الاثنين، 31 أغسطس 2015

"صفة احد حملة عرش رب العزة و الجلال و شئ من اخبار أمين الوحي سيدنا جبريل عليه الصلاة و السلام"
.
.
وذكرنا في صفة حملة العرش، عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» . رواه أبو داود، وابن أبي حاتم، ولفظه " «مخفق الطير سبعمائة عام» . "
.
.
وقد ورد في صفة جبريل عليه السلام أمر عظيم: قال الله تعالى: {علمه شديد القوى} [النجم: ٥] . قالوا: كان من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط، وكن سبعا بمن فيها من الأمم، وكانوا قريبا من أربعمائة ألف، وما معهم من الدواب والحيوانات، وما لتلك المدن من الأراضي والمعتملات والعمارات وغير ذلك، رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها. فهذا هو شديد القوى. وقوله: {ذو مرة} [النجم: ٦] . أي خلق حسن وبهاء وسناء، كما قال في الآية الأخرى: {إنه لقول رسول كريم} [التكوير: ١٩] . أي: جبريل رسول من الله " كريم ". أي: حسن المنظر " ذي قوة ". أي: له قوة وبأس شديد {عند ذي العرش مكين} [التكوير: ٢٠] . أي: له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله ذي العرش المجيد. " مطاع ثم ". أي: مطاع في الملأ الأعلى " أمين ". أي: ذي أمانة عظيمة، ولهذا كان هو السفير بين الله وبين أنبيائه عليهم السلام الذي ينزل عليهم بالوحي فيه الأخبار الصادقة، والشرائع العادلة. وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينزل عليه في صفات متعددة كما قدمنا. وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين، له ستمائة جناح كما روى البخاري، عن طلق بن غنام، عن زائدة، عن الشيباني قال: سألت زرا، عن قوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم: ٩]
[النجم: ٩ ١٠] . قال: حدثنا عبد الله يعني ابن مسعود: «أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح» .
.
.
قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته، وله ستمائة جناح،  كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل من الدر والياقوت ما الله به عليم» .
.
.
 وقال أحمد أيضا: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود في هذه الآية: {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} [النجم: ١٣]
[النجم ١٣ - ١٤] .
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جبريل وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل ; الدر والياقوت» .
 وقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين، حدثني عاصم بن بهدلة سمعت شقيق بن سلمة يقول: سمعت ابن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جبريل على سدرة المنتهى وله ستمائة جناح» . فسألت عاصما عن الأجنحة فأبى أن يخبرني. قال: فأخبرني بعض أصحابه أن الجناح ما بين المشرق والمغرب. وهذه أسانيد جيدة قوية. انفرد بها أحمد.
.
.
وقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين، حدثني حصين، حدثني شقيق سمعت ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل في خضر تعلق به الدر» . إسناده صحيح. وقال ابن جرير: حدثنا ابن بزيع البغدادي قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله {ما كذب الفؤاد ما رأى} [النجم: ١١] . قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلتا رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض» . إسناد جيد قوي.
.
.
وفي الصحيحين من حديث عامر الشعبي، عن مسروق قال: كنت عند عائشة فقلت: أليس الله يقول: {ولقد رآه بالأفق المبين} [التكوير: ٢٣] . {ولقد رآه نزلة أخرى} [النجم: ١٣] . فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: إنما ذاك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطا من السماء إلى الأرض سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض.
.
.
وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر، (ح) وحدثني يحيى بن جعفر، حدثنا وكيع، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ألا تزورنا أكثر مما تزورنا قال: فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا} [مريم: ٦٤] » [مريم: ٦٤] . الآية. وروى البخاري من حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» .
وقال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا، فقال له عروة: أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: أعلم ما تقول يا عروة. قال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نزل جبريل فأمني فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه» . يحسب بأصابعه خمس صلوات.
.
.
المصدر:
البداية و النهاية لبن كثير رحمه الله.. 

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

قوات النخبه من #تاريخ #الدولة_المرابطيه .
.
.
وقوات النخبه من اقوى فرق الجيش المرابطي، وكان يقودها امير المسلمين يوسف ابن تاشفين رحمه الله وهذه النخبه من السود اشداء ابطال محاربون من الدرجة الأولى وكان ولائهم التام لبن تاشفين وكان تعدادهم 4000 محارب، وكان لهم الفضل بعد الله في سحق جيش الفونسوا السادس المعروف ب"اذفونش او ادفونش" بل انهم جرحوه جرحاً بليغا بقي يعرج منه حياته كلها هذا البائس، إذ لما اغتروا الصليبيين بهزيمة الكتائب الأندلسية وبعد ما دارت رحى الحرب مالت الكفه للمرابطين فاطلق امير المسلمين قواته للتدخل السريع لحسم الموقف وكان ذالك، ولم ينجي الصليبيين منهم الا الظلام و الحمد لله رب العالمين. .
.
المصدر :
التاريخ السياسي للمغرب و الأندلس للدكتور احمد الدعيج "بتصرفي".
#أمجاد_تحكى من #تاريخ #الدولة_المرابطيه .
.
إذ يقول الدكتور المؤرخ احمد الدعيج في الامجاد التي يحكيها في التاريخ السياسي للمغرب و الأندلس بعد ان جاهد الكهل البطل يوسف ابن تاشفين اللمتوني رحمه الله الصليبين في الموقعه الشهيره #الزلاقة ومزقهم بفضل الله ونصره وتمكينه وكان عمره تلك الأيام عمره 79 سنه لم يمنعه الكِبر من ان يجاهد فأمر رحمه الله بان تجمع روؤس الصليبين كالصوامع وبان يرقى عليها المؤذنين ويؤذنون عليها ويرفعون بـ "حي على الصلاه و حي على الفلاح " من على روؤس هؤلاء الصليبين امعاً في اذلالهم وشكراً لله على نصره المبين، ويقول الدكتور الدعيج كانت جيوشه رحمه الله اي الجيوش المرابطيه 47 الف محارب ما بين مشاة و فرسان والجيش الصليبي 80 الف مقاتل ولكن ان الله ينصر عباده المخلصون عندما ركب ابن تاشفين رحمه الله ثبج البحر دعا وقال "يارب ان كنت تعلم ان في عبوري نصراً للمسلمين فيسره وان كنت تعلم ان لا نصر فيه فلا تيسر لنا العبور" رحم الله ابن تاشفين ورحم الله المرابطين الابطال ورحم الله ذالك الزمان. .
.
المصدر: 
التاريخ السياسي للمغرب و الأندلس "بتصرفي" .

الاثنين، 24 أغسطس 2015

"الحجاز بين السلطنة العثمانية و الدولة السعودية والوضع العام في ذالك الوقت"
.
.
كانت الدولة العثمانية حين قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته، في غاية الخلل والانحلال، واضطراب حبل الأمن في ولاياتها ووهن عناصر القوة فيها: وكان من آثار هذا الوهن: أنها لا تولي - في الغالب- وظائف الدولة، وإمارة الولايات، إلا لمن يدفع الرشوة ثمن ذلك لمن بيده الأمر، وربما يكون الأمر في كثير من الأحيان بيد جهلة المتصوفة أو بعض أشياعهم الخاضعين لنفوذهم. فيكون من أثر هذا أن تسند الأمور إلى غير أهلها، فضلا عما كان عليه كثير منهم من انحلال الأخلاق بانحلال عروة الدين عن نفوسهم، فكان الوالي إذا حل في وظيفته لا همَّ له إلا إشباع نفسه الشرهة، من شهوات وملذات، ومن أموال ودور وعقار، يأخذها غصبا، ويدفع ثمنها لمن يطلبه سياطا على الظهور والجنوب، وكم أصيبت مصر وأهلها بالكثير من هذا الأذى، مما ألجأ المصريين إلى انتخاب محمد على باشا واليا على مصر، لما توسموا فيه من الخير لمصر والعقل والسياسة، والقوة، والحزم، وحب الإصلاح العمران.
فقامت الدولة وقعدت، وأرغت وأزبدت، فلم يعبأ محمد على بها، ولم يعرها المصريون اهتماما، وتمنوا لو أنهم تخلصوا مرة واحدة من هذه التبعية التي طالما جرت على مصر الدمار والخراب, وأخذ محمد على باشا سبيله في إصلاح مصر، وتنظيم جيشها، واستثمار أراضيها وخيراتها، وإعدادها لتكون دولة عظيمة كشأنها في الأعصر الماضية.
وواتاه الحظ، بما وجد في نفوس المصريين من التعطش لما يدعو إليه بعد ما احترقت قلوبهم, وسار محمد على باشا في سبيله بجد ونشاط لا يعرفان الكلل ولا السآمة، وقضى على كل مخلفات ولاة الأتراك من الرشوة، والاغتصاب والظلم وانتهاك الحرمات، فسارت مصر إلى الرقي المادي بخطى واسعة حتى تبوأت مكانة، خافتها الدولة العثمانية وخشيت من تقدم الوالى العظيم محمد على المطرد في سبيل المجد والعظمة.
.
.
وكان الحجاز أشقى من مصر، وأتعس حظا، إذ كانت الدولة تعتبره منفى لكل وال، أو موظف، أو ضابط، اشتهر من أعماله وأخلاقه ما يضج منه العباد والبلاد، فأين تذهب به؟ وأي البلاد ترميها بهذا الأثيم؟ الحجاز المسكين، البلاد المقدسة التي جعلها الله مثابة للناس وأمنا. فإذا ما حط رحله في الحجاز، وهو يعتقد أنه جيء به إلى المنفى للانتقام منه- أخذ يأتي من أنواع فساده وضروب شره، ما كان من نتائجه: الذي تسامع به الناس كلهم: أن مكة منتشر فيها الأمراض السرية: من السيلان والزهري وغيرها من ثمرات الفسق والفاحشة، مما أمسك قلمي ولساني عن الخوض فيه. وكان فيها من أنوع التهتك في الملاهي والخمور ما يدهش الإنسان عند ما يسمع حكايته ممن شهدوه في عهد الأتراك من كبار الأسنان.
وكان هذا شأن ولاة الأتراك في الحجاز إلا القليل النادر جدا من بعض الولاة الصالحين الذين يعدهم الحجازيون على أصابع يد واحدة أو أكثر بقليل. وإلى جانب هؤلاء الولاة المفسدين من الأتراك يأتي الأشراف الذين كان أكثرهم مُنشأ في الآستانة "إسلامبول"، أو ما شابهها في المدنية، والذين كان أكثرهم لا يحسن إلا التعاظم بالأنساب، والتفاخر بالآباء والأجداد، وينظرون إلى الناس كأنهم جميعا عبيد لهم، وكل ما ملكت أيديهم فهو حق للشريف يأخذ منه ما يشاء فكم كان لهؤلاء أيضا من أذى وفساد ونهب واغتصاب للأموال والأعراض، وانتهاك للحرمات، إلا من شاء الله من القليل الذي كان يخاف الله ويتقيه.
كان هذا في الحجاز سببا عظيما مهد الله به للسعوديين الموحدين العادلين في دخول الحجاز سنة 1218، كما مهدَّ أيضا لهم ظلم الحسين بن على، واستبداده وغطرسته وجهله في إدارة الشئون. في دخولهم إياه سنة 1343.
.
.
و كتب الإمام سعود (بن عبد العزيز ثاني أئمة الدولة السعودية وثالث حكامها ) بعد دخوله مكة إلى السلطان سليم العثماني الكتاب الآتي: "من سعود إلى سليم. أما بعد فقد دخلت مكة في الرابع من المحرم سنة 1218، وأمنت أهلها على أرواحهم وأموالهم، بعد أن هدمت ما هناك من أشباه الوثنية. وألغيت الضرائب، إلا ما كان منها حقا. وثبت القاضي الذي وليته أنت طبقا للشرع. فعليك أن تمنع، والي دمشق ووالى القاهرة من المجئ، بالمحمل والطبول والزمور إلي هذا البلد المقدس. فإن ذلك ليس من الدين في شيء. وعليك رحمة الله وبركاته".
ويقول المؤرخ النجدي ابن بشر رحمه الله "شهدت سعودا، وهو راكب مطيته محرما بالحج ونحن مجتمعون في نمرة لصلاة الظهر والعصر خطب قوق ظهرها خطبة بليغة وعظ الناس فيها وعلمهم المناسك، وذكر مما أنعم الله عليهم من الاعتصام بكلمة لا إله إلا الله، وما أعطى الله في ضمنها من الاجتماع بعد التفرق، وأمان السبل، وكثرة الأموال، وانقياد عصاة الرجال، وأن أضعف ضعيف يأخذ حقه كاملا من أكبر كبير من مشايخ البوادي، أو عظم عظيم من رؤساء البلدان. ونادى وهو على ظهرها: لا يحمل في مكة سلاح، ولا تتبرج امرأة بزينة. وتوعد من فعل ذلك من جميع رعيته. وجعل في الأسواق وقت الصلاة رجالا يحضون الناس عليها فلا تجد فيها وقت الصلاة متخلفا إلا نادرا. ولا تجد في الأسواق من يشرب التنباك ولا غيره من المحظورات إلا مالا يرى ظاهرا".
هذا هو دستور آل سعود في حكمهم الأول للحجاز، وهو دستورهم أيضا في حكمهم الثاني، لم يتغير فإذا ما قارنا بين ولاية الأتراك والأشراف وبين ولاية السعوديين لظهر لنا ما كانت تجره الأولى وراءها من مظالم، وأكل لأموال الناس بالباطل وانتهاك لحرمات الأعراض، وما يتبع ذلك من تمرد العريان وانتشار قطاع الطرق في كل مكان. وقسوة بالغة في معاملة الحجاج واستهانة بأرواحهم ودمائهم. دع عنك شيوع الجاهلية، وعقائد الوثنية، وإضاعة الصلاة، ومنع الزكاة، وتعدى الحدود، وغير ذلك. مما قضى على كل البلاد بالدمار والخراب، ثم كان من ثمرته أن قضى أخيرا على الدولة نفسها.
أين هذا من حكم السعوديين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وإقامتهم لحدود الله بلا تهادن ولاتراخ، ونشرهم نور الله وبثهم المعارف في كل مكان يحلون فيه، حتى البادية، وإيقاف كل واحد عند حده لا يتعدى على غيره في مال ولا نفس ولا عرض، والضرب على أيدي المفسدين بعصا الإسلام الرادعة الزاجرة، حتى أصبح الحجاز مضرب المثل في الأمن. والاستقامة على صراط الله القويم، ودبت فيه روح الحياة القوية بنشر العلوم والمعارف، وأخذ أهله في ظل هذا الاطمئنان يفكرون في الأعمال المثمرة، من صناعات وغيرها .
.
.
حكي الأستاذ أمين الريحاني عن "بركهارت السويسري" الذي دخل مكة يوم كان الأمير محمد على باشا بها سنة 1230 أنه قال "ما شعرت في مكان آخر بمثل الطمأنينة التي كنت أشعر بها وأنافي مكة"ولكنه لم يجهل أو يتجاهل ما اشتهر به المكيون والترك يومئذ من قبيح العادات والتقاليد، فذكرها في كتابه كلها وقد قال في كلامه عن الوهابيين "إنهم حقا جاءوا يطهرون الحجاز" ثم قال "وما الوهابية إذا جئنا نصفها: غير الإسلام في طهارته الأولى، وإذا ما جئنا نبين الفرق بين الوهابيين وبين الترك مثلا، فما لنا إلا أن نعد الخبائث التي اشتهر هؤلاء الترك بها".

و جاء الوهابيون يطهرون الحجاز، نعم، إنهم طهروه مما كان قد لوثه به ولاة الأتراك المنفيون إليه، ولكن شاء الله أن لا يطول عهد السعوديين في المرة الأولى في الحجاز، فخرجوا منه في سنة1228. وكان عليهم من الكائنات، والأحداث ما عزاه كثير من علمائهم، ومنهم ابن بشر:- إلى افتتانهم بالدنيا حين اتسعت عليهم. ودرت عليهم المال الكثير؛ وتراخيهم في تعليم الرعية الدين الصحيح، من القرآن والسنة، وانشغالهم عن ذلك بما فتنوا به، وحين اختلطوا بالحواضر وامتزجوا بأهل المدن، فسرى إليهم من عدواهم. فانتقم الله منهم لذلك بما صار عليهم من الدمار والنكال. ونسأل الله لنا ولهم العافية من ذلك.
.
.
المصدر :
أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها لـ محمد حامد الفقى .

الجمعة، 21 أغسطس 2015

#تاريخ_الخلافة_الإسلامية موجز بسيط عنها بعد قراءتي واستماعي لمحاضرات التاريخ الإسلامي القديم و الحديث، وسيكون الموضوع عن الخلافه فقط ليس الدول المندرجة تحت الخلافه وان بدر مني خطأ فنبهوني و بالله استعين : 
.
.
اولا #خير_القرون ويبدأ من العام الأول هجري حتى الثلاث مائة هجريه إذ ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال : ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه "**
.
.
وفي خير القرون الآتي: 
.
.

1- العهد النبوي (من الهجرة النبوي للمدينة المنورة حتى عام 11 هـ) :
.
.
وكم احب هذا العهد الحافل بالجهاد ويمتد من السنة الأولى هجرية حتى العام ( 11هـ ) من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم وينتهي بوفاة حبيبنا صلى الله عليه وسلم جمعنا الله به في جنات النعيم، ( وهو احدى عشرة سنة   ) .
.
.
2- العهد الراشد (11هـ إلى عام الجماعة 41هـ) (بتفصيل مختصر ) :
.
.
ويمتد من العام ( 11 هـ ) إلى  ( 41 ) المعروف عند المؤرخين و الفقهاء واهل العلم بـ( عام الجماعة ) لجتماع امتنا على الخليفة العظيم و الصحابي الجليل خال المؤمنين وكاتب وحي نبينا الكريم معاوية رضي الله عنه وارضاه وتنازل سيدنا الكريم ابن الكريم الحسن ابن علي رضوان الله عليه بالخلافة له وتحقق البشارة النبوي بان الحسن رضوان الله عليه سيكون سيد وسيصلح الله به بين فأتين عظيمتين من المؤمنين واول خلفاء هذا العهد العظيم الصحابي الجليل صاحب رسول الله وخليله ورفيقه حبيبنا ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وارضاه وثانيه الصحابي الجليل وخليل رسول الله الثاني عمر ابن الخطاب الملهم ثم عقبه الحيي الكريم عثمان ابن عفان رضي الله عنه و ارضاه بعد الفتنه العظيمة التي عصفة بالصحابة وهي استشهاد سيدنا عمر وهو الباب العظيم الذي كُسر وبكسره لازلنا من فتنة في فتنه فرحمك الله يا ابن الخطاب 

و خلفهم ابن عم رسول الله سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بعد الفتنه العظيمة التي عصفة بالصحابة ايضاً وهي مقتل واستشهاد سيدنا الحيي عثمان رضي الله عنه فلعن الله على من قتله فستلام علي رضي الله عنه للخلافة كان في خضم الفتن والله ان الصحابة جبالاً راسخه وما جرى في ايامهم لا يقدح فيهم انما لنتعلم منهم رضوان الله عليهم الثبات في زمن الفتنه فالفتن التي نحن فيها اليوم ولا شئ من تلك التي كانت في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ولكن هو الدين وهو الثبات وهو القرب من زمان النبوة فبعد هذه الفتن قضى سيدنا علي رضي الله عنه شهيداً على يد الخارجي اللعين ابن ملجم لعنه الله ثم استلم الخلافة من بعده ابنه الكريم الحسن وحكم ستت اشهر ثم تنازل بعام الجماعة بالخلافة لسيدنا خال المؤمنين معاوية رضي الله عنه وارضاه لحقن الدماء وبذلك تمة  خلافة النبوة وما بقي هو خلافةٌ ومُلك ومدة هذا العهد ( 30 ) سنه وآخر خلفائه الحسن ابن على رضي الله عنه وارضاه تلك هي دولة #الخلفاء_الراشدين_الأصفياء .



.
.
3- العهد الأموي ( من عام الجماعة إلى عام 132هـ )  ( بتفصيل مختصر ) :
.
.
ويمتد العهد الأموي من عام الجماعة ( 41 هـ ) إلى عام ( 132 هـ ) واول خلفائه الصحابي الجليل خال المؤمنين وكاتب الوحي معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه وآخر خلفاء هذا العهد هو مروان ابن محمد وانتهت بمقتله عام ( 132 هـ ) في موقعة الزاب على يد بني العباس, وهذا العهد ازهى عصور الإسلام فتحاً وتمكيناً للإسلام و المسلمين دولة عظيمة باقوى المقاييس وإنها إن انتهت في المشرق فإنها ازدهرت بالإندلس فرحم الله خلفاء بني امية ورحم الله ايام الدولة الأموية ولا انتقص باقي الدول ولكن لا ينكرها الا جاهل حاقد وعمر هذه الدولة العظيمة 91 عام فقط ولكن بهذا العمر بلغت للصين و الأندلس والترك و الهند بل وصلت لجنوب فرنسا تلك هي دولة ( #بنو_أمية_النجباء ) .
.
.
4- العهد العباسي ( من عام 132هـ إلى عام 923هـ مع انقطاع 3سنوات ) ( بتفصيل مختصر ) :
.
.
ويمتد هذا العهد من عام ( 132 هـ ) بعد مقتل مروان ابن محمد في موقعة لزاب وتسلم ابي العباس السفاح للخلافة ويمتد في طورها الأول وعمر هذا الطور ( 524 عام ) ويمتد حتى ( 656 هـ ) وانتهى على يد التتار وقتل الخليفة العباسي ( المستعصم بالله وانقطعت الخلافة حتى عام ( 659 ) وكانت امة محمد بلا خليفة لـ( 3 ) سنوات، وفيه نهاية #خير_القرون وابتداء سيطرة الموالي و الدول المندرجة تحت الخلافة العباسية بدأ من عام ( 247 ) حتى السقوط الاول عام ( 656 ) "ولا اقدح في الموالي ولكن لنتشار الفتن في هذه القرون حتى اليوم"، وفي عام ( 659 هـ استقدم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الخليفة أحمد ابن الخليفة العباسي الظاهر واثبت نسبه بحضور الفقهاء و الأعيان والعلماء و الأمراء ولكن كان هذا الطور الممتد من نفس العام حتى عام ( 923 هـ ) كانت فيه الخلافة اشبه بالملكية الدستوريه اليوم الخليفة فقط روحي لا يد له ولا سلطة ابداً وليس هذا من هذا الطور بل من منتصف تاريخ الدولة العباسية اذ كانت اليد الطولى فيها للترك و الفرس وعمر هذا الطور أي الثاني ( 264 سنة ) واجمالي عمر هذه الدولة العظيمة ( 788 سنه ) ويقول الدكتور الدعيج "بعد انقطاع الخلافة وارجاع الخلافة العباسية عندما دخل الخليفة بغداد كان بستقباله المسلمون و العلماء و الأعيان بل حتى اليهود استقبلوه وهم يحملون التوراه" انتهى .
.
.
العهد العثماني (من عام 699هـ إلى عام 1342 هـ ) ( تفصيل مختصر ) :
.
.
ويبداء العهد العثماني من تاريخ ( 699 هـ ) وكانوا حراس الثغو ر ولهم يد طولى بالجهاد وكانوا تحت سلطة الدولة السلجوقية ويدخلون كلهم تحت عبائة الدولة العباسية العظيمه وبدأ العمر الحقيقي لها بالتحديد منذ ان تنازل الخليفة العباسي بالخلافة للسلطان سليم يأوز خان الأول ( الدموي او القاطع ) وذالك بعام ( 923 هـ ) وامتدت حتى عام ( 1342 هـ ) وعمر هذه الدولة في الخلافة ( 420 سنة ) وعمرها الإجمالي ( 644 سنة ) وانتهت الخلافة بعد ان ألغى اللعين الخبيث كمال اتاتورك الخلافة و الشريعة و الدين ولا حول ولا قوة الا بالله وبذالك طوية الخلافة إلى اجل غير مسمى .. 
.
.
وعمر الخلافة الإجمالي ( 1339 سنة ) بنقطاع ثلاث سنوات بين الطور الأول و الثاني للدولة العباسية العظيمة دولة ( #بنو_العباس_الكرماء ) انتهى ..
.
.
المراجع: 
.
.
1- **الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها "سنن". 
2- موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر لـ أحمد معمور العسيري . 
3- مجموع محاضرات التاريخ السياسي لدول الإسلام للدكتور المؤرخ احمد ابن يوسف الدعيج 
.
.
كتبه اخوكم الصغير شاهزاده في ليلة السبت لخمس ليالي مضين من شهر ذي القعدة من العام السادس و الثلاثين بعد الأربع مئة و الألف من الهجرة النبوية المشرفه، مع التحية 🌹 .. 

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015



"بَاب ذكر طرف من عجائب مَا فِي الأَرْض
"
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَد الْكِسَائِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو نصر عبد الوهاب بْنُ عَبْدِ اللَّهِ/ الْمُرِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن الْحَسَن الْكِلابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِي بْن مُحَمَّد بْن كَاسَ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَضِرُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شَفِيِّ بْنِ مَاتِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: مِنَ الْعَجَائِبِ الَّتِي وُصِفَتْ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعُ: مَنَارَةُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، عَلَيْهَا مِرْآَةٌ مِنْ حَدِيدٍ يَقْعُدُ الْقَاعِدُ تَحْتَهَا قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَيَرَى مَنْ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَبَيْنَهَا عَرْضُ الْبَحْرِ، وَسَوْدَانِيٌّ مِنْ نُحَاسٍ عَلَى قَضِيبٍ مِنْ نُحَاسٍ عَلَى الْبَابِ الشَّرْقِيِّ بِرُومِيَّةَ، فَإِذَا كَانَ أَوَانُ الزَّيْتُونِ صَفَّرَ ذَلِكَ السَّوْدَانِيُّ صَفْرَةً فَلا تَبْقَى سَوْدَانِيَّةٌ تَطِيرُ إِلا جَاءَتْ مَعَهَا بِثَلاثِ زَيْتُونَاتٍ فِي رِجْلَيْهَا، وَزَيْتُونَةٍ فِي مِنْقَارِهَا فَأَلْقَتْهُ عَلَى ذَلِكَ السَّوْدَانِيِّ فَيَحْمِلُهُ أَهْلُ رُومِيَّةَ فَيَعْصِرُونَ مَا يَكْفِيهِمْ لِسِرْجِهِمْ وَإِدَامِهِمْ إِلَى الْعَامِ الْمُقْبِلِ.
وَرَجُلٌ مِنْ نُحَاسٍ بِأَرْضِ الْيَمَنِ مَا بَيْنَ الشَّجَرِ مَادًّا يَدَهُ إِلَى وَرَاءٍ كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَيْسَ وَرَائِي مَذْهَبٌ وَلا مَسْلَكٌ، وَهُوَ أَرْضٌ رَجْرَاجَةٌ لا تَسْتَقِرُّ عَلَيْهَا الأَقْدَامُ، غَزَاهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ نَمْلٌ كنجاتيٌّ، وَكَانَتِ النَّمْلَةُ تَخْطَفُ الْفَارِسَ عَنْ سَرْجِهِ.
وَبَطَّةٌ مِنْ نُحَاسٍ بَيْنَ عَمُودٍ مِنْ نُحَاسٍ فِيمَا بَيْنَ الْهِنْدِ وَالصِّينِ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا كُثَارٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، شَرِبَتِ الْبَطَّةُ مِنَ الْمَاءِ حَاجَتَهَا، ومدت منقارها فيفيض من فيها الْمَاءُ مَا يَكْفِيهِمْ لِزُرُوعِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ إِلَى الْعَامِ الْمُقْبِلِ.
وَقَدْ روي لنا هَذَا الْخَبَر عَلَى وجه آخر، فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الدَّهَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْبَرْدَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَة أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الْعِصَامِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْن أَبِي لَهِيعَةَ، عَن أَبِي قُسَيْلٍ، عَن عَبْد الله بن عمرو عن العجائب التي وُضِعَتْ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعُ: مِرْآَةٌ كَانَتْ مُعَلَّقَةً بِمَنَارَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَكَانَ الْجَالِسُ يَجْلِسُ تَحْتَهَا فَيَرَى [مَنْ] بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَبَيْنَهَا عَرْضُ الْبَحْرِ، وَعَمُودٌ مِنْ نُحَاسٍ بِأَرْضِ رُومِيَّةَ فَإِذَا كَانَ لِقَاطُ الزَّيْتُونِ لم يبق سودانية إلا جاءت إليه بِثَلاثِ زَيْتُونَاتٍ فَيَعْصِرُهَا أَهْلُ رُومِيَّةَ لإِدَامِهِمْ وَمَصَابِيحِهِمْ، وَفَرَسٌ مُنْ نُحَاسٍ عَلَيْهِ رَاكِبٌ مِنْ نُحَاسٍ بأرض طليلة قَرِيبَةٌ مِنْ قُرَى الأَنْدَلُسِ مِنْ خَلْفِهَا بِأَرْضِ رجراجة لا يَطَأُ عَلَيْهَا أَحَدٌ إِلا ابْتَلَعَهُ، وَالْفَرَسُ قَافِلٌ بِيَدِهِ هَكَذَا مَكْتُوبٌ فِي جَبْهَتِهِ لَيْسَ وَرَائِي مَسْلَكٌ، وَعَمُودٌ مِنْ نُحَاسٍ عَلَيْهِ شَجَرَةٌ مِنْ نُحَاسٍ تَمْثَالُ عَادٍ، فَإِذَا كَانَ أَشْهُرُ الْحُرُمِ هَطَلَ مِنْهَا الْمَاءُ فَمُلِئَ مِنْهُ الْحِيَاضُ ويشرب الناس منه وسقطوا ظُهُورَهُمْ فَإِذَا تَصَرَّمَتْ أَشْهُرُ الْحُرُمِ انْقَطَعَ ذَلِكَ عنهم [1].
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك، قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار، قَالَ:
أخبرنا أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ بْن حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرو بْن شبة، قَالَ: حَدَّثَنَا سليم بْن مَنْصُور بْن عمار، عَن أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد ربه، عَن نَافِع، عَن أَبِي مدرك السعدي، قَالَ: أتيت طليلة من وراء الأندلس فرأيت صنمين من نحاس رءوسهما فِي الهواء قائمين عَلَى رجل واحدة كُل واحدة منها واضع كفه اليسرى بَيْنَ عينيه مكتوب: لَيْسَ خلفي مسلك.
قَالَ: وَقَدْ أَخْبَرَنِي أناس من أَهْل تلك الناحية أَن ذا سرح [2] الْمَلِك سار فِي الجموع حَتَّى وصل إِلَى تلك الناحية، فخرج عَلَيْهِ خلق يشبه النمل، وإن كانت الدابة من تلك الدواب لتخطف برجليها رجلين وتأخذ الرجل مَعَ بقرة معه فتحمله فما يقدر عَلَى نَفْسه، فلما رأى ذَلِكَ ذو سرح الْمَلِك انصرف بالجمع. وَقَدْ ذكر بَعْض الْعُلَمَاء فِي العجائب: أَنَّهُ بأرض مصر أسطوانتان من بقايا أساطين كانت هناك فِي رأس كُل أسطوانة طوق من نحاس يقطر من إحداهما ماء من تحت الطوق إلى نصف الاسطوانة لا يجاوزه ولا ينقطع قطره ليلا ونهارا وموضعه من الأسطوانة أخضر رطب.
والهرمتان [3] بمصر سمك كل واحد منهما أربعمائة ذراع [4] طولا في أربعمائة ذراع عرضا كلما ارتفع البناء دق [5] ، وهما من رخام ومرمر مكتوب عَلَيْهَا طب وسحر وتحت ذَلِكَ مكتوب: «إني بنيتها بملكي فمن يدعي قوة فِي ملكه فليهدمها فَإِن الهدم أيسر من البناء» .
قَالَ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن جَعْفَر: وبلغنا أنهم قدروا فَإِذَا خراج الدنيا مرارا كثيرة لا يقوم بهدمها [6] .
ويقال إنه مَا من بناء بالحجارة أبهى من كنيسة حمص، ولا بناء بالآجر والجص أبهى من إيوان كسرى بالمدائن، ولا منارة أعجب من منارة الإسكندرية، ولا بناء بالحجارة أحكم ولا أبهى من شاذروان تستر لأنها بالصخر وأعمدة الحديد وطاط الرصاص. وأعجب من هَذَا كُلهُ سد ذي الْقَرْنَيْنِ الَّذِي أمده اللَّه لبنائه، وسيأتي ذكره فِي أخبار ذي الْقَرْنَيْنِ إِن شاء اللَّه.
ومن العجائب: [7] نار بصقلية تجيء بالهند وبالأندلس تشعل فِي حجارة ولا يمكن أَن يوقد منها. وأهل اليمن يمطرون فِي الصيف، وليس بصقلية نمل.
ومن العجائب: [8] بيتان وجدا بالأندلس عِنْدَ فتحها فِي مدينة الملوك، ففتح أحد البيتين وَهُوَ بَيْت المال، فوجد فِيهِ أربعة وعشرون تاجا عدة ملوكهم، لا يدري مَا قيمة التاج منها، وعلى كُل تاج اسم صاحبه ومبلغ سنه وكم ملك من السنين ووجد فِيهِ مائدة سُلَيْمَان بْن دَاوُد. ووجد عَلَى الْبَيْت الآخر أربعة وعشرون قفلا، كَانَ كلما ملك ملك مِنْهُم زاد قفلا، ولا يدرون مَا فِي الْبَيْت، فلما ملك آخر ملوكهم قَالَ: لا بد لي من أَن أعرف مَا فِي هَذَا الْبَيْت، وتوهم أَن فِيهِ مالا، فاجتمعت إِلَيْهِ الأساقفة والشمامسة وأعظموا ذَلِكَ وسألوه أَن يأخذ بِمَا فعله الملوك قبله فأبى، وَقَالَ: انظر مَا تحطب عَلَى مالك من مال يظن أنه فيه فنحن ندفعه إليك من أموالنا فلا تفتحه. فعصاهم وفتح الباب، فإذا فيه تصاوير العرب على خيولهم بعمائمهم ونعالهم وقسيهم ونبلهم، فدخلت العرب جزيرة الأندلس [9] فِي السنة الَّتِي فتح فِيهَا الباب.
ووجد قتيبة بْن مُسْلِم بمدينة تدعى بيكند قدورا عظاما يصعد إِلَيْهَا بسلاليم.
أَنْبَأَنَا محمد بن ناصر الحافظ، قَالَ: أنبأنا جعفر بْن أحمد السراج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو القاسم عُبَيْدُ اللَّه بْن عُمَر بْن شَاهِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِي بْن مُحَمَّد بن أحمد المصري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عيسى المدني، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن المنذر، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَام بْن مُحَمَّد بْن السائب، قَالَ: حَدَّثَنِي حفص بْن عُمَر بْن النعمان الْبُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَن جدي، قَالَ: سمعت حميدا دهقان الفلوجة السفلى، وَكَانَ عُمَر قَدْ فرض لَهُ فِي ألفي مَعَ عدة من الدهاقين، قَالَ: كَانَ ببابل سبع مدائن فِي كُل مدينة أعجوبة ليست فِي الأخرى، وَكَانَ فِي المدينة الأولى الَّتِي منها ملكها تمثال الأَرْض جميعا فَإِذَا أتوى عَلَيْهِ بعين أَهْل مملكته بخراجها خرق أنهارها عَلَيْهِم فعرفت حيث كانت فلا يستطيعون لَهَا سدا حَتَّى يؤدُونَ مَا عَلَيْهِم فَإِذَا سدها عَلَيْهِم فِي تماثيلهم انسدت فِي بلادهم.
وَفِي المدينة الثَّانِيَة حوض فَإِذَا أراد الْمَلِك أَن يجمعهم لطعامهم إِلَى من أحب مِنْهُم بِمَا لا أحب من الأشربة نصبه فِي ذَلِكَ الحوض، فاختلط جميعا، ثُمَّ تقدم السقاة فأخذوا الآنية، فمن صب فِي إنائه تنينا صار فِي شرابه الَّذِي جاريه.
وَفِي المدينة الثالثة طبل إِذَا غاب من أهلها غائب فأرادوا أَن يعلموا أحي هُوَ أم ميت أتوا الطبل فضربوه، فَإِن كَانَ حيا صوت الطبل، وإن كَانَ ميتا/ لَمْ يسمع لَهُ صوت.
وَفِي المدينة الرابعة: مرآة من حديد [10] ، إِذَا غاب الرجل عَن أهله فأحبوا أَن يعلموا حاله كَيْفَ هُوَ، أتوا المرآة فنظروا فِيهَا فأبصروه عَلَى حاله الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا.
وَفِي المدينة الخامسة: أوزة من نحاس إِذَا دَخَلَ المدينة غريب صوتت صوتا فسمعه جميع أَهْل المدن فيعلم أَنَّهُ دخلها غريب.
وَفِي المدينة السادسة: قاضيان جالسان عَلَى الماء فيجيء المحق والمبطل، فيمشي المحق عَلَى الماء حَتَّى يجلس مَعَ الْقَاضِي ويغمس المبطل فِي الماء.
وَفِي المدينة السابعة: شجرة لا تظل إلا ساقها فَإِن جلس تحتها رجل إِلَى ألف أظلتهم، وإن زاد واحد جعلوا كلهم في الشمس.


الحواشي و المراجع :

[1] راجع: مروج الذهب 1/ 97، 1/ 222، 2/ 396، 409، والروض المعطار 79، وكنز الدرر 1/ 183، وصورة الأرض لابن حوقل 330/ 331، ونخبة الدهر 33، 37، وابن خرداذبه 68، والاستبصار 53، 94، وخطط المقريزي 1/ 30- 40.
[2] في المرآة 1/ 120: «أن ذا القرنين» .
[3] في المرآة 15/ 121: «والهرمان» .
[4] في المرآة: «خمسمائة ذراع» .
[5] في المرآة: «ارتفع البناء دق رأسها حتى يصير مثل مغرس حصير» .
[6] في المرآة 1/ 121: إنهم قد حسبوا خراج الدنيا مرارا كثيرة لم يف بهدمها.
[7] مرآة الزمان 1/ 123.
[8] مرآة الزمان 1/ 124.
[9] في الأصل بلدهم، وما أوردته من المرآة 1/ 124.
 [10] في الأصل: «مرآة من حديث» .

المصدر :

المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)


الاثنين، 10 أغسطس 2015

سلسلة #العقائد_و_الأديان باب #الأديان_الوثنية.
.
الهندوسية ويطلق عليها أيضاً البرهمية (*) ديانة (*) وثنية (*) يعتنقها معظم أهل الهند، وهي مجموعة من العقائد والعادات والتقاليد التي تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر. إنها ديانة تضم القيم الروحية والخلقية إلى جانب المبادىء القانونية والتنظيمية متخذة عدة آلهة بحسب الأعمال المتعلقة بها، فلكل منطقة إله (*) ، ولكل عمل أو ظاهرة إله.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· لا يوجد للديانة الهندوسية مؤسس معين، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون، فقد تمّ تشكُّل الديانة وكذلك الكتب عبر مراحل طويلة من الزمن.
· الآريُّون الغزاة الذين قدموا إلى الهند في القرن الخامس عشر قبل الميلاد هم المؤسسون الأوائل للديانة الهندوسية.
- ديانة الفاتحين الجديدة لم تمح الديانة القديمة للهنود، بل مازجتها وتأثرت كل منهما بالأخرى.
- في القرن الثامن قبل الميلاد تطورت الهندوسية على أيدي الكهنة (*) البراهمة الذين يزعمون أن في طبائعهم عنصراً إلهيًّا.
- ثم تطورت مرة أخرى في القرن الثالث قبل الميلاد عن طريق قوانين منوشاستر (*) .
.
.
الأفكار والمعتقدات:
.
.
نستطيع فهم الهندوسية من خلال كتبها، ونظرتها إلى الإله، ومعتقداتها وطبقاتها إلى جانب بعض القضايا الفكرية والعقائدية الأخرى.
· كتبها:
للهندوسية عدد هائل من الكتب عسيرة الفهم غريبة اللغة وقد أُلّفت كتب كثيرة لشرحها وأخرى لاختصار تلك الشروح، وكلها مقدسة وأهمها:
1- الفيدا veda: وهي كلمة سنسكريتية معناها الحكمة والمعرفة، وتصور حياة الآريين، ومدارج الارتقاء للحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور الفلسفي، وفيه أدعية تنتهي بالشك والارتياب كما أن فيه تأليهاً يرتقي إلى وحدة الوجود، وهي تتألف من أربعة كتب هي:
1- رج فيدا أو راجا فندا (أي الفيدا الملكية) وترجع إلى 3000 سنة قبل الميلاد، فيها ذكر لإله (*) الآلهة (إنذار) ثم لإله النار (أغني) ثم الإله (فارونا) ثم الإله سوريه (إله الشمس) .
2- يجور فيدا Yajur veda يتلوها الرهبان (*) عند تقديم القرابين.
3- سم فيدا Sama veda: ينشدون أناشيده أثناء إقامة الصلوات والأدعية.
4- أثروا فيدا Atharva veda: عبارة عن مقالات من الرقي (*) والتمائم (*) لدفع السحر والتوهم والخرافة والأساطير والشياطين. وكل واحد من هذه الفيدات يشتمل على أربعة أجزاء هي: -
i- سَمْهِتا: تمثل مذهب (*) الفطرة، وأدعيته كان يقدمها سكان الهند الأقدمون لآلهتهم قبل زحف الآريين.
ii- البراهمن: يقدمها البراهمة للمقيمين في بلادهم مبينة أنواع القرابين.
iii-آرانياك: وهي الصلوات والأدعية التي يتقدم بها الشيوخ أثناء إقامتهم في الكهوف والمغاور وبين الأحراش والغابات.
iv- آبا نيشادات: وهي الأسرار والمشاهدات النفسية للعرفاء من الصوفية.
2- قوانين منو: وضعت في القرن الثالث قبل الميلاد في العصر الويدي الثاني، عصر انتصار الهندوسية على الإلحاد (*) الذي تمثل في (الجينية والبوذية) . وهذه القوانين عبارة عن شرح للويدات بين معالم الهندوسية ومبادئها وأسسها.
1- كتب أخرى:
أ - مها بهارتا: ملحمة هندية تشبه الإلياذة (*) والأوديسة (*) عند اليونان ومؤلفها (وياس) ابن العارف (بوسرا) الذي وضعها سنة 950 ق. م وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة، وقد اشتركت الآلهة في هذه الحرب.
ب - كيتا: تصف حرباً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة، وينسب إلى كرشنا (*) فيها نظرات فلسفية واجتماعية.
ت - يوجا (*) وأسستها: تحتوي على أربعة وستين ألف بيت، ألفت إبتداء من القرن السادس عبر مرحلة طويلة على أيدي مجموعة من الناس، فيها أمور فلسفية ولاهوتية.
ث - رامايانا: يعتني هذا الكتاب بالأفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك أسمه (راما) .
.
.
· نظرة الهندوسية إلى الآلهة:
- التوحيد: لا يوجد توحيد بالمعنى الدقيق، لكنهم إذا أقبلوا على إله (*) من الآلهة أقبلوا عليه بكل جوارحهم حتى تختفي عن أعينهم كل الآلهة الأخرى، وعندها يخاطبونه برب الأرباب أو إله (*) الآلهة.
- التعدد: يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلهاً يُعبد: كالماء والهواء والأنهار والجبال.. وهي آلهة كثيرة يتقربون إليها بالعبادة والقرابين.
التثليث (*) : في القرن التاسع قبل الميلاد جمع الكهنة الآلهة في إله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه:
1- براهما (*) : من حيث هو موجود.
2- فشنو (*) : من حيث هو حافظ.
3- سيفا (*) : من حيث هو مهلك.
فمن يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً أو عبد الواحد الأعلى ولا يوجد أي فارق بينها. وهم بذلك قد فتحوا الباب أمام النصارى للقول بالتثليث.
- يلتقي الهندوس على تقديس البقرة وأنواع من الزواحف كالأفاعي وأنواع من الحيوان كالقردة ولكن تتمتع البقرة من بينها جميعاً بقداسة تعلو على أي قداسة ولها تماثيل في المعابد والمنازل والميادين ولها حق الانتقال إلى أي مكان ولا يجوز للهندوكي أن يمسها بأذى أو بذبحها وإذا ماتت دفنت بطقوس دينية.
- يعتقد الهندوس بأن آلهتهم قد حلت كذلك في إنسان اسمه كرشنا وقد التقى فيه الإله (*) بالإنسان أو حل اللاهوت (*) في الناسوت (*) ، وهم يتحدثون عن كرشنا كما يتحدث النصارى عن المسيح، وقد عقد الشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله - مقارنة بينهما مظهراً التشابه العجيب، بل التطابق، وعلق في أخر المقارنة قائلاً: "وعلى المسيحيين (*) أن يبحثوا عن أصل دينهم".
· الطبقات في المجتمع الهندوسي:
- منذ أن وصل الآريون إلى الهند شكَّلوا طبقات ما تزال قائمة إلى الآن، ولا طريق لإزالتها لأنها تقسيمات أبدية من خلق الله (كما يعتقدون) .
- وردت الطبقات في قوانين منو على النحو التالي:
1- البراهمة: وهم الذين خلقهم الإله (*) براهما من فمه: منهم المعلم والكاهن (*) ، والقاضي، ولهم يلجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم.
- الكاشتر: وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه: يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع.
3- الويش: وهم الذين خلقهم الإله من فخذه: يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال، وينفقون على المعاهد الدينية.
4- الشودر: وهم الذين خلقهم الإله من رجليه، وهم مع الزنوج الأصليين يشكلون طبقة المنبوذين، وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاث السابقة الشريفة ويمتهنون المهن الحقيرة والقذرة.
- يلتقي الجميع على الخضوع لهذا النظام الطبقي بدافع ديني.
- يجوز للرجل أن يتزوج من طبقة أعلى من طبقته ويجوز أن يتزوج من طبقة أدنى على أن لا تكون الزوجة من طبقة الشودر الرابعة ولا يجوز للرجل من طبقة الشودر أن يتزوج من طبقة أعلى من طبقته بحال من الأحوال.
- البراهمة هم صفوة الخلق، وقد ألحقوا بالآلهة، ولهم أن يأخذوا من أموال عبيدهم "شودر" ما يشاؤون.
- البرهمي الذي يكتب الكتاب المقدس هو رجل مغفور له ولو أباد العوالم الثلاثة بذنوبه.
- لايجوز للملك - مهما اشتدت الظروف - أن يأخذ جباية أو إتاوة من البرهمي.
- إن استحق البرهمي القتل لم يجز للحاكم إلا أن يحلق رأسه، أما غيره فيقتل.
- البرهمي الذي هو في العاشرة من عمره يفوق الشودري الذي ناهز المائة كما يفوق الوالد ولده.
- لا يصحُّ لبرهمي أن يموت جوعاً في بلاده.
- المنبوذون أحط من البهائم وأذل من الكلاب بحسب قانون منو (*) .
- من سعادة المنبوذين أن يخدموا البراهمة وليس لهم أجر أو ثواب.
- إذا مدّ أحد المنبوذين إلى برهمي يداً أو عصاً ليبطش به قطعت يده، وإذا رفسه فُدِعت رجله.
- إذا هَمَّ أحد من المنبوذين بمجالسة برهمي فعلى الملك أن يكوي استه وينفيه من البلاد.
- إذا ادّعى أحد المنبوذين أنه يعلِّم برهمياً فإنه يسقى زيتاً مغليًّا.
- كفارة قتل الكلب والقطة والضفدعة والوزغ والغراب والبومة ورجل من الطبقة المنبوذة سواء.
- ظهر مؤخراً بعض التحسن البسيط في أحوال المنبوذين خوفاً من استغلال أوضاعهم ودخولهم في أديان أخرى لا سيما النصرانية التي تغزوهم أو الشيوعية التي تدعوهم من خلال فكرة صراع الطبقات.
- ولكن كثيراً من المنبوذين وجدوا العزة والمساواة في الإسلام فاعتنقوه.
معتقداتهم:
- تظهر معتقداتهم في الكارما، وتناسخ الأرواح (*) ، والانطلاق، ووحدة الوجود:
1- الكارما: قانون الجزاء أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض، هذا العدل الذي سيقع لا محالة إما في الحياة الحاضرة أو في الحياة القادمة، وجزاء حياةٍ يكون في حياة أخرى، والأرض هي دار الابتلاء كما أنها دار الجزاء والثواب.
2- تناسخ الأرواح (*) : إذا مات الإنسان يفنى منه الجسد وتنطلق منه الروح لتتقمص وتحل في جسد آخر بحسب ما قدم من عمل في حياته الأولى، وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة.
3- الانطلاق: صالح الأعمال وفاسدها ينتج عنه حياة جديدة متكررة لتثاب فيها الروح أو لتعاقب على حسب ما قدمت في الدورة السابقة.
- من لم يرغب في شيء ولن يرغب في شيء وتحرر من رق الأهواء، واطمأنت نفسه، فإنه لا يعاد إلى حواسه بل تنطلق روحه لتتحد بالبراهما.
- يؤخذ على هذا المبدأ أنه جعل التصوف والسلبية أفضل من صالح الأعمال لأن ذلك طريق للاتحاد بالبراهما.
4- وحدة الوجود: التجريد الفلسفي ارتقى بالهنادكة إلى أن الإنسان يستطيع خلق الأفكار والأنظمة والمؤسسات كما يستطيع المحافظة عليها أو تدميرها، وبهذا يتحد الإنسان مع الآلهة (*) وتصير النفس هي عين القوة الخالقة.
أ - الروح كالآلهة أزلية سرمدية، مستمرة، غير مخلوقة.
ب - العلاقة بين الإنسان وبين الآلهة كالعلاقة بين شرارة النار والنار ذاتها، وكالعلاقة بين البذرة وبين الشجرة.
ت - هذا الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي، والروح الإنسانية جزء من الروح العليا.
· أفكار ومعتقدات أخرى:
- الأجساد تحرق بعد الموت لأن ذلك يسمح بأن تتجه الروح إلى أعلى وبشكل عموديلتصل إلى الملكوت الأعلى في أقرب زمن، كما أن الاحتراق هو تخليص للروح من غلاف الجسم تخليصاً تاماً.
- عندما تتخلص الروح وتصعد، يكون أمامها ثلاثة عوالم:
1- إما العالم الأعلى: عالم الملائكة.
2- وإما عالم الناس: مقر الآدميين بالحلول.
3- وإما عالم جهنم: وهذا لمرتكبي الخطايا والذنوب.
- ليس هناك جهنم واحدة، بل لكل أصحاب ذنب جهنم خاصة بهم.
- البعث في العالم الآخر إنما هو للأرواح لا للأجساد.
- يترقى البرهمي في أربع درجات:
1- التلميذ وهو صغير.
2- رب الأسرة.
3- الناسك ويقوم بالعبادة في الغابات إذا تقدم به السن.
4- الفقير: الذي يخرج من حكم الجسد وتتحكم فيه الروح ويقترب من الآلهة.
- المرأة التي يموت عنها زوجها لا تتزوج بعده، بل تعيش في شقاء دائم، وتكون موضعاً للإهانات والتجريح، وتكون في مرتبة أقل من مرتبة الخادم.
- قد تحرق المرأة نفسها إثر وفاة زوجها تفادياً للعذاب المتوقع الذي ستعيش فيه، وقد حرم القانون هذا الإجراء في الهند الحديثة.
- الديانة الهندية تجيز عقد القران للأطفال وهم يَحْبُون، ويحدث أن يموت الولد فتشب البنت أرملة ابتداء، ولكن القانون الهندي الحديث حرم ذلك ومنع عقد القران إلا في سن الشباب.
- ليس للفرد أهمية إلا إذا كان عضواً في جماعة، وتكون هذه الجماعة عضواً في جماعة أكبر، ذلك لأن العناية للجماعة لا للفرد.
- يلاحظ هبوط المستوى الاقتصادي لمعتنقي الهندوسية لأن بعض الطبقات لا تعمل؛ ذلك لأن العمل لا يليق بمكانتها السامية كطبقة البراهمة مثلاً.
- نظام الطبقات يعطل مبدأ تكافؤ الفرص.
- رفضت الهندوسية حركة الإصلاح الداخلي المتمثلة في الإسلام وقاومتها محتفظة بتعليماتها ومعتقداتها.
- حاول الزعيم الهندي (غاندي) تقليص الحدة بين الطبقات وبين المنبوذين ولكن محاولاته ذهبت أدراج الرياح، بل كان هو ذاته ضحية لهذه المحاولة.
- حاولت جماعة (السيخ) إنشاء دين (*) موحد من الهندوسية والإسلام لكنهم فشلوا إذ سرعان ما انغلقوا على أنفسهم وصاروا طبقات متميزة يرفضون التزاوج مع غيرهم.
الجذور الفكرية والعقائدية:
· في القرن الخامس عشر قبل الميلاد كان هناك سكان الهند الأصليين من الزنوج الذين كانت لهم أفكار ومعتقدات بدائية.
· جاء الغزاة الآريون مارّين في طريقهم بالإيرانيين فتأثرت معتقداتهم بالبلاد التي مروا بها، ولما استقروا في الهند حصل تمازج بين المعتقدات تولدت عنه الهندوسية كدين فيه أفكار بدائية من عبادة الطبيعة والأجداد والبقر بشكل خاص.
· وفي القرن الثامن قبل الميلاد تطورت الهندوسية عندما وُضع مذهب البرهمية وقالوا بعبادة براهما (*) .
· عصفت بالديانة (*) الهندية حركتان قويتان هما الجينية والبوذية.
· ظهرت قوانين منو (*) فأعادت إليها القوة وذلك في القرن الثاني والثالث قبل الميلاد.
· انتقلت فكرة التثليث (*) من الفكر الهندي إلى الفكر النصراني بعد رفع المسيح عليه السلام.
· انتقل فكر التناسخ (*) والحلول (*) ووحدة الوجود (*) إلى بعض المسلمين الذين ضلُّوا فظهرت هذه العقائد عند بعض المتصوفة، وكذلك ظهرت عند الإسماعيلية وعند الفرق الضالة كالأحمدية.
الانتشار ومواقع النفوذ:
كانت الديانة الهندوسية، تحكم شبه القارة الهندية وتنتشر فيها على اختلاف في التركيز، ولكن البون الشاسع بين المسلمين والهندوس في نظرتيهما إلى الكون والحياة وإلى البقرة التي يعبدها الهندوس ويذبحها المسلمون ويأكلون لحمها؛ كان ذلك سبباً في حدوث التقسيم حيث أُعلن عن قيام دولة الباكستان بجزأيها الشرقي والغربي والتي معظمها من المسلمين، وبقاء دولة هندية معظم سكانها هندوس والمسلمون فيها أقلية كبيرة.
ويتضح مما سبق:
أن الديانة الهندوسية مزيج من الفلسفة (*) الهندية والديانتين اليهودية (*) والمسيحية كما أنها عقيدة محدودة الأتباع. ويعتقد الهندوس أنها جاءت عن طريق الوحي (*) ، ولو صح هذا فلا بد أنه قد حصل لها الكثير من التحريف والتبديل حتى أصبحت أسلوباً في الحياة أكثر مما هي عقيدة واضحة المعالم. وتشمل من العقائد ما يهبط إلى عبادة الأشجار والأحجار والقرود والأبقار.. إلى غير ذلك من أنواع الوثنية (*) التي تتنافى مع أبسط قواعد التوحيد. كما أن التقسيم الطبقي فيها يتعارض مع كرامة الإنسان ويجعلها بعيدة عن الوحي الرباني.


الأحد، 9 أغسطس 2015

سلسلة #العقائد_و_الأديان باب #الأديان_الوثنية ..
.
.
ان الأنسان بطبيعته لابد له من أله يعبده بشعور الفطرة وربما كان الأنسان على فطرته موحداً مالم تجتاله شياطين الجن و الأنس والاديان الوثنية جأت لذالك ولكن ظلوا طريق الحق و الهدى و الرشاد فجاءوا بدين من ابتداعهم وربما كانوا على دين سماوي ولكن خالفوا طريق الحق و شريعة الرب فكان الخزي و البوار في الدنيا و الآخرة ولا حول ولا قوة الا بالله .
.
.
بعد هذه المقدمة ابدأ بالفصل الأول " #
الصابئة_المندائية "
.
.
و الصابئة المندائية هي طائفة الصابئة الوحيدة الباقية إلى اليوم، والتي تعتبر يحيى عليه السلام نبيا لها، يقدس أصحابها الكواكب والنجوم ويعظمونها، ويعتبر الاتجاه نحو نجم القطب الشمالي، وكذلك التعميد في المياه الجارية، من أهم معالم هذه الديانة التي يجيز أغلب فقهاء المسلمين أخذ الجزية من معتنقيها أسوة بالكتابيين من اليهود والنصارى.
ولقد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب (الرد على المنطقيين) ط6 (ص454 وما بعدها) حقيقة الصابئة كما وردت في القرآن الكريم، فقال ما حاصله:
إن الصابئة نوعان: صابئة حنفاء، وصابئة مشركون.
أما الصابئة الحنفاء فهم بمنزلة من كان متبعا لشريعة التوراة والإنجيل قبل النسخ والتحريف والتبديل من اليهود والنصارى. وهؤلاء حمدهم الله وأثنى عليهم. والثابت أن الصابئين قوم ليس لهم شريعة مأخوذة عن نبي، وهم قوم من المجوس واليهود والنصارى ليس لهم دين، ولكنهم عرفوا الله وحده، ولم يحدثوا كفرا، وهم متمسكون (بالإسلام المشترك) وهو عبادة الله وحده، وإيجاب الصدق والعدل، وتحريم الفواحش والظلم ونحو ذلك مما اتفقت الرسل على إيجابه وتحريمه، وهم يقولون (لا إله إلا الله). فقط، وليس لهم كتاب ولا نبي. والصحيح أنهم كانوا موجودين قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأرض اليمن.
وأما الصابئة المشركون فهم قوم يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزبور ويصلون، فهم يعبدون الروحانيات العلوية.
وعلى ذلك فمن دان من الصابئة بدين أهل الكتاب فهو من أهل الكتاب، ومن لم يدن بدين أهل الكتاب فهو مشرك، ومثالهم من يعبد الكواكب. كمن كانوا بأرض حران عندما أدركهم الإسلام، وهؤلاء لا يحل أكل ذبائحهم، ولا نكاح نسائهم، وإن أظهروا الإيمان بالنبيين، وقد أفتى أبو سعيد الاصطخري بأن لا تقبل الجزية منهم، ونازعه في ذلك جماعة من الفقهاء.
.
.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
- يدعي الصابئة المندائيون بأن دينهم يرجع إلى عهد آدم عليه السلام.
- ينتسبون إلى سام بن نوح عليه السلام، فهم ساميون.
- يزعمون أن يحيى عليه السلام هو نبيهم الذي أرسل إليهم.
- كانوا يقيمون في القدس، وبعد الميلاد طردوا من فلسطين، فهاجروا إلى مدينة حران، فتأثروا هناك بمن حولهم، وتأثروا بعبدة الكواكب والنجوم من الصابئة الحرانيين.
- ومن حران هاجروا إلى موطنهم الحالي في جنوبي العراق وإيران وما يزالون فيه، حيث يعرفون بصابئة البطائح.
- منهم الكنزبرا الشيخ عبد الله بن الشيخ سام الذي كان مقيما في بغداد سنة (1969) م وهو الرئيس الروحي لهم، وقد كان في عام (1954) م, يسكن في دار واقعة بجوار السفارة البريطانية في الكرخ ببغداد.
.
.
الأفكار و المعتقدات :
.
.
كتبهم:

