْعَظِيم ان يُخَيّر لنا وَلكم وللمسلمين مَا فِيهِ الْخيرَة فِي خير وعافية وَمَعَ هَذَا فقد فتح الله من أَبْوَاب الْخَيْر وَالرَّحْمَة وَالْهِدَايَة وَالْبركَة مَا لم يكن يخْطر بالبال وَلَا يَدُور فِي الخيال وَنحن فِي كل وَقت مهمومون بِالسَّفرِ مستخيرون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَلَا يظنّ الظَّان أَنا نؤثر على قربكم شَيْئا من أُمُور الدُّنْيَا قطّ بل وَلَا نؤثر من أُمُور الدّين مَا يكون قربكم أرجح مِنْهُ وَلَكِن ثمَّ أُمُور كبار نَخَاف الضَّرَر الْخَالِص وَالْعَام من إهمالها وَالشَّاهِد يرى مَا لَا يرى الْغَائِب والْمَطْلُوب كَثْرَة الدُّعَاء بالخيرة فان الله يعلم وَلَا نعلم وَيقدر وَلَا نقدر وَهُوَ علام الغيوب وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((من سَعَادَة ابْن آدم إستخارته الله وَرضَاهُ بِمَا يقسم الله لَهُ وَمن شقاوة ابْن آدم ترك إستخارته الله وَسخطه بِمَا يقسم الله لَهُ)) والتاجر يكون مُسَافِرًا فيخاف ضيَاع بعض مَاله فَيحْتَاج أَن يُقيم حَتَّى يَسْتَوْفِيه وَمَا نَحن فِيهِ أَمر يجل عَن الْوَصْف وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَالسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته كثيرا كثيرا وعَلى سَائِر من فِي الْبَيْت من الْكِبَار وَالصغَار وَسَائِر الْجِيرَان والأهل وَالْأَصْحَاب وَاحِدًا وَاحِدًا وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا" .. انتهى ..
.
.
المصدر:
كتاب العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية - للشيخ ابن عبد الهادي رحمه الله وهو من تلامذة الشيخ ..
.
.
عموماً قراءت من سيرته و مناقبه ما يجعل العين يقطر دمعاً، و الكتاب قيم جداً يكشف لك اسرار هذا البحر ابن تيمية رحمه الله، كم احب هذا الرجل كم ظُلم و اُهين، وكم صبر حتى توفي رحمه الله، و الله ان كثير من الناس يظلمون شيخ الإسلام و هم ما قراءو سيرته ولا تفقهوا في مناقبه ولكن لا حول ولا قوة الا بالله واعوذ بالله ان نكون مخاصمين للسادة العلماء الاتقياء الاصفياء .. ولكم التحية ...😴💞
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق