الخميس، 27 أبريل 2017

كوباً من السوفليه،  يعلوه تاجاً من الخبز الناضج المتصدع الأكناف،  يزينه نيشانٌ من الكريمة كأنها دٌرةٌ على عمامة ملك! 

من منكم لا يُحب كعكة #السوفليه او بالفرنسية Soufflé# دعونا نتحدث عنها 😍❤
على غير العادة اتكلم معكم عن السوفليه بما اني من عشاقه ياهي وجبة ظريفة تبعث السعادة 😂❤
.
.
نوع من أنواع الآنسة سوفليه بيضاء نقية!

.
.
السوفليه هي كعكة خفيفة مكونة من صفار البيض وبياضه مخفوقين مع مكونات أخرى مختلفة، وتقدم كطبق رئيسي أو كحلوى. وكلمة سوفليه ( هي التصريف الثالث من الفعل soufflerباللغة الفرنسية) والتي تعني "ينفخ" أو أكثر حرية في الانتفاخ، وهو وصف مناسب لما يحدث لهذا المزيج المكون من خليط محلبي مع بياض البيض.
تنتظر الغازي فقط ليفتتح القلاع والحصون 😂💔

وتاريخ هذه الكعكة كان في بداية القرن الثامن عشر فقد كانت مت ابتكار الطاهي الفرنسي سيد فنسنت دي لا شابيل [1]، وكان تطورها تطوير وتعميم السوفليه إلى الطاهي الفرنسي ماري-أنتوني كاريم في أوائل القرن التاسع عشر. [2] [3]

سوفليه برتقال! 

#سوفليه_الشوكولاته :
.
.
يتكون كل سوفليه من عنصرين أساسيين:
مزيج محلبي فرنسي أساسي / بنكهة الكريمة أو (بوريه) هريس.
بياض البيض المضروب حتى يصبح (ميرينغ) أي رغوة *وهو السر في إنتفاخ وهشاشة كعكة السوفليه .
يعطي صفار البيض النكهة للسوفليه بينما يعطيه البياض خاصية "الرفع". وعادة تضاف عدة نكهات لخليط السوفليه مثل الجبن والمربى والفاكهة، والتوت، والشوكولاته والموز والليمون (وتستخدم النكهات الثلات الأخيرة في صناعة الحلويات، وغالبا مع كمية كبيرة من السكر).
عندما يخرج السوفليه من الفرن، فلابد أن يكون منتفخا ورقيقا, وبشكل عام فإنه يهبط بعد 5 أو 10 دقائق (كما يحدث للعجين إذا انتفخ ).
ويمكن خبز السوفليه في أواني ذات أشكال وأحجام متباينة, ولكن المتعارف عليه والتقليدي هو خبزه في اناء ramekin.. وتكون هذه الأواني متقاربة في الحجم، ولكنها أواني بيضاء زجاجية, وذات قاعدة مسطحة، وهي أيضا مصنوعة من الخزف الدائري وقاعدته غير ملساء وذات حدود خارجية محززة.
هناك عدة أنواع من السوفليه: أحدها هي سوفليه الآيس كريم حيث يحتوي على آيس كريم وقطع من الفاكهة أو صلصة حارة.
وهناك نوع مختلف كليا عن السوفليه المعتادة وهي سوفليه البطاطس, وهي شرائح من البطاطس المقلية والمنتفخة ,تقدم تقليديا مع شريحة لحم شاتوبريان .


لعمل السوفليه بالشوكولاته نحتاج الى المكونات التالية بمقادرير تقريبية: [4]
25 جرام من الزبدة غير المملحة، للتشحيم زبدية الخبز، الشوكولاته المبشور ناعما "دراك شوكلت على التركيز الذي ترغبون"، كريم معجنات، معلقتين دقيق كبيرة، ملعقتين صغيرة من السكر الناعم، ½ ملعقة صغيرة من دقيق الذرة، صفار البيض المتوسط ، 4 ملاعق كبيرة من الحليب الابيض، 1 ملعقة كبيرة كريم مزدوج، 1 ملعقة كبيرة مسحوق الكاكاو
لبياض البيض : 6 بيضات البيض المتوسطة..
اتعب انا و الله 😓💔

في الثقافة الشعبية :
نظرا لأن السوفليه يميل إلى هبوط سطحه بسرعة بعد خروجه من الفرن، فكثيرا ما تعمد وسائل الإعلام إلى تصويره في المسلسلات والرسوم المتحركة وبرامج الأطفال والأفلام، فيقومون باحداث أصوات مرتفعة كنتيجة لهبوطه.[5] .. انتهى...
.
.
المراجع :
[1]Peterson, J. (2012). Glorious French Food: A Fresh Approach to the Classics. Houghton Mifflin Harcourt. pp. 130–132. ISBN 978-0-544-18655-2.

[2]Wells, Patricia (22 February 1978). "Perfect Souffles Don't Require Expert Skills". The Eagle. p. 26 – via Newspapers.com. open access publication – free to read
Jump up .
[3] Mallet, Gina (2004). Last Chance to Eat: The Fate of Taste in a Fast Food World. W. W. Norton & Company. pp. 52–54. ISBN 9780393058413.
[4] طريقة عمل السوفليه صحيفة ثمار برس ولوج بتاريخ 7/10/2015 نشر بتاريخ 5/10/2015
[5] "Futurama: 30% Iron Chef". The Internet Movie Script Database (IMSDb). IMSDB.
.
.
المصدر :
ويكيبيديا "السوفليه- Soufflé"

وشكراً

insta :
شَاهَزادهـ|هَمّايُون
shah_zadah
"وحي من التاريخ "

هِمّايُون
BBM: D2D3A816

الاثنين، 24 أبريل 2017

منمنمة فارسية لقلعة آلموت لحضة هجوم التتار عليهم 

.
.

" #قصة_الحشاشين "
" #The_story_of_the_assassin "
#Assassin's
#الحشاشين
#الباطنية
#الإسماعيلية "الجزء الثاني"
#أصدقاء_شاهزاده #همايون
#الصورة لقلعة #آلموت ومعناها #آلوه_موت اي تعليم النسر او عش النسر بالفارسية القديمة تمركز فيها الباطنية الحشاشين وبالانجليزية
 #Alamot
او
#Alamūt
وبقية الصور لبقايا القلعة ومجموعة من الخناجر الفارسية دقة عجيبة بالصناعة والكل من الجوهر الذي يتكون عروق كربونية تتشرب السُم!
.
.
كيف هو شعورك وأنت ترى مئة شخص ينظرون إليك بشفقة وأنت تموت.. لكن
من هذا الرجل هناك؟
من بين رؤوس الناس كنت أراه.. أسودا كان.. يمشي الهوينى ناظرًا إليَّ نظرة
جامدة.. تابعته ببصري حتى خرج عن مجال حركة عيني ورقبتي وصار ورائي..
كان الناس يمسكون برأسي من حينٍ لآخر يربتون عليها ويطمئنونني.. ثم وضعوا
رأسي على الأرض بهدوء حتى واجهت عيني السماء.. أرى رؤوسهم من من
زاوية سفلية.. ثم برزت رأسه فجأة وسطهم.. ذلك الأسود.
كنت مخدوعًا يعرف يقينًا أنه مخدوع.. لكنه يكابر.. كنت أعرف أن شيئًا ما خطأ..
الإمام الأعظم.. جنة الخلد.. قتل علماء المسلمين.. مهادنة الصليبيين.. عدم
الصلاة ولا الصوم ولا الحج لأننا وصلنا لمرحلة من القرب من الله أسقطت عنا كل
التكاليف.. يقنعنا أننا متنا ويدخلنا جنة الخلد ثم يعيدنا من الموت متى يحلو له
ويظن أننا نصدقه.. لا أنكر أنه اختلطت عليَّ الأمور أثناء وجودي في جنة الخلد
تلك.. لكن عقلي لم يكن في مكانه.. كنت أشعر دائمًا أنني سكران أو طائر فوق
الناس..
بقايا قلعة آلموت

 لقد أعطانا الإمام كل المتع والنساء وأسقط عنا كل الواجبات.. ياله من
دينٍ رائعٍ ذلك الذي يدعو إليه.. وافق دينه هوانا وإن لم تتقبله عقولنا لكن كنا
نرمي عقولنا وراء ظهورنا.
لن تكون لي جنة اليوم بل ستكون لي نارٌ يلفح لهيبها روحي.. يا إلهي إنما هي
ساعة.. لو تؤخرني إياها أعود فيها إلى رشدي.. بل وسأقتل فيها ذلك الإمام
بيدي.. ثم أظلمت الدنيا كلها ووجدتني كأن كياني كله يتحرك بسرعة غير
طبيعية.. ثم فطنت إلى أن هذا ليس ظلامًا لكنه شيء وكأنه نفق من الظلام
تتحرك روحي فيه.. ثم وجدتني فجأة أخرج من النفق إلى نور الأرض ثانية.. ونفس
المشهد تراه عيني من زاوية سفلية.. رؤوس تنظر إلي في قلة حيلة.
أي عجب هذا.. اعتدلت على جنبي هاربًا من الزاوية السفلية الغير مريحة للرؤية
والتي تظهر الناس كلهم وكأنهم عمالقة.. هكذا أفضل.. الناس لازالوا يتحدثون بأسى وينظرون إليَّ أو إلى الأرض.. لكن أحدهم يقترب مني.. عجوز..
كان على وجهه شبح ابتسامة ساخرة.. ظلَّ يقترب حتى صار عند رأسي.. تحول
شبح الابتسامة إلى ابتسامة ساخرة كاملة ظهرت فيها أسنانه القليلة..
وشعيرات ذقنه المعدودة الطويلة وانشقت عيناه كعيني ثعبان.. اتسعت عيناي
عن آخرهما.. ونظرت بعيدًا.. خفت النور في المكان كله وكأن سحابة سوداء
حجبت نور الشمس.. إنه الموت.. إنه الموت يا إلهي إنه الموت.
أخذت أتلوى على الأرض محاولًا إخفاء وجهي والناس من حولي يتبرعون بتعديل
وضعي ثانية ظنًا منهم أنهم يساعدونني بشكل ما..
"قل لا إله إلا الله"..
ظلَّ شيء ضخم مرَّ على عيني فنظرت في كل مكان بذعر ولم أجده..
احد اركان آلموت

"أيها الفارس قل لا إله إلا الله" .

وجه العجوز الثعبان يبدو لي بين وجوه الناس وكأنه الوحيد المسلَّط عليه الضوء..
ويُخرج لي لسانه المشقوق.. من هذا ياربي هل هو ملك الموت؟ يارب أرجوك
أعدني.. لا تفعل بي هذا. .
حاولت أن أُخرِج صرخة بكل قوتي لكنها خرجت سعالًا. . فلينقذني أحدكم.. أو
ليقتلني أحدكم.. لا أريد أن أرى ما أنا مقبل على أن أراه.. فليفقأ أحدكم عيني..
فلتقرأوا عليَّ قرآنا ربما يشفع لي.. افعلوا أي شيء. .
بدأت عضلات معينة في جسدي تتشنج لتجبرني على اتخاذ وضع معين.. انضمت
ساقاي على بعضها وتقوس ظهري قليلًا وتشنجت رقبتي إلى اليسار.. شعرت
باختناق داخلي لا علاقة له برقبتي.. اختناق في الصدر.. بدأت أسمع دقات قلبي
بوضوح.. ثم رأيته.. بل رأيتهم.

كانوا ثلاثة.. أحدهم هو ذلك الأسود الذي رأيته يمر بين الناس.. والاثنان الباقيان
أحدهما أسود كأخوه والآخر يختلف عنهما في كل شيء.. كنت أرى ملائكة..
ملائكة حقيقيين.. ليسوا كالملائكة البشريين الذين رأيتهم في جنة "الحسن
الصباح".. يالهذا الاسم القميء.. كم أكرهه.
إن ما حدث بعد ذلك لهو مما لا يُحكَى ولا يُقَال.. اقتٌلعت روحي منِّي كأنما تقتلع
سفودا مسننا من صوف مبلول.. يشدها ثلاثتهم بأيادٍ غليظة شديدة.. ووَجدتُ
من روحي رائحة منتنة كأنها القبر.. يا إلهي هل أنا بهذا السوء.. إن الألم الذي
شعرت به لم يكن يراه أحد.. فقط وجدوا من وريدي انقطاعًا عن النبض ومن
عيني انقطاعًا عن الحياة.. لم يرَ أحدهم شيئًا.. ورأيتُ روحي وهي تخرج من
جسدي المحاط بالناس.. تخرج وترفعها الملائكة ويضعونها في خرقة سيئة..
ثم رأيتني أرتفع بسرعة حتى اختفى كل أثر لكل موجود من موجودات الأرض..
وحلت محلَّها موجودات أخرى لم ترها عين بشر من قبل.. موجودات لا ينبغي أن
يعرفها بشر.. إلا إذا ماتوا.
تمَّت

لقد بدأت الساعات الباقية لي في هذا العالم تقل.. وبدأت دقات الساعة تقول لي
كلامًا مخيفًا.. لكن لابأس.. لازال أمامنا وقت كافٍ.. لقد كانت تلك المواجهة من
المواجهات النادرة التي ذكرتها كتب التاريخ بين أخطر نوعين من أنواع الفرسان..
فرسان الهيكل.. وفرقة الحشاشين أخطر فرق الشيعة على الإطلاق.. الفرقة
التي اتخذت من قلعة "ألاموت" مقرًا رئيسيًّا لها.. بالإضافة لسبعين قلعة أخرى
في فارس والعراق والشام.
فقط لو كنت تعيش أيامها ونظرت إلى قلعة "ألاموت" من أي زاوية تشاء..
فسترى منظرًا أسطوريًا.. كانت القلعة تبدو وكأنها مأوى الجن.. فهي قلعة
على ارتفاع ستة آلاف قدم تحيط بها الغيوم التي تتداخل مع أبراجها.. بلغ من
ارتفاعها أنه يستحيل أن تصل إليها قذيفة منجنيق.. ويستحيل أن يزحف إليها
جيش من الجنود إلا أن يصعدوا إليها في ممرات جبلية ضيقة جدًّا تَضطرهم
للصعود رجلًا وراء رجل.. قلعة كبيرة لا يذهب ظنك أنها مكونة من مبنى واحد..
بل هي مكونة من عشرات المباني.. قلعة كان "الحسن الصباح" مؤسس
الحشاشين يتخذها سكنًا له.. قلعة صمِّمَت بداخلها جنة غناء يُدخل فيها أتباعه.
لم يغادر "الحسن الصباح" هذه القلعة في حياته أبدًا منذ أن استولى عليها أول
مرة.. ولم يُر خارجًا منها حتى إلى الجبال التي حولها.. كان يقضي معظم وقته
في التخطيط بالداخل..

وفي الدراسة والتجارب على النباتات التي كان خبيرًا بها
وبأنواعها السام منها والمخدر.. وقد ابتكر خلطة مخدرة خاصة جدًّا كان
يمزجها بالخمر بكميات مدروسة ويعطيها لأتباعه يشربونها فتغيب منها
عقولهم فيسيرهم كيف يشاء.
وبلغ من قوته أنه كانت هناك نقود خاصة مطبوع عليها اسم قلعة "ألاموت"..
أي أنه كون مجتمعًا مستقلًا.. كانت معتقداته شديدة الانحراف.. وأولها عقيدة
القتل باسم الدين.. وهي عقيدة خاطئة بالطبع.. فالقتل دفاعًا عن الدين هو أشرف
شيء وأغلى شيء ولكن الاغتيال باسم الدين هو جريمة.
.
.
استخدم الحشاشون طريقة الاغتيالات بدلًا من طريقة الحروب.. وقد حاولوا
اغتيال "صلاح الدين" ثلاث مرات باءت كلها بالفشل.. وقد انتهى عهدهم لما
نزل المغول من الشرق نزول الأكلة المفترسين الذين أبادوا كل شيء في
طريقهم.. أبادوا فرقة الحشاشين عن بكرة أبيهم.. ومن تبقى منهم بعد ذلك
اقتلعه "الظاهر بيبرس" اقتلاعًا.
ولعلك قد سمعت بلعبة الفيديو الشهيرة Assassins Creed .. أو عقيدة
الحشاشين.. وهي مقتبسة من فرقة الحشاشين الحقيقية بأزيائهم وأسلحتهم
ومهاراتهم وشرورهم.
أعرف أن الحديث عن العقائد المنحرفة يورث السم في البدن.. ولقد انتهت بهذه
الحكاية حكاياتنا عنهم.. وانتهت الأسقام والأوجاع.. ولننظر إلى أوراقنا في
لعبتنا التي أرفض حتى الآن أن أذكر لك اسمها.. لدينا هذه المرة ورقتين فقط..
لكنهما يكفيان جدًّا لفهم مانحن مقبلون على كشفه.
.
.
الورقة الأولى هي ورقة الفامباير أو مصاصي الدماء.. وعليها صورة بشعة
لمصاص دماء مخيف..
والورقة الثانية هي ورقة الكونت "دراكولا".. وعليها صورة الكونت دراكولا
وهو يرتدي عباءته الشهيرة ويبتسم في سخرية مخيفة ووراءه تبدو قلعته
المظلمة.
.
.
المصدر :
رواية #أنتيخرستوس
الدكتور أحمد خالد مصطفى
.
.
insta :
شَاهَزادهـ|هَمّايُون
shah_zadah
"وحي من التاريخ "

هِمّايُون
BBM: D2D3A816

الأحد، 23 أبريل 2017






" #قصة_الحشاشين "

" #The_story_of_the_assassin "
#Assassin's
#الحشاشين
#الباطنية
#الإسماعيلية "الجزء الاول"
#أصدقاء_شاهزاده #همايون
.
.
لما دخلتُ جنة الخلد لأول مرة لم يكن على جسدي سوى ثوب من حرير أبيض..
يُمسك بي ملكان أبيضان شاهقا الطول.. حتى أفلتا يدي.. كان هذا يعني هلم
انطلق ياصاحب الروح المرضية.. تفقد بنفسك ما أعد لك ربك من أجلك.. نظرت
حولي بانبهار.. في أول لمحة رأيت نهرًا جاريًا.. كأنه نهر من لبن.. نظرت إلى
الناحية الأخرى.. نخيل باسقات في أحسن صورة لها تمرها منثور على الأرض
في إغراء حقيقي.. حقًّا لقد قرأت عن هذه الأمور.. إنها حقيقية.. هذا ليس
حلما.. أنا واع تمامًا لما أرى.. فقط أشعر أن دماغي في حالة خدر ماتع دائم..
لكنني واعٍ.. لرائحة رائعة تسللت إليً بلا استئذان.. نظرت حولي.. كأنها عبق الجو
نفسه.. الجو الذي أتنفسه.
"الجنة تنتظركم يا ناصري آل البيت.. يا أحباب عل يّ.. الجنة هنالك لا يفصلكم
عنها سوى أن تدفعوا أبوابها"
شيء آخر تسلل إليَّ بلا استئذان.. نوع من النغم المبهج.. لم أسمع في حياتي
عذوبة كهذه.. نظرَت عيني ناحية النغم.. كان هناك مايشبه المدخل المصنوع
من الأشجار.. ذلك النغم ينبعث من الداخل مع أصوات أخرى.. هناك أشخاص
بالداخل.. شعور غريب أن تكون في جنة الخلد وتكتشف مكانًا جديدًا فتتحرك
ناحيته لاستكشافه.. عالما أن ما بداخله من النعيم هو على مستوى كلمة جنة..
هذه الكلمات التي أقولها لا تصف ما أشعر به.. لكني أحاول أن أرسم المعنى
بكلماتي.. تقدمت من ذلك المدخل شاعرًا بالنغم العذب يسحبني من عنقي.
"نسبّح بحمد الأول.. ونقدّس لمُلك الآخِر.. إلهان قديمان عظيمان لا أول لوجودهما ولا ثالث"
.
.
حقا كان ما بالداخل مُبهرًا.. كانت المرة الأولى التي أذوق فيها معنى كلمة
السعادة.. كانت روحي سعيدة.. منتشية.. تشعر بالمرح.. وقد زادت السعادة
والمرح أضعافًا مضاعفة لما دخلت إلى ذلك المكان.. غشيَت أذناي ألحان أصبح
صوتها واضحاً الآن.. ورأيت الكثير ممن أعرفهم.. إخوة العقيدة.. أراهم يتكئون على أرائك وتتكىء بجوارهم فتيات جميلات هن أجمل مما يُسمَح
بوصفهن.. يلاعبونهن ويضحكن معهن.. كن يرتدين أثوابًا ذات ألوان فاتحة..
حمراء بعضها وبعضها بيضاء.. رأتني فتاتان وأنا أدخل إلى هذا النعيم فسارعتا
بالتقدم إليً وعليهما أجمل ابتسامة رأيتها على ثغر.. ومدتا يداهما إليَّ بأنوثة
لم أذقها يومًا من قبل.. وسحبتاني برقة لأنضم إلى الجمع السعيد.
"اقتلوا الخليفة حتى وإن قُتلتم.. فإن قتلتموه دخلتم الجنة.. وإن قُتلتم دخلتم الجنة
أيضًا" ....

أجلستاني على إحدى الأرائك.. ثم إنهما قبّلتا يدي برقة.. أرجوكما قولا لي إنني
لا أحلم.. فإن كنت لا أحلم أخبراني أنني لم أسكر.. وإن كنت لم أسكر ففسرا لي
لماذا أشعر أن دماغي منتشية.. لم أكن أعلم أن الجنة فيها نعيم حتى للدماغ..
والدماغ نعيمها الانتشاء.. ذلك الانتشاء العظيم الذي أذاقتاني إياه لأول مرة في
الدنيا شيخ الجبل.. الإمام الأعظم.. "الحسن الصباح".
وهنا رأيته يدخل إلى هذا الجمع الجميل بنفسه.. الإمام الأعظم بنفسه.. يالهيبة
هذا الرجل.. أذكر ذلك الشاب الذي أمره الإمام الأعظم أن يقف على سور قلعة
"ألاموت" ويرمي بنفسه.. فصعد الشاب فورًا ورمى بنفسه من فوق سور القلعة
إلى الهُوّة السحيقة التي تطل عليها فمات.. كان الإمام قد أمره بهذا ليُرِي أحد
الزائرين الصليبيين الذين زاروه في قلعته كيف أن أتباعه يُخلصون له ولو على
حساب حياتهم.. لابد أن هذا الشاب يمرح في أحد ربوع جنة الخلد الآن.. لم يفهم
ذلك الصليبي لماذا كنا مستعدين لقتل أنفسنا بروح طيبة.. ولو أنه رأى ما أراه
الآن لفهم.......

قال لنا الإمام الحسن الأعظم :
- يا أنصار الله.. إن كل هذا النعيم الذي تنعمون به هو أدنى أدنى درجات
النعيم التي وعدكم بها ربكم.. ودرجات عليين لا ينالها سوى الشهداء وحدهم.. وإنني أتيتكم اليوم لأقدم لكم واحدة من الفُرَص
العظيمة لتنالوها.. الشهادة الشهادة يا مؤمنين.. من يريد الشهادة؟!
وقفنا جميعًا كلنا يريد أن يكون هو المختار.. لو كان هذا النعيم بهذه الروعة
فكيف بما هو أعلى منه.. لا تتحمل نفسي إلا أن تناله.. ولحُسن حظي.. اختارني
الإمام هذه المرة.
كانت واحدة من الفرص التي يهبها الإمام لمن يحب منا بين الفينة والأخرى.. أن
ننزل من الجنة إلى الحياة الدنيا لنُنهي شرًا من شرورها العظام.. فإما أن نقتل
أحد الخلفاء العباسيين الذين هم في الحقيقة أعداء الله ورسوله كما تعلَّمنا.. أو
نقتل أحد الصليبيين الذين هم أعداء الله ورسوله أيضًا.. أو ربما نقتل أحد العلماء
الذين يبثون أفكارًا مسمومة في أذهان الناس فهم أخطر على عقيدتهم من
الخلفاء.. لكن هذه المرة لم تكن المهمة مهمة قتل.. كانت مهمة بسيطة
جدًا.. كان عليَّ أن أسلِّم رسالة إلى "لملك "أموري" ملك القدس الصليبي.. كم
أنا محظوظ.. أنا أعشق إمامنا الذي أرسله لنا ربنا حتى يأخذ بأيادينا إلى طريق
الحق.. من حقنا أن يكون لنا إمام كما كان لكل قوم نبي في السابق.. من حقنا
أن يكون لنا إمام معصوم مكلف من قبل الله.. يأمرنا وينهانا ويشرّع لنا ويعلمنا
باسم الله.....
.
.
كان الطريق طويلًا جدًّا في الواقع.. كنت أركض بفرسي العربية الأصيلة باتجاه
القدس وأمامي حوالي الشهر لأصل إليها.. والنجوم فوق رأسي تدلني على
الطريق.. وخواطر كثيرة تجيء على ذاكرتي وتروح.. خواطر تشعرني بالفخر..
تذكرت نشأتي في قلعة ألاموت العظيمة.. كيف كنت صغيرًا يتيمًا ضائعًا هزيلًا
فجاء من وسط ظلمة الليل والتقطني وأسكنني في قلعته.. بل أسكننا في
قلعته.. أنا والكثير جدًّا من الأطفال المشردين.. لقد قدَّم لنا إمامنا المأوى.. بل
قدَّم لنا ماهو أكثر من ذلك.
.
.

لقد علَّمنا كل شيء منذ كنا أطفالًا صغارًا.. علَّمنا الفروسية والمبارزة وركوب
الخيل والقتال بالأيدي العارية والخناجر والرماح.. علَّمنا الرماية بالسهم والخنجر
والرمح.. علَّمنا الرجولة والتحمُّل والصبر وسرعة البديهة في القتال.. علَّمنا
الإخلاص.. علَّمنا دين الشيعة.. شيعة "علي".. شيعة آل البيت.. علَّمنا أن نكون بلا
مشاعر فيما يتعلق بأعداء الدين الكفرة الفجرة عابدي أقدام النساء وفروجهن..
خلفاء بني العباس ومن يوالونهم.
لقد كان الإمام يُطعمنا ويسقينا أطيب مطعم ومشرب.. وأجمل ما كان يسقينا
إياه شراب عطر الرائحة.. شراب يجعلنا نرتفع بعقولنا فوق عقول البشر.. شراب
ينمّي ذكاءنا وإدراكنا وذاكرتنا.. تذكرت الشراب فمددت يدي في رحلي وأخرجته
فشربت منه حتى ارتوى دماغي.. كنت أشعر بالفخر.. لقد أصبحت مقاتلًا فذًّا قويًّا
مخلصًا؛ لقد جعلني الإمام أقوى شيء في الدنيا.. فأردت أن أكون أقوى شيء
في الآخرة.. وقد أوصلني الإمام إلى ذلك فدخلت الجنة.. وكان لدخولي فيها
قصة عظيمة تذكرتها الآن.. دعني أحكيها لك تزجية للوقت.
قبل حوالي ثلاث سنوات من الآن.. في قرية قُرب نهاوند.. كنت أتابع ركب
السلطان بعناية شديدة منذ أن انطلق من أصبهان.. كان في الركب وزيرٌ من
وزراء الدولة العباسية اسمه "نظام الملك".. سلجوقي من السلاجقة الذين سمح
لهم خلفاء بني العباس بتقلُّد مناصب حاكمة في البلاد.. كان "نظام الملك" هذا
هو هدفي.. لقد أعاق هذا الرجل تقدُّم دولتنا النزارية وعطَّل أهدافها السامية
في تحطيم الخلافة العباسية.. وفجأة توقف الموكب.. ورأيت هدفي ينزل من
على جواده.. ثم نزل الركب كلهم من على جيادهم.

تحلَّق الركب حول "نظام الملك" وكان يحدثهم في أمرٍ ما ويسمعونه باهتمام
شديد.. يبدو أن فرصتي التي طال انتظارها قد حانت أخيرًا.. لو لم أفعلها الآن
سأنتظر وقتًا كبيرًا قبل أن أتمكن منه.. أخفيت فرسي وخلعت عباءتي التي كانت
تغطّي ملابسي ورأسي.. كانت ملابسي التي أرتديها تحت العباءة ملابس شحاذ..
ومسحت بالتراب على شعري وجعلته شعثًا.. ثم إنني تحسست خنجري المخفي
تحت ردائي واقتربت من الركب بخطوات شحاذ.
- لقد قُتِل هاهنا ياسادة، في هذه القرية نفر كثير من صحابة رسول
الله.. فطوبى لمن كان مسكنه هنا.. وطوبى لمن لحق بهم حيثما هم
في عليين.
هذا الوزير الثعبان.. ماذا يعرف عن عليين حتى يتحدث عنها.. وهؤلاء الحمقى
يستمعون له كما لو كان نبيًّا.. توجهت مباشرة إلى هذا الوزير الثعبان
واصطنعت الذلة والمسكنة وقلت له :
- ياسيدي.. يظهر على محياك الطيبة والخير.. أعطني مما تجود به
نفسك الطيبة.. أرجوك ياسيدي.
- لا تعطه شيئًا ياسيدي.. يبدو محتالًا بصحة جيدة.
- بل سأعطيه.. لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطوا السائل
وإن جاء على فرَس".. ورُوى عن عيسى بن مريم عليه السلام قوله "إن
للسائل لحقٍ وإن أتاك على فرس مطوَّق بالفضة"
وظلَّ يتحدث وينظر إليهم حتى أسكتته طعنة نجلاء من خنجري.. سكت على
إثرها ونظر لي نظرة مذهولة.. ثم إن بعض الركب انشغل باحتضار الوزير
وبعضهم أخرجوا سيوفهم لقطع رأسي.. لكن أوقفتهم كلمة من الوزير
قالها قبل أن يموت :
- لا تقتلوا قاتلي فإني قد سامحته.
لم أنتظر لحظة واحدة.. تحولت ذلتي ومسكنتي في برهة إلى التفافة وانطلاقة
سريعة بارعة، كنت واثقًا أنهم ليسوا بمُدرِكيها ولو حرصوا.. تذكرت هذه
الواقعة وتذكرت عودتي إلى قلعة ألاموت بعدها واحتفاء الإمام المعصوم
"الحسن الصباح" بي وبما حققته ببراعة.. ثم إنني نمت تلك الليلة فلم أستيقظ إلا وملكان يأخذان بيدي ويُدخلاني إلى جنة الخُلدِ.. الآن فهمت مقصد الإمام الأعظم
لما كان يقول " فإن قتلتموه دخلتم الجنة.. وإن قُتلتم دخلتم الجنة أيضًا".
ظللت أجتر ذكرياتي حتى وصلت إلى هدفي.. القدس.. قصر الملك "أموري"
الصليبي ملك القدس أيامها.. دخلت على الملك الصليبي وسلمته رسالة الإمام
الأعظم.. كان فيها "إلى الملك العظيم أموري.. إذا أتتك رسالتي هذه فاعلم بأني
من الموالين لك.. وإني أعرض عليك أن نوحِّد القوى في مواجهة عدو مشترك
يقض مضجعنا أنا وأنت.. الدولة العباسية الغاشمة المغرورة.. وإن أتباعي
المخلصين على أتمّ استعداد أن يكونوا رهن إشارة قيادتكم الباسلة لفرسان
الهيكل.. على أن يتم إلغاء الضريبة السنوية التي فرضها فرسان الهيكل علينا
والتي مقدارها اثنا عشر ألفَ قطعة ذهبية فرضوها بعد أن قتل رجالي "كومتي
دي تريبولي".. على أن يكون هذا بداية للتعاون فيما بيننا للقضاء على العدو
المشترك.. والله ولي التوفيق".
وافق الملك "أموري" على التعاون.. يبدو أن الإمام لديه خطة رائعة من خططه
التي لا تفشل أبدًا.. لأن الله أوحى بها إليه.. لم يكن هذا يعنيني كثيرًا.. كنت
منشغلًا بفرحة قلبي بأن مهمتي قد تكللت بالنجاح.. ولما أعود إلى الإمام سأرى
جنة من جنات عليين التي طالما حلمت بالارتقاء إليها.. ركبت على فرسي عائدًا
إلى قلعة ألاموت.. وذهني يفكر في النعيم.. والأنغام.. وأنهار اللبن التي تستلقي
على ضفافها الحور العين.. وفي الفاك..
- أتاني نبأ بأنكم لا تُقهرون يا فرسان نزار.
التفت بحركة سريعة متحسسًا خنجري.. رأيت فارسًا يرتدي عباءة مميزة
تتوسطها علامة الصليب.. عباءة تغطي جسده ورأسه.. يمتطي حصانًا قويًّا عليه
عباءة الصليب نفسها.. أعرف هذا الزِّي جيدًا.. كان فارسًا من فرسان الصليب..
فرسان الهيكل.. تحفزت حواسي القتالية كلها ونظرت له بحذر.. قال لي بصوتٍ
غاضبٍ:
.
.
- إذن فأنتم تظنون أننا نحتاج إلى عون بضعة فرسان من ورق أمثالكم..
هل نسي زعيمكم الغبي نفسه؟
قلت له بلهجة قوية :
- اذهب من هنا أيها الصليبي القذر.. وكلمة أخرى عن إمامنا سأجعلك
تتجرع دماءك.
رمى الفارس عباءته بعيدًا وهجم عليَّ هجمة سريعة رفع فيها سيفه وصهل
فيها حصانه.. قفزت متخليًا عن حصاني إلى الوراء مبتعدًا عن سيفه اللامع ودرت
حول نفسي دورة رميت فيها عباءتي واستللت فيها خنجري الذي رميته بحركة
خاطفة لم يتوقعها ليستقر الخنجر في عنق حصانه الذي ارتفعت قوائمه في
ألم.

نزل الفارس عن حصانه في بساطة بارعة ووقف أمامي باستعداد.. هنا رأيت
وجهه لأول مرة.. كان أعورًا ذا ملامح قاسية كأنها الصخر.. قال بصوت مخيف :
- أخبر إخوانك في الجحيم الذي سأرسلك إليه أن الفارس "جاوتير
مايزنيل" هو الذي أرسلك أيها الحثالة.
وركض ناحيتي بجسده المفتول ورفع سيفه الغاضب للمرة الثانية.. أزحت جسدي
جانبًا بتوقيت مذهل لأبتعد عن ضربة سيفه وتدحرجت على الأرض بخفة أجيدها..
واستللت سيفي من حزامي.. ونظرت له بتحفُّز.. كان ينظر لي بسخرية لم
أفهمها في اللحظة الأولى.. لكني فهمتها لما رأيته ينظر ورائي.. نظرت ورائي
بسرعة.. كانت هناك عشرة عيونًا ساخرة تنظر لي وقد استل أصحابها سيوفهم
من جيوبهم.. لم تكن عيونًا لأشخاصٍ عاديين.. كانت عيونًا لفرسان آخرين.. من
فرسان الهيكل.
نظرت له مرة أخرى في غضبٍ.. لكنه لم يُمهلني.. كانت التفاتتي إلى الوراء
كافية لأن يقطع المسافة التي بيني وبينه.. واللحظة التي أعدت فيها نظري إليه كانت كافية لأن يمسك بسيفه ويغرزه في صدري.. سقطت على ركبتي.. فرفع
حذاءه باحتقار ودفع السيف المغروز في صدري لينغرز أكثر ويخرج من ظهري.
إن اللحظة التي تدرك فيها أنك ستموت الآن هي لحظة مخيفة جدًا.. تتوقف فيها
عن رؤية أي شيء يدور حولك.. لأنها تكون مشغولة برؤية شيء آخر.. في
البداية تًعرض عليك حياتك كلها بكل ما فيها ومن فيها في عرض مدته بضع
ثوانٍ.. وبعد أن ينتهي العرض ويُسدَل الستار تبدأ في النظر حولك.. ثم تتحسس
موضع طعنتك.. ثم تشعر شعورًا عجيبًا.. تستجمع نفسك وتقرر أنك لن تموت..
لن تؤثر فيك كل هذه الدماء والآلام.. طالما أنك تتنفس فلن تموت.. لازلتُ راكعًا
على ركبتي.. كان الفرسان يتحدثون بصوت عالٍ ويضحكون.. رفعت رأسي
إليهم.. سأهزم الموت.. كل من ماتوا استسلموا له لكنني لن أفعل.
"فإن قتلتموه دخلتم الجنة.. وإن قُتلتم دخلتم الجنة أيضًا"
الجنة.. جنة الخلد.. القيان والغانيات والأنهار.. سأدخلها كما وعدني الإمام إذا
قتلوني.. وهنا شعرت بضيق شديد في نفسي.. وبقبضة في قلبي.. ثم سعلت
دمًا.. شهقت بكل ما أوتيت من عزم حتى أتنفس تنفُّسًا طبيعيًّا لكنني لم أقدر..
حاولت بكل عزم أن أطرد كل هذا الوهن عن جسدي لكني لم أقدر.. عرفت أنها
نهايتي.. سأموت.. سأنام على جنبي على هذه الأرض وأموت.
وفعلا رقدت على جنبي ونظرت إلى المشهد المقلوب أمامي.. أقدام جياد..
تراب.. حشرة ما تمشي على الأرض.. ستحتفظ كل هذه الأشياء بحياتها بينما
سأموت أنا.. سمعت صوت حوافر جياد فرسان الهيكل وهي تمشي مبتعدة
ببطءٍ.. نظرت ناحيتهم.. بدأ أهالي المنطقة يقتربون منِّي.. أخيرًا.. أتمنى أن
يُنقذني أحدهم.. اندفع بعضهم إليَّ وحاول أحدهم أن ينتزع السيف عن جسدي
ببطءٍ ونجح في ذلك.. ثم أراحونني على أياديهم.. رأيت الكل قد تحلقوا حولي..
نظرت لهم بعين زائغة.. نظرت إلى وجوههم العربية المشفقة على حالي..
.
.
يتبع التتمة بالجزء الثاني  ...
.
.

insta :
شَاهَزادهـ|هَمّايُون
shah_zadah
"وحيُ من التاريخ "

الأحد، 16 أبريل 2017


الوزير الأعظم إبراهيم باشا البرغلي في عهد السلطان سُليمان المُشرع 
.
.
مسائكم جميل اصدقائي ، أنتم في رحاب #الدولة_العثمانية تسمعون عن #الصدر_الأعظم او #قبة_وزيرلرى او #صدر_عالى او #صاحب_دولت بكسر التاء،  فما تاريخ الصدارة العظمى او رئاسة مجلس الوزراء العثمانية في الدولة العلية؟!
تعالو نتعرف عليها بسم الله :
.
.
"صدر أعظم"
.
.
يدل معنى المصطلح الضيق على "عين الأعيان" وهو لقب حمله منذ عهد سليمان القانونى رئيس الوزراء فى الدولة العثمانية، ويسمى أيضًا صدر عالى، وصاحب دولت، ودستور أكرم وصدارت بناه، وآصف أعظم (نسبة إلى وزير سليمان النبى) ونحو ذلك (انظر ما يلى): وكان يطلق عليه من قبل لفظ وزير ثم وزير أول (أعظم؛ أكبر)؛ وبعد إلغاء لقب وزراء القبة (قبة وزير لرى) فى عهد أحمد الثالث، لم يكن يتبع فى تعيين الصدر الأعظم قاعدة معينة، بل كان يعين وفقا لهوى السلطان؛ وكان الموظف الذى يقع عليه الاختيار يتلقى دائمًا خاتمًا من الذهب يحمل ختم السلطان ويحتفظ به لديه؛ وكان الصدر الأعظم بوصفه " #صاحب_مُهر " او كما تطلق بالعثمانية "مُهر صاحب" أى صاحب الختم الهِمايوني وكيلا مطلقًا للسلطان فى الشئون المدنية والعسكرية (أهل السيف) والمناصب المدنية (أهل القلم)؛ أما العلماء فكانوا خاضعين لشيخ الإسلام ويعينهم السلطان نفسه، شأنهم فى ذلك شأن الصدر الأعظم.
.
.
وكان الصدر الأعظم يرأس الديوان الهِمايوني، ويعقد الاجتماعات الشهرية، ويستقبل كبار الموظفين مرتين كل أسبوع، ويقوم بالتفتيش (قول) دوريًا ويمد يد المساعدة فى حالة الحريق، وكان للصدر الأعظم الحق فى أن يكون له ثمانية من حرس الشرف (شاطر) واثنا عشر جوادًا مطهما (يدك)، وسفينة فيها ثلاثة عشر زوجًا من المجذفين، ولها مظلة خضراء. وكان إذا ظهر فى الطرقات حياه الجاوش بالهتافات (آلقيش)، وهى هتافات بوزنطية الأصل، وكان من الحقوق الممنوحة له أن يمضى إلى السلطان شخصيًا فى أية ساعة من ساعات النهار أو الليل .
.
.
لوحة للرسام الألماني "سيبالد بيهام" المعاصر لإبراهيم باشا مع خلفية لرسالة بعثها الأخير إلى قادة الجيش العثماني المحاصِرين لفينا عام 1529 او 1530 ميلادياً .

.
.
وكان يجوز للصدر الأعظم فى زمن الحرب أن يكون القائد العام -سردار أكرم (أفخم) وأن يحمل علم النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] (سنجق شريف، وكان ثمة نائب (قائم مقام) يتولى عمله فى قصبة الدولة.
.
.
كان للصدر الأعظم، كما كان لخديوى مصر، الحق فى حمل لقب الشرف دولتلى فخيمتلى، عدا الألقاب الأخرى التى كانت من حقه وهى: سامى وعالى وآصفى. وكان، قبل إصلاحات محمود الثانى، يرتدى قبعة بيضاء (قلوى بدلا من قلاوى)، شأنه فى ذلك شأن القيودان باشا وهى قبعة على هيئة الهرم مقطوع الطرف، لها حفاف مستديرة ومحلاة بعصاة منحرفة من الذهب.
.
.
رسم للأشهر وزير عثماني بعد البرغلي وهو "صوقولو محمد باشا" او محمد باشا الصقلي كما نسميه نحن العرب .
.
.
وكان منصب الصدارة العظمى منصبًا مزعزعًا سريع الزوال؛ وكان الصدر الأعظم الذى يصدر الأمر بعزله يسلم خاتمه فى حفل عام ويذهب إلى منفاه إذا سمح له بالبقاء على قيد الحياة، ولم يكن المنصب وراثيًا ومن ثم لم يكن يبقى فى الأسرة نفسها إلا بطريق الاستثناء (مثل أسرة كوبريللى).
.
.
وأصبح الصدر الأعظم مسئولا أمام البرلمان بعد دستور سنة 1908. وقد ظل السلطان يعين شيخ الإسلام، كما ظل يعين الصدر الأعظم؛ وكان الصدر الأعظم هو الذى يختار زملاؤه، على أن هذين الموظفين الكبيرين اختفيا باختفاء السلطان نفسه سنة 1922 (قانون أنقره الصادر فى أول نوفمبر) وكان آخر صدر أعظم هو داماد فريد باشا، وقد توفى فى نيس فى 6 من أكتوبر سنة 1923، وأصبح رئيس المجلس منذ ذلك الحين يلقب بلقب "باش وكيل"، وهو لقب حاول محمد الثانى أن يقرره سنة 1838. انتهى..
.
.
نيشان الوزير الأعظم
.
.
المراجع :
.
.
(1) Des Osm Reichs Stratsverfassung: J.V.Hammer، مجلدان، فينا 1815.
(2) المؤلف نفسه: Histoire de L'Empire Ottoman، باريس 1835 - 1843.
(3) Mouradgea d'Ohsson Tabl-gen.de d'Emp,Ott، جـ 7 (1824).
(4) Droit public . . . de l'Emp.ott: Heidbom، فيينا 1908 وما بعدها.
(5) أحمد راسم: عثمانلى تاريخ، الآستانة 1326 وما بعدها
(6) عين على رساله سى
(7) آصف نامه وزير لطفى باشا (طبعة Tschudi، Turk Bibl) جـ 12 (1910)
(8) of the Ottoman (سالنامه) Gazettes Empire, فى مجلد واحد.
صبحى [دنى J.Deny]
.
.
المصدر :
موجز دائرة المعارف الإسلامية
أ. جى. بريل
تحرير: م. ت. هوتسما، ت. و. أرنولد، ر. باسيت، ر. هارتمان
الأجزاء (أ) إلى (ع): إعداد وتحرير / إبراهيم زكي خورشيد، أحمد الشنتناوي، عبد الحميد يونس
الأجزاء من (ع) إلى (ي): ترجمة/ نخبة من أساتذة الجامعات المصرية والعربية
المراجعة والإشراف العلمي: أ. د. حسن حبشي، أ. د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ، أ. د. محمد عناني
مركز الشارقة للإبداع الفكري...
.
.
رسم لأحد المستشرقين الأوروبيين للديوان الهِمايوني او كما يقول له العثمانيين "ديوان هِمايون" اي الديوان الملكي ويظهر فيه الوزير الأعظم ووزراء آخرين يتحدثون بشوؤن الدولة.. 
.
.
مع خالص الإحترام أخوكم
شَاهَزادهـ هِمّايُون