الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

رسم لأبن فضلان وهو يقراء رسالة الخليفة المقتدر باللَّه على ملك البلغار يلمش ابن يلطوار 


" المحارب الثالث عشر" (أحمد بن فضلان)

.
.
" فأخبرته الساحرة الشمطاء (ملك الموت) أنه يجب عليه أن يُكوّن فريقًا كاملًا مؤلفًا من ثلاثة عشر محاربًا أحدهم من غير أهل الشمال، فتم اختياري لأكون ذلك المحارب الثالث عشر! فحاولت الاعتذار بكافة الطرق للهرب إلى بغداد، ولكن دون جدوى، فاعتبرت نفسي في عداد الأموات، وسافرت مع أولئك المجانين الشقر عبر الثلوج إلى إسكندنافيا، لأرى هناك العَجب العُجاب. . . "
(من رسالة أحمد بن فضلان)
لن أكون متشائمًا إذا ما قلت أنه من بين كل عشرة آلاف فردٍ منّا سنجد إنسانًا واحدًا فقط سمع باسم هذا المغامر الإسلامي العظيم، ولن أكون متفائلًا إذا ما ادّعيت أن من بين كل عشرة آلاف سنجد خمسة عشر ألفًا يعرفون اسم السندباد! فجميعنا من دون أي استثناء سمع بقصص السندباد، ونصفنا على الأقل يفرق بين قصص السندباد البّري وقصص السندباد البحري، فتكون بذلك شعبية السندباد بين المسلمين تساوي 150 %، بينما تكون شعبية أحمد بن فضلان تساوي 0.01 % على أحسن التقديرات!
واللَّه إن العيب كل العيب أن نجهل تاريخ أبطالنا الحقيقيين إلى هذه الدرجة المخيفة! فسندباد ليس إلا شخصية خيالية وضعها المستشرقون لنا في كتاب قذرٍ مليءٍ بالقصص الجنسية المخجلة اسمه: "ألف ليلة وليلة"! وعلاء الدين الذي نروي قصصه لأطفالنا كل ليلة لم يكن قبل أن يعثر على مصباحه السحري إلا شابًا فاشلًا لم يعمل في حياته البتة! وعلي بابا الذي نغني باسمه ما هو إلَّا لصٌ سرق من اللصوص الأربعين ما كانوا قد سرقوه هم بالأصل من فقراء بغداد! ليُكوِّن هذا "الحرامي الواحد والأربعون" ثروته من أموالٍ حرامٍ! فأي قدوة ترجوها لطفلك وأنت تروي له مثل هذه القصص؟! وكيف لأمةٍ تريد النهوض بنفسها من سنوات الهوان والتبعية أن تردد على مسامع أطفالها قصصًا ساذجةً في نفس الوقت الذي تضيِّع فيه تاريخَ أبطالٍ حقيقيين مثل المغامر ابن فضلان؟ ولا أقولها تحيزًا أو عنصريةً، فلقد بحثت في كتب المتقدمين والمتأخرين، فما وجدت في تاريخ الأرض منذ نشأة آدم وإلى يوم الناس هذا عظيمًا واحدًا من عظماء الأمم والشعوب لديه عُشر مِعشار عظمة عظيمٍ واحدٍ من عظماء أمة الإسلام العظيمة! وأنا هنا أتكلم بنظرةٍ تاريخيةٍ بحتةٍ نابعةٍ من باحثٍ تاريخيٍ يزعم أنه قرأ تاريخ الحضارات من أول "الحضارة الصينية" التي أسسها الملك (شانغ) في الصين، إلى أيام "الحضارة الغربية" التي تسود العالم الآن، بل إني اكاد أجزم بأن تاريخ الأرض وتاريخ البشرية لا يساوي شيئًا على الإطلاق بدون تاريخ المسلمين، بل إن تاريخ الإسلام هو تاريخ الأرض نفسها!
ولقد خدعوك فقالوا لك في كتب التاريخ المدرسية أن "الحضارات قامت على ضفاف الأنهار"، فبربكم أي نهرٍ هذا الذي كان يجري بين مكة والمدينة عندما حمل محمد بن عبد اللَّه شعلة الحضارة الإنسانية ليضيئ بها ظلام الدنيا بأسرها؛ فهل سمع أحدٌ منكم نهرًا كان يُسمَّى نهر مكة؟ أو بحيرة الحارث بن حِلّزة مثلًا؟ وأي حضارة هذه التي قامت قديمًا على مصاب أنهار أوروبا اللامعدودة؟ فواللَّه لا أكاد أمر بمدينة أوروبية إلا وأجد فيها نهرًا أو نهرين يمران بها، بل إنني رأيت مدينة تجري بها ثلاثة نُهُرٍ!
خارطة طريق ابن فضلان لبلاء البلغار
وقصة مغامرنا الإسلامي -أحمد بن فضلان- توضح بشكلٍ بعيد مفهوم الحضارة ومقومّاتها، وفي نفس الوقت توضح لنا مدى القصور المعرفي المخيف الذي نحن عليه، فكيف لأطفالنا وشبابنا بل وحتى شيوخنا أن يجهلوا شخصية عظيمة مثل شخصية المغامر الإسلامي الرائع فعلًا أحمد بن فضلان، فحكايات هذا البطل العربي تفوق في غرابتها وتشويقها قصصر السندباد الخرافية، بل إن السينما الأمريكية والأوروبية صنعت له أفلامًا عالمية من شدة روعة مغامرته، كان أبرزها فلم أنتجته استديوهات السينما في هوليود سنة 1999 م اسمه "المحارب الثالث عشر،  The 13 th Warrior"،  وهذا الفلم بما يحمله من تشويه للقصة الأصلية لطلنا الإسلامي إن دلَّ على شيء فإنه يدل على إهمالنا الفظيع بتاريخنا وتراثنا الإسلامي، الذي استخدمه الغرب في أدبه وفنونه.

وتبدأ قصة بطلنا يوم الخميس الموافق الحادي عشر من شهر صفر لسنة 309 هـ الموافق لحزيران سنة 921 ميلادية عندما قاد عالم إسلامي جليل اسمه الشيخ (أحمد بن فضلان) بعثة دعوية خرجت من "بغداد" -عاصمة النور آنذاك- بتكليف من الخليفة العباسي (المقتدر باللَّه) رحمه اللَّه إلى قلب القارة الآسيوية تلبية لطلب ملك الصقالبة البلغار (ألمش بن يلطوار) الذي طلب التعريف بالدين الإسلامي، عله يجد تفسيرًا للغز الكبير المثار وقتها ألا وهو "كيف استطاع هذا الدين الآتي من قلب الصحراء أن يكوّن تلك الإمبراطورية الضخمة التي لم تضاهها أي إمبراطورية في تاريخ الأرض؟ "
وأستسمح القارئ الكريم مرة أخرى لأقف عند نقطتين مهمتين قبل أن نغوص في مغامرات بطلنا الشيقة.
(النقطة الأولى): كثيرٌ منّا للأسف يعتقد أن الدولة العباسية كانت دولة مفككة، والحقيقة أن هذا شيء عارٍ عن الصحة التاريخية، فلا شك أن الدولة العباسية -كحال كل دول الأرض- ضعفت في نهاياتها، ولكن الشيء الذي لا يعرفه الكثير أن أبرز علماء الأمة -بما فيهم البخاري نفسه- ظهروا في العهد العباسي، وكما كان الأمويين يرسلون البعثات إلى العالم للدعوة للإسلام تحت مسمى "رجال الملابس البيضاء"، فقد كان للعباسيين رحمهم اللَّه دعاة عُرِفوا في أرجاء العالم باسم "رجال الملابس السوداء"!
(النقطة الثانية): التشويه الرهيب الذي صنعه الغرب بتاريخ المسلمين ومن بينهم أحمد بن فضلان بطبيعة الحال، فالشيء المضحك المبكي في الأعمال الفنية التي صنعها الغرب لأحمد بن فضلان من روايات وأفلام، أنهم ادّعوا أن الخليفة العباسي "المقتدر باللَّه" رحمة اللَّه عليه إنما اختار ابن فضلان لهذه البعثة لكي يبعده عن عشيقته التي كان الخليفة الإسلامي متيمًا بها، وأنا لا أعجب من أولئك المزوِّرين الذين زوروا كتب اللَّه من قبل، ولكني أعجب من الشعوب الأوروبية والأمريكية من عوام الناس الطيبين، أليس بهم رجلٌ رشيدٌ يتساءل كيف للخليفه الإسلامي الذي يحكمها من شرقها إلى غربها أن يعجز من التخلص من رجل واحدٍ من رعيته بدون استخدام هذه الطريقة الرخيصة؟! والحق أقول أنني أضحك الآن وأنا أكتب هذه الكلمات، فلقد تذكرت الآن قصة وردت في "الكتاب المقدس" أعتقد أنها مصدر التحريف الذي وضعوه لابن فضلان، فهذه القصة متطابقة تمامًا مع القصة المحرفة التي وضعوها لصاحبنا، فهذه القصة الجنسية التي وردت في "الكتاب المقدس" في سِفر صموئيل الثاني [11: 1]، تدّعي زورًا وبهتانًا على نبي اللَّه داود -عليه السلام- أنه استخدم نفس هذه الحيلة الرخيصة لكي يشبع شهوته الجنسية، ففي يومٍ من الأيام وبينما داود يتمشى على سطح البيت، رأى من على السطح امرأة عارية تستحم، فأعجب بجمالها (كما تزعم رواية الكتاب المقدس!)، فأرسل وسأل عن المرأة، ليكتشف أنها (بشثبع بنت اليعام) امرأة (أوريا الحثى)، ولكن داود على حد زعمهم لم يأبه لكونها متزوجة، فقام باغتصابها، لتأتيه المرأة بعد ذلك لتقول له أنها قد حبلت، فقام داود بتدبير حيلة رخيصة للتخلص من زوجها (هي نفسها الحيلة التي ينسبونها للخليفة العباسي)، وأترك "الكتاب المقدس" ليكمل لنا هذه القصة التي يستحي القلم قبل صاحبه في إكمالها: "وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ رِسَالَةً إِلَى يُوآبَ، بَعَثَ بِهَا مَعَ أُورِيَّا، جَاءَ فِيهَا: اجْعَلُوا أُورِيَّا في الْخُطُوطِ الأُولَى حَيْثُ يَنْشُبُ الْقِتَالُ الشَّرِسُ، ثُمَّ تَرَاجَعُوا مِنْ وَرَائِهِ لِيَلْقَى حَتْفَه، فأرسل داود وضم امراة اوريا الي بيته وصارت له امراة وولدت له ابنا" (ملاحظة مهمة: اكتشفت مؤخرًا من مناقشتي مع زميل شيعي أن الشيعة يؤمنون بهذه القصة المفتراة التي وضعها أبناء عمومتهم اليهود على نبي اللَّه داود، وأنهم يعتقدون أن داود كان زانيًا والعياذ باللَّه، وأن الذي أنقذه من الخطيئة هو إيمانه بولاية الأمة من أبناء شاه زنان بنت كسرى يزدجرد!!!)، الشيء المحزن الذي وجدته خلال بحثي في قصة هذا الداعية الإسلامي، أن الأدباء العرب قاموا بترجمة ما كتبه الغربيون عن ابن فضيل وكأنه قرآن منزل، فجعلوا منه صعلوكًا لا هم له إلا الزنى وشرب الخمر، فرددوا كالببغاوات ما يردده الغرب عن أبطالنا، لكي يغيروا مسار القصة من كونها بعثة دعوية قام بها داعية إسلامي، إلى قصة جنسية قام بها مسلم منحرف!
وبعد أن عرفنا مصدر الطعونات الجنسية التي يكيلها الصليبيون بين التارة والأخرى لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والرموز الإسلامية من هارون الرشيد وغيره جاء الوقت لكي نكمل مغامرتنا مع ابن فضلان. فقد توغل أبن فضلان في بلاد الروس حتى وجد أناسًا من "الفايكنج" وهي القبائل التي تسكن السويد والنرويج والدنمارك وإيسلندا، ولنترك ابن فضلان نفسه الذي جاء من بغداد رمز الحضارة الإسلامية يصف لنا ما شاهده بأم عينه:
"كان أعظم ما يعلمه أولئك القوم من الحلي هو الخرز الأخضر! يشترون الخرزة بدرهم، وينظمونه عقودًا لنسائهم. وهم أقذر خلق اللَّه لا يستنجون من غائط ولا بول، ولا يغتسلون من جنابة، ولا يغسلون أيديهم من الطعام، بل هم كالحمير الضالة، يجيئون من بلدهم فيُرسون سفنهم بإتل، وهو نهر كبير، ويبنون على شطه بيوتًا كبارًا من الخشب. ولا بد لهم في كل يوم من غسل وجوههم ورؤوسهم بأقذر ماء يكون وأطفسه. وذلك أن الجارية توافي كل يوم بالغداة، ومعها قصعة كبيرة فيها ماء، فتدفعها إلى مولاها فيغسل فيها يديه ووجهه، وشعر رأسه فيغسله ويسرّحه بالمشط في القصعة، ثم يتمخط ويبصق فيها، ولا يدع شيئًا من القذر إلا فعله في ذلك الماء، فإذا فرغ مما يحتاج إليه حملت الجارية القصعة إلى الذي جانبه ففعل مثل فعل صاحبه، ولا تزال ترفعها من واحد إلى واحد حتى تديرها على جميع من في البيت. وكل واحد منهم يتمخط ويبصق فيها ويغسل وجهه وشعره فيها. وساعة توافي سفنهم إلى هذا المرسى يخرج كل واحد منهم ومعه خبز ولحم وبصل ولبن ونبيذ، حتى يوافي خشبة طويلة منصوبة، لها وجه يشبه وجه الإنسان، وحولها صور صغار، وخلف تلك الصور خشب طوال قد نصبت في الأرض، فيوافي إلى الصورة الكبيرة ويسجد لها، ثم يترك الذي معه بين يدي الخشبة -ويقول لها: "يا ربي! أريد أن ترزقني تاجرًا معه دنانير ودراهم كثيرة فيشتري مني كل ما أريد ولا يخالفني فيما أقول"؛ ثم ينصرف. فإذا تعسر عليه بيعه وطالت أيامه، عاد بهدية ثانية وثالثة، فإنْ تعذر ما يريد، حمل إلى كل صورة من تلك الصور الصغار هديةً، وسألها الشفاعة، وقال: "هؤلاء نساء ربنا وبناته وبنوه"، لا يزال يطلب إلى صورة صورة يسألها، ويستشفع بها ويتضرع بين يديها، فربما تسهّل له البيع فباع، فيقول: "قد قضي ربي حاجتي، وأحتاج أن أكافيه". فيعمد إلى عدة من الغنم أو البقر فيقتلها ويتصدق ببعض اللحم، ويحمل الباقي فيطرحه بين يدي تلك الخشبة الكبيرة والصغار التي حولها. ويعلق رؤوس البقر أو الغنم على ذلك الخشب المنصوب في الأرض. فإذا كان الليل وافت الكلاب فأكلت جميع ذلك، فيقول الذي فعله: "قد رضي ربي عني وأكل هديّتي! " وإذا مرض منهم الواحد ضربوا له خيمة ناحيةً عنهم، وطرحوه فيها، وجعلوا معه شيئًا من الخبز والماء، ولا يقربونه ولا يكلمونه، بل لا يتعاهدونه في كل أيام مرضه لا سيما إن كان ضعيفًا أو مملوكًا. فإن برئ وقام رجع إليهم، وإن مات أحرقوه، فإن كان مملوكًا تركوه على حاله تأكله الكلاب وجوارح الطير. وكان يقال لي إنهم يفعلون برؤسائهم عند الموت أمورًا أقلها الحرق. فكنت أحب أن أقف على ذلك، حتى بلغني موتُ رجل منهم جليل، فجعلوه في قبره، وسقفوا عليه عشرة أيام حتى فرغوا من قطع ثيابه وخياطتها. وذلك أن الرجل الفقير منهم يعملون له سفينة صغيرة، ويجعلونه فيها ويحرقونها. والغني يجمعون ماله، ويجعلونه ثلاثة أثلاث. فثلث لأهله، وثلث يقطعون له به ثيابًا، وثلث ينبذون به نبيذًا يشربونه يوم تقتل جاريتُه نفسها، وتُحرَق مع مولاها. وهم مستهترون بالنبيذ يشربونه ليلًا ونهارًا، وربما مات الواحد منهم والقدح في يده. عندما يموت رجل جليل منهم، أو أحد رؤسائهم يقومون بوضعه في قبره ويقفلون عليه القبر لمدة عشرة أيام، حتى يفرغوا من تفصيل وحياكة الملابس اللازمة لهذه المراسم، مراسم حرق الميت، ومن ضمن هذه المراسم أن تحرق معه إحدى جواريه، فسأل سائل: من منكن يموت معه؟ فوافقت إحداهن طائعة راضية بمحض إرادتها، فهذا حسب معتقداتهم شرف لها، ومن لحظة موافقتها، تسهر بقية الجواري علي خدمتها، لدرجة أنهن يغسلن رجليها بأيديهن وهم يستعدون لتفصيل وحياكة الملابس اللازمة للحرق والجارية في كل يوم تشرب وتغني فرحة مستبشرة. ولما كان اليوم الذي سيحرق فيه الميت وجاريته، قامت الاستعدادات لذلك أمام النهر الذي ترسو فيه سفينته، التي يجري إعدادها بشكل فائق الجودة والبذخ بما فيه السرير الذي سوف يمدد عليه الرجل المتوفى، وتشارك في هذه المراسم، امرأة عجوز شمطاء، تسمي عندهم (ملك الموت) وهي التي تتولي قتل الجارية التي وافقت علي الموت مع سيدها وفي اللحظة المحددة يخرجون الميت من قبره، ويلبسونه سراويل جديدة، ويضعونه في الخيمة التي علي السفينة، ويجلسونه وقد اسندوه بالمساند، ووضعوا أمامه الفاكهة والريحان والنبيذ والخبز واللحم والبصل، ثم يقطعون كلبًا إلى نصفين ويلقونه في السفينة، ويضعون جنب المتوفى جميع سلاحه، ثم يجيئون بفرسين يذبحونهما بعد الغرق ويقطعون لحمهم بالسيف ويلقونه بالسفينة، ثم يفعلون الشيء ذاته ببقرتين وديكا ودجاجة، وأثناء ذلك تقوم الجارية التي سوف تحرق معه بالمرور داخل الخيم المنصوبة علي شاطئ النهر أمام السفينة، فينكحها كل صاحب خيمة ويقول لها: سلّمي على مولاكِ وقولي له إنما فعلت هذا حبًا به! وبعد حركات متعددة تقوم الجارية أمام الحضور مع العجوز (ملك الموت) لتصعد إلي السفينة، فتشرب النبيذ، قدحًا بعد قدحٍ، وملك الموت تقتلها بخنجر عريض النصل، والرجال يضربون بالخشب علي التراس، لئلا يسمع صوت صراخها، فتجزع بقية الجواري، فلا يوافقن بعد ذلك علي الموت مع أسيادهن، ثم يتم حرق السفينة بكل ما فيها: الرجل السيد المتوفى وجاريته المتوفاة، وكل الأشياء والحاجات التي تم جمعها في السفينة، في أثناء تلك المراسم العجائبية".
وبعد هذه المناظر الهمجية التي رآها ابن فضلان في مغامرته، صلى للَّه ركعتين شكرًا للَّه على نعمة الإسلام، وقرر الرجوع إلى البلاد الإسلامية وترك أولئك الهمجيين، واعتقد ابن فضلان أنه بعد مشاركته في مراسم الميت ودفنه، سوف يسمح له بالمغادرة، لكن ظنه خاب، فقد بدأ الصراع الداخلي بين زعماء أهل الشمال لخلافة الزعيم المتوفى، وانحصر الصراع بين زعيمين منهم. وكان كل واحد يحشد لمناصرته الأعيان وذوي النفوذ، ووإن أحدهما ويدعى (توركيل) يتطلع لمساندته ضد الآخر ويدعى (بولييف) في صراعهما علي الزعامة، خاصة أنه (توركيل)، كان طيلة الوقت يعتقد أن ابن فضلان مشعوذ وساحر يتمتع بقوة معينة، بسبب قراءته للقرآن وقيامه الليل، لذلك سمع ابن فضلان نصيحة الترجمان، وقرر البقاء وعدم اللجوء للهرب، لأنه سيعامل في حالة إكتشاف أمره كلص، حيث يقوده الناس إلي شجرة ضخمة، ويوثقون حبلا قويا حوله ويشنقونه ثم يتركونه معلقا حتى يبلي جسمه ويتناثر إربًا إربًا بفعل الريح والمطر. ثم حدثت مفاجأة غيرت من مجري الصراع على الزعامة، فقد وصل رسول من بلاد الشمال البعيدة "السويد" من قبيلة بولييف ليخبره أن هناك أخطارا جمة تحيق ببلاده البعيدة وأنه علي بولييف الاستعداد للعودة إلي بلاده لإنقاذها من هذه الأخطار، فقام بولييف باستدعاء العجوز الشمطاء (ملك الموت) فقامت ببعض حركات الشعوذة لتخبر بعدها بولييف أنه دُعي من قبل الآلهة لترك هذا المكان بسرعة، وأن ينصرف كبطل لصد ما يهدد بلاد الشمال من الخطر، وأخبرته أيضًا أن فريقه كاملا يجب أن يكون مؤلفًا من ثلاثة عشر محاربًا أحدهم من غير أهل الشمال، لذلك كان الثالث عشر غير الشمالي هو أحمد بن فضلان، ومنذ تلك اللحظة حمل صفة المحارب الثالث عشر، رغم كل الاعتذارات والتبريرات التي قدمها لاستثنائه من تلك المهمة، لذلك كانت هذه الحالة الإجبارية كارثة حقيقية لابن فضلان، مما حدا به للقول: "بالنسبة لشخصي اعتبرت حالي كحال الشخص الميت".

لتبدأ بذلك مغامرة جديدة لا يتسع كل كتابي هذا لذكرها، فقد كان الهدف الذي أردته هو تنبيه الأمة بتاريخها المنسي، أما من أراد متابعة مغامرات ابن فضلان فعليه أن يقرأ رسالته الشهيرة، على أن يحذر من التشويه العظيم الذي وضعه المستشرقون فيها من طعونات في شرف هذا الداعية الإسلامي العظيم! ..... انتهى ..
.
.
المصدر
مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ

المؤلف: جهاد التُرباني

السبت، 17 سبتمبر 2016

مَعَاني أَسمَاء الأَنْبِيَاء
.
.
كثير ما نقراء اسماء الأنبياء عليهم صلاة الله وسلامه بالذات انبياء بني إسرائيل عليه السلام و الأنبياء القدماء ولكن لم نتفطن لمعانيها ولم نقراء هنا جمعت هذه الأسماء من كتاب #معاني_اسماء_الأنبياء وجلبتها لكم لا تنسوني من دعاكم 😍❤
.
.
ابونا وجدنا الأعلى الأول وابو البشر " آدم " عليه السلام ..
بالإنجليزية: Adam
بالعبرية:
تقسيم الإسم: آد-ئَم، ومعناه (الأرض) وبالعبرية والعربية هو إسم عام للذكور.
..................
جدنا الأعلى الثاني "نوح" عليه السلام
بالإنجليزية: Noah
بالعبرية:
تقسيم الإسم: نوه - ياه، ومعناه "هادئ" وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس بن يرد بن مهلابيل بن قينان بن آنوش بن شيث بن آدم، وكان بين نوح وبين آدم ألف عام؛ فقد سأل رجل النبي عن الزمن الذي كان بينه وبين نوح فقال نبينا "عشرة قرون" (1).
...................
"إدريس" عليه السلام
بالإنجليزية: Enoch
بالعبرية:
تقسيم الإسم: آخ - نوخ، ومعناه (المُكرِّس) وهو أوَّل من خطَّ بالقلم وقد رفعه الله مكانا ً علياً في السماء الرابعة (2).
..................
"هود" عليه السلام
بالإنجليزية: Heber
بالعبرية: ليس له أصل عبراني
تقسيم الإسم: هي - بير، ومعناه "رفيق" وهو هود بن شالخ بن أرفكشاد بن سام بن نوح , وهود عند أهل الكتاب هو ( عابر ) وهو من الأنبياء العرب الذين قال عنهم نبينا: "أربعة أنبياء من العرب هود وصالح وشعيب ونبيُّك يا أبا ذر" وهو من العرب العاربة التي سبقت إسمعيل جدّ العرب المستعربة
...........
"صالح" عليه السلام
بالإنجليزية: Shelah
بالعبرية: ليس له أصل عبراني
تقسيم الإسم: بلا تقسيم
ومعناه من الصلاح وهو عكس الفساد أو الخراب.
............
"لوط" عليه السلام
بالإنجليزية: Lot
بالعبرية:
تقسيم الإسم: لوط، ويعني (مُتَستِّر) يُشبه إسم (ناحميا) كما سيأتي لاحقاً, وكان لوط ابن أخي إبراهيم وهو المبعوث في أول قوم في التاريخ يرتكبون فاحشة الشذوذ الجنسي.
............
"إبراهيم" عليه السلام
بالإنجليزية: Abraham
بالعبرية:
تقسيم الإسم: آب - راهام .
ومعناه (أب رحيم) وكان إسمه من قبل (آبرام) أي (أب الأمم) ولإنه أوَّاه كثير الجزع سمَّاه الله (إبراهيم) وهو أبو الأنبياء .
................
"إسرائيل" عليه السلام
بالإنجليزية: Israel
بالعبرية:
تقسيم الإسم: إسرا - ئيل .
و (ئيل) تعني الله و إسرا تعني (مكافح - مجاهد - مصارع - مقاتل - محافظ) والأصوب هو (مجاهد الله) أي أنه الذي يجاهد لأجل الله وإسمه العبري هو (ياعقوبي) أو (يعقوب) ومعناه (يَعقُب) أو (يَخْلُف) أي يحِّل محَّل.
..........
"إسحق" عليه السلام
بالإنجليزية: Isaac
بالعبرية:
تقسيم الإسم: شا-حَّك .
وهو إسم عبراني من جزء واحد وينُطق بالعبرية ( شاحاك ) ويعني ( ضحَّاك) أو (ضاحك) وسمّي كذلك لإن سارة أمه لما بشّرتها الملائكة بأنها ستلد فصكَّت وجهها وضحكت لإنها إستغربت الموقف , فلما جاءها الولد تذكرت الموقف وقالت: هو ولدي جائتني بشارته وأنا أضحك فأسميته ضاحك أي (إسحق) وهو الأخ الغير شقيق للنبي إسمعيل عليهما السلام.
................
"إسمعيل" عليه السلام
بالإنجليزية: Ishmael
بالعبرية:
تقسيم الإسم: يشيمع - ئيل .
وهو يعني (يَسْمَع الله) وسمِّي بإسمعيل لإن هاجر عليها السلام لما طافت بين الصفا والمروة طلباً لماء يسد ظمأ ابنها لم تجد ماء في أول ست أشواط؛ وفي الشوط السابع إستجاب الله لها دعائها فقالت (يَسْمَع الله دُعائي) فمبالغةً لشكرها ربها سمَّت إبنها (يَسْمَع الله) لتتذكر كيف سمع الله صراخها وهي تدعوه؛ وإسم إسمعيل قريب جداً من إسم (شمويل) كما سيأتي لاحقاً إذ أن الإختلاف بين الإسمين في تصريف فِعل (شَمَع) أي (سمع) بالعبري.
.................
"يوسف" عليه السلام
بالإنجليزية: Joseph
بالعبرية:
تقسيم الإسم: يوه - سف .
ويعني ( يهوه يزيد ) ويهوه هو إسم من أسماء الله عند اليهود وبالتالي يكون معناه ( الله يزيد ) أي أن الله يزيد كل خير من عنده؛ وهو ليوسف ابن إسرائيل (يعقوب) من زوجته راحيل أو (ريتشل) وهو الذي سمّاه نبينا الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم, يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام أجمعين, ولكل مسمّى من إسمه نصيب فلقد زاد الله جمال يوسف حتى قال نبينا أنه أعطي شطر الجمال.
.................
"يونس" عليه السلام
بالإنجليزية: Jonah
بالعبرية:
تقسيم الإسم: يوه - ناه .
ومعناه (حمامة) وهو (يونان) عِند أهل الكتاب؛ وهو النبي الذي بعثه الله تعالى لأهل نينوى بالعراق ولَبُثَ في بطن الحوت ثلاثة أيام بلياليهن.
................
"أيوب" عليه السلام
بالإنجليزية: Job
بالعبرية:
تقسيم الإسم: يو-هوب .
ومعناه ( مستقيم ) أي الرجل المستقيم الذي يطيع الله تعالى على الدوام؛ وهو لأيوب بن موص بن رازح بن العيص بن إسحق بن إبراهيم وتجلَّت معنى الإستقامة التي هي من إسمه في صبر أيوب على البلاء الذي إبتلاه الله به.
.................
"شعيب" عليه السلام
بالإنجليزية: Jethro
بالعبرية: ليس له أصل عبراني
تقسيم الإسم: لا يوجد .
ومعناه (متفوِّق) وهو حما النبي موسى الذي زوجه إحدى بناته وسمِّي (متفوِّق) لإنه كان بارع في رعاية الغنم منذ صغره.
..................
"موسى" عليه السلام
بالإنجليزية: Moses
بالعبرية:
تقسيم الإسم: موه - زيز .
ويُنطق بالعبرية (موشيه) ومعناه (مُنقِذ) وبعد التدقيق والتمحيص في أصل اللغة العبرية القديمة وجدت أن (مُنقِذ) أقرب إلى (مخلِّص).
.................
"هارون" عليه السلام
بالإنجليزية: Aaron
بالعبرية:
تقسيم الإسم: آهَ - ران .
ومعناه (موطِن القوَّة) وقال أهل اللغة العبرية أن أصل الإسم يُحتمل أن يكون قِبطياً وذلك لتأثر أم موسى وهارون عليها السلام بالبيئة المصرية التي سكنت فيها بنو إسرائيل.
.................
"إلياس" عليه السلام
بالإنجليزية: Elijah
بالعبرية:
تقسيم الإسم: لاي - جاه .
ومعناه (الرب إلهي) وهو إلياس بن عازر بن أليعازر بن هارون بن عمران , وكان هو النبّي المُرسل إلى قومٍ يعبدون صنما ً إسمه (بعل) وسمِّيت عليه مدينة في لبنان شهيرة وهي (بعلبك).
................
"يُوشع" عليه السلام
بالإنجليزية: Joshua
بالعبرية:
تقسيم الإسم: يوش - هو - ياه .
وقد تسمّى به فتى موسى يوشع بن نون بن أفراييم بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل الذي ذكره الله في سورة الكهف في قصة الخضر في قوله {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} (60) سورة الكهف؛ ومعناه ( يَهْوَه هو الخلاص ) و"يهوه" هو إسم من أسماء الله عند اليهود ولذلك تجد فرقة من فرق النصارى تسمَّت بإسم الذين زعموا أنهم شاهدوا الرب لما كلّم الله موسى وهم (شهود يهوه), ومعنى إسم يوشع قريب من إسم المسيح الآرامي ( ياه - سوع ) أو (يسوع) الذي يعني (الله يخلِّص) وأيضا ً من ( شيع - ياه ) أو (إشعياء) والذي يعني ( خلاص الرب) و اليشع الذي يعني ( الرب هو خلاصي) وتصريف فعل "الخلاص" في كل هذه الأسماء يدل على تعلُّق بني إسرائيل بالخلاص الحقيقي أو الـSalvation الذي كانوا ينتظروه على يد مسيّا وقد وقع على يد النبي محمد الذِّي جاء بشريعةٍ تقوم بكتابٍ يهدي إلى الحق ويخلِّص الناس من عبادة العبيد لعبادة رب العباد وبسيفٍ ينصر الله به أولياؤه على أعدائه.
...................
"اليسع" عليه السلام
بالإنجليزية: Elisha
بالعبرية:
تقسيم الإسم: إيلي - ياه - شاع .
ومعناه (الرب مخلِّصي) وهو ابن عم إلياس وقد خلفه في تأدية الرسالة لأهل بعلبك.
....................
"ذي الكفل" عليه السلام
بالإنجليزية: Ezekiel
بالعبرية:
تقسيم الإسم: زيكي - ئيل .
ومعناه ( قوَّة الله ) وكما ذكرت سابقاً فإن (ئيل) تعني الله؛ والنبي ذو الكفل هو نفسه (حزقيال) عِندَ أهل الكتاب وهو من الأسرى الذين أُخذوا إلى بابل العراق لما حصل السقوط الأول لأورشليم (بيت المقدس) 580 سنة قبل الميلاد.
...................
"داوود" عليه السلام
بالإنجليزية: David
بالعبرية:
تقسيم الإسم: داي - فود .
ويُنطق (دافييد) أيضا ً ويعني ( المحبوب) وسمُّي بالمحبوب للرواية الثابتة عن أن آدم رأى من ذريته شاب أشقر الشعر وأزرق العين فقال: يا رب من هذا ؟
فقال الله: هذا ولد من ذريتك , فقال آدم: وكم يعيش ؟
فقال الرب: يعيش ستِّين عاماً, فقال آدم: أي ربِّ أنسئ له من عمري أربعين عاماً ففعل الله تعالى , فعاش نبي الله داود مائة عام تامة لإن آدم أحبَّه عن غيره فسُمِّي محبوباً.
.................
"سليمان" عليه السلام .
بالإنجليزية: Solomon
بالعبرية:
تقسيم الإسم: شال - موه .
معناه (رَجل سلام) و (شال) إختصار (شالوم) أي سلام وينطق أيضاً (سولومون) وقيل أن سمكة (السلامون) سميت على إسم الملك سليمان لإنها "مسالمة" من بين باقي الأسماك.
....................
"شَمْويل" عليه السلام
بالإنجليزية: Samuel
بالعبرية:
تقسيم الإسم: شَم - يو - ئيل.
ومعناه "سَمِعَ الله" وقد خرَّجت سابقاً معنى (إسمعيل) ومعناه "يَسمع الله" والإسمان متشابهان جداً, و شمويل عند أهل الكتاب هو (صموئيل) وكان قاضياً ونبيّاً وهو الذي مَسَح داوود مَلِكاً على إسرائيل في وقت طالوت, وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } (246) سورة البقرة , وهذا النبي هو (شَمويل) .
..................
"آرمياء" عليه السلام
بالإنجليزية: Jeremiah
بالعبرية:
تقسيم الإسم: جاري - ياه - ماي - ياه .
ومعناه ( الرب يرفعني ) والياهات المقدمة هي مقسمات بالعبرية لتمجيد الرب سبحانه وتعالى.
..................
"إشعياء" عليه السلام
بالإنجليزية: Isaiah
بالعبرية:
تقسيم الإسم: شيع- يوه .
ومعناه (خلاص يهوه) وهو إشعيا بن آموص ويُعَّد سِفره في العهد القديم من ركائز الأدب العبري.
..................
"ناحميا" عليه السلام
بالإنجليزية: Nehemiah
بالعبرية:
تقسيم الإسم: ناحيم - ياه .
ومعناه (المعزِّي) وهو شبيه بالإسم الذي أطلقه المسيح في إنجيل يوحنا عن الفاراقليط ؛ وعِند أهل الكتاب يُنطق (نحميا) وهو النبي الذي كُلِّف بقيادة اليهود إلى أورشليم (بيت المقدس) بعد النفي.
....................
"هُوشَياع" عليه السلام
بالإنجليزية: Hosea
بالعبرية:
تقسيم الإسم: ها-شيع .
ومعناه (الخلاص) وسبق أن قلت في إسم النبي (إشعياء) في تقسيم الإسم أن "شيع" تعني خلاص والهاء في اللغة العبرية تحل مكان (الـ) التعريفية وهو من أنبياء بني إسرائيل وعِند أهل الكتاب هو (هوشع).
.................
"يوئيل"
بالإنجليزية: Joel
بالعبرية:
تقسيم الإسم: يوه - ئيل .
ومعناه ( يهوه هو الله ) وسبق أن قمت بتعريف (يوه) أنها إختصار (يهوه) وأن (ئيل) هي الله بالعبرية فتكون مجتمعة: يوئيل, وبه حُب إثبات أن يهوه هو الله.
...................
"صِفاني" عليه السلام
بالإنجليزية: Zephaniah
بالعبرية:
تقسيم الإسم: زيفا - نييه .
ومعناه (الله يَسْتُر) ودلالة التسمية أن الله يستر على العبد طالما ستر العبد على نفسه وهو عند أهل الكتاب (صفنيا).
...................
"حبقوق" عليه السلام
بالإنجليزية: Habakkuk
بالعبرية:
تقسيم الإسم: هاب - اكوك .
ومعناه (يُعانِقْ) وإسمه هو نفسه عند أهل الكتاب.
...................
"عُزير" عليه السلام
بالإنجليزية: Ezra
بالعبرية:
تقسيم الإسم: إيزير-ياه .
ومعناه ( مُساعِد ) وهو الذي قال عنه بعض يهود أنه إبن الله لإنه أعاد كتابة التوراة من غير وحي بعد سبي اليهود ببابل وهو الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه وتلا بيانه في قوله {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (259) سورة البقرة, هُوَ عزير.
.................
"دانيال" عليه السلام
بالإنجليزية: Daniel
بالعبرية:
تقسيم الإسم: داني-ئيل .
معناه (قضا الله) أي حَكَم؛ و (ئيل) كما ذكرت تعني (الله) كـ(بيت ئيل) التي تعني (بيت الله) و (دان) تعني قضى وهو من القضاء أي الحكم وليس القضاء مُلازِم القدر.
................
"زكريا" عليه السلام
بالإنجليزية: Zachariah
بالعبرية:
تقسيم الإسم: زاك - آه - راي - ياه.
ويعني ( الله ذُكِر ) وأول جزء من إسمه (زكر) توافق الكلمة العربية (ذِكر).
.................
"يحيى" عليه السلام
بالإنجليزية: John
بالعبرية:
تقسيم الإسم: يو - حنَّه .
ويعني ( حَنوُن ) وأول من تسمَّى بهذا الإسم هو يحيى بن زكريا ثم تسمَّى بعده مباشرةً أحد أنشط تلاميذ وحواريي المسيح , وعِندَ أهل الكتاب يحيى هو (يوحنَّا) ولذلك يفرِّق أهل الكتاب بين يحيى النبي وبين يحيى التلميذ بقولهم عن الأول (يوحنا المعمدان) الذي تعمَّد بالماء المقدسة بنهر الأردن.
............
"عيسى" عليه السلام
بالإنجليزية: Jesus
بالعبرية:
تقسيم الإسم: ياه - شوع، ويعني (الله يُخلِّص) وعِند النصارى هو (يسوع) وكان لسان المسيح ? آرامياً وكان إسمه بالآرامية القديمة (ياشوا), ولما دخلت النصرانية اليونان سمُّوه (إيسوس) ولما دخلت بلاد العرب صار (عِيسَى).
وآخِرُ دعَوانا أنِ الحَمدُ للهِ رَبّ العَالمين والصَلاةُ والسَّلاَم ُعلى نبيّنا مُحمَّدٍ وعلى آَلهِ وَصَحبِه أَجمَعين.
.
.
المصدر :
مَعَاني أَسمَاء الأَنْبِيَاء
وكَتبه العبد الفقير الراجي عفوَ ربّه : ابن الشريف
وراجعه فضيلة الشيخ الدكتور \ مُنقِذ بن محمود السقَّار
يوم السبت 27 شوال لعام 1427هـ الموافق
18 نوفمبر لعام 2006 م
.
.
بتصرفي تنسيقاً
شَاهَزادهـ|هَمّايُون

الجمعة، 2 سبتمبر 2016



«اللهم اشْهد أنّي قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل مَن كفر بك، حتى لا يُعْبَد أحد مِن دونك»
.
.
التابعي الكبير و المجاهد الأموي البطل عُقبة بن نافع الفهري القرشي رحمه الله .
.
.
عُقبة بن نافع الفهري هو أحد القادة الذين نشروا الإسلام والعربية بالمنطقة التي تعرف اليوم بالمغرب العربي الكبير، واسمه الكامل هو: عُقْبَةُ بْن نَافِعِ بن عَبْدِ قَيْسِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الظَّرِبِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ فِهْرِ. وُلِدَ قبل وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنة واحدة[1]، أي في عام 10 للهجرة/موافق 731هـ. فهو –إذن- تابعيٌّ جليل، أدرك عددا من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
.
.
تربطه بعمرو بن العاص "رضي الله عنه" صلة قرابة، فقد كانا ابنيْ خالة. وتذكر مصادر أخرى أن عقبة «هو ابن أخي العاص بن وائل السهمي لأمه»[2]. هبط مع أهله إلى مصر وسكنوا زُقاق القناديل بالقاهرة، وكانت دارهم تعرف بدار الفهريين، الأخبار الأولى التي نلقاها في المصادر التاريخية تتحدث عن عقبة بن نافع تُخبرنا بأنه كان في جُند عمرو بن العاص لما فتح مصر عام 20هـ[3]. ثم بدأ يقوم ببعض الدوريات الاستطلاعية إلى أرض النُّوبَة، ثم بعد قليل تمكّن عقبة من فتح زوِيلَة وبَرْقَة ولم يرجع إلى مصر حتى أسلم أهلهما كلهم. وبعد أن فتح عمرو بن العاص مدينة طرابلس، غزا عُقبة بن نافع الفهري إفريقية سنة 41هـ، لكنه لم يفتحها. وفي السنوات التالية فتح لُوَاتَة، ومَزَاتَة، وغدامس، وبعض كُوَرِ السُّودان، ووَدّان، وعامّة بلاد البربر. ولمّا وُلي مُعاوية ابن أبي سفيان الخلافة "رضي الله عنهما" وجّه عقبة بن نافع الفهري إلى إفريقية غازيا في عشرة آلاف من المسلمين، فافتتحها، واختطّ قيروانها[4].
.
.
وقد امتدت ولاية عقبة بن نافع الأولى على إفريقية من عام 50هـ إلى 54هـ، وفيها بنى مدينة القيروان، وقد كان موضعها غَيْضَة ذات طَرْفَاء وشجر لا يُرَام من السباع والحيات والعقارب القتّالة. يذكر ابن الأثير أن عُقبة بن نافع «ركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم، وكان غيْضة كثيرة الأشجار مأوى الوُحُوش والحيّات، فأمر بقطع ذلك وإحراقه، واختطَّ المدينة، وأمر الناس بالبنيان»[5].
.
.
كان اختطاط القيروان عام 51هـ، وبها أقام عقبة بن نافع فيما تلاه من أعوام، وأبرز أعماله بالقيروان بناء المسجد الجامع، وما لبثت جموع المؤمنين أن قصدته من كل حَدَبٍ وصَوْبٍ، فَعُمِّر بذِكْر الله تعالى، وشرع حُفَّاظ القرآن يُعَلِّمون الناس الكتاب العزيز، وهكذا شرح الله قلوب أبناء البلد الأصليين للإسلام. أما تاريخ بنائه، فيقول ابن الأبار: «وأوَّلُ من بنى هذا الجامع الأشرف عُقبة بن نافع الفهري، وهو الذي اختط مدينة القيروان في سنة ثلاث وخمسين من الهجرة»[6].
.
.
ويذكر المؤرخون أنه بعد أن افتتح عقبة بن نافع الفهري أفريقية سنة 50هـ، واختطَّ القيروان، أقام بها ثلاث سنين، «وفي سنة 55هـ عَزل معاوية بن أبي سفيان عقبةَ بن نافع عن أفريقية فكانت ولايته عليها أربعة أعوام»[7]. ثم يُقَدِّرُ الله –عزّ وجلّ- أن يرجع عُقبة بن نافع إلى استئناف فتوحاته مُولًّى على المغرب مِنْ قِبَلِ يزيد بن معاوية "رحمه الله" سنة 62هـ. يذكر ابن خلدون أنه في سنة اثنتين وستين بُعث عقبة بن نافع إلى افريقية،... ثم خرج إلى غزو بعض القبائل البربرية المرتدة[8]. وقد امتدت ولاية عُقبة بن نافع الثانية على أفريقية من عام 62هـ إلى 63هـ. في ولايته الثانية توجّه عقبة بن نافع بجيوشه نحو المغرب، ولما جاوز مدينة تاهرت، واقترب من حُدود المغرب الأقصى الشرقية، اجتمعت عليه جيوش الروم، فخرج عُقبة إلى قتالهم، وقبل أن يمضي إلى المعركة قام في الناس خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
.
.
"أيها الناس: إن أشرافكم وخياركم الذين رضي الله عنهم وأنزل إليهم كتابه، بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على من كفر بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرافكم والسابقون منكم للبيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين بجنته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة، وإنما بايعتم رب العالمين وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلا طلبا لرضاه وإعزازا لدينه، فأبشروا فكلما كثر العدو كان أخزى لهم وأذل إن شاء الله، وربكم -عزّ وجلّ- لا يسلمكم، فالْقَوْهُم بقلوب صادقة، فإن الله جعلكم بأسه الذي لا يُردّ عن القوم المجرمين، فقاتلوا عدوكم على بركة الله وعونه"[9].
.
.
وفي هذه الولاية الثانية دخل عقبة بن نافع مدينة طنجة، يقول المالكي في «رياض النفوس»: إن عُقبة بعدما تسلّم الولاية الثانية خرج من القيروان وانطلق بجيش كثيف نحو الغرب، ففتح حصونا ومدنا عديدة، وتقدّم إلى المغرب الأقصى حتى نزل طنجة، ثم رحل إلى السوس الأقصى يريد البحر المحيط، فانتهى إليه وأقحم فرسه فيه، وقال قولته المشهورة: «اللهم اشْهد أنّي قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل مَن كفر بك، حتى لا يُعْبَد أحد مِن دونك»[10]. كما نصّ على دخوله المغرب ابن عَذَارِي فيما نقله عن ابن عبد البر، قال: «فتح عُقبة عامّة بلاد البربر إلى أن بلغ طنجة، وجال هنالك لا يقاتله أحد»[11].
.
.
والأنباء التي يُورِدها الإخباريون عن دخول عقبة بن نافع المغرب قليلة، لكن يستفاد منها أنه عمل جُهداً طيباً في نشر الإسلام، لاسيما بطنجة عاصمة المغرب القديم، وأنه لما قرّر القفول إلى القيروان ترك في أهل المغرب بعض أصحابه يعلمونهم القرآن والإسلام: منهم شاكر صاحب الرباط وغيره. كما يُذكر في بعض كتب التاريخ أن عقبة بن نافع الفهري بنى مسجداً على وادي نفيس جنوبيّ المغرب. وقد ظلّ هذا المسجد معروفا باسم "مسجد عقبة" إلى اليوم. قال البكري في «المسالك والممالك»: «وصل عقبة إلى مدينة نفيس وفتحها وبنى فيها مسجده المعروف إلى الآن»[12]. ولا شك أن عُقبة وصل إلى وادي نفيس سنة ثلاث وستين من الهجرة تاريخ رجوعه إلى المغرب الأوسط واستشهاده بعد أن أرسل كُسيلة -ملك أَوْرَبَة وَالبَرَانِس من البربر- جماعة اعترضت سبيله في تهوذا، وقتلوه في ثلاثمائة من كبار الصحابة والتابعين، و"استشهدوا كُلّهم بمقربة من تهوذة، في سنة ثلاث وستين. وقبره هُناك يُتبرّك به إلى اليوم"[13]. وقد دُفِنَ مع عُقبة بن نافع عدد من الصحابة، «وبُنيت قرية عند أضرحتهم سُمِّيّت بسيدي عُقبة، وبُنيَ على ضريحه مسجد تُقام فيه صلاة الجمعة إلى الآن»[14] "مع الإنتباه للمخالفة الشرعية غي بناء الأضرحة" ..
.
.
لقد انتقل عُقبة بن نافع إلى جِوَار رَبِّهِ بعد أن جاهد في سبيل الله، وقد عرضت المصنفات التاريخية صُوَراً من بُطولاته في مضمار الفتوحات الإسلامية، وخُلاصة ما يذكره مترجِموه أنّه «كان من خِيار الوُلاة والأمراء، مُستجاب الدّعوة»[15]... انتهى .. رحم الله عقبة و ورحم ورضي عن الصحابة و التابعين ورحم الله ذالك العهد العظيم، عهد
.
.
المراجع :
[1] ابن عذاري، البيان المغرب 1/19.
[2] الذهبي، سير أعلام النبلاء 3/532.
[3] البيان المغرب 1/8 ؛ سير أعلام النبلاء 3/532.
[4] فتوح البلدان للبلاذري 1/280 ؛ تاريخ ابن خلدون 2/128-129 ؛ البداية والنهاية لابن كثير 7/112 ؛ البيان المغرب 1/15.
[5] أسد الغابة لابن الأثير 4/57-58.
[6] ابن الأبار، الحلة السيراء 1/164.
[7] البيان المغرب 1/36.
[8] تاريخ ابن خلدون 4/185-186.
[9] معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان 1/48-49 .
[10] رياض النفوس 1/39
[11] البيان المغرب 1/38
[12] المسالك والممالك 2/256
[13] الحلة السيراء 2/323
[14] الراشدي، القول الأوسط في أخبار من حلّ بالمغرب الأوسط، ص.78
[15] البيان المغرب 1/20-21
.
.
المصدر :
مركز عقبة ابن نافع الفهري
المملكة المغربية . "بتصرف"