الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

منمنمة تظهر جحافل الڤايكنق
من هم الڤايكنج او الڤايكنق ؟!
و ما قصتهم مع الأندلس ؟! 
.
.
الڤايكنج وحوش أسكندنافيا ، هم النورمان او بالنورمانية القديمة víkingr شعب وثني أوربي ، وقد استقر مجموعة منهم فى مقاطعة نورماندى الواقعة شمال غرب فرنسا فى القرن التاسع الميلادى، وينتمى النورمان (أى: رجال الشمال) إلى قبائل الفايكنج الذين كانوا يسكنون إسكاندافيا، ثم نزحوا إلى نورماندى واستقروا بها واعتنقوا المسيحية، وتأثروا بالحضارة الفرنسية مع احتفاظهم بحبهم للغزو
والمغامرة، وأصبحت نورماندى من أغنى المقاطعات الأوربية فى القرن الحادى عشر الميلادى، ثم انتقل النورمان واستقروا فى
جنوب إيطاليا وأسسوا مدينة أفرسا سنة (1030م) التى أصبحت مركزًا لتجمعهم، وانتصروا على البابا ليو التاسع سنة (1053 م)، ثم حصلوا على شرعية حكمهم لجنوب فرنسا من البابا مقابل دفعهم مبلغًا من المال سنويًّا، وشنوا الغارات على الدولة البيزنطية وفتحوا إنجلترا سنة (1066م) على يد وليم الفاتح، وأدخلوها تحت حكمهم، واستطاعوا فتح جزيرة صقلية المسلمة على يد رجار سنة (1091م) بعد حروب استمرت (30) سنة، وكان لهم دور فعال فى بداية الحروب الصليبية، وقد سيطر الفرنسيون على نورماندى سنة (1450م)، أنتهى[1] 


 "الصراع مع الأندلس"
.
.
ظن الڤايكنج ان الأندلسيين صيداً سهلاً لكن وجدوا العكس يروي الدكتور راغب سرجاني في معرض حديثه عن الأندلس ما نصه :

"غزوات الفايكنج أو غزوات النورمان، وهم أهل إسكندنافيا في ذلك الوقت، وهذه بلاد تضم الدنمارك والنرويج وفنلندا والسويد، فقد كانت تعيش في همجية مطلقة، وكانوا يعيشون على حرب العصابات؛ وفعلت ما يسمى بغزوات الفايكنج، وهي غزوات إغارة على بلاد العالم في أماكن مختلفة متفرقة، ليس لها هم إلا جمع المال وهدم الديار وما إلى ذلك، فهجمت على أشبيلية في سنة (230) من الهجرة؛ في عهد عبد الرحمن الثاني وكان قوام الجيش الإسكندنافي في هذه الموقعة (54) سفينة؛ فدخلوا إشبيلية، فأفسدوا فيها فساداً كبيراً، وهذه هي طبيعة الحروب المادية بصفة عامة، كل الجيوش المادية تدخل أي بلاد فتفسد فيها إفساداً عظيماً، وشتان بين المسلمين في فتحهم للبلاد وبين غيرهم في معاركهم؛ فقد دخل هؤلاء فدمروا إشبيلية تماماً، ونهبوا ثرواتها، وهتكوا أعراض نسائها، وهكذا في غيرها من البلاد؛ كشذونة وألمارية ومرسية، حتى أشاعوا الرعب فيها.
رسم تخيلي لجندي من الڤايكنق

متأهبون للحرب !

 فجهز عبد الرحمن الثاني رحمه الله جيوشه، ودارت بينه وبينهم معارك ضارية استمرت أكثر من مائة يوم كاملة، ومنّ الله على المسلمين بالنصر، وغرقت (23) سفينة كاملة للفايكنج، وعادوا إلى بلادهم خائبين.
صورة من مسلسل vikings 
 فقد استفاد من الأخطاء التي كانت سبباً في دخول الفايكنج إلى هذه البلاد، فكان رد فعله لهذا الحدث الكبير ما يلي:
أولاً: أنشأ سوراً ضخماً جداً حول أشبيلية، وأشبيلية تقع على نهر الوادي الكبير، ونهر الوادي الكبير يصب في المحيط الأطلنطي، ومن السهولة جداً أن تدخل سفن الفايكنج أو غيرها من السفن من المحيط الأطلنطي إلى أشبيلية، لذلك حصنها تحصيناً ظلت بعده من أحفظ حصون الأندلس بصفة عامة.
ثانياً: أنشأ أسطولين قويين جداً، فجعل أحدهما في الأطلسي، والآخر في البحر الأبيض المتوسط، حتى يدافع عن سواحل الأندلس، فكانت هذه الأساطيل تجوب البحار؛ حتى تصل إلى أعلى حدود الأندلس في الشمال عند مملكة ليون، وتصل في البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا، وكان من نتيجة ذلك أنه فتح جزر البليار للمرة الثانية، والذي فتحها للمرة الأولى هو موسى بن نصير رحمه الله؛ وكان ذلك قبل فتح بلاد الأندلس في سنة (91) من الهجرة، ثم سقطت جزر البليار في يد النصارى في عهد الوالي الثاني الحكم بن هشام لما انحدر حال المسلمين هناك، ثم أعاد من جديد عبد الرحمن الأوسط رحمه الله فتح جزر البليار في سنة (234) من الهجرة، انتهى[2]
يجرون سفنهم
 ويحكي الأستاذ بسام العسلي عن الڤايكنج في معرض حديثه عن القراصنة فيقول :

"وابرز القراصنة" شعب النورمان - الفايكنج - الذي أغارت قوة منه في عهد الأمير لأموي عبد الرحمن بن الحكم على الأندلس بما وصفته المصادر الأندلسية كالتالي:
"وفي أيامه ظهر المجوس الأرومانيين - النورمان - ودخلوا إشبيليا. فأرسل إليهم عبد الرحمن العساكر مع القواد من قرطبة، فنزل المجوس من مراكبهم، وقاتلهم المسلمون فهزموهم بعد مقام صعب. ثم جاءت العساكر مددا من قرطبة، فقاتلهم المجوس.
إلى الإجتياح
 فهزمهم المسلمون وغنموا بعض مراكبهم وأحرقوها. ورحل المجوس إلى شذونة، فأقاموا عليها يومين، وغنموا بعض الشيء. ووصلت مراكب عبد الرحمن إلى إشبيلية، فأقلع المجوس إلى لبلة، وأغاروا وسبوا، ثم إلى باجة ثم إلى أشبونة، ثم انقطع خبرهم حين أقلعوا من أشبونة وسكنت البلاد وذلك سنة 230 هـ = 844 م .


تكررت العملية ذاتها في عهد الحكم المستنصر: "حيث ظهرت في سنة 254 هـ = 868 م مراكب المجوس في البحر الكبير - المحيط الأطلسي - وأفسدوا بسائط أشبونة، وناشبهم الناس القتال، فرجعوا إلى مراكبهم. وأخرج الحكم القواد لاحتراس السواحل، وأمر قائد البحر عبد الرحمن بن رماحس بتعجيل حركة الأسطول. ثم وردت الأخبار بأن العساكر نالت منهم في كل جهة من السواحل"، انتهى[3]
.
.
المصادر :
[1]الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي [2]لأندلس من الفتح إلى السقوط
راغب سرجاني
[3]سلسلة جهاد شعب الجزائر
المؤلف: بسام العسلي
.
.
"تم مع التصرف اليسير "

"الْمَسْعُودُ|هُمَٰيُونْ"
https://t.me/shah_zadah
"وحيٌ منْ التَاريخ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق