.
.
سلسلة #من_التاريخ_القديم
#الحضارة_الآشورية
من هو النمرود "زاهاك" ؟!
كيف كانت قصة ميلاده ؟!
كيف تحول من امير وديع لطاغية جبار ؟!
كيف كان اول اتصال بين الجن و الإنس ؟!
كيف تجبر وطغى على ربه واذل نفسه للشيطان الرجيم ؟!
كيف كانت دعوة نبي الله ابراهيم عليه السلام ؟!
وكيف كانت نهاية النمرود ؟!
.
.
" #النمرود الجزء الثاني " .
.
كانت هناك منصة كبيرة دائرية ذات رخام أبيض وذهبي.. تحيط بها التماثيل البابلية الموحية.. وفي منتصف المنصة نافورة مزخرفة تسحب الماء من النهر وتضخه بشكلٍ خيالي لا يمكنك أن تصدق أنه كان موجودًا بهذه الدقة قبل أكثر من أربعة آلاف عام.. غضَّ بصرك عن كل الفتيات العاريات الممددات أو الواقفات هنا وهناك بجوار فتى في غاية الوسامة يجلس وسطهن بهدوء.
#الحضارة_الآشورية
من هو النمرود "زاهاك" ؟!
كيف كانت قصة ميلاده ؟!
كيف تحول من امير وديع لطاغية جبار ؟!
كيف كان اول اتصال بين الجن و الإنس ؟!
كيف تجبر وطغى على ربه واذل نفسه للشيطان الرجيم ؟!
كيف كانت دعوة نبي الله ابراهيم عليه السلام ؟!
وكيف كانت نهاية النمرود ؟!
.
.
" #النمرود الجزء الثاني " .
.
كانت هناك منصة كبيرة دائرية ذات رخام أبيض وذهبي.. تحيط بها التماثيل البابلية الموحية.. وفي منتصف المنصة نافورة مزخرفة تسحب الماء من النهر وتضخه بشكلٍ خيالي لا يمكنك أن تصدق أنه كان موجودًا بهذه الدقة قبل أكثر من أربعة آلاف عام.. غضَّ بصرك عن كل الفتيات العاريات الممددات أو الواقفات هنا وهناك بجوار فتى في غاية الوسامة يجلس وسطهن بهدوء.
انظر إلى قوة وفتوة ووسامة هذا الفتى.. انظر إلى سحر الطبيعة وسحر البناء البابلي من حوله.. أنت في أحد القصور الملكية ببابل.. وهذا الوسيم هو "زاهاك"
ابن الملك كوش بعد مرور مئة سنة على ولادته.. لا ترفع
حاجبيك في استغراب.. فأعمار البشر حينها كانت مابين خمسمئة وألف.
ها أنت تدير عينيك يمينًا ويسارًا لتملأهما بجمال هذا المنظر الساحر.. إن أجمل منتجع في هاوي يبدو بشعًا مقارنة بهذا السحر.. لكن عينيك توقفتا فجأة على شيء أفسد استمتاع عينيك؛ رجل عجوز كسيح.. أكثر أسنانه ليست في فمه تخرج من ذقنه شعرات معدودة مجعدة طويلة بشكل عجيب لم ترَه في أشد الصور غباء.. يرتدي عباءة سوداء ممزقة من هنا وهناك.. وهاهو يقترب من المنصة بخطوات عرجاء.
ها أنت تدير عينيك يمينًا ويسارًا لتملأهما بجمال هذا المنظر الساحر.. إن أجمل منتجع في هاوي يبدو بشعًا مقارنة بهذا السحر.. لكن عينيك توقفتا فجأة على شيء أفسد استمتاع عينيك؛ رجل عجوز كسيح.. أكثر أسنانه ليست في فمه تخرج من ذقنه شعرات معدودة مجعدة طويلة بشكل عجيب لم ترَه في أشد الصور غباء.. يرتدي عباءة سوداء ممزقة من هنا وهناك.. وهاهو يقترب من المنصة بخطوات عرجاء.
صعد الرجل العجوز إلى المنصة الرخامية..
قابلته نظرات امتعاض أنثوي من العاريات.. ضيًق "زاهاك" عينيه
الوسيمتين ونظر إليه بهدوء.. وبادره بلهجة ساخرة واثقة وقال :
.
