الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

الإنبيق "ميكانيكا الاستخلاص"



                                                       الإنبيق "ميكانيكا الاستخلاص"
 



يُعرف الإنبيق بأنه جهازٌ يقوم على التبخير وهو المستخدم أصلا في تقطير المياه وتنقيتها و المخترع له العالم المسلم "جابر بن حيان رحمه الله"، وتم تطويرها لاحقاً حتى يدخل في استخلاص كل ما يمكن استخلاصه .
وقبل أن أشرح لكم تركيب الإنبيق لنتحدث قليلا عن ابن حيان :

يطرح جابر منهجه فيقول: "يجب أن تعلم أنّا نذكر في هذه الكتب، خواصّ ما رأيناه فقط دون ما سمعناه، أو قيل لنا، أو قرأناه، بعد أن امتحناه وجرّبناه، فما صحّ أوردناه، وما بطل رفضناه، وممّا استخرجناه نحن أيضًا وقايسناه على هؤلاء القوم"، وليس هذا فحسب بل نجد جابرًا يجمع بين الامتحان التّجريبيّ أو العمل المعمليّ والفرض العقليّ الّذي تأتي التّجربة لتأييده أو رفضه أو تكذيبه، ويُعتبر جابر أبا المهنج التّجريبيّ، فيقول: "قد عملته بيديّ وبعقلي من قبل، وبحثت عنه حتّى صحّ، وامتحنته فما كذب". ويرى جابر أنّ التّجربة هي المحكّ، ويقول: (إيّاك أن تجرّب أو تعمل حتّى تعلم، ويحقّ أن تعرف الباب من أوّله حتّى آخره.. بجميع تقنيته وعلله، ثم تقصد لتجرّب، فيكون بالتّجربة كمال العلماء)

تدلّ العمليّات الكيميائيّة الّتي أوردها جابر في مؤلّفاته على براعته في الكيمياء وإبداعه في تصميم الأفران والبوتقات، فهو أوّل من فصل الذّهب عن الفضّة بوساطة الحمض، وشرح بالتّفصيل عمليّة تحضير الإثمد (الأنتيمون)، والزّرنيخ، وتنقية المعادن، وصبغ الأقمشة، كما أنّه أوّل من حضّر حمض الكبريتيك بتقطير مادّة الشّبّ، وصنّف الموادّ إلى: كحول (موادّ طيّارة)، وفلزات، ومعادن، وحضّر أكسيد الزّئبق، وحمض النّتريك، أي ماء الفضّة، وكان يسميه الماء المحلّل أو ماء النّار، وحضّر الكلوريدريك المسمّى بروح الملح. وهو أوّل من استخرج نترات الفضّة، وقد سمّاها حجر جهنم، وثاني كلوريد الزّئبق (السليماني)، وحمض النّتروهيد روكلوريك (الماء الملكيّ)، وسمّي كذلك لأنّه يذيب الذّهب ملك المعادن. وأوّل من اكتشف الصّودا الكاوية، وأوّل من لاحظ رواسب كلوريد الفضّة عند إضافة ملح الطّعام إلى نترات الفضّة، كما استخدم الشّبّ في تثبيت الأصباغ في الأقمشة، وحضّر بعض الموادّ الّتي تمنع الثيّاب من البلل؛ وهذ الموادّ هي أملاح الألمنيوم المشتقّة من الأحماض العضوية ذات الأجزاء الهيدروكربونية، ومن استنتاجاته أنّ اللّهب يُكسب النّحاس اللّون الأزرق، بينما يُكسب النّحاس اللهب الأخضر.



ويعزَى إلى جابر أنهّ أوّل من استعمل الميزان الحسّاس والأوزان متناهية الدّقّة في تجاربه المخبريّة، وقد وزّن مقادير يقلّ وزنها عن 1/ 100 من الرّطل، ويُنسب إليه تحضير مركّبات كلّ من كربونات البوتاسيوم والصّوديوم والرّصاص القاعد، كما استخدم ثاني أكسيد المنجنيز؛ لإزالة الألوان في صناعة الزّجاج، كما بلور جابر النّظرية الّتي مفادها أنّ الاتّحاد الكيميائيّ يتمّ باتّصال ذرات العناصر المتفاعلة مع بعضها دون فقدان خصائصها؛ لتشكّل وحدة من عناصر مجتمعة صغيرة جدًّا لا ترى بالعين المجرّدة، ومثّل على ذلك بكلّ من الزّئبق والكبريت إذا ما اتّحدا وكوّنا مادّة جديدة. هذا كلّه توصّل إليه بعد أن درس خواصّ بعض الموادّ دراسة دقيقة، فتعرّف أيون الفضّة النّشادريّ المعقّد بالإضافة إلى ما قام به من تحضير عدد كبير من الموادّ الكيميائيّة
.


إنّ ما توصّل إليه جابر إنّما كان بفضل الله سبحانه وتعالى ثمّ بفضل تجاربه المخبريّة المستمرة، فكان يُجري معظم تجاربه في مختبر خاصّ تمّ اكتشافه في أنقاض مدينة الكوفة أواخر القرن الثّاني عشر الهجريّ/ القرن الثّامن عشر الميلاديّ/ عصر الخلافة العثمانيّة، وهو أشبه ما يكون بقبو في مكان منعزل بعيد عن أعين الفضوليّين، وكان من أثاثه :منضدة، وقوارير، وأفران، وموقد، وهاون وبعض الأدوات، مثلًا: الماشق (الماسك)، والمقرض، والملعقة، والمبرد، والقمع، والرّاووق (المصفاة)، وأحواض، وإسفنجة، وآلة تكليس، وقطّارة، ومعدّات التّقطير، وميزان، وإنبيق وغيرها،، أنتهى .

نأتي لمكونات محور حديثنا الإنبيق :


الإنبيق كان في الأصل اداة تقطير وبحسب الرسوم يتكون من قدر و قُبة تكثيف وأنبوب تصريف و قُمع تجميع الماء المقطر، ولكن طُوّره صناع العطور ليتكون من [قدر يجمع فيه الماء و المادة المُراد طبخها واستخلاص روحها - قُبة فيها تقنيات مزج الخليط و الإشراف عليه و منه يزيدون نسب المواد - أنبوب من خلاله يتم صعود البخار وفيه روح الاستخلاص - وبعدها يتجه البخار لمجمع التكثيف ومن ثم لقمع التجميع وفيه يتم جمع الطيب او المادة المُستخلصة [لكل مادة يتم استخلاصها إنبيق وتقنية خاصة فيها وطريقة استخلاص محددة وسأتكلم عن طريقة استخلاص حبيب الملايين دهن العود صديق الغني والفقير.



(استخلاص دهن العود)
الطيب بشكل عام مُتعب في استخلاصه تخيل لإنتاج تولة ورد واحدة تحتاج لما يقارب 13 الف وردة، بينما الخُزامى او اللافندر يتم طبخ 120 كيلو جرام لإنتاج لتر من زيته الجميل الذي هو اقرب زيوت الورديات لقلب

ي طبعاً بعد الورد، اما العود فتقريباً لكل 50 كيلو خشب عود نصف كيلو دُهن عود وهذا الا يخليه غالي جداً جداً مثلا 3 جرام دهن عود بقيمة 250 ريال [ربع تولة] بينما الأوقية [30 جرام] من نفس العود ربما 300 ريال، المهم ما اطول عليكم ولا اتفلسف بسم الله :
الطريقة السابقة هي معتمدة عند صُناع العود فيتم تخمير نشارة العود المبشور وهو العود الزائد عن خشب العود النقي الذي يصعب تنقيته ويتم نقعه في الماء النقي لـ6 شهور تقريباً، وبعد أن يتخمر يتم طبخه في قدور إما على الحطب او النار لأسابيع خلالها يتم تحريك المادة حتى يتم الاستخلاص الكامل للعود، ثم يتكثف بخار العود عبر الأنبوب الخاص بالتكثيف إلى قمع التجميع وفيه يكون الماء أسفل ويطفوا زيت العود عالياً بعد أن يتم تجميع العود يتم تعتيقه .
مفهوم التعتيق :
التعتيق لا كما يظن البعض انه يكون لسنين "بالعامية كلام فاضي مثل بعض الشركات قالوا معتق 100 سنة يعني تولة العود اكبر من عمر الدولة السعودية الثالثة حيييييل قوية" قول ان عمر الشجرة 10 سنين او 40 او 100 سنة، اما دُهن العود معتق و مخمر لـ 100 سنة مع احترامي الشديد لأرباب الصنعة ولكن أقول للمستهلك #لا_أحد_يضحك_عليك #خلك_واعي  
التعتيق او سحب الماء و الرطوبة من العود حتى تظهر الرائحة الحقيقية للعود ويالبيه يا ريحة العود بس اذا مزجته مع عطور تركيبته صيفيه تفتن وقسم .
مفهوم المعالجة :
بعض انواع العود تكون رائحتها قوية جداً وفيها زنخة حيوانية غير متقبلة فيتم معالجته إما بالتشميس حتى يتم تصفية الرائحة الحيوانية او المزج مع بعض الدهون العطرية "ورد او مسك طبيعي او عنبر او مواد بودريه" وذاك يتم وفق معايير يعرفها سادة صناعة العود و من لديه الأمانة، أنتهى ،، فائق الاحترام همايون ..