"الحضارات و الدول القديمة وأنبياء الله لهم"
#أصدقاء_شاهزاده
#همايون
#سلسلة_التاريخ_القديم
#من_التاريخ_القديم
#حضارات_ما_قبل_الإسلام
#الحضارات_السامية
" إتمام حضارة الشام و تاريخ مصر "
.
.
"حضارات وأنبياء بلاد الشام -الفصل الثاني-"
.
.
* الأحوال في بلاد الشام وبعض أنبياء وحضارات هذه الفترة:-
.
.
حصلت هجرات كثيرة إلى بلاد الشام من العراق أو الجزيرة، وتوزع المهاجرون في المناطق الخصبة، فقامت الدولة العمورية في المناطق الشمالية وقامت الدولة الفينيقية على سواحل البحر المتوسط، والدولة الكنعانية في فلسطين وما حولها.
ولقد أشركوا جميعاً بالله، وعبدوا الأصنام، فأرسل الله إليهم كثيراً من الرسل فلم يجدوا إلا التكذيب والتمادي في الكفر، فمنهم:-
.
.
* أيوب عليه السلام:-
أرسله الله إلى بني إسرائيل، وكان كثير المال والأهل، فسلب منه ذلك، وابتلي في جسده بأنواع البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله بهما، وتخلى عنه الجميع، إلا زوجته، وألقي في المزابل خارج البلدة (2)، واستمر ابتلاءه 18 عاماً، وكان ذلك امتحان - وابتلاء له من الله. ثم شفاه الله. قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 83، 84]. واستمر يتنقل في شمال سوريا يدعو إلى عبادة الله.
.
.
* اليسع عليه السلام:-
من أنبياء بني إسرائيل {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ} [سورة ص: 48].
.
.
* يس عليه السلام:-
بعثه الله لأهل الشام. قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ} [يس: 13، 14].
.
.
* إلياس عليه السلام:-
أرسله الله إلى بعض بلاد الشام (تذكر بعض المصادر أنه بعث إلى أهل بعلبك ولبنان) وكانوا يعبدون صنماً اسمه بعل فدعاهم إلى عبادة الله فكذبوه. قال تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} [الصافات: 123 - 125].
نلاحظ أن الأنبياء كثيرون لهذه الأقوام ولا نعرف إلا بعضهم المذكورين في القرآن. كما أن المؤمنين بهم كانوا قليلين جداً.
.
.
* يوشع بن نون عليه السلام:-
هو الذي قاد بني إسرائيل بعد موسى ويعتقد أنه المقصود بقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} وكان هارون - عليه السلام - تُوفي وبنو إسرائيل ما زالوا في التيه والضياع الذي كتبه الله عليهم في صحراء سيناء. وتُوفي موسى - عليه السلام - أيضاً في تلك الفترة. وقد استمرت 40 عاماً (وسيأتي ذكر قصة موسى في موضوع مصر).
المهم أن من بقي منهم خرج مع يوشع، فذهبوا إلى بيت المقدس ونظم يوشع جيشاً من بني إسرائيل وقسمه إلى 12 قسم حسب الأسباط، أبناء يعقوب (إسرائيل) واستطاع أن يفتح بهم أريحا ثم بيت المقدس ثم لبث فيهم 27 سنة يحكم بكتاب الله التوراة، وبعد موته عادوا إلى ضلالهم وفسادهم.
في هذه الفترة جاءت جماعات أخرى من الجزيرة العربية واستقروا في سوريا وهم (الآراميون) وأسسوا ممالك قوية في دمشق وحماة وغيرها. وقد عبدوا الأصنام.
وأشهر أصنامهم: عشتار وأدونيس.
.
.
* حزقيل بن بوذي عليه السلام:-
تولى أمر بني إسرائيل بعد يوشع بن نون ولم يطل عهده. وتفرقت بعده بنو إسرائيل وضعف أمرهم، فكانوا يفسدون في الأرض ويقتلون أنبيائهم، فسلط الله عليهم الأعداء، وبدل الأنبياء بملوكاً جبارين طغاة، فسفكوا دمائهم ظلماً وعذبوهم وتغلب عليهم أهل غزة وعسقلان، وسلبوا منهم التابوت المقدس (الذي يحتوي على رفات يوسف عليه السلام)، ثم انقطعت النبوة في بني إسرائيل وانقسمت دولتهم واستمروا على ذلك 400 عام تقريباً، إلى أن بعث الله إليهم بعد ذلك شمويل نبياً.
.
.
* شمويل عليه السلام :-
طالبه بنو إسرائيل بالقتال وأن يعين عليهم ملكاً ليقاتلوا تحت قيادته، فاختار لهم طالوت {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} [البقرة: 247].
.
.
فماطلوا في البداية لفقر طالوت. قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ} [البقرة: 248]. فلما تحققت تلك المعجزة، انصاعوا وانضووا تحت قيادته.
حدث القتال بين بني إسرائيل وبين العمالقة بقيادة جالوت في مرج الصفر (جنوب دمشق) واستطاع داوود - عليه السلام - أن يقتل جالوت الجبار بواسطة حجارة ومقلاع فقط. وكان داود غلاماً حدثاً في جيش طالوت. قال تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} [البقرة: 250، 251].
.
.
* داوود عليه السلام:-
اشتهر داوود بين قومه، وكان طالوت قد وعد أن من يقتل جالوت يعطيه نصف ملكه، ويزوجه ابنته، لذا اضطر أن يتنازل عن الملك لداود، ويزوجه ابنته، فآتاه الله النبوة إضافة إلى الملك. فأقام شريعة الله فيهم وأنزل الله عليه كتاب الزبور. قال تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}، وأكرمه الله بمعجزات. قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} [سبأ: 10]. وكان مجاهداً في سبيل الله، كثير العبادة، وكان لا يأكل إلا من عمل يده وكان عمله حداداً. وخلفه في الملك والنبوة ابنه سليمان. كانت فترة داوود وسليمان هي فترة الرخاء والاستقرار الوحيدة التي قدر للشعوب العبرانية أن تعيشها على مر الدهر كله .
.
.
* سليمان عليه السلام:-
تابع جهاد والده ووصل إلى دمشق، وأخضع اليمن وأذل حكامها من السبئيين، وتزوج ملكتهم بلقيس، وقد أبقاها على اليمن خاضعة له، وقد آمنت بالله مع أكثر قومها بعد أن كانوا يعبدون الكواكب والشمس، ومن أعماله تجديد بناء المسجد الأقصى (شيده يعقوب أو أبوه إسحاق بعد بناء الكعبة بأربعين عاما).
قال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} [النمل: 16].
ودعا سليمان لنفسه فقال: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [سورة ص: 35]، فاستجاب الله له وسخر له الريح والإنس والجن وعلمه لغة الحيوان. قال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} [سورة ص: 36 - 38].
استمر في ملكه 20 عاماً يقيم شريعة الله في الأرض، وبعد موته خلفه ابنه رحبعام، وضعف بنو إسرائيل من بعده وزاد فسادهم.
.
.
شعيا بن أمصيا عليه السلام:-
هو من أنبياء هذه الفترة، وقد حاول الكلدان دخول بيت المقدس بقيادة ملكهم سنحاريب. فأهلكهم الله بدعاء هذا النبي. فلم يزداد اليهود إلا شراً وفساداً فقتلوا نبيهم شعيا .
.
.
بعث الله بعده النبي أرميا بن حلقيا عليه السلام وغيره من الأنبياء فاستمر اليهود في تكذيب أنبيائهم وقتلهم.
ملاحظة: الأحداث والأسماء التي لم ترد في القرآن الكريم أو الحديث النبوي مأخوذة من الإسرائيليات المدونة في قصص الأنبياء وتفسير القرآن لابن كثير.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " ، وقال: " ما حدثكم به أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم " . او كما قال عليه الصلاة والسلام.
.
.
* خراب بيت المقدس:-
سلط الله على اليهود الملك الكلداني (البابلي) بختنصر (نبوخذ نصر) فهدم بيت المقدس وقتلهم وشردهم، ومن ذلك الزمان تفرقت بنو إسرائيل في الأرض، وسكنوا في الحجاز ومصر وغيرها بعدها قضى الفرس على الكلدانيين، واستولوا على الشام ومصر.
.
.
وصول العمران إلى أوروبا:-
تنقل الناس من الشام باتجاه الأناضول وجنوب أوروبا (المشرفة على البحر المتوسط) ثم امتدت الهجرات إلى أوروبا الشمالية، وكانت أكثر الجهات عمراناً منطقة البلقان وإيطاليا. وقد أسسوا حكومات قوية هناك. كان أبرزها حضارة الإغريق ثم الرومان.
.
.
عودة إلى بقية تاريخ بني إسرائيل:-
ضعف الكلدان بعد موت بختنصر، فعاد بنو إسرائيل إلى بيت المقدس وعمروه، ولكن بقوا ضعفاء بسبب تكذيبهم وقتلهم لأنبيائهم، وانتشار المنكر بينهم، فخضعوا وذلوا للفرس ثم للإغريق ثم للرومان.
.
.
* زكريا وابنه يحيى عليهما السلام:-
وهم من أواخر أنبياء بني إسرائيل، ولم يجدوا من قومهم إلا التمادي في الطغيان والضلالة. واستمرا في الدعوة إلى الله حتى كان مقتلهما - عليهما السلام - على أيديهم. قال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7]. وقال: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ} [الأنعام: 85].
.
.
* عيسى عليه السلام:-
وهو آخر أنبياء بني إسرائيل، ولد في بيت لحم بفلسطين، والدته هي مريم العذراء، التي تربت في بيت النبي زكريا (زوج خالتها)، وعرفت بالعفة والطهارة، حملت به من غير أب بإذن الله. فكانت المفاجأة مخيفة لها، فاتهمها قومها في عفتها فأشارت إليه، قال تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 27 - 31].
أقام في الناصرة في فلسطين. وأخذ يدعوا إلى عبادة الله، وآتاه الله كتاب الإنجيل، وكان يعظ كل من يلتقي به، وكان من معجزاته، شفاء المرضى وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله ولازمه الحواريون في الدعوة وقد أرسل مجموعات منهم إلى باقي بلاد الشام للدعوة. تآمر بنو إسرائيل على قتله، فسلموه إلى حاكم فلسطين الروماني (بيلاطس)، فأراد القضاء عليه صلباً. ولكن الله نجاه، حيث شبه لهم بغيره. ورفعه الله إليه .
.
.
نكَّل قياصرة الروم ومعهم بنو إسرائيل بأتباع السيد المسيح، فضعف أمرهم كثيراً، وزاد الأذى في عهد نيرون الذي اتهمهم بإحراق روما حوالي عام 558 ق. م/80 م. هاجر قسم منهم إلى الحجاز وما حولها ثم أخذت النصرانية تنتشر حتى أصبحت ديانة الدولة الرومانية ...
"انتهى العهد الشامي "
.
.
حضارات وأنبياء ( #مصر ) :
.
.
بعد طوفان نوح تفرق أبناء نوح كما ذكرنا، فسام وأبناؤه توزعوا في العراق والجزيرة واليمن وغيرها، أما حام وأبناؤه فانتقلوا إلى الهند، وبعضهم إلى إفريقيا، فتفرقوا هناك، فاستقر جماعة البوشمن في جنوب غرب افريقية، وكانوا وثنيين، فسلط الله عليهم (الهتنتوت) ثم سيطر زنوج البانتو على الأوضاع، وهناك من لجأ إلى مجاهل وغابات أفريقيا، وسكن البربر في الشمال الغربي. وسكن المصريون القدماء شمالاً حول نهر النيل، وكانوا جميعهم على عبادة الأوثان.
.
.
* #الحضارة_الفرعونية :
كانت مصر من أخصب مناطق أفريقيا، لذا تكاثر سكانها، وقامت فيها دولة الفراعنة، التي أدعى حكامها الألوهية، وسخروا الشعب لبناء الأهرامات الضخمة والتماثيل، وسموها (حضارة) وليست بكذلك.
في هذه الفترة قدم إبراهيم وزوجه ساره إلى مصر، وأراد فرعون اصطفائها لنفسه، فأنقذها الله منه، فأعطاها هاجر هدية، وأمرهما بمغادرة مصر (كما ذكرنا سابقاً).
سلط الله على الفراعنة الظالمين رعاة من بلاد الشام، فقوي أمرهم واخضعوا المنطقة، وأصبحوا ملوكاً، وعرفوا باسم (الهكسوس).
.
.
* يوسف في بلاد مصر:
في هذه الفترة أقام يوسف وأهله في مصر وكان يحكمها الهكسوس، وكانوا مثل سابقيهم ظالمين ومستبدين، فرفضوا الحق فسلط الله عليهم الفراعنة، بعد أن قوي أمرهم على يد (أحمس)، فسيطروا على مصر وامتد نفوذهم إلى حدود العراق في زمن (تحتمس الثالث) و (رمسيس الثاني) اللذين حاربا الدولة الحيثية في الشام وقضوا عليها، وزادت الخيرات فزاد كفرهم وفسوقهم.
بدأ الفراعنة في هذه الفترة بقتل ذكور بني إسرائيل؛ لأن الإسرائيليين أشاعوا أنه سيأتي لهم ابن يقضي على فرعون وقومه.
قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4].
.
.
* موسى بن عمران عليه السلام، وعودة بني إسرائيل إلى الشام:
أرسل الله إلى هؤلاء جميعاً موسى، وهو من بني إسرائيل، وأنجاه الله من الذبح، حيث ألقته أمه بعد ولادته في البحر داخل صندوق بأمر الله، فوصل إلى قصر فرعون، فاتخذه ولداً عندما أصرت زوجته آسيا على ذلك. وكان محروماً من الإنجاب. فتربى وشب في قصور فرعون. قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص: 7، 8].
.
.
كبر موسى، وكان بفطرته يميل إلى قومه، وحدث قتال بين قبطي وإسرائيلي فاستنصر الإسرائيلي بموسى الذي وكز القبطي وقتله، (وكان موسى قوي البنية)، وكادت الحادثة تتكرر، فعلم موسى أن خبره انتشر. قال تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20].
.
.
فهرب إلى بلاد مدين. وهناك ساعد فتاتين على سقي أغنامهما، فعرض عليه أبوهما شعيب أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل أن يعمل عنده (8 - 10 سنوات) فتم ذلك. وقرر موسى أن يعود بأهله إلى مصر. وفي منطقة سيناء أوحى الله إليه وبعثه إلى فرعون وملئه، ودعمه بأخيه هارون، وزوده بالمعجزات.
دعا موسى فرعون فكذب وعصى وادعى أنه هو الله. وأن معجزات موسى (وهي اليد البيضاء والحية) مجرد سحر. وحدد له يوماً ليجمع له السحرة ليغلبوه.
.
.
قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى ... } الآية [النازعات: 15 - 25].
في اليوم الموعود تغلب موسى على السحرة وتبين لهم ما كانوا عليه من الباطل فآمنوا بالله. فصلبهم فرعون وقتلهم ثم اشتد أذاه وبطشه لبني إسرائيل، فعاقبه الله وقومه بالقحط وبالسنوات العجاف فلم يرتدعوا، وأنزل بهم عقوبات أخرى.
قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ} [الأعراف: 133].
اشتد ظلم فرعون وطغيانه فأمر الله نبيه موسى أن يهاجر بقومه إلى الشام، فلحقهم فرعون وجنوده، فألجأوهم إلى البحر، فضرب موسى البحر بعصاه بإذن الله، فأصبح طريقاً سهلاً فعبر وقومه. وعندما حاول فرعون وجنده العبور عاد ماءً. فغرقوا وأهلكهم الله. وأما موسى ومن معه فقد وصلوا إلى الضفة الأخرى بأمان.
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} [طه: 77 - 79].
.
.
ثم طلب اليهود من موسى طعاماً فأنزل الله لهم المن والسلوى وواصل المسير بهم حتى وصلوا إلى منطقة جبل سيناء.
صعد موسى الجبل وأقام عليه 40 يوماً، حيث كلمه الله وأنزل عليه التوراة والوصايا مكتوبة في ألواح من حجر. ثم عاد إلى قومه فوجدهم يعبدون عجلاً صنعوه من حليهم الذهبية، فغضب غضباً شديداً، وتخلص منه. وأمرهم أن يقتل بعضهم بعضاً عقاباً لهم، بأمر من الله. كما أخبرهم أن الله كتب عليهم التيه والضياع في صحراء سيناء 40 عاماً. وتُوفي هارون ثم موسى خلال هذه الفترة -كما ذكرنا سابقاً-.
.
.
* مصر بعد الفراعنة:
بعد هلاك فرعون ضعفت دولة الفراعنة. فاحتل الفرس مصر سنة 305 ق. م ثم أخضعها الإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني، ثم حكمها البطالمة، وبعدهم الرومان، وانتشرت فيها النصرانية وعرف سكانها بالأقباط، واستمروا كذلك حتى جاءهم الفتح الإسلامي، وأنقذهم من الضلال....انتهى..
يتبع الجزء القادم #حضارة_الجزيرة_العربية