الأحد، 11 يونيو 2017

طبتم وطاب مسائكم أصدقائي ، انتم في رحاب العلم،  انتم في رحاب الأمة العربية العظيمة انتم أحفاد المجد الضائع،  فهل انتم كفؤ لتُعِيدوا مجد اجدادكم؟!
.
.
نحن العرب جوهر الإسلام أمة مجيدة ولا أُحقِّر أي عرق آخر،  لكن نحن من صنعنا الجمال و الأُبهة في مشارق الأرض و مغاربها،  ليس هذا فحسب بل وأبدعنا في العلوم وطورنا كل علم وفن، نحن أمة العلم و الفن، نحن أمة الثقافة، نحن أمة كل فن  نحن أمة مُبجلة،  نحن أمة وقف الشرق و الغرب حائراً أمام إبداعنا و إجلالاً لنا. وهنا سأورد لكم مقولات وشهارات الغرب لعلمائنا القدماء :
.
.
يقول "ريسون" في بحوث له عن حضارة المسلمين:
"وتوصَّل العرب إلى إثبات تناسب جيوب الأضلاع لجيوب الزوايا المقابلة لها في أي مثلث كروي، ووضعوا هذه القاعدة أساسًا للطريقة التي سموها الشكل الفني فيحل المثلثات الكروية.
وعرفوا حامض الكبريت، استخرجوه من الزاج بوساطة التقطير، وعرفوا ماء الفضة، والقلي، وطرق إذابة الذهب، وعرفوا ملح النشادر، وحجر الكي، والسليماني، وكانوا يطبقون ما كشفوه على الطب والصناعة والحرب.
وكانوا يعرفون صنع الصواريخ، أخذوا سرها، من الروم، وعملوا البارود للمدافع، وربما كان ذلك قبل الصينيين، ولكن كان قبل الأوروبيين على التحقيق، فكانت جيوشهم تستعملها منذ القرن الثالث عشر الميلادي.
وقالوا بكروية الأرض منذ ابتداء نهضتهم، وعنوا بصنع القاشاني، وغيروا طريقة صنعه وأشكاله.
واشتهرت في القرون الوسطى الأواني الزجاجية، والمصابيح العربية الملونة، التي انتقلت من الشام إلى معامل البندقية، ونسجت هذه على منوالها، وكذلك تعلم أهل البندقية صنع المرايا، وكانت تصنع في صور، ومن البندقية انتقلت إلى أوروبا [1].
.
.
وقد سبق المسلمون في الأندلس إلى معرفة الطباعة قبل مخترعها المشهور الألماني "جوتنبرغ" وذلك بأربعمائة سنة، فقد كان عبد الرحمن بن بدر من وزراء الناصر، ومن أهل المائة الرابعة تكتب السجلات في داره، ثم يبعثها للطبع فتطبع، ثم تقدم إليه، فيبعثها إلى العمال في الجهات.
وحاول بعض المسلمين اختراع طريقة الكتابة الخاصة بالعميان، فقد ذكرت كتب التاريخ أن علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر المشهور بزين الدين الآمدي المتوفى سنة "712هـ" وكان قد كف بصره في أول عمره، كان كلما
اشترى كتابًا لخزانة كتبه لف ورقة على شكل حرف من الحروف، ولصقها في الكتاب، وكانت هذه الحروف هي التي يستعين بها على معرفة الكتاب [2].
.
.
وقال "سيديو":
"إن أهم ما اتصفت به مدرسة بغداد في البداءة : هو روحها العلمية الصحيحة التي كانت سائدة لأعمالها، وكان استخراج المجهول من المعلوم والتدقيق في الحوادث تدقيقًا، مؤديًا إلى استنباط العلل من المعلولات، وعدم التسليم بما لا تثبته التجربة، مبادئ قال بها أساتذة من العرب، وهذه هي الأصول التي لقنها العلماء، ولقد كان العرب في القرن التاسع متمكنين من هذه الطريقة الخصبة التي صارت عند المحدثين أداة استعملوها للوصول بها إلى أروع الاكتشافات".
.
.
وقال "دولنبر" في كتاب "تاريخ علم الفلك":
تعد راصدين أو ثلاثة بين الأغارقة، وتعد عددًا كبيرًا من الرصاد بين العرب، وأما في الكيمياء فلا نجد مجربًا واحدًا يونانيًّا مع أن المجربين من العرب فيها يعدون بالمئات.
.
.
الطب:
وكان للمسلمين نشاط جم في علم الطب النظري والتجريبي.
يقول "سنيبوس" في كلام له عن حضارة المسلمين.
"واستخرجوا من كتب الطب اليوناني الطب التجريبي وهو طب العقاقير والحبوب".
ويقول "ريسون" في كلام له عن المسلمين:
"وكشف كيميائيوهم وأطباؤهم عن خواص الغول والنشادر وحامض الأزوت، والكبريت والمياه المعدنية، وأدخلوا في كثير من أدويتهم مواد من نبات بلادهم كالكافور والرواند والسنامكي".
.
.
ويقول "غوتيه" في حديثه عن المسلمين :
"وقد أغنوا العلم ولا سيما علم النبات بمسائل جديدة كثيرة، ومعظم المستحضرات والأدوية المستعملة كالأشربة، والدهون, والمراهم، والغول "الكحول" واللعوق، والسنامكي، والراوند، والخيارشنبر، وجوزالقيء، هم الذين كشفوها، واستلزمت أصول تداويهم أن يعمدوا إلى استعمال الفتائل وإلى الحجامة في أمراض الصرع، واستعمال الماء البارد في الحمى الدائمة، واتخذ جراحوهم تفتيت حصاة المثانة، واستخرجوا من العين الجريم العدسي الشفاف، ويظهر أنهم عرفوا البنج".
.
.
وفي "التاريخ العام" لـ"لافيس ورانبو":
"وكل هذا المجد في الطب العربي إن لم يدلنا أنهم كانوا فيه أرباب نظريات دقيقة، فهم على الأقل أرباب ملاحظة عاقلة، وأرباب تجارب حاذقة، وأطباء عمل على غاية من المهارة، وكان الرازي وابن جابر أول من وضع أساس الكيمياء الحديثة، وحاولا كشف الإكسير الذي يهب الحياة، ويعيد الشباب، وكانا يذهبان إلى معرفة حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى الذهب، ولم تذهب هذه الأبحاث الوهمية سدى: لأنهم عرفوا بها التقطير والتصعيد، والتجميد، والحل، وكشفوا الغول من المواد السكرية والنشوية الخاثرة".
ومهما يكن من أمر فقد كان الطب العربي أساس علم الطب عند الفرنسيين، أخذوه مع كثير من الألفاظ العربية، كما كان الفلك والرياضيات والعلوم الطبيعية تقرأ في أوروبا في كتب عربية إسلامية.
وكان المسلمون في الأندلس يعرفون الجراثيم، حتى كانت وقايتهم من الأمراض تشبه الوقاية المعروفة بعد اكتشاف عالم الجراثيم [3].
.
.
وتقول الدكتورة نادية شريف العمري في كتابها أضواء على الثقافة الإسلامية :

ومن الأمور الثابتة تاريخيا أن العرب هم البناة الأولون للعلم التجريبي، فبرز في علم الطب : ابن سينا وابن رشد وفي علم الحساب والنجوم : مسلم بن أحمد، وأول من نبغ في الكيمياء : جابر بن حيان، وأول من نبغ في الجبر وقدم حلولا هندسية لمعادلات من الدرجة الثانية : محمد بن موسى الخوارزمي، وأول من استنبط صناعة الزجاج من الحجارة، واخترع محاولة الطيران : عباس بن فرناس، وأول من عارض نظرية إقليدس وبطلموس بشأن الأبعاد وكان على وشك أن يكتشف العدسة المكبرة : ابن الهيثم، وكان الذي أنشأ حساب المثلثات الحديث : البيروني وأمثال هؤلاء كثير من أعلام الفكر الإسلامي الذين كانت لهم مكانة رفيعة في العلم التجريبي في وقت كان الغرب فيه يتخبط في ظلام الجهل ويعتمد أساسا على تتبع آثارهم وترجمة مؤلفاتهم. وقد اعترف بذلك "روجر بيكون" الذي تعلم هذا المنهج في الجامعات الإسلامية في الأندلس وجاء سميه "فرنسيس بيكون" بعد ذلك ليؤكد هذا الاعتراف ويشرح هذا المنهج الذي كان أبرز دعائم النهضة الأوربية الحديثة في المجال العلمي. والقضية مستفيضة لدى الباحثين من شرقيين وغربيين. فليعلم من ذلك أن تخلف المسلمين اليوم إنما هو تخلفهم عن بعض خصائصهم الذاتية في الكشف العلمي [4]....انتهى..
.
.
-------------------
المصدر :
[ 1 ] "الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم "
المؤلف: عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني الدمشقي
[ 2 ] المصدر نفسه .
[ 3 ] المصدر نفسه .
[ 4 ] "أضواء على الثقافة الاسلامية"
الدكتورة نادية شريف العمري
.
.
مع التحية المَسّعُودْ "هُمَٰيُونْ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق