الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

الإمام احمد ابن حنبل رحمه الله و فتنة القول بخلق القرآن "بختصار بعض الاحداث" 
.
.
كان المأمون الخليفة العباسي متعنتاً كثير الظلال كان منتهجٌ لمنهج المعتزلة وبحد السيف فتن الناس بمساعدة شيوخ المعتزلة على القول بأن القرآن مخلوق و أتى بكتب الإغريق الملاحدة وترجمها لمكتبته الشهيرة بيت الحكمه! 
وكان متشيع تشيعاً مخيفاً ولا يستغرب جده لأمه سيس الفارسي كان قد ادعى النبوة وبطش به الرشيد رحمه الله، و أخواله روافض خُرسانيين روافض و متأثر تأثر بالغ بالأغريقيين، وقد ساعدوه اخواله وجنود خُرسان على قتل اخيه عندما نازعه المُلك و كان الأمين افضل منه فقتله واخذ الخلافة وحدثت في ايامه الفتن المهولة ومكن لشيوخ المعتزلة الظالين، وحدث انه حُدث ان الإمام احمد رحمه الله ينكر القول بخلق القرآن و أُتي للإمام احمد إليه فدخل الموظف الخاص بالديوان للإمام وهو خائفٌ مرتبك فقال يا إمام إن المأمون سل سيفاً لم يسله قط واقسم، وقام الإمام في آخر الليل وتوضى وهو في حبسه ومربوط في اوثاقه فصلى ودعا على المأمون وقال في آخر دعائه ( اللهم إن كان قرآنك مُنزلٌ غير مخلوق فكفنا مؤنته ) فما لبث أن اتاهم الصارخ بموت المأمون[1]
.
.
واعيد الإمام أحمدُ إلى السجن مرَّة أخرى.
.
.
ثم تولَّى الخلافةَ بعدَ المأمونِ المعتصمُ، وكان المأمون قد أوصاه بتقريب ابن أبي دؤاد، والاستمرارِ بالقوْل بخلْق القرآن، وكان الإمام أحمد في السجن، وكانوا يُحضِرونه من السجن في كلِّ مرَّة، وكان جمعٌ من العلماء يناقشونه في خلْق القرآن، وكان الإمام أحمد يستدلُّ بالقرآن والسُّنة، ويقول لهم: "أعطوني دليلاً مِن كتاب الله أو سُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم"، وأعيد للسجن، وبعد المرَّة الثانية، وفي اليوم الثالث أُحضر الإمام أحمدُ من السجن، وأعيدتِ المناقشة، وكان المعتصم عند عقد مجلس المناظرة، قد بسط بمجلسه بِساطًا، ونَصبَ كرسيًّا جلس عليه، وازدحم الناس، كازدحامهم أيَّام الأعياد، وكان مما دار بينهم أن قال للإمام أحمد: ما تقول في القرآن؟ فقال: "كلام الله غيرُ مخلوق؛ قال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [التوبة: 6] قال: هل عندك حُجَّة غير هذا؟ قال: نعم، قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ} [الرحمن: 1 - 2]، ولم يقل: خَلَق القرآن، وقال تعالى: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} [يــس: 1 - 2]، ولم يقل والقرآن المخلوق، فقال المعتصم: أعيدوه للحبس وتفرَّقوا.
.
.
فلمَّا كان مِن الغد، جلس المعتصم مجلسَه ذلك، وقال: هاتوا أحمدَ بن حنبل، فاجتمع الناس، وسُمِعتْ لهم ضجَّة ببغداد، فلمَّا جيء به وقف بين يديه، والسيوف قد جُرِّدت، والرماح قد ركزت، والأتراس قد نُصبت، والسِّياط قد طرحت، فسأله المعتصم: ما تقول في القرآن؟ قال: "أقول: غير مخلوق، واستدلَّ بقوله - تعالى -: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13]، قال: فإن يكنِ القوْل من الله - تعالى - فإنَّ القرآن كلام الله.
.
.
وأحضر المعتصم له الفقهاءَ والقضاة، فناظروه بحضرته ثلاثة أيَّام، وهو يناظرهم، ويظهر عليهم بالحُجج القاطعة، ويقول: "أعطوني دليلاً من كتاب الله، أو كلام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:"، فقال المعتصم: "قهَرَنا أحمد"، وتحدَّث الوشاة عنده من علماء السُّوء، أنَّه قد غلب خليفتين، فأخذتْه العِزَّة بالإثم، فشتمَه وهدَّده بالقتل، فقال الإمام أحمد: "يا أمير المؤمنين، إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يَحِلُّ دمُ امرئ مسلِم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلاَّ بإحدى ثلاث))، فبِمَ تستحلُّ دمي، وأنا لم آتِ شيئًا من هذا يا أمير المؤمنين؟ تذكَّر وقوفَك بين يدي الله - عز وجل - كوقوفي بين يديك"، فلمَّا رأى المعتصم ثبوتَ الإمام أحمد وتصميمه لاَنَ، فخشي ابن أبي دؤاد من رأفتِه عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، إن تركتَه قِيل: إنَّك تركت مذهب المأمون، أو أن يقال: غلب خليفتَين، فهاجَه ذلك، ثم أعيد إلى السجن مرَّة أخرى، وأخرج في رمضان وهو صائم، وجعلوا - والعياذ بالله - يضربونه، وأتى المعتصم بجلاَّديِن، كلما ضَرب أحدُهم الإمامَ أحمد سوطين، تأخَّر وتقدَّم الآخَر، والمعتصم يحرِّضهم على التشديد في الضَّرْب، وهو يقول: شدُّوا عليه قطع الله أيديَكم، يقول واحد ممَّن جلده: والله الذي لا إله إلاَّ هو: لقد جلدتُ الإمام أحمد بن حنبل جلْدًا لو جلدتُه بعيرًا لَمَات، كان يأخذ العصي مثل الخيزران ويبرد في الماء، ثم يجلد الإمام حتى يسيلَ دمُ الإمام أحمد في الأرض.
.
.
ثم نزل المعتصمُ من كرسيه، وجاء للإمام أحمد، وهو يقول له: قلْ بما قلتُ لك بأنَّ القرآن مخلوق، فيقول الإمام أحمد: "أعطوني دليلاً من كتاب الله، أو سُنَّة رسوله حتى أقولَ به".
.
.
بعد ذلك جرَّدوه مِن ثيابه - رحمه الله تعالى - ولم يبقَ عليه إلاَّ إزارُه، (وشد على بطنه التكه وهو رباط على بطنه يشد به سرواله وكان يخاف ان تُرى عورته، وكان المعتصم يقول للجلاد شُد قطع الله يدك وجُلد تقريبا 73 سوطاً وكان كل جلاد يظرب سوطين فقط حتى لا يتعب [2] ) وصاروا يضربونه حتى يُغمَى عليه، فيُفيق، ثم يُعاد عليه الكرَّة يقول الإمام أحمد: "فذهَبَ عقلي عندَ ذلك، فلم أفق إلاَّ وقد أُفرِج عني، ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم، فحضرتْ صلاة الظهر، فصليت، فقالوا: صليتَ والدمُ يسيل منك؟ فقلت: قد صلَّى عمر - رضي الله عنه - وجُرْحه يَثعُب دمًا، ثم نُقِل بعد ذلك إلى بيته، وهو لا يقدر على السَّيْر من شدَّة ما نزل به - رحمه الله تعالى.
.
.
فلمَّا مكث مدَّة من الزمن في بيته، (وكان يأتيه الطبيب المعالج الخاص بالخليفه ويعالجه وقطع اللحم الميت منه فيقول عالجت معذبين ولم ارى مثل هذا الضرب، وكان يقول الإمام عفيت عن كل من اساء إلي إلا المبتدعه واخرج من ذالك المعتصم، لعلمه رحمه الله ان المعتزلة غررو به واوغلوا قلبه عليه [3] ) وبرئتْ جراحُه، وقوي جسمُه، خرج إلى المسجد، وصار يدرِّس للناس، ويملي عليهم الحديث، ولم يمنع من ذلك حتى توفِّي المعتصم، رحم الله الإمامَ أحمد، وأجزلَ له مثوبتَه، وجزاه الله عنَّا وعن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء [4] .
.
.
المصدر: 
[1][2][3] محاضرة إمام السنة الامام احمد ابن حنبل للدكتور المؤرخ احمد ابن يوسف الدعيج. 
[4] مقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل الشيخ محمد أبو عجيلة أحمد عبدالله موقع الألوكة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق