"صفة احد حملة عرش رب العزة و الجلال و شئ من اخبار أمين الوحي سيدنا جبريل عليه الصلاة و السلام"
.
.
وذكرنا في صفة حملة العرش، عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» . رواه أبو داود، وابن أبي حاتم، ولفظه " «مخفق الطير سبعمائة عام» . "
.
.
وقد ورد في صفة جبريل عليه السلام أمر عظيم: قال الله تعالى: {علمه شديد القوى} [النجم: ٥] . قالوا: كان من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط، وكن سبعا بمن فيها من الأمم، وكانوا قريبا من أربعمائة ألف، وما معهم من الدواب والحيوانات، وما لتلك المدن من الأراضي والمعتملات والعمارات وغير ذلك، رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها. فهذا هو شديد القوى. وقوله: {ذو مرة} [النجم: ٦] . أي خلق حسن وبهاء وسناء، كما قال في الآية الأخرى: {إنه لقول رسول كريم} [التكوير: ١٩] . أي: جبريل رسول من الله " كريم ". أي: حسن المنظر " ذي قوة ". أي: له قوة وبأس شديد {عند ذي العرش مكين} [التكوير: ٢٠] . أي: له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله ذي العرش المجيد. " مطاع ثم ". أي: مطاع في الملأ الأعلى " أمين ". أي: ذي أمانة عظيمة، ولهذا كان هو السفير بين الله وبين أنبيائه عليهم السلام الذي ينزل عليهم بالوحي فيه الأخبار الصادقة، والشرائع العادلة. وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينزل عليه في صفات متعددة كما قدمنا. وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين، له ستمائة جناح كما روى البخاري، عن طلق بن غنام، عن زائدة، عن الشيباني قال: سألت زرا، عن قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: ٩]
[النجم: ٩ ١٠] . قال: حدثنا عبد الله يعني ابن مسعود: «أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح» .
.
.
قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته، وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل من الدر والياقوت ما الله به عليم» .
.
.
وقال أحمد أيضا: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود في هذه الآية: {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} [النجم: ١٣]
[النجم ١٣ - ١٤] .
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جبريل وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل ; الدر والياقوت» .
وقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين، حدثني عاصم بن بهدلة سمعت شقيق بن سلمة يقول: سمعت ابن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جبريل على سدرة المنتهى وله ستمائة جناح» . فسألت عاصما عن الأجنحة فأبى أن يخبرني. قال: فأخبرني بعض أصحابه أن الجناح ما بين المشرق والمغرب. وهذه أسانيد جيدة قوية. انفرد بها أحمد.
.
.
وقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين، حدثني حصين، حدثني شقيق سمعت ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل في خضر تعلق به الدر» . إسناده صحيح. وقال ابن جرير: حدثنا ابن بزيع البغدادي قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: ١١] . قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلتا رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض» . إسناد جيد قوي.
.
.
وفي الصحيحين من حديث عامر الشعبي، عن مسروق قال: كنت عند عائشة فقلت: أليس الله يقول: {ولقد رآه بالأفق المبين} [التكوير: ٢٣] . {ولقد رآه نزلة أخرى} [النجم: ١٣] . فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: إنما ذاك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطا من السماء إلى الأرض سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض.
.
.
وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر، (ح) وحدثني يحيى بن جعفر، حدثنا وكيع، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ألا تزورنا أكثر مما تزورنا قال: فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا} [مريم: ٦٤] » [مريم: ٦٤] . الآية. وروى البخاري من حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» .
وقال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا، فقال له عروة: أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: أعلم ما تقول يا عروة. قال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نزل جبريل فأمني فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه» . يحسب بأصابعه خمس صلوات.
.
.
المصدر:
البداية و النهاية لبن كثير رحمه الله..
.
.
وذكرنا في صفة حملة العرش، عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» . رواه أبو داود، وابن أبي حاتم، ولفظه " «مخفق الطير سبعمائة عام» . "
.
.
وقد ورد في صفة جبريل عليه السلام أمر عظيم: قال الله تعالى: {علمه شديد القوى} [النجم: ٥] . قالوا: كان من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط، وكن سبعا بمن فيها من الأمم، وكانوا قريبا من أربعمائة ألف، وما معهم من الدواب والحيوانات، وما لتلك المدن من الأراضي والمعتملات والعمارات وغير ذلك، رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها. فهذا هو شديد القوى. وقوله: {ذو مرة} [النجم: ٦] . أي خلق حسن وبهاء وسناء، كما قال في الآية الأخرى: {إنه لقول رسول كريم} [التكوير: ١٩] . أي: جبريل رسول من الله " كريم ". أي: حسن المنظر " ذي قوة ". أي: له قوة وبأس شديد {عند ذي العرش مكين} [التكوير: ٢٠] . أي: له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله ذي العرش المجيد. " مطاع ثم ". أي: مطاع في الملأ الأعلى " أمين ". أي: ذي أمانة عظيمة، ولهذا كان هو السفير بين الله وبين أنبيائه عليهم السلام الذي ينزل عليهم بالوحي فيه الأخبار الصادقة، والشرائع العادلة. وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينزل عليه في صفات متعددة كما قدمنا. وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين، له ستمائة جناح كما روى البخاري، عن طلق بن غنام، عن زائدة، عن الشيباني قال: سألت زرا، عن قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: ٩]
[النجم: ٩ ١٠] . قال: حدثنا عبد الله يعني ابن مسعود: «أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح» .
.
.
قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته، وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل من الدر والياقوت ما الله به عليم» .
.
.
وقال أحمد أيضا: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود في هذه الآية: {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} [النجم: ١٣]
[النجم ١٣ - ١٤] .
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جبريل وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل ; الدر والياقوت» .
وقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين، حدثني عاصم بن بهدلة سمعت شقيق بن سلمة يقول: سمعت ابن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جبريل على سدرة المنتهى وله ستمائة جناح» . فسألت عاصما عن الأجنحة فأبى أن يخبرني. قال: فأخبرني بعض أصحابه أن الجناح ما بين المشرق والمغرب. وهذه أسانيد جيدة قوية. انفرد بها أحمد.
.
.
وقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين، حدثني حصين، حدثني شقيق سمعت ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل في خضر تعلق به الدر» . إسناده صحيح. وقال ابن جرير: حدثنا ابن بزيع البغدادي قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: ١١] . قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلتا رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض» . إسناد جيد قوي.
.
.
وفي الصحيحين من حديث عامر الشعبي، عن مسروق قال: كنت عند عائشة فقلت: أليس الله يقول: {ولقد رآه بالأفق المبين} [التكوير: ٢٣] . {ولقد رآه نزلة أخرى} [النجم: ١٣] . فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: إنما ذاك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطا من السماء إلى الأرض سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض.
.
.
وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر، (ح) وحدثني يحيى بن جعفر، حدثنا وكيع، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ألا تزورنا أكثر مما تزورنا قال: فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا} [مريم: ٦٤] » [مريم: ٦٤] . الآية. وروى البخاري من حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» .
وقال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا، فقال له عروة: أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: أعلم ما تقول يا عروة. قال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نزل جبريل فأمني فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه» . يحسب بأصابعه خمس صلوات.
.
.
المصدر:
البداية و النهاية لبن كثير رحمه الله..