.
.
#حكيم_الاندلس #عباس_بن_فرناس
من هو؟!
هنا اورد لكم مختصر من سيرة ابن فرناس -يرحمه الله- لم يكن فقط ذا علم طبيعي بل ذا ادب وشعر وفصاحة ولغة المهم لن اطيل عليكم وانتم في رحاب
.
.
حكيم الأندلس أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس. فيلسوف وعالم
رياضييات وكيميائي، وفلكي، وموسيقى، وشاعر واديب ونحوي .
وُلِدَ فى
كورة تاكرنا (رنُدة) بجنوب الأندلس نحو (190هـ)، وينتمى إلى أسرة من البربر، ونشأ فى قرطبة، وبرع - منذ شبابه - في
الفلسفة والكيمياء والطبيعة والفلك، وانتهت تجاربه فى مجال الكيمياء الصناعية إلى اختراع الزجاج من الرمال، كما اخترع آله
لمقياس الزمن الميقاتة، كان من أعلام الشعراء الذين يضمهم بلاط الحكم بن هشام، وله بعض الألحان الموسيقية. وهو أول من
حاول أن يخترع أداة للطيران، فكانت محاولته الطيران فى الجو هي التى اشتهر بها. تُوفى ابن فرناس سنة (260 هـ) عن عمر
يناهز سبعين عامًا[1].
.
.
قال عنه السيوطي في كتابه "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة" :
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ متصرفا فِي ضروب من الْإِعْرَاب.[2]
.
.
ويقول الزركلي عنه :
عباس بن فرناس، أبو القاسم: مخترع أندلسي. من أهل قرطبة، من موالي بني أمية، وبيته في برابر (تاكرنا) كان في عصر الخليفة عبد الرحمن الثاني ابن الحكم (في القرن التاسع للميلاد) وله أبيات في ابنه محمد بن عبد الرحمن (المتوفى سنة 273 هـ وكان فيلسوفا شاعرا، له علم بالفلك، واتهم في عقيدته. وهو أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وصنع (الميقاتة) لمعرفة الأوقات، ومثل في بيته السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها. وأراد تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش، ومدّ له جناحين طار بهما في الجو مسافة بعيدة، ثم سقط فتأذى في ظهره لأنه لم يعمل له ذنبا، ولم يدر أن الطائر إنما يقع على زمكه. فهو أول طيار اخترق الجو.
ولبعض شعراء عصره أبيات في وصف سمائه وفي طيرانه [3] .
.
.
ولم يكن يرحمه الله ذا علم بالعلوم الطبيعية بل حتى الأدب و النحو و الشعر وهنا شئ من أخباره يرويها صاحب كتاب "طبقات النحويين و اللغويين" :
كان متصرفًا في ضروب من الآداب، وكان من أهل الذكاء والتقحُّم على المعاني الدقيقة، والصناعة اللطيفة، وكان الشعر أغلبَ أدواته عليه.
وأخبرني محمد بن عمر بن عبد العزيز قال: أخبرني ابن لبابة قال: جلب بعض التجار كتاب المثال من العروض، فصار إلى الأمير عبد الرحمن، فأخبرني أبو الفرج الفتي -وكان من خيار فتيانهم- قال:
كان ذلك الكتاب يتلاهى به في القصر، حتى إن بعض الجواري كان يقول لبعض: صيَّر الله عقلك كعقل الذي ملأ كتابه من "ممَا، ممَّا"؛ فبلغ الخبر ابن فرناس، فرفع إلى الأمير يسأله إخراج الكتاب إليه، ففعل فأدرك منه علم العروض، وقال: هذا كتاب قبله ما يفسره. فوجه به الأمير إلى المشرق في ذلك، فأتى بكتاب الفرش، فوصله بثلاثمئة دينار وكساه. وكان مع ذلك يحسن علم الموسيقى، ويضرب العود، ويغني عليه.
وذكر قاسم بن وليد الكلبي وغيره من شيوخ أهل شَذُونة، قال: كان محمود بن أبي جميل عندنا غلامًا جوادًا، وكان عاملًا في أخريات أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فعمل قبة أدم بلغت النفقة فيها وفي وطائها خمسمئة دينار، فلما كملت ضربها على وادي لكة، وصنع صنيعًا جمع له أشراف الكورة، ووافق ذلك اطلاع عبد الملك بن جهور أو يوسف بن بخت ضياعه بشذونة، فاستجلبه محمود مع بياض الكورة، فشهد وشهدوا. فلما تقضى طعامهم، وصاروا إلى المؤانسة وعندهم أحد بني زرياب المغني، طلع عليهم عباس بن فرناس زائرًا لمحمود، فقام محمود إليه والتزمه، وسُرَّ جميعهم بوروده، ثم عرض عليه الطعام فطعم، ثم صار إلى المؤانسة، ودفع ابن زرياب يغني:
ولو لم يَشُقني الظَّاعِنون لشَاقَني
حَمَامٌ تداعَتْ في الدِّيَار وُقوعُ
تَدَاعَيْنَ فَا علي:
سْتَبْكَيْنَ مَن كانَ ذا هوًى
نوائحُ ما تجري لهنَّ دُموعُ
فاستعادوه الصوت إعجابًا، فأعاده. فلما تقضَّى غناءُ ابن زرياب مدَّ عباسٌ يده إلى العود، وغنَّى البيتينِ، ووصلهما من عنده بديهة، فقال:
.
.
شددتُ بمحمودٍ يدًا حينَ خَانَها
زمانٌ لأسبابِ الرجاءِ قطوعُ
بَنَى لمساعي الجود والمجدِ قبَّةً
إليها جميعُ الأَجْوَدِينَ ركوعُ
.
.
وكان محمودٌ جوادًا، فقال له: يا أبا القاسم، أعزُّ ما يحضرني من مالي القبةُ، وهي لك بما فيها من كسوتي هذه، ونكون في ضيافتك بقية يومنا. ودعا بكسوةٍ فلبسها، ودفع إليه كسوته، وكانوا يومهم كذلك، فلما حان الافتراق قال له عبد الملك بن جهور: يا أبا القاسم، هذه القبة لا تصلح لك، ولا بد من بيعها، وهي عندي بخمسمئة دينار. فقال عباس: هي لك. [4]
.
.
______________
المراجع :
[1] "الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي"
[2] "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"جلال الدين السيوطي .
[3] "الأعلام للزركلي"
[4] "طبقات النحويين واللغويين"
لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي
.
.
مع التحية "المسعود هُمٰيون" ❤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق