الخميس، 1 ديسمبر 2016


الملك الهندي المبجل فيروز شاه سلطان الهند في زمانه رحمه الله سيرة عظيمة لبطل لا يعرف سيرته احد من ابطال #الهند المجيدة #فردوس_الشرق المفقود [1](٧٩٠ هـ)
.
.
ملك عظيم في بلد عظيمة ذات مجد تليد هيا بن اصدقاء همايون للقرن الثامن الهجري .
.
.
أبو المظفر فيروز شاه بن رجب من أسرة آل تغلق. تولى -باتفاق الأمراء- بعد وفاة ابن عمه محمد شاه، وكان في بلاد السند فقدم إلى دهلي [2]، واستقل بالملك. كان من خيار السلاطين ومن كبار المصلحين، بنى المساجد والمدارس والمستشفيات وأقام الحصون. ومن المساجد التي عمرها مسجد كبير في دهلي. ومن مدارسه المدرسة الفيروزشاهية، كما أسس مدينة فيروزأباد ومدينة كابنور. واستمر حكمه حتى عام تسعين وسبعمائة رحمه الله تعالى.
.
.
كان هذا الملك من خيرة ملوك الهند سيرة وعقيدة ووعيا للإسلام، وأكثر الملوك تفهما، ذكر مسعود الندوي في تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند أن له كتابا بين فيه خطته وأعماله التي سار عليها إلا أن عليه ملاحظات وقعت له بسبب الجهل، ويهمنا أن نذكر له بعض المواقف الطيبة التي توافق أهداف العقيدة السلفية.
.
.
موقفه من الزنادقة والمشركين:

جاء في 'تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند'، قال:
سادسا: ظهرت فئة من الإباحية والملاحدة تدعو الناس إلى الزندقة والإلحاد، وكان ديدنهم أن يجتمعوا في الليالي ويتعاطوا الخمور ويحسبونها تعبدا منهم. وكانوا يأتون فيها بأمهاتهم وأخواتهم ونسائهم، يهتكون فيها أعراضهن ويتجاسرون على اقتراف الكبائر الشنيعة، ولا يفرقون في ذلك بين المحرمات والمحصنات، وإنما يباشر الرجل منهم كل من وصلت يده إليهن من النساء المحتشدة في تلك الأندية والليالي. فأمرنا بضرب أعناق رؤوسهم وشياطينهم وعاقبنا الآخرين بالحبس والجلاء وأنواع أخرى من التعذيب حتى لم تبق لهم عين ولا أثر.
سابعا: نبتت جماعة من الملاحدة تظاهرت بالتقشف والزهد في الدنيا، وكان على رأسهم رجل اسمه أحمد البهاري، يدعي الألوهية وتبعه على ذلك عدد غير قليل من مريديه ...
فلما تحققنا من خبرهم وعرفنا من أمرهم ما صاروا إليه أخذنا رؤساءهم بذلك وجزيناهم بما يستحقونه من الحبس والتعذيب، وشردنا أتباعهم في البلاد كل مشرد حتى يتخلص العباد من شرهم ويكونوا في مأمن من ضلالاتهم.
ثامنا: رجل ادعى النبوءة وتلقب بالمهدي في دلهي، فتبعه خلق كثير واستفحل أمره وعظم شره حتى جيء به إلينا، فاعترف بالإثم غير هياب ولا وجل فأمرنا بقتله وقتل كل من يقتفي أثره وتقطيع لحومهم وأجسادهم إربا إربا. وبذلك جعلناهم مثلا لكل من ينفخ في أوداجه شيطان الغرور فيجترئ على الزندقة والإلحاد والدعوة إليهما.
فانطفأت جذوة الشر ونجا الناس من ضلالاتهم، فالحمد لله الذي تفضل علي بنعمته أن وفقني لمقاومة تيار الشرور واجتثاث شجر البدع والمنكرات وهداني إلى إحياء السنن السنية، فمن استحسن هذه الطريقة واختار لنفسه هذه الجادة المستقيمة فليخترها وليؤثرها على غيرها. وإني أرجو بذلك حسن الجزاء في الدار الآخرة.
فإن الدال على الخير كفاعله «ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من سار عليها من بعده» كما ورد في الحديث [3].اهـ [4]
.
.
موقفه من الرافضة:

جاء في 'تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند' عند سرده لأعماله، قال:
خامسا: شرعت الروافض في نشر عقائدها الباطلة ودعوة الناس إليها، واستعانوا في مهمتهم الواهية هذه بتأليف كتب ورسائل. وكذلك تجرأوا على إطالة لسان القدح في الخلفاء الراشدين وعائشة الصديقة أم المؤمنين رضي الله عنهم، والطعن في سائر علمائنا ومشايخنا وقذفهم بالسباب المقذع الموجع، وغيرهما من أفعالهم الشنيعة التي يندى لها جبين المروءة والإنسانية ... فأخذناهم بأعمالهم المنكرة أخذا، وعاقبناهم عقابا، وأمرنا بإحراق كتبهم على مرأى من الناس ومسمع حتى انعدمت هذه الطائفة عن بكرة أبيها.[5]
.
.
موقفه من الصوفية:

جاء في 'تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند'، قال: تاسعا: رجل من المتصوفة في كجرات اشتهر "بالشيخ" بين أتباعه ومريديه، وانخدعت نفسه بترهات الصوفية الوجودية، وجعل يجاهر بكلمات هي للكفر أقرب منها للإيمان، وبلغ من سفاهة رأيه وعدم تضلعه في تعاليم الدين أن يقول كلمة "أن الحق" ويشير على مريديه أن يقولوا: "أنت أنت" كلما خرجت من فيه هذه الكلمة "أن الحق" وأيضا كان يقول: "أن الملك الذي لا يموت"، وكذلك ألف رسالة كلها كفر وزندقة. فأمرنا، فأتي به إلينا مقيدا بالسلاسل. ولما تحققنا من ضلالته ودعوته الناس إليها، ولم يبق عندنا في ذلك أدنى شك عاقبناه بما يستحقه، وأمرنا بإحراق كتابه الذي ملأه كفرا وضلالا حتى اندفع هذا الشر أيضا، وأصبح المسلمون والمؤمنون بتوحيد الله عز وجل في مأمن من هذه الفتنة العمياء.
هذا برض من عد، وغيض من فيض من ترهات المتصوفة الوجودية، وأقاويلهم الباطلة المعادية للكتاب العزيز والسنة النبوية، اطلع عليه فيروز تغلق فكبح جماحه وأراد أن يقضي عليه قضاء لا حياة بعده.
لكن فتنة "وحدة الوجود" وما ينشأ عنها من الضلالات، كانت قد عمت البلاد وقتئذ واستولت على قلوب المتصوفة، وأخذت بمجامع ألبابهم ورسخت في أذهانهم أي رسوخ. وما كان اضطه
 اد رجل واحد منهم وعقابه ليهدأ من ثائر هذه الفتنة أو يفل من حدها. إلا أن فيروز تغلق ومن نحا نحوه من الأمراء والملوك مجزيون على أعمالهم ونياتهم، سواء نجحوا في مهمتهم أو لم ينجحوا.[6]
.
.
التعليق:
جزى الله هذا الملك خيرا على هذه المواقف، ما أحسن ما عمل مع هؤلاء الملاحدة الذين كان ضررهم على الأمة بالغا. فعسى الله أن يرزق المسلمين أمثال هؤلاء الأبطال.
.
.

.
.

[1] التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر (٧/ ٢٢٩).
[2] كذا في الأصل ولعله: دلهي " اضيف ودهلي اسمها الأصلي قبل تحريف البريطانيين ".
[3] أخرجه: أحمد (٤/ ٣٥٧) ومسلم (٤/ ٢٠٥٩ - ٢٠٦٠/ ٢٦٧٤) والترمذي (٥/ ٤٢ - ٤٣/ ٢٦٧٥) والنسائي (٥/ ٧٩ - ٨٠/ ٢٥٥٣) وابن ماجه (١/ ٧٤/٢٠٣) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
[4] تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند (ص.٣٣ - ٣٥).
[5] تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند (ص.٣٣).
[6] تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند (ص.٣٥ - ٣٦).
.
.
المصدر :
[موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية]ـ
(أكثر من ٩٠٠٠ موقف لأكثر من ١٠٠٠ عالم على مدى ١٥ قرنا)
المؤلف: أبو سهل محمد بن عبد الرحمن المغراوي .

الاثنين، 28 نوفمبر 2016



مساء الخير #أصدقاء_شاهزاده همايون يحيكم، اتم معكم يا أصدقائي يا نبلاء ونبيلات  سلسلة #صفحات_من_فتوحات_الدولة_الأموية دولة #دوبة_بنو_أمية_النجباء "الجزء الثاني".
.
.
" #فتح_عمورية "
.
.
معركة عمورية هي معركة حدثت في صيف عام 89 هـ/708 م بين الدولة الأموية بقيادة مسلمة بن عبد الملك وعبد الله البطال بن عمرو وبين الإمبراطورية الرومية البيزنطية بقيادة شمعون حاكم عمورية والبطريرك ورسيب بقرب مدينة عمورية وانتهت بانتصار الجيش الإسلامي الأموي وفتح عمورية.
.
.
عندما عَلِم شمعون حاكم عمورية بزحف مسلمة بن عبد الملك إلى عمورية بجيش كان من قاداته محمد بن مروان بن الحكم وعبد الله البطال بن عمرو قام بتجميع أهالي القرى والحصون الصغيرة المجاورة لعمورية وأدخلهم إليها وجمع جيشاً مكوناً من أربعين ألف جندي وأرسله للقاء الجيش الأموي قبل أن يصل لمحاصرة عمورية واستعمل عليه البطريرك ورسيب كقائد، فأرسل مسلمة عبد الله البطال بن عمرو على رأس عشرة آلاف جندي مسلم لمواجهة ورسيب فتواجه الجيشان فتمكن المسلمين من الروم وأكثروا من قتل جنود ورسيب حتى قُتِل ورسيب وهُزِم الجيش. بعد ذلك جهز شمعون جيش قوامه ثمانون ألف جندي وتقدم مسلمة بجيشه لمواجهته فتقاتل الجيشان وكاد أن يُهزم الجيش المسلم وجُرِح أربعة من قاداته من ضمنهم محمد بن مروان وعبد الرحمن بن صعصعة بن صوحان العبدي حتى نزل مسلمة بن عبد الملك من على فرسه فاتبعه الجنود ونزلوا فاختلطوا بالجيش البيزنطي واشتد القتال حتى قُتِل شمعون على يد أحد الجنود المسلمين فهرب جنود الروم بعد ذلك وهُزِموا.
.
.
بعدما هُزِم الجيش أسرع الجيش الأموي لباب عمورية ففتحوه رغماً عنهم وقتلوا الجنود الذين قاتلوهم واستولوا على غنائمها.
.
.
إذ بعد آخر حصار للقسطنطينية في عهد معاوية بن أبي سفيان توقفت الحملات العسكرية المسلمة على الروم بسبب الاختلافات التي حدثت بين المسلمين في عهد يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان لمدة 14 سنة تقريباً حتى استطاع عبد الملك بن مروان السيطرة على جميع الديار الإسلامية فعادت عام 692 م-73 هـ بمعركة سبياستوبولس التي كانت بقيادة أخيه محمد بن مروان فعاد العرب لما كانوا عليه في عهد معاوية بن أبي سفيان يغزون غزوات الصوائف الشواتي كل صيف وشتاء من كل عام على الإمبراطورية البيزنطية،[1] واشتدت هذه الغزوات في نهاية العقد الثامن والعقد التاسع من القرن الهجري الأول بفضل مسلمة بن عبد الملك الذي كان أمير الغزو في الجبهة الروميّة فكان يغزو الروم كل عام من سنة 86 هـ بعهد أبيه عبد الملك حتى تمكن من حصار القسطنطينية عام 98 هـ بعهد أخيه سليمان بن عبد الملك، وكان يساعده بغزواته ويغزوا معه عمه محمد بن مروان، وأبناء إخوته العباس بن الوليد بن عبد الملك، وعبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، وعمر بن الوليد بن عبد الملك، ومروان بن الوليد بن عبد الملك، وأبناء عمه مثل مروان بن محمد ومحمد بن عبد العزيز بن مروان الذي قُتِل في إحدى غزواته مع مسلمة.[2][3]
وكان أولى أكبر فتوحات مسلمة فتح طوانة في ربيع 89 هـ/708 م، بعد فتحها انقسم الجيشان بين العباس بن الوليد بن عبد الملك وبين مسلمة فغزا العباس منطقة قيليقية وبعدها توجه لغرب المنطقة فغزا مدينة درولية، وفتح مسلمة اثنين من الحصون قرب طوانة، وبعدها سار للغرب ففتح مدينة نيقوميديا ومدينة هرقلة، وغزت قواته أسكدار الواقعة في القسطنطينية، وقد حدث ذلك بين عامي 89 هـ-90 هـ (ما بين 709 م و710 م).[4][5]
.
.
"المعركة و فتح عمورية"
.
.
اتفق المؤرخون العرب على أن المعركة حدثت في عام 89 هـ/708 م مثل ابن عساكر [6] وابن كثير [7] وخليفة بن خياط [8] وابن الأثير [9] والذهبي [10] وأبو جعفر الطبري،[5] بينما اختلف عنهم أحمد بن أعثم الكوفي الذي زعم أنَّ فتح طوانة وعمورية كانا في عهد عبد الملك بن مروان الذي توفي في عام 86 هـ-705 م.[11]

بعد فتح طوانة وانقسام الجيش وغزوهم لقيليقية ودرولية وأسكدار، وفتحهم لنيقوميديا ومدينة هرقلة، في فصل الصيف من ذات العام غزا مسلمة بن عبد الملك غزوة الصائفة كالعادة فاتجه لمدينة عمورية التي كانت من أهم المدن البيزنطية وأكثرها قوة، فسار في جيش كان من قاداته عمه محمد بن مروان بن الحكم، وعبد الله البطال بن عمرو، وابن عمه محمد بن عبد العزيز بن مروان (أخ الخليفة عمر بن عبد العزيز)، وعبد الرحمن بن صعصعة بن صوحان العبدي، وعبد الله بن الصحابي جرير بن عبد الله البجلي. وقد أخذ مسلمة بن عبد الملك زوجاته وبناته معه إلى ساحة الحرب وأخذ مَن كان معه نساءه أيضاً وكانت من عادة بني أمية أن يحضرون نساءهم إذا قرروا الغزو، ويفعلون ذلك ابتغاء الجد خلال القتال بسبب غيرتهم على محارمهم من النساء، وخلال السير إلى عمورية مر الجيش بمكان يُقال له عقبة بغراس وهو جبل طويل يعبرون طريق صعب من خلاله، وأثناء سيرهم فيه سقط محمل امرأة إلى أسفل الجبل فأمر مسلمة أن ينزلن باقي النساء من محاملهن وأن يكملن الطريق مشياً، فمشين فسُميت تلك العقبة عقبة النساء.[12]

عندما بلغ شمعون حاكم عمورية خبر سير العرب إلى عمورية لغزوها، قام بجمع كل أهالي القرى والحصون والقلاع الصغيرة المجاورة لعمورية وأدخلهم للمدينة وأغلق أسوارها على أهلها. ثم دعا بطريرك من بطارقته يُدعى ورسيب فجمع له شمعون أربعين ألف جندي من جنوده، وأعطاه أربعة رايات على شكل صليب وجعل تحت كل راية عشرة آلاف جندي، وأمره أن يذهب بهم ليُلاقي الجيش الأموي.[13]

سار ورسيب بالجيش ولحقه شمعون بجيش قوامه ثمانون ألف جندي، فوصلت الأخبار لمسلمة بن عبد الملك بحشد الجيوش لمُلاقاته فبدأ يُهيئ جنوده للحرب ويجهزهم فرتبهم في مواضعهم وعبأهم ثم دعا عبد الله البطال فاستعمله على رأس جيش قوامه عشرة آلاف جندي وأمره أن يسبقه للقاء ورسيب وأن يتقدمه ففعل البطال وسار للقاء ورسيب ومن خلفه جيش مسلمة بن عبد الملك، حتى كاد يصل البطال لعمورية فاستقبله ورسيب على رأس أربعين ألف من الجنود فتقارب الجيشان من بعضهم فتقاتلوا فتمكن المسلمين من قتل جنود ورسيب وأكثروا من ذلك.[13][14]

ومن جهة أُخرى هاجم ورسيب عبد الله البطال وهو لا يعرف من هو بينما كان البطال يعرف أنّه قائد الروم فتحرك إليه فضربه ضربة على مقدمة خوذته فقَدَّت وقطعت الضربة خوذته وأعلى رأسه فخر ورسيب قتيلاً،[14] ثم جال عبد الله البطال في ميدان الحرب وهو يقول:

قد يُقتل المرء بلا ذنوب وربما كان أخا تكذيب
لا سيما مثل الشقي ورسيب جدلته بصارم قضيب
مهند ذي صنعة وشوب ليس بمفلول ولا خشيب [14]

عند ذلك هُزِم الجيش الرومي، فوصلت الأخبار لشمعون وجيشه سريعاً فلمّا أُخبِر بأن ورسيب قد قُتِل زحف سريعاً بمن معه من الفرسان والمشاة البالغ عددهم جميعاً ثمانون ألف لكي يواجه المسلمين، وأرسل عبد الله البطال لمسلمة يخبره بالنصر وقدوم شمعون فأتى مسلمة مع جماعة من المسلمين، فتقابل جيشه وجيش شمعون فتداعى الفرسان على بعضهم وتقاتلوا فكادت الروم أن تقتل المسلمين وتهزمهم، وقد علق المؤرخ أحمد بن أعثم على ذلك قائلاً: «استبشر المسلمون بما وعدهم الرحمن، من الخلود في الجنان.» [14]

أثناء ذلك تقدم القائد عبد الرحمن بن صعصعة بن صوحان العبدي أمام المسلمين، وهو يقول من الشعر:

أَنَا ابن عَبْدِ الْقَيْسِ جَدّيْ صَعْصَعَةْ ذُوْ الْبأَسْ وَالاِقَدامِ عِنْدَ الْمَعْمَعَةْ
إِذَا اِلتقى الأبطال وَسطَ الْمَعْمَعَةْ والرُّوم قد سارت إلينَا مُجمِعةْ
ومَن يخاف اللهُ فاللهُ معه [14]

ثم تقدم وهجم على جنود الروم فقاتل لمدة ثم عاد مجروحاً، فتقدم القائد عبد الله بن الصحابي جرير بن عبد الله البجلي، وهو يقول:

أَنَا ابن ذِيْ الْفَضلِ فَتَى بُجَيْلة
جَرِيْرٌ شَيْخِيْ ولَهُ فَضيلَةْ
فَضيلَةْ عظيمة جليلة
من النبي صاحب الوسيلة [14]

ثم هاجم الروم بشراسة فقاتل حتى رجع مجروحاً، ثم تقدم محمد بن مروان بن الحكم أخ عبد الملك وعم مسلمة، وهو يقول:

أَنَا ابن مَرْوَانَ إِذَا الْهيجُ اضْطرَمْ
أَكِرُّ فِيْ الْحَربِ كَليْثٍ مُقْتَحِم
بِصارم عضب حسام ذي صرم
كَذاك شَيْخِيْ كان قدماً والحَكَم [14]

ثم تقدم فقاتل الروم فتحرك إليه قائد الروم شمعون بنفسه فطعنه طعنة قوية بسيفه فجُرِح محمد فعاد لصف الجيش المسلم بسبب جرحه،[14] فتقدم ابن أخيه محمد بن عبد العزيز بن مروان، وهو يقول:

أَنَا ابن ذي الفضل الكريم الماجد
عبد العزيز القرم ذي المحامد
وفي يميني مرهف الحدائد
يخترم الرؤوس مع القماحد [11]

ثم هجم عليهم فقاتل لمدة طويلة حتى رجع للجيش المسلم مجروحاً،[11] بعدما رأى مسلمة بن عبد الملك ما يحل بالمسلمين من الهزيمة ثارت ثائرته فنزل عن فرسه التي كان يمتطيها فلمّا رأى المسلمين ما فعل نزلوا معه من على دوابهم فتقدم مسلمة وهجم على الجيش الرومي ماشياً فلحقه جنوده فاختلط الجيشان وحمى الوطيس واقتتلوا قتالاً شديداً،[11] واشتدت المعركة فصبر المسلمين بعضهم بعضاً حتى صاح صائح من جنود الجيش الأموي قائلاً: «أيها الأمير! البُشرى فقد قتل الله شمعون»، فلمّا سمعه مسلمة بن عبد الملك كبر وكبر المسلمون معه فإذا عبد الله البطال قد أقبل إلى مسلمة ومعه رأس شمعون المقطوع فألقاه بين يدي مسلمة، عند ذلك وثب مسلمة وعاد إلى فرسه وامتطاها فركب المسلمين خيولهم ثم هجم على الروم الذين انهزموا وفروا من ساحة المعركة، وقال أحمد بن أعثم عن هذا: «وانهزمت الروم وولوا الأدبار، وأذعنوا بالذل والصغار...»، ثم سارع الجيش المسلم إلى باب عمورية فدخلوها عنوة فقتلوا الجنود المقاتلين فيها وغنموا أمتعتها وأموالها.[11]

وكانت غنائم عمورية تزيد على مائتي ألف مثقال من الذهب والفضة، إضافة إلى الأمتعة والبغال والحمير، فكتب مسلمة بن عبد الملك رسالة إلى الخليفة يخبره بالنصر وأخرج الخمس من الغنائم وأرسلها إليه وقام بتوزيع باقي الغنائم على الجيش.[11] وقال أحد الجنود قصيدة عن الفتح يقول في مطلعها:

أبلغ يديك وخير القول أصدقه أما أبيت عميد الروم أليونا...[11]
.
.
"ما بعد المعركة"
حسب ابن أعثم الكوفي فإن مسلمة سار بعد ذلك بذات الجيش ففتح ثلاث مدن بيزنطية يُقال لهن "قفورية" [11] و"السماوة الكبرى" [15] و"المسيحية"،[16] بينما حسب ابن كثير وابن الأثير والطبري فإن مسلمة فتح بذات السنة أيضاً مدينتا هرقلة وقمودية وحصن سورية من أرض الروم، وغزا العباس بن الوليد بن عبد الملك الصائفة من ناحية البذندون.[5][7][9]

وفي عام 90 هـ غزا مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد بلاد الروم ففتحا حصوناً، وقتلا خلقاً من الروم وغنما وأسرا أناساً كثر منهم،[17] وبذات العام غزا مسلمة سورية من أرض الروم ففتح الحصون الخمسة التي فيه.[18] وفي عام 91 هـ غزا مسلمة الصائفة إلى أرض الروم كالعادة ومعه ابن أخيه عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك.[19] وفي ذات العام قام الخليفة الوليد بعزل عمه محمد بن مروان عن ولاية أرمينية وأذربيجان (يشمل عدة بلدان منها أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وأجزاء من ألبانيا) وجعل واليها أخيه مسلمة فتوجه مسلمة إلى جنوب القوقاز فغزا إمبراطورية الخزر ففتح مدن وحصون كثيرة في أراضي الخزر حتى وصل إلى مدينة دربند الواقعة في روسيا وغزاها ثم عاد،[19] بسبب توجهه لقتال الخزر انشغل قليلاً عن الإمبراطورية البيزنطية ولكنه عاد بالعام التالي سنة 92 هـ فغزا الروم مع ابن أخيه عمر بن الوليد بن عبد الملك ففتح ثلاثة حصون هن "ملامسة" و"برجمة" و"الحديد".[20][21]

وبعد ذلك تتالت صوائف وشواتي مسلمة بن عبد الملك على أرض الروم حتى توجها بحصاره للقسطنطينية عام 98 هـ بعهد أخيه سليمان بن عبد الملك. .. انتهى ..
.
.
المراجع :
[1]Haldon (1997), pp. 69–72; Howard-Johnston (2010), pp. 499–500; Lilie (1976), pp. 99–112; Stratos (1980), pp. 19–34
[2] Haldon (1997), pp. 72, 76, 80–83; Howard-Johnston (2010), pp. 507–510; Lilie (1976), pp. 110, 112–122
[3] التاريخ الإسلامي - ج 4: العهد الأموي لمحمود شاكر
[4] Lilie (1976), p. 118; Mango & Scott (1997), p. 526; Stratos (1980), pp. 147–148
[5] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ثم دخلت سنة تسع وثمانين - تاريخ الطبري
[6] سنة تسع وثمانين، غزا مسلمة بْن عبد الملك عمورية، فلقي جمعا للمشركين فهزمهم اللَّه - تاريخ دمشق لابن عساكر
[7] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ثم دخلت سنة تسع وثمانين - البداية والنهاية لابن كثير
[8] وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك عمورية - تاريخ خليفة بن خياط
[9] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ثم دخلت سنة تسع وثمانين - الكامل في التاريخ لابن الأثير
[10] سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ - تاريخ الإسلام للذهبي
[11] ووجه به إلى أبيه عبد الملك بن مروان، وكتب إليه يخبره بفتح عمورية - كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم>
[12] وحدثني بعض أهل انطاكية، وبغراس، أن مسلمة بْن عَبْد الملك لما غزا عمورية حمل معه نساءه - البلدان وفتوحها وأحكامها للبلاذري
[13] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 121
[14] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 121
[15] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 121
[16] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح خ د كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 122
[17] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح خ د كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 122
[18] كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 124
[19] كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 125
[20] ثم دخلت سنة تسعين من الهجرة - البداية والنهاية
[21] وفيهَا غزا مسلمة بْن عَبْد الْملك سورية فَفتح الْحُصُون الْخَمْسَة الَّتِي بهَا - تاريخ خليفة بن خياط
[22] تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ثم دخلت سنة إحدى وتسعين - البداية والنهاية
[23] وَفِي سنة اثنتين وتسعين غزا مسلمة من قبل الجزيرة، ففتح ملامسة، وبرجمة، والحديد - تاريخ دمشق
^ ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين - تاريخ الطبري .
.
.
مع التحية، شاهزاده همايون 😊❤

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

خريطة المنطقة الحدودية بين الدولة الأموية والإمبراطورية البيزنطية
سلسلة #صفحات_من_فتوحات_الدولة_الأموية دولة #دوبة_بنو_أمية_النجباء "الجزء الأول ".
.
.
" #فتح_طوانة "
.
.
فتح طُّوَانَة هو حصار فَرَضه الجيش الأموي بقيادة الأمير مسلمة بن عبد الملك بن مروان وابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك على مدينة طوانة [بالإنجليزية] الروميَّة بصيف عام 88 هـ-707 م حسب المصادر العربية، وفي عام 708 م حسب المؤرخ البيزنطي تيوفان المعرف. وفي الواقع اختلفت المصادر العربية والبيزنطية والسريانية حول تاريخ الحصار والفتح والاختلاف هو أنها وقعت في عامي 707 م-708 م وبين عامي 708 م-709 م. صَمَدت مدينة طوانة في بداية الحصار فطالت فترة الحصار إلى عام 89 هـ-708 م فأمضى المسلمون شتاء 89 هـ في طوانة فواجهتهم مصاعب جمة وشدة كبيرة بسبب قلة الطعام والبرد والقتال. وبعد هذا الشتاء في فصل الربيع أرسل امبراطور الروم آنذاك جستنيان الثاني إلى أهل طوانة جيش لإغاثتهم ونصرتهم، ولكنَّ الجيش الأموي انتصر عليهم، بعد ذلك اضطر أهل المدينة للاستسلام وبدأوا التفاوض مع المسلمين فوعدهم الجيش الأموي بالأمان، ووفقاً لتيوفان المعرف فإن المسلمين خانوا العهد وسبوا كثير من السكان إلى ديار الخلافة وتُرِكت المدينة مهجورة، والمتفق عليه أنّ طوانة دُمِرت إلى حد كبير وغنم المسلمين كثير من الغنائم.
.
.
الخليفة :
في عام 692 م-73 هـ قاما امبراطور الروم جستنيان الثاني والخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بكسر الهدنة التي كانت قائمة بين الروم البيزنطيون والمسلمين منذ عام 679 م-60 هـ الذي توفي فيه الخليفة معاوية بن أبي سفيان حيثُ بدأت الفتن بين المسلمين المرة الأولى مع الحسين بن علي ويزيد بن معاوية والمرة الثانية مع عبد الله بن الزبيرومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، وخلال انشغال المسلمين فيما بينهم كان الشام مهدد من قِبل الروم فخاف عبد الملك على الشام والمسلمين فتصالح في عام 70 هـ مع جستنيان الثاني على مبلغ معين يرسله إليه كل فترة مقابل ألا يغزو الروم ديار المسلمين خلال تلك الفترة وقد اقتدى عبد الملك بفعلته هذه بالصحابي معاوية بن أبي سفيان الذي خلال معركة صفين تعاهد مع امبراطورهم على مال يعطيه إياه مقابل ألا يغزو الشام خلال حربه مع علي بن أبي طالب ثم عاد لفتح أراضي الروم عندما بايعه الحسن بن علي بن أبي طالب. كان هناك سلام بين الطرفين، حتى استتب الأمر لعبد الملك بن مروان بعد مقتل ابن الزبير في 73 هـ فبايعه جميع المسلمين واجتمعت الأمة على خلافته، ففام بإلغاء السلام مع البيزنطيين، ووجه أخاه محمد بن مروان لقتالهم في آسيا الصغرى فهُزِم الجيش البيزنطي في معركة سبياستوبولس بعام 73 هـ.[1] [2] ومن نتائج هذه المعركة أن العرب استعادوا بسرعة سيطرتهم على أرمينيا، وعادت غزواتهم المتكررة في منطقة آسيا الصغرى التي أدت إلى حصار القسطنطينية عام 98 هـ.[3] إضافةً إلى ذلك، تمَّ خلع جستنيان الثاني بانتفاضة عام 695 م-76 هـ وتمَّ نفيه بعيداً فبدأت فترة من عدم الاستقرار والنزاع والفوضى الداخلية في الامبراطورية البيزنطية استمرت لأكثر من عشرين سنة لم تنتهي إلا عندما تسلم ليو الثالث الإيساوري الحكم في عام 717 م وكادت أن تتدمر الدولة البيزنطية.[4]
.
.
الحٍصار :

تاريخ الحصار غير واضح وغير متفق عليه فطبقاً لإحدى روايات البلاذري في كتابه فتوح البلدان أنه حدث في عهد عبد الملك بن مروان (الذي توفي في عام 86 هـ-705 م) وزعم ذلك أيضاً المؤرخ أحمد بن أعثم في كتابه الفتوح،[5][6] بينما اتفق بقية المؤرخين العرب مثل أبو جعفر الطبري [7] وخليفة بن خياط [8] وابن عساكر [9] وابن كثير [10]وابن الأثير [11] والذهبي [12] على أنه كان عام 88 هـ-89 هـ/707 م-708 م، وأرخه تيوفان المعرف على أنّه كان سنة 6201 من التقويم البيزنطي (أي 708 م-709 م، وحتى قد يكون في 709 م-710 م)، ونتيجة لذلك أرخ المؤرخين للحصار بِعدة تواريخ مِنها 706 م-707 م و707 م-708 م و708 م-709 م و709 م-710 م.[13][14]
في بدايات عهد الوليد بن عبد الملك كان الخزر يخططون لغزو جنوب القوقاز الذي كان تحت حكم الخلافة الأموية (يشمل اليوم أرمينيا وجورجيا وأجزاء من ألبانيا) وقرر ملوك جبال جنوب القوقاز مساعدة الخزر في حربهم هذه، فأمر الوليد والي منطقة جنوب القوقاز أن يرسل رسالة إلى امبراطور الروم يخبره بأنَّ الخزر عزمت على غزو المسلمين والروم فجهز جيش لإرساله إلى هناك، ولكن أثناء سير الجيش للقوقاز أمرهم الوليد بالذهاب لغزو طوانة في طريقهم وأرسل إلى الجيش جنوداً وأسلحة وجهزهم وقواهم، واستعمل عليه أخيه مسلمة بن عبد الملك، وساعده ابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك بتجهيز الجيش ثم ساروا إلى طُّوَانَة وهي مدينة عريقة تقع اليوم في محافظة نيدابمنطقة وسط الأناضول في تركيا.[15]
وهذه الحملة تعد أول أكبر حملات مسلمة بن عبد الملك كقائد عسكري فغزا مع ابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك الطوانة،[16] وفرض الجيش الأموي الحصار عليها، وحاولوا بأقصى ما يمكنهم تدمير جزء من أسوار المدينة، حسب المصادر الغربية أنهم تمكنوا من فتح جزء من أحد الجدران وإحداث نقب فيه ولكنهم لم يستطيعوا دخول المدينة من خلاله، ونجح جنود طوانة في صدهم وحماية المدينة. طال الحصار حتى جاء الشتاء فبدأت تنقص مؤونة الجيش المسلم من الطعام والشراب شيئاً فشيئاً حتى بدأ يفكر الجيش وقاداته بالانسحاب من طوانة،[17] وأصابتهم مجاعة فاضطروا لأكل خيولهم، وتهتكت الأبنية التي بناها المسلمين لأنفسهم بسبب الجليد والثلج فاضطروا بأن يحفروا لأنفسهم أسراب أشبه بالجحور في الطريق لكي ينامون فيها ليلاً،[15] فأرسل مسلمة بن عبد الملك رسالة على شكل قصيدة إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك يشكو فيها الحال ويطلب المساعدة، يقول فيها:
أرِقتُ وصحراءُ الطُّوانَةِ بَيْنَنالبرقٍ تَلالا نحو عُمْرَةَ يَلْمَحُ
أُزَاوِلُ أمرا يَكُنْ ليُطِيقَهُمِنَ الْقوْمِ إِلا اللَّوْذَعِيُّ الصَّمَحْمحُ [18]
وقد كَتَم مسلمة على الوليد أمر أكلهم للخيول ولم يخبره، وأرسل الرسالة مع رجل من قبيلة بني فزارة الغطفانية فقام هذا الرجل بإخبار الوليد بأكل الخيول.[19]
فكتب الشاعر والفارس القعقاع بن خليد أو خالد العبسي الذي كان قائداً من قادة جيش مسلمة رسالةً للخليفة الوليد على شكل قصيدة يخبره بحالهم السيء، وتطرق فيها للفزاري الذي فشا السر للوليد، يقول فيها:
فأبْلغ أميرَ الْمُؤْمِنِين رِسالةبأنَّنا سِوَى ما يَقُولُ اللَّوْذَعِيُّ الصَّمَحْمحُ
أكلْنا لحومَ الخيل رَطْبًا ويابسًاوأكبادُنا من أكْلنا الخيلَ تَقْرَحُ
ونحْسُبها نحو الطوانة ظُلّعاوليس لها حَوْلَ الطوانة مسرح
فليت الفَزَارِيّ الَّذِي غشَّ نفسَهُوَخَانَ أميرَ الْمُؤْمِنِين يُسَرَّحُ [19]
في الربيع، أرسل أهل طوانة رسالة يطلبون فيها النجدة إلى الامبراطور جستنيان الثاني الذي كان قد عاد من منفاه وحاصر القسطنطينية بجيش من البلغار والسلاف وأخذ العرش مجدداً عام 705 م، وعندما قرروا إرسال رسالتهم لجستنيان قاموا ليلاً بإخراج الكثير من كلابهم خارج المدينة لكي يخدعوا المسلمين وقاموا بإلباس رجلين من رجالهم جلود كلاب ميتة لكي يمران أمام الجيش بدون أن يشكون بهما، فسقطت رسالة أحد الرجلين فأمر مَسلمة بإحضاره فأمر الترجمان بقراءته فإذا فيه يطلب أهل طوانة العون والغوث من الامبراطور وأن المسلمين ينتظرون المدد من الخليفة الوليد وإن كان جستنيان يريد مساعدتهم فعليه فعل ذلك الآن قبل أن تأتي المساعدة من أرض العرب، بعد تلك الرسالة قام جستنيان الثاني بإرسال جيش على رأسه القائدان ثيوفيلاكت سَليبَس وثيودور كارتِروكَس إلى طوانة لإنقاذها.[15][20] وفقاً لرواية ابن عساكر فإنَّ عدد الجنود الذين أرسلهم كانوا مئة ألف معهم الأسلحة والعدة وورائهم البغال والحيوانات تحمل الأطعمة والمؤونة لأهل طوانة.[15] المصادر البيزنطية تذكر أنَّ الجنود كانوا فلاحون مسلحين ولكنهم يفتقرون للخبرة العسكرية، ويرجع سبب ذلك إلى أن الجيش البيزنطي خاض في ذات العام معركة شديدة خسر فيها جيش جستنيان ضد البلغار، وأغلب جنوده وقاداته أما قُتِلوا أو تم أسرهم.[20][21]
عندما عَلِم مسلمة بالأمر أحضر كل فارس بقي معه حصانه فجمعهم وولى عليهم العباس بن الوليد بن عبد الملك، وأمرهم بالذهاب لمواجهة جيش جستنيان إذا قدموا بينما بقي مسلمة بن عبد الملك على عدد من الجنود يقاتل وحده جيش طوانة أمام أسوار المدينة.[15]
لمّا وصل الجيش تقدم قائدهم إلى معسكر المسلمين لكي يضربه ويعسكر حوله فهجم العباس بالفرسان على مقدمة الجيش، فقال له عمه مسلمة: «لا تفعل حتى يتاموا، فإذا انهزموا لم يكن لهم باقية ولا فئة تلجأ منهزمتهم إلينا..»، فقال العباس: «تتركهم حتى تصير منهم ومن أهل الطوانة كالجالس بين لحيي الأسد ثم بين عسكرين!!!»، ثم قام العباس وهاجمهم بمن معه من الجنود والفرسان، فدعا له مسلمة: «اللهم إنّهُ عَصاني وأطاعك فانصره.[15]»
فواجههم العباس فاقتتلوا قتالاً شديداً فهُزِم الروم، وتذكر المصادر الغربية أن الهزيمة حدثت في المعركة الثانية بينهم، ووفقاً لتيوفان المعرف فقد حدث شجار بين اثنين من قادة الجيش البيزنطي، وكان قتالهم غير منظم ومنضبط فقُتِل الآلاف من الجنود البيزنطيين، وأُسِر أيضاً الآلاف من الجنود على يد الجيش الأموي، بعد ذلك يئس أهل طوانة من تلقي أي مساعدة فبدأوا التفاوض على الاستسلام، فوعدهم المسلمين بالأمان، وقد استمر حصار المدينة لمدة 9 شهور متواصلة رابط خلالها الجيش المسلم خارج طوانة ولم يبرح مكانه لحظة. وادعى تيوفان المعرف إن الجيش خان العهد وسبى السكان إلى ديار الخلافة وأنهم نهبوا المدينة وخربوها.[22][23]
وتروي المصادر العربية المعركة مع الجيش الذي أرسله الامبراطور بشكل مفصل أكثر إذ تقول الرواية أنّه بعد أن استأذن العباس من مسلمة بأن يقاتل الجيش بمن معه من جنوده من أهل حمص قاتلهم فهُزِموا فهرب كثير منهم، فلحقهم العباس حتى قابل حاكمهم وهو جالس على بناء مستدير من الريحان يجره العجل ومعه البطارقة وأبناء ملوكهم، فشد عليهم العباس فتقاتل الفريقين قتال شديد، وقُتِل من المسلمين جماعة كبيرة منهم؛ التابعي والمحدث أبو الأبيض العنسي الشامي، وبقي المسلمين مع مسلمة ينتظرون الأخبار من العباس فنظروا باتجاه الطريق ينتظرون شيئاً فصاح مَسلمة بن عبد الملك بهم لكي يتجهوا بأنظارهم للسماء، وقال: «ههنا ارفعوا إلى الله فمنه يأتي النصر والمدد..»، في ذات الوقت عندما كان جيش المسلمين يُهزم على يد الروم مع العباس، وبقي منه فريق ثابت كان منهم التابعي والعالِم ابن محيريز الجمحي والعباس بن الوليد بن عبد الملك، فصاح العباس: «أين أهل القرآن الذين كانوا يريدون الجنة ويلتمسون الشهادة؟!»، فقال ابن محيريز الجمحي: «نادهم يأتوك»، فنادى العباس: «يا أهل القرآن، يا أهل القرآن» [7][10][11] ثم أقبل جميع الجنود يُقاتلون فهُزِم الروم فقتل المسلمين منهم أكثر من ثلاثين ألف جندي بيزنطي، فهربوا فلحقهم العباس فأدرك جماعة منهم هربت ولجأت إلى كنيسة كبيرة فأغلق الجنود الروم أبوابها عليهم، فأتى مسلمة للعباس واجتمع الجيش المسلم فناموا الليلة عند باب الكنيسة، وفي داخل الكنيسة رأى الجيش الرومي ما حل به من هزيمة نكراء ولا يعرفون ما الذي فعله مسلمة والعباس بعد أن أغلقوا أبواب الكنيسة فلمّا حل الصباح فتح مسلمة الكنيسة رغماً عنهم.[24]
أسر العباس أبناء الملوك والبطارقة فأحضرهم لمسلمة فأوقفوهم أمام باب الطوانة لكي يرى أهلها أن من أتى لنصرتهم أصبحوا أسرى في أيدي المسلمين، وذلك من الحرب النفسية عليهم وكان سبب الفتح حسب رواية ابن عساكر، فلمّا رأى أهل الطوانة ما حدث من نصر المسلمين أرسل بطريركها رسالة لمسلمة يقول فيها: «قد رأينا فتح اللَّه لكم ونحن نخيركم بين أن تخلوا سبيلي وسبيل ثلاثمائة بطريق بأهالينا، وأولادنا، ونفتح لكم المدينة بمن فيها وبين أن نسايركم فإنَّ عندنا من الطعام والإدام مَا يكفينا سنة، وإلى سنة، قد كانت لنا حال..» يقصد أن يعطي الأمان ويترك 300 من أشرافهم مع عوائلهم فيفتحون لهم المدينة أو يُسايرون المسلمين في الحصار فإن سايروا المسلمين فلا مشكلة على أهل طوانة لأن لديهم طعاماً يكفي لسنة كاملة وحينها سيكون الجيش المسلم قد هلك.[24]
فوافقه مسلمة بن عبد الملك وصالحه وأعطاه الأمان هو والبطارقة الـ 300 وخلا سبيلهم وفتحوا له المدينة، فوجد فيها ستين ألف شخص بين طفل وبالغ،[24] ولا تذكر المصادر الإسلامية ما حدث بعدها بأهل المدينة كما لا تذكر أن وعد الأمان كان لجميع أهل المدينة بل فقط لـ 300 شخص، بينما زعم تيوفان المعرف سبي أهل المدينة وتخريبها.
وهُناك رواية مختلفة للفتح رواها أحمد بن أعثم الكوفي الذي ذكر أنه حدثت معركة بين الفريقين فتقدم أحد الجنود من أهل المدينة المنورة اسمه يعقوب بن عبد الله الأنصاري باتجاه باب طوانة ولحق به ثلاثة من إخوانه كانوا مع الجيش فبدأوا يقاتلون أشد القتال، فصاح مَسلمة بالمسلمين يحرضهم على الروم فانهزم الروم وتراجعوا، وجعل المسلمين قوم يُقاتلون وقوم يحفرون ويهدمون جزءً من السور فاستطاعوا إحداث نقب بالجدار فبادر يعقوب بن عبد الله الأنصاري ودخل طوانة من ذلك النقب وجعل يقاتلهم وحده فقُطِعت إحدى قدميه، وبقي قائماً على تلك الحالة يقاتلهم على قدم واحدة وهو يقول:[25]
أضربُ بالسيف على فرد قدموالحر لا يجزع من وقع الألم
والموت بعد الألف أشفى للقرممع الذي أرجوه من باري النسم
أرجو جناناً حققت كل النعممع فتية كانوا لعمري كالبهم
في مجمع الحرب إذا الحرب اضطرمخوفا من الله العزيز ذي النقم‏ [6]
فبقي يقاتل حتى دخل إليه إخوانه الثلاثة الذين قاتلوا معه ثم كبروا ونادوا الجيش فدخل من النقب وفتحوا باب طوانة فهزموا المقاتلين وفتحوا المدينة ونزف يعقوب بن عبد الله حتى مات وقُتِل إخوانه، وغنم المسلمين الكثير من الغنائم منها خيل وبغال وحمير وذهب وفضة وأثاث فاخر، فجمع مسلمة بن عبد الملك هذه الغنائم، فأخرج منها الخمس وقسم الباقي على المسلمين، ثم وجه بالخمس إلى الخليفة.[6]

ومِن شدة المعاناة التي قاساها المسلمين في الحصار أنّه أحد الجنود من قبيلة قضاعة وصل إليه خبر ولادة أحد أطفاله في يوم الفتح فأخبر الجندي مسلمة بن عبد الملك بالأمر، فسأله: «ما سميته ؟»، فرد الجندي: «سميته الفرج؛ لما فرج الله عنا في هذا اليوم بالفتح»، فقال مسلمة: «أحسنت وأصبت»، وهذا الطفل هو أبو فضالة فرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم التنوخي القضاعي الذي لمّا كبر تولى بيت المال في عهد الخليفة محمد المهدي العباسي واشتهر برواية الحديث النبوي.[26]
.
.
ما بعد الحٍصار :
نقل أبو جعفر الطبري عن الواقدي أنه بعد فتح طوانة لم يرجع مسلمة لأرض العرب رغم مرور 9 أشهر على مرابطته، وانقسم الجيش بين مسلمة والعباس بن الوليد الذان تفرقا بجيشهم داخل بلاد البيزنطيين وشن المسلمين حملتين على بلاد الروم، وذلك في عام 89 هـ-90 هـ (ما بين 709 م و710 م)، وهاتان الحملتان أنجمت عن غزو العباس بن الوليد بن عبد الملك لمنطقة قيليقية وبعدها توجه لغرب المنطقة فغزا مدينة درولية التي تقع اليوم بقرب أسكي شهر بتركيا، بينما فتح مسلمة اثنين من الحصون قرب طوانة، وبعدها سار للغرب ففتح مدينة نيقوميديا ومدينة هرقلة، وغزت قواته أسكدار الواقعة في القسطنطينية، وبعد شهور قليلة من فتح طوانة حاصر مسلمة عمورية بذات الجيش وكان معه خلال حصارها عمه محمد بن مروان وعبد الله البطال واستطاع فتحها.[6][27][28] [29][30]
واستمرت غزوات العرب المتتالية على أرض الروم بالسنوات المقبلة بشكل سنوي إذ كان خلفاء بني أمية يطلقون جيوشهم كل صيف وكل شتاء من كل سنة لكي يغزون حصون الروم ومدنهم، وكانت تسمى غزوات الصيف "الصوائف" وغزوات الشتاء بـ "الشواتي"، وكانت هذه الغزوات على الروم بالعادة يقودها أمراء بني أمية مثل مسلمة بن عبد الملك الذي لم تكن تمر سنة خلال أواخر خلافة عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك إلا وهو غزا الروم مرة أو مرتين، ومعه كان يغزو الصوائف والشواتي إخوته عبد الله بن عبد الملك والحجاج بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك وعمه محمد بن مروان بن الحكم وابن عمه محمد بن عبد العزيز بن مروانومروان بن محمد، وأبناء إخوته العباس بن الوليد بن عبد الملك وعبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك وداوود بن سليمان بن عبد الملك وأيوب بن سليمان بن عبد الملك ومعاوية بن هشام بن عبد الملك وسليمان بن هشام بن عبد الملك ومَسلمة بن هشام بن عبد الملك.[31][32][33]
ومن أهداف هذه الغزوات الصغيرة هو فتح القسطنطينية، وأدت إلى حصارها في عهد سليمان بن عبد الملك، ولكن الخليفة عمر بن عبد العزيز أمر مسلمة بن عبد الملك بالانسحاب لأن الجيش الإسلامي هلك من الجوع والبرد. بعد فشل حصار القسطنطينية تواصلت الغزوات الصغيرة بعد ذلك حتى نهاية الدولة الأموية وكانت هذه الغزوات فقط لضرب الروم وإضعافهم وإنذارهم من غزو الديار الإسلامية وليست غزواً مباشراً.[34] خلال القرن الثامن الميلادي نجحت الغزوات والغارات الأموية في السيطرة على قيليقية والمنطقة المحيطة بملطية، ونجح العرب بالسيطرة على جبال طوروس بشكل شبه دائم لمدة 200 سنة خلال العصر الأموي والعصر العباسي مما جعل جبال طوروس الخط الفاصل والحدودي بين الامبراطورية البيزنطية ودولة الخلافة لما يقرب من قرنين.[35] .. انتهى ..
.
.
المراجع :

[1] Haldon (1997), pp. 69–72; Howard-Johnston (2010), pp. 499–500; Lilie (1976), pp. 99–112; Stratos (1980), pp. 19–34
[2] ثم دخلت سنة سبعين من الهجرة - البداية والنهاية لابن كثير
[3] Haldon (1997), pp. 72, 76, 80–83; Howard-Johnston (2010), pp. 507–510; Lilie (1976), pp. 110, 112–122
[4] Lilie (1976), p. 140; Treadgold (1997), pp. 345, 346
[5] أمر الجراجمة - كتاب فتوح البلدان البلاذري
[6] أ ب ت ث ثم وجه بالخمس إلى أبيه عبد الملك بن وكتب إليه يخبره بما فتح الله على يديه من حصن طوانة - كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 121
[7] أ ب ثم دخلت سنة ثمان وثمانين - تاريخ الطبري .
[8] وفيها غزا مسلمة بْن عَبْد الملك والعباس بْن الوليد بْن عَبْد الملك ، فرابطا أنطاكية وشتوا بها ، فجمعت لهم الروم جمعا كثيرا ، فزحفوا إليهم ، فهزم اللَّه الروم وقتل منهم بشرا كثيرا...وفتح اللَّه جرثومة وطوانة. - سنة ثمان وثمانين - تاريخ خليفة بن خياط
[9] فأخبرني الْوَلِيد، حَدَّثَنِي شيخ من أهل الجند، عَنْ من شهد الطوانة من آل مسلمة: أَن مسلمة كَانَ عَلَى جماعة النَّاس سنة ثمان وثمانين - تاريخ دمشق لابن عساكر.
[10] أ ب ثم دخلت سنة ثمان وثمانين - البداية والنهاية لابن كثير
أ ب ذِكْرُ فَتْحِ طُوَانَةَ مِنْ بَلَدِ الرُّومِ - ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ - الكامل في التاريخ لابن الأثير
[11] سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ - تاريخ الإسلام للذهبي
[12] Brooks (1898), p. 203; Lilie (1976), p. 116; Stratos (1980), pp. 144–145
[13] Brooks (1898), p. 192; Lilie (1976), p. 117 (Note #40); Mango & Scott (1997), p. 525; Stratos (1980), p. 147
[14] أ ب ت ث ج ح الوليد بن عبد الملك لما عزم على غزو الطوانة كاتب طاغية الروم - الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ - تاريخ دمشق لابن عساكر
[15] سنة ثمان وثمانين، غزا مسلمة بن عبد الملك، وعباس ابن أمير المؤمنين طوانة
[16] Lilie (1976), pp. 116–117; Mango & Scott (1997), p. 526; Stratos (1980), p. 145
[17] أرقت وصحراء الطوانة بيننا لبرق تلألأ - تاريخ دمشق
[18] أ ب فأبْلغ أميرَ الْمُؤْمِنِين بأنَّنا سِوَى - الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح
[19] أ ب Lilie (1976), p. 117; Mango & Scott (1997), p. 526; Stratos (1980), pp. 145–146
[20] Lilie (1976), p. 117 (Note #41)
[21] Lilie (1976), p. 117; Mango & Scott (1997), p. 526; Stratos (1980), p. 146
[22] Lilie (1976), p. 117; Mango & Scott (1997), p. 526; Stratos (1980), pp. 146–147
[23] أ ب ت أن الْعَبَّاس استأذن مسلمة أن يشد عليهم بجنده من أهل حمص ومن انتدب معه... تاريخ دمشق
[24] كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 120
[25] فرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم التنوخي القضاعي - تهذيب الكمال للمزي
[26] ثم دخلت سنة تسع وثمانين - تاريخ الطبري
[27] Lilie (1976), p. 118; Mango & Scott (1997), p. 526; Stratos (1980), pp. 147–148
[28] سنة تسع وثمانين، غزا مسلمة بْن عبد الملك عمورية، فلقي جمعا للمشركين فهزمهم اللَّه - مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
[29] "وعلِم البطال":" وتقدم محمد بن مروان أخو عبد الملك بن مروان" - ذكر مسير مسلمة بن عبد الملك إلى عمورية بعد فتح طوانة - كتاب الفتوح
[30] بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم، ج 1 وص 589
[31] كتاب مسلمة بن عبد الملك حياته وجهاده ص 60
[32] كتاب مسلمة بن عبد الملك حياته وجهاده وص 73
[33] كتاب مسلمة بن عبد الملك حياته وجهاده ص 61

[34] Lilie (1976), pp. 139–142, 187–190
.
.
مصدر البحث :
https://goo.gl/BKS8Zu