سلسلة المسلمون سادة البحار ..
سيد البحار في زمانه غلام زرافة " ليون الطرابلسي ""الجزء الثاني"
.
.
======"المسلمين سادة البحار"======
.
.
تتمة :
وايقن اهل مدينة ووثقوا في القديس "ديمتريوس" حامي مدينتهم اذ انه رد الصقالبة مرارا وحماهم من الغزاة و المسلمين و الوثنيين .
وكانت الشائعات المزعومة تتردد كل يوم بمقدم الغزاه، وكان بطلنا قد طارد الأسطول البيزنطي حتى مضيق "الهيليس" ثم عاد على "تاسوس" .
ثم توفي "بتروناس" فجأة فتولى بعده الضابط "نيكيتاس"، فتولى الدفاع بكل قوة، واستقدم جندا صقالبة من الأنحاء القريبة.
بيد ان سكان المدينة لم يفقدوا ثقتهم بالقديس "ديمتريوس" فهرعوا خلف اسقفهم لتلاوة صلواتهم في كنيسة قديسهم ليل نهار.
.
.
واما بطلنا المغوار فقد توقف في "تاسوس" واصلح السفن واعد عدة التدمير .
.
.
التجهيز للقتال :
وفي يوم الأحد ( 29 يوليه 904 ميلادي ) طار الخبر في المدينة ان الغزاة قد وصلوا إلى الخليج واحتجبوا عن الأنظار، فعم الاضطراب و الهلع، وارتفع الصراخ واعويل، وهب السكان للحرب من بين دموع النساء و الأطفال، ثم ظهرت سفن المسلمين اخيرا، وتقدمت وكان مرفأ المدينة محميا بالسلاسل الضخمة مدت بين الضفتين، وقد اغرقت في المرفأ سفن لتحول من اقتراب الغزاه .
وقد ظهر الأمير المسلم على المدينة وهاجم اختبارا لقوتها ومدافعيها .
وحاول المسلمون الهجم ونصلوا السلاسل من شرقي المدينة و المجانيق ولكنهم ردوا امام سيل من الجارة و السهام البيزنطية .
فلجأ "ليون" عندئذ إلى وسيلة اخرى وبعث طلائعة بحراقات غطيت حتى لا تصلها نار المدافعين فستبسلوا واضرموا النار تحت الأبواب الشرقية، وقفلوا تحت وابل من الأحجار و الناس وتهاوت الأبواب ولكن دون نتيجة اذ بني على الأبواب بناء محكم و علتها ابراج منيعة .
وكان "ليون" يرمي بكل هذه المقدمات الي تحويل عناية المدافعين عن غايتهم الحقيقية وكان قد رأى أنه يستطيع محاذات السور في عدة مواضع عينها بدقة ...
.
.
الهجوم الحاسم و الظفر المبين :
.
.
وعندئذ بدأ "ليون" بتنفيذ خطته النهائيه، بمنتهى البراعة و السرعة، فربت عدت سفن كل اثنتين معا برباط قوي متين واقيم فوق كل اثنتين برج خشبي مرتفع، وفي الصباح بدأ الأجتياح و دفعت الأبراج نحو المواضع المنخفضة من السور وفي كل منها نخبة من المسلمون تستطع ان تشرف على ابراج الدفاع من أعلى، ونشب قتال هائل بين الفريقين، و قذف المسلمين البيزنطين بالسهام و النار اليونانية و الأحجار التي استخدموها في ذالك العصر، وارتد اليونان عن الأبراج .
وكان اول من اقتحم بحارة السكندرية، وانقضوا على باقي الأبراج، واجلوا اليونانين عنها، ثم فتحوا أبواب المدينة، وانقض المسلمون عليها من كل ناحية، ودخل البحارة المكلفون بجمع الأسلاب شاهرون سيوفهم، وليس عليهم سوى السراويل، وفر منهم البيزنطه و الصقالبه من كل صوب .
وقسم المسلمون انفسهم جماعات وأخذت تجوس و تجتاح المدينة قتلا ونهبا وسبيا .
.
.
وكان من بين الأسرى صاحب القصة واهله المؤرخ البيزنطي "يوحنا"، فوقع في يد مجاهدين احباش، فدلهم على مخبئ كنز له ولعائلته كي يفدوا انفسهم به، فلما وجد الكنز سليما وهذا من حسن طالعه عفى عنه من القتل بطلنا ليون واسرته، ولكن يحمل مع من اسر حتى يرجع المسلمون المأسورون في يد البيزنطه .
.
.
وبعد هذا النصر المبين رجع ليون من ثغر "تسالونيكا" مثقلا بالغنائم و الأسرى .
ويقدر "يوحنا" عدد الأسرى باثنين وعشرين ألفا، بين رجال و نساء و غلمان، وكان من بين الأسرى اشرف اليونان والأغلب ماتوا جوعا و بردا على متن السفن .
.
.
ورجع بطلنا الهمام من غزاته متجنبا لقاء السفن البيزنطية حتى لا يرهق وهو محمل بالغنائم ورسى في "زنتاريون" من ثغور اقريطش، وهناك بقى بضعة ايام مقسما الغنائم و السبي، ثم تفرق البحارة كل إلى ثغره، ووصل بطلنا إلى قاعدته طرطوس في ( 24 سبتمبر 904 ميلادي )
.
.
وهناك استبل الأسرى البيزنطه بالمسلمون ومن بينهم صاحب القصة و معاصرها "يوحنا" وكان النصر والظفر المبين ..
.
.
وعندئذ بدأ "ليون" بتنفيذ خطته النهائيه، بمنتهى البراعة و السرعة، فربت عدت سفن كل اثنتين معا برباط قوي متين واقيم فوق كل اثنتين برج خشبي مرتفع، وفي الصباح بدأ الأجتياح و دفعت الأبراج نحو المواضع المنخفضة من السور وفي كل منها نخبة من المسلمون تستطع ان تشرف على ابراج الدفاع من أعلى، ونشب قتال هائل بين الفريقين، و قذف المسلمين البيزنطين بالسهام و النار اليونانية و الأحجار التي استخدموها في ذالك العصر، وارتد اليونان عن الأبراج .
وكان اول من اقتحم بحارة السكندرية، وانقضوا على باقي الأبراج، واجلوا اليونانين عنها، ثم فتحوا أبواب المدينة، وانقض المسلمون عليها من كل ناحية، ودخل البحارة المكلفون بجمع الأسلاب شاهرون سيوفهم، وليس عليهم سوى السراويل، وفر منهم البيزنطه و الصقالبه من كل صوب .
وقسم المسلمون انفسهم جماعات وأخذت تجوس و تجتاح المدينة قتلا ونهبا وسبيا .
.
.
وكان من بين الأسرى صاحب القصة واهله المؤرخ البيزنطي "يوحنا"، فوقع في يد مجاهدين احباش، فدلهم على مخبئ كنز له ولعائلته كي يفدوا انفسهم به، فلما وجد الكنز سليما وهذا من حسن طالعه عفى عنه من القتل بطلنا ليون واسرته، ولكن يحمل مع من اسر حتى يرجع المسلمون المأسورون في يد البيزنطه .
.
.
وبعد هذا النصر المبين رجع ليون من ثغر "تسالونيكا" مثقلا بالغنائم و الأسرى .
ويقدر "يوحنا" عدد الأسرى باثنين وعشرين ألفا، بين رجال و نساء و غلمان، وكان من بين الأسرى اشرف اليونان والأغلب ماتوا جوعا و بردا على متن السفن .
.
.
ورجع بطلنا الهمام من غزاته متجنبا لقاء السفن البيزنطية حتى لا يرهق وهو محمل بالغنائم ورسى في "زنتاريون" من ثغور اقريطش، وهناك بقى بضعة ايام مقسما الغنائم و السبي، ثم تفرق البحارة كل إلى ثغره، ووصل بطلنا إلى قاعدته طرطوس في ( 24 سبتمبر 904 ميلادي )
.
.
وهناك استبل الأسرى البيزنطه بالمسلمون ومن بينهم صاحب القصة و معاصرها "يوحنا" وكان النصر والظفر المبين ..
.
.
الخاتمة :
وهذه لمحة من اخبار ملوك البحار و سادتها بحارتنا و مجاهدونا الأبطال، ومنها نرى ان السيادة البحرية على بحار الروم و ثغور بيزنطة للمسلمين مدى احقاب طويلة، وان سير تلك الفتوحات و الحملات البحرية انتهت بفتح اقريطش، و صقلية وثغور ايطاليا الجنوبية، واستطاعة ان تجوس خلال البحر حتى القسطنطينية امنع حصون الدولة الصليبية النصرانية، بل وحتى روما، وجنوة أقصى الثغور الإيطالية .
.
.
إن البحث في الأمجاد البحرية لأمتنا العربية، وفنون الحرب البحرية في تاريخنا الإسلامي هو وقفة مع الذات، كي نمعن التفكير في اسباب قوتنا يو ان كانت تعبر اساطيلنا البحار و المحيطات، لتنشر الحق و العدل و الحضارة و النور وترفع ألوية امتنا الظافرة فوق هضاب و آكام وحصون اوروبا النصرانية .
.
.
"وفي هذا المبحث اخواني الكرام احببت ان اورد سيرت بطلنا العظيم البحار المسلم ليون الطرابلسي ( غلام زرافة ) رحمه الله لنعلم اننا امة مجد مهما طمسة الهوية".
.
.
المصدر كتاب شخصيات لا تنسى من التاريخ لوالدتي واستاذتي المؤرخة هيام عبده مزيد "بتصرفي"
.
الخاتمة :
وهذه لمحة من اخبار ملوك البحار و سادتها بحارتنا و مجاهدونا الأبطال، ومنها نرى ان السيادة البحرية على بحار الروم و ثغور بيزنطة للمسلمين مدى احقاب طويلة، وان سير تلك الفتوحات و الحملات البحرية انتهت بفتح اقريطش، و صقلية وثغور ايطاليا الجنوبية، واستطاعة ان تجوس خلال البحر حتى القسطنطينية امنع حصون الدولة الصليبية النصرانية، بل وحتى روما، وجنوة أقصى الثغور الإيطالية .
.
.
إن البحث في الأمجاد البحرية لأمتنا العربية، وفنون الحرب البحرية في تاريخنا الإسلامي هو وقفة مع الذات، كي نمعن التفكير في اسباب قوتنا يو ان كانت تعبر اساطيلنا البحار و المحيطات، لتنشر الحق و العدل و الحضارة و النور وترفع ألوية امتنا الظافرة فوق هضاب و آكام وحصون اوروبا النصرانية .
.
.
"وفي هذا المبحث اخواني الكرام احببت ان اورد سيرت بطلنا العظيم البحار المسلم ليون الطرابلسي ( غلام زرافة ) رحمه الله لنعلم اننا امة مجد مهما طمسة الهوية".
.
.
المصدر كتاب شخصيات لا تنسى من التاريخ لوالدتي واستاذتي المؤرخة هيام عبده مزيد "بتصرفي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق