#الأموي_الأخير والطريق إلى #غرناطة ( #ثورة_البشرات ) ..
===================
اختار الموريسكيين في ثورتهم الخالدة شابا من سلالة الخلافاء الأمويين في الأندلس هو "مولاي محمد بن أمية" الذي عمد و نصر قسرا، ودعي منذئذ ب"فرناندو دي فالور" اي قرطبة، وكان يرحمه الله ربعة اسمر البشرة اسود العينين وكان سليل الملوك بطلاً مجاهداً لا يخشي العدا ، وکان النصاري يهابونه، إذ عرف بالشجاعة و الفروسية، فکان يحسب له الف حساب مهاب من قبل العرب و العجم، ذا جاه ورفعة نصب المستشار الرابع و العشرون لبلدية غرناطة ، وقد سجن من قبل الأسبان لما شکوا في امره وعرف عنه الشجاعة وکانوا يخافون أن يرجع امجاد أجداده وفعلاً حدث ما کانوا يخشوه، وبعد ان سجن، قام فرج بن فرج بثورته المشهورة سنة ( 1568 ) و فر ابن امية من سجنه وخادمه واللتحق بأهله في وادي لکرين، وبيع بالملک في العام ذاته، ولم علم ابن فرج بذالک استاء وکادت تعصف بهم فتنة ولکن لطف الله وکان الملک لبن امية و الوزارة لبن فرج وهي أعلي رتب عند الموريکسيين .
قصة نتصيبه ملکاً :
ولما بويع محمد بن أمية ملكاً على الموريسكيين بجبال البوشارات المجاورة لغرناطة في 27 شتنبر 1568م. واشتهر بين النصارى باسم "فرناندو دي فالور". وقد عرف بالشجاعة واﻻقدام، وكانت له ثقافة واسعة ومعرفة عميق بالمجتمع وأحواله. وحسب المصادر المسيحية تمت البيعة في حفل اجتمع فيه المتزوجون من الموريسكيين في جانب ، واﻷرامل في جانب آخر ومن هم على وشك الزواج مع خطيباتهم في جانب، ثم قرأ أحد الفقهاء تنبؤات مفادها أن هذه الحركة ظهرت في النجوم وأنه سيصل وقت يجدد الله فيه لهذه اﻷمة عزها على يد شاب من سﻼلة الملك، بعد ذلك ألبس ابن أمية جبة ووضع في عنقه قﻼدة حمراء ثم ضربت أربعة أعﻼم في اﻷرض تشير إلى أربعة أقسام الدنيا، وأدى صﻼة انحنى أثناءها على اﻷعﻼم ووجهه لناحية المشرق وأقسم أنه سيموت من أجل شريعته ومملكته. إثر ذلك ألقى خطاباً معبراً يشرح فيه أسباب الثورة. ونظراً لطرافته نورد فقرات منه بتصرف:
"لقد أصبحنا مطرودين من رحمة الجميع، فﻼ النصارى يعاملوننا كنصارى، وﻻ المسلمون ينظرون إلينا كإخوان لهم ويساعدوننا، فﻼ يكلمنا أحد، وﻻ يعاشرنا أحد.
يمنعوننا من أن نتكلم لغتنا، ونحن ﻻ نعرف القشتالية، وبأي لغة يا ترى يمكن أن نتفاهم ونتعامل مع الناس، إنهم يمنعوننا أن نخاطب حتى الحيوانات بلغتنا، يعلمون أبناءنا فنونا قد حرم كبراؤنا منها، ويجعلون من يتبع القانون جريمة، وكل ساعة يهددوننا وينزعون أبناءنا من أيدي أمهاتهم وآبائهم، ويرسلونهم بعيدين عنا لينسوا نوع المعيشة التي نعيشها ويتعلمون بأن يصيروا أعداء ﻵبائهم، ويعلمونهم في مدارسهم، ويمنعون حتى لباسنا العربي، ويجبروننا على استعمال اللباس الفرنجي مع أنهم يلبسون ألبسة مختلفة، فاﻷلماني والفرنسي يتزيي بزيه، والرهبان والشباب والشيوخ كل واحد بزيه الخاص، وكلهم نصارى، ونحن الموريسكيون نحتفظ بعقيدتنا في القلب ﻻ في اللباس.*"
ماليتنا ليست كافية لشراء المﻼبس، وما عندنا ﻻ يشتريه منا أحد، فإذا صرفنا ما عندنا لشراء المﻼبس فبأي شيء نعيش؟
إذا أردنا أن نتسول لم نجد من يتصدق علينا كفقراء معوزين، إننا أغنياء ولكننا محتاجون، وﻻ يوجد من يعيننا، إننا موريسكيون نشعر بالبؤس والذل واﻹهانة، ﻷن المسيحيين يعتبروننا خارجين عن اﻹنسانية، فأجدادنا بقوا فقراء من جراء الحروب ضد قشتالة، فعندما تزوجت بنت عمدة لوخا من القبطان (الموريسكي) بقي هذا اﻷخير مدينا لبعض الناس. ويوجدون بيننا اﻵن، بعض الذين أعاروه بذلة لحضور حفلة الزفاف. في أي وقت وفي أي زمن وبأية معاملة وأية صناعة ستكون عندنا حتى يمكن لنا أن نغير زيا بآخر ؟
نزعوا منا الرقيق اﻷسود ومنعوهم من أن يخدموننا بعدما اشتريناهم وعلمناهم وربيناهم. والبيض ﻻ يسمح لهم بخدمتنا ﻷنهم من دولتنا، ماذا يفعل من ليس لهم أوﻻد يخدمونهم وﻻ ثروة لدفع رواتب الخدمة لهم إذا مرضوا أو عجزوا أو عطبوا أو حضرتهم الممات؟
إن نساءنا وبناتنا يمشين محتجبات الوجه، فكيف يقمن بالعمل؟
هل نأمرهن بأن يمشين سافرات الوجه حتى إذا نظر إليهن تقع الفتنة ويصرن مملوكات للذي يقع عليهن نظره ؟
كما يصرن معرضات لسفاهة اﻷشرار من شباب وشيوخ"*
يأمروننا بأن نترك أبواب بيوتنا مفتوحة، الشيء الذي كان أجدادنا يحافظون عليه لكثرة تمسكهم بالدين، وليس أبواب الدار فقط، بل حتى نوافذها، إنهم يأمروننا بهذا كله ليمكنهم أن يصلوا إلى بيوتنا وأمﻼكنا وعرضنا لﻸشرار وسفهاء القوم، ويرقبون الساعة والفرصة التي يأتون فيها على مﻼهينا ومسلياتنا، ويتدخلون بالقوة وبأمر الحكومة في سرورنا ونشاطنا في زفافنا وفي سهراتنا ورقصاتنا وموسيقانا وأكلنا بل حتى في نظافتنا التي هي ضرورة للصحة (كانوا يمنعونهم من اﻻغتسال ﻷنه مفروض على المسلمين) كيف تعيش نساؤنا بدون حمام وهو عادة قديمة عندنا؟ ألم تروهن في البيوت حزينات قذرات مريضات ؟ فالنظافة تورثهن السرور وتحافظ على الصحة واللباس". انتهى..
شحذ الهمم وبناء العزة وطلب المجد المفقود :
صار ابن أمية يشد العزائم ويحفز الهمم باستعراض المشاكل السياسية الموجودة بين النصارى أنفسهم، مثل مشكلة وقعت بين الهراطقة والنصارى في فرنسا، وثورة فﻼندرا، واﻻتهامات الملصقة باﻹنجليز والفﻼمان ﻷسباب دينية. ويستطرد ابن أمية قائﻼ : "إذا كان هذا الخﻼف ناشبا بين النصارى أنفسهم فما بالك بين النصارى والمسلمين، إذاً يجب اغتنام الفرص"، ثم يقول : "إن الملك ينقصه المال ورجال أكفاء، وإن سﻼح المراكب رديء وإن الغوغاء أحرار، وليست غرناطة وحدها التي عليها أن تنهض وتثور، بل قسم من اﻷندلس الذي كان عند أجدادهم وهو اﻵن تحت حكم أعدائهم، يمكن لكم أن تحتلوه في الكرة اﻷولى، وأثبتوا في أماكنهم". ثم بين لهم المزايا الطبيعية للبﻼد التي تفيدهم من الناحية العسكرية فيقول: "جبال منيعة وأودية عميقة وسﻼسل شاهقة وطرق ضيقة وعرة وشعاب بدون مخرج، وأن هذه الحركة قد تنبأوا بها قبلنا، وأننا سنعيد مجدنا وأرضنا".*حقق المقاتلون الموريسكيون الغرناطيون الذين كان عددهم يقدر بخمسة آﻻف مقاتل انتصارات كبيرة في البداية، وهو ما شجع بقية الموريسكيين في مختلف أنحاء إسبانيا إلى اﻻنضمام إلى حركة ابن أمية. غير أن وقوع الفرقة بينهم، وتدبير مؤامرة ضد ملكهم الذي قتل مخنوقاً في ظروف غامضة، وضع حداً ﻵخر حركة عسكرية قام بها المسلمون في اﻷندلس. وكانت بعد أكثر من ثمانين سنة على سقوط غرناطة.
دوره يرحمه الله في تاريخ الموريسکيين :
اخذ ابن امية بممارسة سلطته المطلقة، فغدا إلي تنظيم المحاربين بنظام عسکري، ودعا إلي نبذ الأسماء النصرانية و التسمية بأسماء عربية اسلامية، ونسف قوانين الوضعية، ثم طلب العون من مسلمي افريقيا، يطلب العون و المساعدة، فبعث أخاه عبد الله إلى الجزائر ثم بعث بسفارة ثانية إلى المغرب برئاسة "فرناندو الحقبي"، ثم شن هجمات عديدة على الأسبان اذاقهم فيها الويلات حتي لم يتجرأ احداً للخروج من منزله بالليل و لا الذهاب إلي حقوله خوفاً من طيف شبح فتي قريش فإلى رحمة من الله وغفران يا ابن أمية .
قصة اغتياله برحمه الله :
مما يثير الأشجان ويفطر الأکباد الخيانة، فکم من بطل من أمتنا المجيدة مات غدراً، ومن أشدها قصة الغدر ببن أمية رحمه الله الذي لولي غدر الغادرين لأعاد للمسلمين حقهم المسلوب، ففي غمرة النصر و التمكين من الله جل وعلا للمسلمين، كانت خيوط المؤمرة و الخيانة تحاك له، ونعوذ بالله من الخيانة، واتهم بالتقاعس و الظعف في حرب الأسبان، والمشتركون في هذه المؤمرة هم :
القائد التركي"حسين" الذي جاء من الجزائر حسب رغبة "دييغولوبث" ابن عبو و "دييغو الغواثيل" الموريسكي، فاقدموا على خنق ابن امية، وهجموا على بيته ووزعوا ممتلكاته في ما بينهم وبذالك طويت صفحة هذا البطل الهمام الذي اعاد للمسلمين امجادهم و عزتهم في الأندلس ولا عزاء للخائنين بعده ولا نامت اعين الجبناء .
المصادر :
كتاب الموريسكيون في اﻷندلس وخارجها،منشورات مركز دراسات اﻷندلس وحوار الحضارات، 2008، الطبعة الثانية،محمد قشتيليو، بتصرف*..
كتاب شخصيات لا تنسى من التاريخ للمؤرخة هيام عبده مزيد ..
جمعه #شاهزاده حضرتلري ( بهزاد عالمگیر )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق