بين الإمام المجاهد سعود ابن عبد العزيز الكبير و الإمام الحبر الشوكاني رحمهم الله !
ومضات من تاريخ الدولة السعودية الأولى ..
كان الإمام سعود ابن الإمام عبد العزيز ابن الأمير محمد ابن سعود رحمه الله جميعا ملكه شديد وكان قوة الدولة السعودية في اوج قوتها بل وعصرها الذهبي كان ذا مهابة وقوة وجاه ومنعة عرف عنه القوة بالحق وكان قد غزى النجف وكربلاء أيام حكم ابيه مما جعل الدولة العثمانية والفرس يهابونه ويكيدون له المكائدوقد قلوا ابيه الإمام عبد العزيز غيلاة في صلاة العصر بعد ان بعثوا له احد الحشاشين وقد تكلمت عنها سابقاً, وكان يرحمه الله كعادت ابيه يرسل الرسائل للأمصار يحظهم فيها على نبذ الشرك والدعاء لغير الله فكانت له رسأل للشام والعراق و اليمن والإمارات و الترك والعجم وغيرها من الأمصار وكان بينه وبين صاحب صنعاء الإمام المتوكل مراسلات وكبيرة فقد طلب منه الإمام المتوكل تبيين منهجه فارسل له قصيدة قال فيها رحمه الله وذكر مدحه لوالده وتبان ما هم عليه من منهج وجهاد :
.
.
العالم العلامة العمال
من يحمل الأسياف والأسنة
عندهم البعيد كالحميم
والنصر معقود بتلك الهمة
وهادما مشاعر الأصنام
ذاك الإمام الفارس المفضال
وعنده من علماء السنة
من خلق مستحسن كريم
وقد أجابته الجموع الجمة
معظما شعائر الإسلام
.
.
وقال في أرجوزة له بعد ثنائه على والده:
بأمر رب العالمين الوازع
سعود مخ الراس قلب الهيكل
من فارس والروم والزنجان
وبعده قام الإمام البارع
وهو الهزبر الضيغم العدل الولي
كم زع بالقرآن والسلطان
ومصر من صولته مرعود
دوخها بالقهر والمغازي
قد أصبحت بعدله مطهره
ومن أبى يطره بالمشرفي
وفي العراقين له رعود
واليمن الميمون كالحجاز
والحرمين وهي المطهرة
بالرفق يدعوهم وبالتعطف
.
.
وشاهد الواقع فيه يكفي
فريه من أمراء العصر
مجاهدا في يومه وأمسه
في خارج بيعا بلا إقالة
ليظهر الحق وتعلو الكلمة
ببيضة الإسلام أن ترضا
في الأرض والعلو والعنادا
وإنما مطلوبه التوحيد
ولم يكن في نزعه من ضعف
فلم أر من عبقري يفري
وهكذا من يبتدي بنفسه
فإنه يطاع لا محاله
ونغمات أمره مترجمة
وهو الغيور الشهم ليس يرضى
لا يطلب الدنيا ولا الفسادا
أو مذهبا أو ذهبا يريد
.
.
وبعد ذكره لهذه القصيدة أتاه الرد من الشيخ الإمام الشوكاني رحمه الله وانزل على قبره الرحمات :
.
.
إلى الدرعية الغراء تسري
فتخبرها بما فعل الجنودُ
وتصرخ في ربى نجدٍ جهاراً
فيسمعها إذا صرخت سعودُ
وأبنا مقرنٍ وهُمُُ ليوثٌ
إذا الحربُ العوانُ لها وقودُ
ويسأل كلُّ ذي فهمٍ وعلمٍ
سؤالاً عند معضلة تؤودُ
ففي أبناءِ شيخ الفضل فضلٌ
إلى الإنصاف فضلهُمُ يقودُ
كذاك بقية الأقوامِ طُرّاً
وكل مُسَوَّدٍ منهم يسودُ
ألمّا تعلموا أنّا وأنتم
على صوبِ الصواب لنا قعودُ
ونهجُ الحق لا نبغي سواهُ
إليه جُلُّ مقصدنا يعودُ
وأنّا نجعلُ القرآنَ جسراً
فمصدرنا عليه والورودُ
نَرُدُّ إلى الكتابِ إذا اختلفنا
مقالتا وليس لنا جُحُودُ
كذاك إلى مقال الطُّهْر طه
نَرُدُّ وفي الكتاب لِذا شُهُودُ
.
.
* المصدر :
شبكة الرد الإلكترونية
كتاب: ديوان الشوكاني، المسمى أسلاك الحواهر تحقيق حسين العمري )ص154 ما بعدها