.
.
.
كيف دخلت هنا أيها المسخ الأجرب؟
نظر له العجوز بعينين فيهما بريق وحيوية
مريبين.. وقال بصوتٍ هو أقرب لصوت
الحية ( مررت بعرجتي هذه عبر مسوخ جُرب كثيرين يرتدون قلنسوات مضحكة ويقفون كأن على كروشهم الطير.. يحرسون ما يلقبونه بابن "كوش" العظيم.. فتملكني فضول لرؤية ابن "كوش"
هذا.. وإذ بي أجده مستلقيًا كأنه البغل وسط الإناث
حتى صار واحدة منهن.. لا سيف يُسن.. ولا رمح يُعد ! )
وضعت العاريات أياديهن على قلوبهن.. وتحفز
الحرس حول "زاهاك".. وتوجهت كل الأنظار إلى "زاهاك"
الذي قام معتدلًا من مجلسه بسرعة كالمارد واختطف أحد الرماح من أحد حُرَّاسه وألقاه بيد خبيرة حتى انغرست في قلب العجوز الذي سقط كالحجر.. قال "زاهاك" بغضبٍ شديدٍ :
" ألقوا هذا الحثالة إلى الأسود..
واعتذروا لها عن هذا اللحم العفن الذي سنطعمها إياه اليوم "
.
.
.
.
حمل الحراس العجوز الذي بدا وكأنه مات من
فوره كالجلمود وألقوا به إلى حفرة قريبة واسعة مزيَّنة جدرانها برسومات
الأسود الماشية التي تعتبر رمزًا من رموز الحضارة البابلية.. وهي أيضًا مليئة
بالأسود الحقيقية التي تزأر في غضبٍ جائعٍ الأسود التي بدا وكأنها مئة
أسد جائع مزقوا جثة العجوز قبل حتى أن تحط على الأرض.. قال "زاهاك" بغضب:
" ألقوا حراس المنصة كلهم وراءه..
يبدو أن أبي "كوش" العظيم لايعرف كيف يختار رجاله "
غادر "زاهاك" المنصة واتجه إلى
داخل القصر البابلي العظيم.. ومشى فيه بغضب هادر يُعنف كل من يجده أمامه من الحراس.. حتى وصل إلى غرفته المزين بابها بالعديد من الألوان والزخارف.. فتح بابها وأغلقه بغضبٍ..
ثم إنه..
" لم أعد أذكر أن لك اسمًا ما يابن
"كوش" العظيم "
نظر "زاهاك" إلى مصدر الصوت بعينين
متسعتين.. كان رجلًا أكثر من نصف أسنانه مفقودة.. ولديه عشر شعرات غريبات
في ذقنه العجوز.. يرتدي عباءة
سوداء ممزقة أطرافها.. ولديه صوت أشبه ما
يكون بصوت الحية.
* * *
هانحن مرة أخرى في بابل.. ولكن بعيدًا عن
القصور الملكية.. في ضواحي المدينة التي لم تكن مبانيها العادية أقل
جمالًا من قصورها.. كان هناك رجل بملابس تبدو ملكية يمتطي صهوة جواد أصيل
ويحيط به الكثير من الرجال ذوو الملابس المتشابهة والجياد المتشابهة..
كان هذا هو "أونس" مستشار الملك.. وقد أتى للمدينة بفوجٍ ملكي حتى يُبلغ أهلها بأوامر الملك التي لا تنتهي..
كان الأهالي محتشدين أمامه في قلقٍ وملل.. وكان
"سيما" ناظر خيول الملك واحدًا من المحيطين بالمستشار "أونس.
ومن بين جنبات صمت الأهالي ومللهم شق الهواء
صوت جواد آتٍ من بعيدٍ بسرعة مجنونة.. التفتت إليه رؤوس كل الأهالي
في دهشة وتبعتهم رؤوس الوفد الملكي في غضب.. وتحولت كل دهشة إلى
إعجاب وكل غضب إلى دهشة.. لقد شقَّ جمود المشهد جواد أسود
قوي يمتطيه ما بدا في الأفق وكأنه فارس مغوار.. وليس هذا ما غيَّر تعابير القوم بهذا الشكل.. لقد تغيرت تعابيرهم لأن القادم لم يكن فارسًا.. بل كانت "سميراميس".