.
.
- لديهم عدد من الكتب المقدسة مكتوبة بلغة سامية قريبة من السريانية وهي:
1 - الكنزاربا: أي: الكتاب العظيم، ويعتقدون بأنه صحف آدم عليه السلام، فيها موضوعات كثيرة عن نظام تكوين العالم وحساب الخليقة وأدعية وقصص، وتوجد في خزانة المتحف العراقي نسخة كاملة منه. طبع في كوبنهاجن سنة (1815) م، وطبع في لايبزيغ سنة (1867) م.
2 - دراشة إديهيا: أي: تعاليم يحيى، وفيه تعاليم وحياة النبي يحيى عليه السلام.
3 - الفلستا: أي: كتاب عقد الزواج، ويتعلق بالاحتفالات والنكاح الشرعي والخطبة.
4 - سدرة إدنشاماثا: يدور حول التعميد والدفن والحداد، وانتقال الروح من الجسد إلى الأرض، ومن ثم إلى عالم الأنوار، وفي خزانة المتحف العراقي نسخة حديثة منه مكتوبة باللغة المندائية.
5 - كتاب الديونان: فيه قصص وسير بعض الروحانيين مع صور لهم.
6 - كتاب إسفر ملواشه: أي: سفر البروج لمعرفة حوادث السنة المقبلة عن طريق علم الفلك والتنجيم.
7 - كتاب النباتي: أي: الأناشيد والأذكار الدينية، وتوجد نسخة منه في المتحف العراقي.
8 - كتاب قماها ذهيقل زيوا: ويتألف من (200) سطر، وهو عبارة عن حجاب يعتقدون بأن من يحمله لا يؤثر فيه سلاح أو نار.
9 - تفسير بغره: يختص في علم تشريح جسم الإنسان وتركيبه والأطعمة المناسبة لكل طقس مما يجوز لأبناء الطائفة تناوله.
10 - كتاب ترسسر ألف شياله: أي: كتاب الاثني عشر ألف سؤال.
11 - ديوان طقوس التطهير: وهو كتاب يبين طرق التعميد بأنواعه على شكل ديوان.
12 - كتاب كداواكدفيانا: أي: كتاب العوذ.
.
.
طبقات رجال الدين:
يشترط في رجل الدين أن يكون سليم الجسم، صحيح الحواس، متزوجا منجبا، غير مختون، وله كلمة نافذة في شؤون الطائفة، كحالات الولادة والتسمية والتعميد والزواج والصلاة والذبح والجنازة، ورتبهم على النحو التالي:
1 - الحلالي: ويسمى (الشماس) يسير في الجنازات، ويقيم سنن الذبح للعامة، ولايتزوج إلا بكرا، فإذا تزوج ثيبا سقطت مرتبته، ومنع من وظيفته، إلا إذا تعمد هو وزوجته (360) مرة في ماء النهر الجاري.
2 - الترميدة: إذا فقه الحلالي الكتابين المقدسين سدره إنشماثا والنياني أي: كتابي التعميد والأذكار، فإنه يتعمد بالارتماس في الماء الموجود في المندي، ويبقى بعدها سبعة أيام مستيقظا لا تغمض له عين حتى لا يحتلم، ويترقى بعدها هذا الحلالي إلى ترميدة، وتنحصر وظيفته في العقد على البنات الأبكار.
3 - الأبيسق: الترميدة الذي يختص في العقد على الأرامل يتحول إلى أبيسق، ولا ينتقل من مرتبته هذه.
4 - الكنزبرا: الترميدة الفاضل الذي لم يعقد على الثيبات مطلقا، يمكنه أن ينتقل إلى كنزبرا، وذلك إذا حفظ كتاب الكنزاربا، فيصبح حينئذ مفسرا له، ويجوز له ما لا يجوز لغيره، فلو قتل واحدا من أفراد الطائفة لا يقتص منه؛ لأنه وكيل الرئيس الإلهي عليها.
5 - الريش أمه: أي: رئيس الأمة، وصاحب الكلمة النافذة فيها، ولا يوجد بين صابئة اليوم من بلغ هذه الدرجة؛ لأنها تحتاج إلى علم وفير وقدرة فائقة.
6 - الرباني: وفق هذه الديانة لم يصل إلى هذه الدرجة إلا يحيي بن زكريا عليهما السلام، كما أنه لا يجوز أن يوجد شخصان من هذه الدرجة في وقت واحد. والرباني يرتفع ليسكن في عالم الأنوار، وينزل ليبلغ طائفته تعاليم الدين ثم يرتفع كرة أخرى إلى عالمه الرباني النوراني.
.
.
الإله:
- يعتقدون- من حيث المبدأ- بوجود الإله الخالق الواحد الأزلي الذي لاتناله الحواس، ولايفضي إليه مخلوق.
- ولكنهم يجعلون بعد هذا الإله (360) شخصا خلقوا ليفعلوا أفعال الإله، وهؤلاء الأشخاص ليسوا بآلهة ولا ملائكة، يعملون كل شيء من رعد وبرق ومطر وشمس وليل ونهار وهؤلاء يعرفون الغيب، ولكل منهم مملكته في عالم الأنوار.
- هؤلاء الأشخاص الـ (360) ليسوا مخلوقين كبقية الكائنات الحية، ولكن الله ناداهم بأسمائهم، فخلقوا وتزوجوا بنساء من صنفهم، ويتناسلون بأن يلفظ أحدهم كلمة فتحمل امرأته فورا، وتلد واحدا منهم.
- يعتقدون بأن الكواكب مسكن للملائكة، ولذلك يعظمونها ويقدسونها.
.
.
المندي:
- هو معبد الصابئة، وفيه كتبهم المقدسة، ويجري فيه تعميد رجال الدين، يقام على الضفاف اليمنى من الأنهر الجارية، له باب واحد يقابل الجنوب بحيث يستقبل الداخل إليه نجم القطب الشمالي، لابد من وجود قناة فيه متصلة بماء النهر، ولا يجوز دخوله من قبل النساء، ولا بد من وجود علم يحيى فوقه في ساعات العمل..
.
.
الصلاة:
- تؤدى ثلاث مرات في اليوم: قبيل الشروق، وعند الزوال، وقبيل الغروب، وتستحب أن تكون جماعة في أيام الآحاد والأعياد، فيها وقوف وركوع وجلوس على الأرض من غير سجود، وهي تستغرق ساعة وربع الساعة تقريبا.
- يتوجه المصلي خلالها إلى الجدي بلباسه الطاهر، حافي القدمين، يتلو سبع قراءات يمجد فيها الرب مستمدا منه العون، طالبا منه تيسير اتصاله بعالم الأنوار.
.
.
الصوم:
- صابئة اليوم يحرمون الصوم؛ لأنه من باب تحريم ما أحل الله.
- وقد كان الصوم عند الصابئة على نوعين: الصوم الكبير: ويشمل الصوم عن كبائر الذنوب والأخلاق الرديئة، والصوم الصغير الذي يمتنعون فيه عن أكل اللحوم المباحة لهم لمدة (32) يوما متفرقة على طول أيام السنة.
- ابن النديم المتوفى سنة (385) هـ في فهرسته، وابن العبري المتوفى سنة (685) هـ في تاريخ مختصر الدول ينصان على أن الصيام كان مفروضا عليهم لمدة ثلاثين يوما من كل سنة.
.
.
الطهارة:
- الطهارة مفروضة على الذكر والأنثى سواء بلا تمييز.
- تكون الطهارة في الماء الحي غير المنقطع عن مجراه الطبيعي.
- الجنابة تحتاج إلى طهارة، وذلك بالارتماس في الماء ثلاث دفعات، مع استحضار نية الاغتسال من غير قراءة؛ لأنها لا تجوز على جنب.
- عقب الارتماس في الماء يجب الوضوء، وهو واجب لكل صلاة، حيث يتوضأ الشخص، وهو متجه إلى نجم القطب، فيؤديه على هيئة تشبه وضوء المسلمين، مصحوبا بأدعية خاصة.
- مفسدات الوضوء: البول، الغائط، الريح، لمس الحائض والنفساء.
.
.
التعميد وأنواعه:
- يعتبر التعميد من أبرز معالم هذه الديانة، ولا يكون إلا في الماء الحي، ولا تتم الطقوس إلا بالارتماس في الماء، سواء أكان الوقت صيفا أم شتاء، وقد أجاز لهم رجال دينهم مؤخرا الاغتسال في الحمامات، وأجازوا لهم كذلك ماء العيون النابعة لتحقيق الطهارة.
- يجب أن يتم التعميد على أيدي رجال الدين.
- يكون العماد في حالات الولادة، والزواج، وعماد الجماعة، وعماد الأعياد، وهي على النحو التالي:
1 - الولادة: يعمد المولود بعد (45) يوما ليصبح طاهرا من دنس الولادة، حيث يدخل هذا الوليد في الماء الجاري إلى ركبتيه مع الاتجاه جهة نجم القطب، ويوضع في يده خاتم أخضر من الآس.
2 - عماد الزواج: يتم في يوم الأحد، وبحضور ترميدة وكنزبرا، يتم بثلاث دفعات في الماء مع قراءة من كتاب الفلستا وبلباس خاص، ثم يشربان من قنينة ملئت بماء أخذ من النهر يسمى (ممبوهة) ثم يطعمان (البهثة)، ويدهن جبينهما بدهن السمسم، ويكون ذلك لكلا العروسين، لكل واحد منهما على حدة، بعد ذلك لا يلمسان لمدة سبعة أيام، حيث يكونان نجسين، وبعد الأيام السبعة من الزواج يعمدان من جديد، وتعمد معهما كافة القدور والأواني التي أكلا فيها أو شربا منها.
3 - عماد الجماعة: يكون في كل عيد (بنجة) من كل سنة كبيسة لمدة خمسة أيام، ويشمل أبناء الطائفة كافة رجالا ونساء كبارا وصغارا، وذلك بالارتماس في الماء الجاري ثلاث دفعات قبل تناول الطعام في كل يوم من الأيام الخمسة. والمقصود منه هو التكفير عن الخطايا والذنوب المرتكبة في بحر السنة الماضية، كما يجوز التعميد في أيام البنجة ليلا ونهارا على حين أن التعميد في سائر المواسم لا يجوز إلا نهارا، وفي أيام الآحاد فقط.
4 - عماد الأعياد: وهي:
أ - العيد الكبير: عيد ملك الأنوار حيث يعتكفون في بيوتهم (36) ساعة متتالية، لا تغمض لهم عين خشية أن يتطرق الشيطان إليهم؛ لأن الاحتلام يفسد فرحتهم، وبعد الاعتكاف مباشرة يرتسمون، ومدة العيد أربعة أيام، تنحر فيه الخراف، ويذبح فيه الدجاج ولا يقومون خلاله بأي عمل دنيوي.
ب- العيد الصغير: يوم واحد شرعا، وقد يمتد لثلاثة أيام من أجل التزاور، ويكون بعد العيد الكبير بمائة وثمانية عشر يوما.
ت - عيد البنجة: سبق الحديث عنه، وهو خمسة أيام تكبس بها السنة، ويأتي بعد العيد الصغير بأربعة أشهر.
ث - عيد يحيى: يوم واحد من أقدس الأيام، يأتي بعد عيد البنجة بستين يوما، وفيه كانت ولادة النبي يحيى عليه السلام الذي يعتبرونه نبيا خاصا بهم، والذي جاء ليعيد إلى دين آدم صفاءه بعد أن دخله الانحراف بسبب تقادم الزمان.
- تعميد المحتضر ودفنه:
ج - عندما يحتضر الصابيء يجب أن يؤخذ - وقبل زهوق روحه - إلى الماء الجاري ليتم تعميده.
ح - من مات من دون عماد نجس ويحرم لمسه.
خ - أثناء العماد يغسلونه متجها إلى نجم القطب الشمالي، ثم يعيدونه إلى بيته، ويجلسونه في فراشه بحيث يواجه نجم القطب أيضا حتى يوافيه الأجل.
د - بعد ثلاث ساعات من موته يغسل ويكفن ويدفن حيث يموت؛ إذ لا يجوز نقله مطلقا من بلد إلى بلد آخر.
ذ- من مات غيلة أو فجأة، فإنه لا يغسل ولا يلمس، ويقوم الكنزبرا بواجب العماد عنه.
ر - يدفن الصابيء بحيث يكون مستلقيا على ظهره ووجهه ورجلاه متجهة نحو الجدي، حتى إذا بعث واجه الكوكب الثابت بالذات.
ز- يضعون في فم الميت قليلا من تراب أول حفرة تحفر لقبره فيها.
س - يحرم على أهل الميت الندب والبكاء والعويل، والموت عندهم مدعاة للسرور، ويوم المأتم من أكثر الأيام فرحا حسب وصية يحيى لزوجته.
ش - لا يوجد لديهم خلود في الجحيم، بل عندما يموت الإنسان إما أن ينتقل إلى الجنة أو المطهر حيث يعذب بدرجات متفاوتة حتى يطهر، فتنتقل روحه بعدها إلى الملأ الأعلى، فالروح خالدة والجسد فان.
.
.
أفكار ومعتقدات أخرى:
- البكارة: تقوم والدة الكنزبرا أو زوجته بفحص كل فتاة عذراء بعد تعميدها وقبل تسليمها لعريسها، وذلك بغية التأكد من سلامة بكارتها.
- الخطيئة: إذا وقعت الفتاة أو المرأة في جريمة الزنى فإنها لا تقتل، بل تهجر، وبإمكانها أن تكفر عن خطيئتها بالارتماس في الماء الجاري.
- الطلاق: لا يعترف دينهم بالطلاق إلا إذا كانت هناك انحرافات أخلاقية خطيرة، فيتم التفريق عن طريق الكنزبرا.
- السنة المندائية: (360) يوما، في (12) شهرا، وفي كل شهر ثلاثون يوما مع خمسة أيام كبيسة يقام فيها عيد البنجة.
- يعتقدون بصحة التاريخ الهجري ويستعملونه، وذلك بسبب اختلاطهم بالمسلمين، ولأن ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مذكورا في الكتب المقدسة الموجودة لديهم.
- يعظمون يوم الأحد كالنصارى ويقدسونه، ولا يعملون فيه أي شيء على الإطلاق.
- ينفرون من اللون الأزرق النيلي ولا يلامسونه مطلقا.
- ليس للرجل غير المتزوج من جنة لا في الدنيا ولا في الآخرة.
- يتنبئون بحوادث المستقبل عن طريق التأمل في السماء والنجوم وبعض الحسابات الفلكية.
- لكل مناسبة دينية ألبسة خاصة بها، ولكل مرتبة دينية لباس خاص بها يميزها عن غيرها.
- إذا توفي شخص دون أن ينجب أولادا فإنه يمر بالمطهر؛ ليعود بعد إقامته في العالم الآخر إلى عالم الأنوار، ثم يعود إلى حالته البدنية مرة أخرى، حيث تتلبس روحه في جسم روحاني، فيتزوج وينجب أطفالا.
- يؤمنون بالتناسخ، ويعتقدون بتطبيقاته في بعض جوانب عقيدتهم.
- للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء على قدر ما تسمح له به ظروفه.
- يرفضون شرب الدواء، ولا يعترضون على الدهون والحقن الجلدية.
- الشباب والشابات يأتون إلى الكهان؛ ليخبروهم عن اليوم السعيد الذي يمكنهم أن يتزوجوا فيه، وكذلك يخبرون السائلين عن الوقت المناسب للتجارة أو السفر، وذلك عن طريق علم النجوم.
- لا تؤكل الذبيحة إلا أن تذبح بيدي رجال الدين وبحضور الشهود، ويقوم الذابح - بعد أن يتوضأ - بغمسها في الماء الجاري ثلاث مرات، ثم يقرأ عليها أذكارا دينية خاصة، ثم يذبحها مستقبلا الشمال، ويستنزف دمها حتى آخر قطرة، ويحرم الذبح بعد غروب الشمس أو قبل شروقها إلا في عيد البنجة.
- تنص عقيدتهم على أن يكون الميراث محصورا في الابن الأكبر، لكنهم لمجاورتهم المسلمين فقد أخذوا بقانون المواريث الإسلامي.
.
.
الجذور الفكرية والعقائدية:
- تأثر الصابئة بكثير من الديانات والمعتقدات التي احتكوا بها.
- أشهر فرق الصابئة قديما أربعة هي: أصحاب الروحانيات، وأصحاب الهياكل، وأصحاب الأشخاص، والحلولية.
- لقد ورد ذكرهم في القرآن مقترنا باليهود والنصارى والمجوس والمشركين (انظر الآيات: (62 - البقرة) , (69 - المائدة)، (17 - الحج)، ولهم أحكام خاصة بهم من حيث جواز أخذ الجزية منهم أو عدمها أسوة بالكتابيين من اليهود والنصارى.
- عرف منهم الصابئة الحرانيون الذين انقرضوا، والذين تختلف معتقداتهم بعض الشيء عن الصابئة المندائيين الحاليين.
- لم يبق من الصابئة اليوم إلا صابئة البطائح المنتشرون على ضفاف الأنهر الكبيرة في جنوب العراق وإيران.
- تأثروا باليهودية، وبالمسيحية، وبالمجوسية؛ لمجاورتهم لهم.
- تأثروا بالحرانيين الذين ساكنوهم في حران عقب طردهم من فلسطين، فنقلوا عنهم عبادة الكواكب والنجوم أو على الأقل تقديس هذه الكواكب وتعظيمها، وتأثروا بهم في إتقان علم الفلك وحسابات النجوم.
- تأثروا بالأفلاطونية الحديثة التي استقرت فلسفتها في سوريا، مثل الاعتقاد بالفيض الروحي على العالم المادي.
- تأثروا بالفلسفة الدينية التي ظهرت أيام إبراهيم الخليل - عليه السلام - فقد كان الناس حينها يعتقدون بقدرة الكواكب والنجوم على التأثير في حياة الناس.
- تأثروا بالفلسفة اليونانية التي استقلت عن الدين، ويلاحظ أثر هذه الفلسفة اليونانية في كتبهم.
- لدى الصابئة قسط وافر من الوثنية القديمة يتجلى في تعظيم الكواكب والنجوم على صورة من الصور.
.
.
الانتشار ومواقع النفوذ:
- الصابئة المندائيون الحاليون ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات، ويسكنون في منطقة الأهواز وشط العرب، ويكثرون في مدن العمارة والناصرية والبصرة وقلعة صالح والحلفاية والزكية وسوق الشيوخ والقرنة، وهي موضع اقتران دجلة بالفرات، وهم موزعون على عدد من الألوية مثل لواء بغداد، والحلة، والديوانية والكوت وكركوك والموصل. كما يوجد أعداد مختلفة منهم في ناصرية المنتفق والشرش ونهر صالح والجبابيش والسليمانية.
- كذلك ينتشرون في إيران، وتحديدا على ضفاف نهر الكارون والدز ويسكنون في مدن إيران الساحلية، كالمحمرة، وناصرية الأهواز وششتر ودزبول.
- تهدمت معابدهم في العراق، ولم يبق لهم إلا معبدان في قلعة صالح، وقد بنوا معبدا منديا بجوار المصافي في بغداد، وذلك لكثرة الصابئين النازحين إلى هناك من أجل العمل.
- يعمل معظمهم في صياغة معدن الفضة لتزيين الحلي والأواني والساعات؛ وتكاد هذه الصناعة تنحصر فيهم؛ لأنهم يحرصون على حفظ أسرارهما، كما يجيدون صناعة القوارب الخشبية والحدادة وصناعة الخناجر.
- مهاراتهم في صياغة الفضة دفعتهم إلى الرحيل للعمل في بيروت ودمشق والإسكندرية، ووصل بعضهم إلى إيطاليا وفرنسا وأمريكا.
- ليس لديهم أي طموح سياسي، وهم يتقربون إلى أصحاب الديانات الأخرى بنقاط التشابه الموجودة بينهم وبين الآخرين.
ويتضح مما سبق:
إن الصابئة من أقدم الديانات التي تعتقد بأن الخالق واحد، وقد جاء ذكر الصابئين في القرآن باعتبار أنهم أتباع دين كتابي. وقد اختلف الفقهاء حول مدى جواز أخذ الجزية منهم، إن كانوا أحدثوا في دينهم ما ليس منه. وقد أصبحت هذه الطائفة كأنها طائفة وثنية تشبه صابئة حران الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وعموما فالإسلام قد جب ما قبله، ولم يعد لأي دين من الديانات السابقة مكان بعده.
.
.
نتم الفصل القادم ..