- هل فاتني الشيء الكثير؟
قالتها بمرح وثقة لا يجتمعان إلا لديها..
دعك من الصمت الذي قابل عبارتها.. دعك من نظرات الأهالي إلى بعضهم والتي تحمل معانى أشبه ب - انظروا إلى هذا الفرس الذي يمتطي فرسا - .. دعك من كل هذا وانظر إلى الفوج الملكي..
وتحديدًا إلى "أونس" الذي سقط
منه لباس الصرامة الذي كان يضعه على وجهه.. سقط إلى أسفل قدمي جواده.. وسرحت عيناه في عالم لم يرَه من قبل.. تاهت عيناه في زحام من الجمال والرقة والأنوثة ...
- كيف تركضين بالفرس بهذا الجنون في ضواحي
المدينة يا "سميراميس" ؟
وكيف تتخلفين عن حشد الملك ؟
- لقد أمرتني أن أحاول ترويض الحصان
"ليجيش" يا أبي.. وهاهو أمامك كالمهر.
قالتها بنظرة أنثوية إلى المستشار
"أونس" الذي كانت هذه النظرة كافية لتقضي على كل ما تبقى من رزانته. .
فقال بصوت خافت للحشد :
- فلينصرف كل منكم إلى متاعه.
تحرك الحشد مستديرين مهمهمين واستدارت
"سميراميس" بجوادها لكن
صوت "سيما" الهادر أوقفها قائلًا:
- "شميرام" تعالي إلى هنا وقبلي
يد المستشار واعتذري له.. فقد أفسد قدومك حديثه.
نزلت "سميراميس" من على صهوة
جوادها كفارسة حقيقية.. وتوجهت ناحية "أونس" ناظرة إليه تلك النظرة الأنثوية إياها.. والتي زلزلته
هذه المرة فبدا وكأنه هو الذي أخطأ ويريد الاعتذار على شيء ما..
مدت "سميراميس" يدها الجميلة
إليه ببطء حتى أمسكت بيده ببطء.. لكن يده
جذبت يدها فجأة إليه ليُقبل هو يدها ويقول في خفوتٍ. .
- - سيدة شميرام".. أن تقبلي أن تكوني
لي زوجة هو الطريق الوحيد الذي سيجعل قلبي يسامحك على ما فعلته به. نظرت "سميراميس" إلى "سيما" الذي كان ينظر لها نظرة
أبوية مبتسمة مشجعة.. ثم نظرت إلى "أونس"..
رجل قوي ذو منصب هو الأعلى في الدولة.. تنحى قلبها جانبا وتحدث عقلها بالموافقة.. وأصبحت "شميرام"
في الليلة التالية زوجة "أونس".. المستشار الأعلى
للملك "كوش" العظيم.. ملك المملكة البابلية كلها.
.
.
ورغم أنَّ عينيْ "زاهاك" الوسيم قد اتسعتا لثانية.. إلا أنهما غضبتا في الثانية التالية واستعاد قلبه جأشه وتحفزت عضلات ساعديه وهجم على العجوز البشع هجمة ثائرة.. لم يتحرك العجوز من مكانه قيد أنمله ولم تطرف عيناه طرفة.. بل كان ينظر بسخرية إلى هجمة "زاهاك" التي مدَّ فيها يده ليمسك بتلابيب العجوز ويرديه حيث يرديه.. لكن هجمة "زاهاك" تلك لم تنته إلا بعظيم اتساع في عينيه.. وبنظرة إلى العجوز غير مصدقٍ لما يراه.
.
ورغم أنَّ عينيْ "زاهاك" الوسيم قد اتسعتا لثانية.. إلا أنهما غضبتا في الثانية التالية واستعاد قلبه جأشه وتحفزت عضلات ساعديه وهجم على العجوز البشع هجمة ثائرة.. لم يتحرك العجوز من مكانه قيد أنمله ولم تطرف عيناه طرفة.. بل كان ينظر بسخرية إلى هجمة "زاهاك" التي مدَّ فيها يده ليمسك بتلابيب العجوز ويرديه حيث يرديه.. لكن هجمة "زاهاك" تلك لم تنته إلا بعظيم اتساع في عينيه.. وبنظرة إلى العجوز غير مصدقٍ لما يراه.
لقد مرَّ من العجوز كما يمر من الهواء..
فالتفت بحدة إلى العجوز ليجده واقفًا في موضعه ناظرًا بعينيه الساخرتين إليه نظرة هزت كيانه.. أي إنسانٍ هذا.. العجيب أن ردة فعل "زاهاك" لم تكن مرتعبة بقدر ما كانت متحيرة..
ثم حسم
أمره فجأة وتوجه بسرعة إلى المشعل الذي
يضيء الغرفة بالنار.. وحمله بيدٍ واحدة ثم ألقاه بكل عزمه على العجوز الواقف..
ورأى بأُمّ عينه المشعل يمر من بين جسد العجوز ويسقط على الأرض.. وهنا
تحولت نظرة العجوز إلى نظرة
مخيفة وسًع فيها عينيه بغضب ثم نظر إلى
المشعل نظرة واحدة أطفأت المشعل مكانه. بدأ عقل "زاهاك" البابلي القديم يفكر غير عالِمٍ ماذا يصنع
بالضبط.. لكن العجوز كان هو من تحرك هذه المرة.. في أقل من طرفة
عين كان عند المشعل يحمله.. وفي الطرفة الثانية حدث ما جعل "زاهاك"
يتراجع تلقائيًّا.. لقد أصبح العجوز عجوزين ثم ثلاثة ثم عشرة.. ثم تضاعف عدد العجزة حتى أصبح بعضهم يطير في الهواء.. وكلهم يحملون المشاعل.. ثم ألقوها كلهم برمية رجل واحد على "زاهاك" الذي تراجع فتعثرت قدمه فوقع على ظهره.. واشتعلت النار
في الغرفة حول "زاهاك" الذي لم يدرِ
كيف يهرب.. كان العجوز ينفذ إلى عقل "زاهاك" ويقرأ ما يفكر فيه.. والعجيب أن كل ما كان يملأ عقل
"زاهاك" هو ثورة الغضب والإصرار على هزيمة هذا الكيان
الذي لا يدري له تعريفًا.. وكان هذا يُعجب العجوز.. وفجأة تحول أكثر من
خمسين عجوزًا إلى عجوز واحد يتقدم إلى "زاهاك" وسط النيران ويقول له بصوت كفحيح الثعابين :
.
.
- لا تزعج نفسك بالتفكير بعقلك القاصر يا ابن "كوش".. فلا قبل لك بي !.
.
- لا تزعج نفسك بالتفكير بعقلك القاصر يا ابن "كوش".. فلا قبل لك بي !.
- رفع "زاهاك" ذراعه أمام عينه
محاولا تخفيف وهج النيران عليها
وقال:
- من.. من أنت يا هذا؟
قال له العجوز ببطء حاد :
- أنا "لوسيفر".. أمير النور
يوم خُلق النور. وفجأة انطفأت النيران وكأنها كانت وهمًا
قاسيًا.. فأكمل "لوسيفر" :
- أنت المختار يا ابن "كوش"..
أنت من اختاره نوري وبصيرتي.. بي وحدي ستكون أعظم أهل الأرض.. وبي وحدي ستتعلم سر ال "ماجي".. وبي وحدي ستملك الأرض بإنسها وجنها وكنوزها.
همَّ "زاهاك أن يتحدث لكن "لوسيفر"
أكمل حديثه :
- ليس سواك يصلح ليكون جبار الأرض.. ليس
سواك يصلح أن يقود هؤلاء النعاج.. ليس لسواك أن يعلم سر ال
"ماجي".. فلو أردت أن يحصل كيانك الفاني على كل تلك القوة التي
لم أرِك منها سوى مثقال ذرة.. ائتني عند جبل دنباوند.. واسأل
الصِبية هناك عن "لوسيفر".. وسيأتون بك إليً.
ثم تلاشى العجوز من أمامه
كأنه لم يكن.. تاركًا "زاهاك" في صدمة.. صدمة ستغير حياته كلها فيما سيأتي من الأيام..
.
.......... نتم الجزء الثالث ...........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق